مصطفى الحاج حسين - لعلّه ديواني الأخير!..

لعلّه ديواني الأخير
تخشبت مساماتي
وتحجرت أنفاسي
وتيبّست أيامي
وماتت دروبي
واحترقت مراكبي
هزل ضوء آفاقي
وتكسّر سنديان صوتي
انهارت جدران رؤايَ
وتحطَمت نوافذ مخبئي
شاهدتني الهواجس
لاحقني الأرق
واصطادني الجنون
وطني كان قشة تطفو فوقَ السّراب
وعلم بلادي نسج من خيوط العنكبوت
نشيدنا الوطني ينزف أحلامنا
وحاكمنا يقتات على حرّيتنا
منازلنا ولّت الأدبار
ورغيفنا صار له أنياب
السّماء انتزعوا شمسها
والمطر سلخوا عنها نضارتَها
هتكوا بكارة النّقاء
وعلّقوا المدن من أثدائها
كرامتنا مسفوحة
مطالبنا مذبوحة
وترابنا مسروق الفحولة.

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى