وقفتُ أمام المرآة مبتهجا في منزل صديقي عبد الله .. اعيد إحكام ربطة العنق التي أرتديها مع بذلة المناسبات .. كان صديقي يدندن في الحمام مع نغمات أغنية ( وحياة قلبي وأفراحه ) صحتُ وانا أستدير امام المرآة سعيدا بأناقتي الطارئة ..
- أسرعْ يا أستاذ عبد الله .إننا لا نضمن المواصلات ويجب أن نحضر
الحفل منذ بدايته .
يبدو ان صديقي لم يسمعني . سيطرتْ عليه نشوةُ الفوز. أشعلتُ سيجارة طويلة وجلستُ مسترخيا على كرسي مريح واضعا ساقا فوق الأخرى، انفثُ الدخان لأعلى وأرمق راضيا حذائي اللامع .
قلت بصوت نصف مسموع
- أجل . يجب ألا يضيّع الإنسان اية فرصة تلوح له !
تذكّرتُ انني لم امن متحمسا للمشاركة في مسابقة القصة القصيرة التي سيحتفل اليوم بتوزيع الجوائز على الفائزين فيها ..لكن صديقي عبد الله حمَّسني ..وهاهي شهور قليلة قد مرت وأعلنت النتيجة بالصحف ويفوز صديقي بالجائزة الأولى وأفوز بالجائزة الثانية، قمتُ بنشاط ..فتحتُ حقيبتي وأخرجتُ الجريدة واطّلعت من جديد على الخبر المنشور بها
- تقيم اللجنة الفنية والثقافية بنادي .....حفلا كبيرا يحضره لفيف من كبار الأدباء والنقاد ورجال الإعلام وتوزّع فيه الجوائز المالية والأدبية على الفائزين في مسابقة القصة القصيرة التي نظّمها النادي –
أعدتُ الجريدة إلى مكانها داخل الحديقة بحنوّ .. وقمتُ أتعجّل صديقي.
وقبل ان أصيح من جديد خرج من الحمام ..ارتدى ملابس لا يرتديها إلا في المناسبات مثلي .. خرجنا من منزله أصابعي ممسكة بذراعه الضخمة. لمحنا تاكسيا بلا ركاب يتهادى أمامنا .. نظر صديقي إليّ ونظرت إليه .. اتجهنا نحو السيارة . جلس صديقي بحرص خشية على ملابسه الأنيقة . ثم حدّثني وهو ينظر إلى السائق . قال بصوت غليظ متصنع
إنه موعد مناسب . سنصل قبل بدء الاحتفال . ثم انه لا يمكن ان يبدأ الحفل دون ان يتاكدوا من وجودنا فنحن اول قائمة الفائزين!
أمام النادي أشار صديقي نحو بعض رجال الشرطة وهمس وهو يفرد قامته فيبدو صدره بارزا
- يبدو أن شخصيات مهمة ستحضر هذا الاحتفال
قلتُ له مغتبطا
- لا بد
داخل القاعة استقبلتنا سيدة أنيقة وهي تستفسر منّا عن شخصيتينا ..قال لها صديقي مزهوا
- عبد الله كروان .. الفائز الأول - وأشار ناحيتي - ...محمد عبد الرحيم .الفائز الثاني
ارتفع ترحيب السيدة الأنيقة بنا ..أبصرتُ رقبة صديقي أضخم مما كانت ..قالت السيدة وهي تتجه بنا للصفوف الأولى
- تفضّلا .هذه هي مقاعد الفائزين مبارك عليكما ..أهلا ..أهلا
بعد قليل امتلأ المكان بالجمهور والنقاد والشخصيات العامة ..سيدات وآنسات جميلات .ملابسهن كرنفال من الألوان والموديلات ..قلتُ لصديقي
- أجل يا عم ..أنت عريس هذا الحفل
اهتز كرشه الضخم وهو يضحك ... بدأ الحفل ...كانت السيدة الأنيقة على المنصة وعلى يمينها ويسارها يجلس رجال وسيدات مهيبو الطلعة . قال صديقي وهو يرنو نحو الجالس يسارها
- إنه الناقد الكبير ...... جميل جدا ان يعرف أننا فزنا . سيكتب عنا في صحيفته
قدّمت السيدة الأنيقة الجالسين على المنصة وسط تحية الجماهير وابتسمت وهي تقدم الجالس على يمينها وقالت ...
- في الحقيقة لم يكن الأستاذ ..... رئيس النادي يرغب في إعلان الخبر الذي سوف أعلنه الآن .. لكني رأيت ولعلكم تشاركونني الراي .. أن من الواجب علينا أن نشيد بكل من يساهم بأي جهد أو دعم مادي في سبيل إثراء الحركة الثقافية وتشجيع الأدباء وخاصة الشباب ..لقد آثر السيد الأستاذ رئيس النادي أن يتبرع من جيبة الخاص بجوائز هذه المسابقة الأدبية الناجحة!
ضجّت القاعة بالتصفيق . وصفقت أنا وصديقي بحماس .. وبدا رئيس النادي خجولا حينما حاصرته كاميرات المصورين الإعلاميين .. تعلّقت بع عيناي وانتقل بريق الخواتم العديدة التي تحيط بأصابعه فملأني الشعور بالبشر، صعد صديقي إلى المنصة وسط التصفيق الحاد متبخترا كالطاووس .. ارتبكتُ الدور عليّ .. موقف جديد بالنسبة لي .. امتدت أصابعي نحو ربطة العنق ثم إلى زر سترتي العلوي ..سمعت اسمي .. احمر وجهي . صعدت مرتجفا رغم سعادتي الغامرة محاولا تجاهل العيون المسلطة نحوي ..هدّأتْ كلمات التهاني رجفتي . أعطاني رئيس النادي مظروفين احدهما أكبر من الاخر .. جلستُ على مقعدي أرد على تهاني من حولي .. لم أدر ماذا حدث بعد ذلك .. لم اتابع بقية الفائزين العشرة وهم يصعدون إلى المنصة . . فكّرتُ في مستقبلي . يجب أن أواصل الكتابة . كثيرا ما كنت أشعر بالقنوط من إهمال النقاد لي ولجيلي من أبناء الأقاليم والمدن البعيدة عن العاصمة . قليلا ما كانت الصحف تنشر اعمالنا . الآن لابد ان يكتب الصحفيون الموجودون في الحفل عني ومذيعو الراديو والتلفزيون لا شك انهم سيذيعون في برامجهم الثقافية أخبار هذا الحفل الكبير وأسماء الفائزين في المسابقة، تنبّهتُ على يد صديقي تجذبني ..انتهى الحفل .. خرجنا من النادي . بدأت أسرع في خطوي ..وجدت صديقي أسرع مني ..كنت أريد ان أذهب غلى شارع جانبي لأفتح المظروفين ..لم أصبر حتى أذهب إلى المنزل .وجدت صديقي يفعل ما أفكر فيه .. توقّفْنا خلف منزل . لم يحثني . رأيته يفتح المظروف الصغير، امتدت يدي لتفتح مظروفي الكبير . لا شك ان به الشهادة التقديرية . بالفعل لكنْ وجدتها ورقة بيضاء سميكة عليها اسم النادي واللجنة الثقافية بخط كوفي عريض أما اسمي وكلمات التقدير بخط رفيع .. تجهّمتُ .. تنبّهت على همهمات صديقي الغاضبة ..نظرت إليه .كان مكفهرا ثائرا يتلفت حوله وهو يزفر ..امتدّت يدي إلى المظروف الصغير وجدت به ثمانين جنيها - فوجئتُ - نظرت إلى صديقي .وجدت يده تعتصر المظروف الصغير وتقذف به على الأرض ..لم يتكلم ..لم اتكلم .. حرك أصابعه الممسكة بورقة من فئة المائة جنيه .وبدا كما لو كان مشفقا علىّ ..لمح الجنيهات القليلة في يدي .قال ....
- غير مهم .. المهم القيمة الأدبية ..كذّبته ملامحه ..
قلت وأنا أكذب :
- اجل المهم القيمة الأدبية
شعرت بقهقهات مرّة تتجمع في صدري انطلقت قهقهاتي شاركتها قهقهاته، قال بعدما هدأت القهقهات :
- ما رأيك لو اشترينا دجاجة واقتسمناها سويا ..وافقت بإيماءة ..توقّفنا أمام مطعم كبير به شواية دجاج .دفعنا المبلغ المطلوب وانتظرنا بالخارج ليتم. الشواء شاهدت بجوارنا شابا كان يجلس قريبا مني في الحفل .كان مكفهرا .سمعته يقول غابا لشخص آخر
- أأحضر من أسوان من أجل الجائزة ثم أُفاجأ بأنها كتابان وورقة تافهة يسمونها شهادة تقدير ؟
قال له الشخص الآخر ورأسه خفيض .
- يبدو أن الجوائز المالية للفائزين الثلاثة الأوائل فقط
===== ======
قال صديقي ونحن نأكل بنهم رغم الضجر......
- بالطبع لم يكن في ظني ان الجوائز على هذا النحو خاصة وان إعلان المسابقة قد ذكر أن هناك جوائز مالية قيمة للفائزين دون أن يحدد مقدارها
- آه كنت أعمل حسابي على شراء بذلة جديدة وبعض الكتب ..لكن على العموم المبلغ جاء في وقته
أردتُ أن أودعه للذهاب لبلدتي القريبة من مدينته .. قال لا أنت تعلم أنني هنا وحدي سافر غدا بإذن الله ..بيني وبين بلدتي ساعة سفر بالقطار ..وكنت قد أبلغتهم في المنزل انني قد أتأخر واضطر للمبيت عند صديقي عبد الله
====== ======
صحوت على صوت صديقي يوقظني ..لمحته يعصر الليمون على الفول وأمامه ثلاث جرائد ...قال :
- إنها اول مرة أشتري فيها الجرائد الثلاثة معا
امتدت يدي نحو الجرائد تصفّحتها جميعا بسرعة ثم أعدت القراءة بدقة ...بصفحة داخلية تعلقت عيناي بصورة ..إنها صورة رئيس النادي .. سطور عديدة تحت الصورة ..قلت لصديقي قبل ان أقرأ .....
- انظر
أخذه متعجلا أمسك بالجريدة التي لم أزل ممسكا بها ..قرأ معي ما تحت الصورة ( سيقيم الأستاذ ..... رئيس نادي ..... وأعضاء مجلس الإدارة حفلا كبيرا في بداية الأسبوع المقبل وذلك لتكريم المطربة الشعبية الشهيرة سعدية حرنكش ..عضو النادي - ..وذلك لنجاح ألبومها الغنائي الجديد وتحقيقه أكبر نسبة مبيعات .. وسيقدم لها رئيس النادي باسمه وباسم مجلس ادارته ميدالية ذهبية ودرعا تقدير لها ولفنها ) تجهّمتُ نظرت إلى صديقي وجدت وجهه منتفخا بدماء الغضب .لا حظنا ان هناك كلمات باقية في أسفل الخبر المنشور ..قرأناها .فانطلقت ضحكاتي بطيئة ..ثم ارتفعت واصطدمت بضحكاته ..كانت الكلمات تتضمن فقرة من كلمات الأغنية الأولى التي ضمها الألبوم المكتسح .كلمات الأغنية تقول :
( السيري وِيْري والحاتا باتا -- حبيبي أسمر واسمه شحاته ) هذه الكلمات استدعتها التجربة القصصية وهي ليست كلمات أية أغنية معروفة أو مذاعة . وكذلك اسم المطربة
* منقول عن مجموعة نادي القصة السعودي
- أسرعْ يا أستاذ عبد الله .إننا لا نضمن المواصلات ويجب أن نحضر
الحفل منذ بدايته .
يبدو ان صديقي لم يسمعني . سيطرتْ عليه نشوةُ الفوز. أشعلتُ سيجارة طويلة وجلستُ مسترخيا على كرسي مريح واضعا ساقا فوق الأخرى، انفثُ الدخان لأعلى وأرمق راضيا حذائي اللامع .
قلت بصوت نصف مسموع
- أجل . يجب ألا يضيّع الإنسان اية فرصة تلوح له !
تذكّرتُ انني لم امن متحمسا للمشاركة في مسابقة القصة القصيرة التي سيحتفل اليوم بتوزيع الجوائز على الفائزين فيها ..لكن صديقي عبد الله حمَّسني ..وهاهي شهور قليلة قد مرت وأعلنت النتيجة بالصحف ويفوز صديقي بالجائزة الأولى وأفوز بالجائزة الثانية، قمتُ بنشاط ..فتحتُ حقيبتي وأخرجتُ الجريدة واطّلعت من جديد على الخبر المنشور بها
- تقيم اللجنة الفنية والثقافية بنادي .....حفلا كبيرا يحضره لفيف من كبار الأدباء والنقاد ورجال الإعلام وتوزّع فيه الجوائز المالية والأدبية على الفائزين في مسابقة القصة القصيرة التي نظّمها النادي –
أعدتُ الجريدة إلى مكانها داخل الحديقة بحنوّ .. وقمتُ أتعجّل صديقي.
وقبل ان أصيح من جديد خرج من الحمام ..ارتدى ملابس لا يرتديها إلا في المناسبات مثلي .. خرجنا من منزله أصابعي ممسكة بذراعه الضخمة. لمحنا تاكسيا بلا ركاب يتهادى أمامنا .. نظر صديقي إليّ ونظرت إليه .. اتجهنا نحو السيارة . جلس صديقي بحرص خشية على ملابسه الأنيقة . ثم حدّثني وهو ينظر إلى السائق . قال بصوت غليظ متصنع
إنه موعد مناسب . سنصل قبل بدء الاحتفال . ثم انه لا يمكن ان يبدأ الحفل دون ان يتاكدوا من وجودنا فنحن اول قائمة الفائزين!
أمام النادي أشار صديقي نحو بعض رجال الشرطة وهمس وهو يفرد قامته فيبدو صدره بارزا
- يبدو أن شخصيات مهمة ستحضر هذا الاحتفال
قلتُ له مغتبطا
- لا بد
داخل القاعة استقبلتنا سيدة أنيقة وهي تستفسر منّا عن شخصيتينا ..قال لها صديقي مزهوا
- عبد الله كروان .. الفائز الأول - وأشار ناحيتي - ...محمد عبد الرحيم .الفائز الثاني
ارتفع ترحيب السيدة الأنيقة بنا ..أبصرتُ رقبة صديقي أضخم مما كانت ..قالت السيدة وهي تتجه بنا للصفوف الأولى
- تفضّلا .هذه هي مقاعد الفائزين مبارك عليكما ..أهلا ..أهلا
بعد قليل امتلأ المكان بالجمهور والنقاد والشخصيات العامة ..سيدات وآنسات جميلات .ملابسهن كرنفال من الألوان والموديلات ..قلتُ لصديقي
- أجل يا عم ..أنت عريس هذا الحفل
اهتز كرشه الضخم وهو يضحك ... بدأ الحفل ...كانت السيدة الأنيقة على المنصة وعلى يمينها ويسارها يجلس رجال وسيدات مهيبو الطلعة . قال صديقي وهو يرنو نحو الجالس يسارها
- إنه الناقد الكبير ...... جميل جدا ان يعرف أننا فزنا . سيكتب عنا في صحيفته
قدّمت السيدة الأنيقة الجالسين على المنصة وسط تحية الجماهير وابتسمت وهي تقدم الجالس على يمينها وقالت ...
- في الحقيقة لم يكن الأستاذ ..... رئيس النادي يرغب في إعلان الخبر الذي سوف أعلنه الآن .. لكني رأيت ولعلكم تشاركونني الراي .. أن من الواجب علينا أن نشيد بكل من يساهم بأي جهد أو دعم مادي في سبيل إثراء الحركة الثقافية وتشجيع الأدباء وخاصة الشباب ..لقد آثر السيد الأستاذ رئيس النادي أن يتبرع من جيبة الخاص بجوائز هذه المسابقة الأدبية الناجحة!
ضجّت القاعة بالتصفيق . وصفقت أنا وصديقي بحماس .. وبدا رئيس النادي خجولا حينما حاصرته كاميرات المصورين الإعلاميين .. تعلّقت بع عيناي وانتقل بريق الخواتم العديدة التي تحيط بأصابعه فملأني الشعور بالبشر، صعد صديقي إلى المنصة وسط التصفيق الحاد متبخترا كالطاووس .. ارتبكتُ الدور عليّ .. موقف جديد بالنسبة لي .. امتدت أصابعي نحو ربطة العنق ثم إلى زر سترتي العلوي ..سمعت اسمي .. احمر وجهي . صعدت مرتجفا رغم سعادتي الغامرة محاولا تجاهل العيون المسلطة نحوي ..هدّأتْ كلمات التهاني رجفتي . أعطاني رئيس النادي مظروفين احدهما أكبر من الاخر .. جلستُ على مقعدي أرد على تهاني من حولي .. لم أدر ماذا حدث بعد ذلك .. لم اتابع بقية الفائزين العشرة وهم يصعدون إلى المنصة . . فكّرتُ في مستقبلي . يجب أن أواصل الكتابة . كثيرا ما كنت أشعر بالقنوط من إهمال النقاد لي ولجيلي من أبناء الأقاليم والمدن البعيدة عن العاصمة . قليلا ما كانت الصحف تنشر اعمالنا . الآن لابد ان يكتب الصحفيون الموجودون في الحفل عني ومذيعو الراديو والتلفزيون لا شك انهم سيذيعون في برامجهم الثقافية أخبار هذا الحفل الكبير وأسماء الفائزين في المسابقة، تنبّهتُ على يد صديقي تجذبني ..انتهى الحفل .. خرجنا من النادي . بدأت أسرع في خطوي ..وجدت صديقي أسرع مني ..كنت أريد ان أذهب غلى شارع جانبي لأفتح المظروفين ..لم أصبر حتى أذهب إلى المنزل .وجدت صديقي يفعل ما أفكر فيه .. توقّفْنا خلف منزل . لم يحثني . رأيته يفتح المظروف الصغير، امتدت يدي لتفتح مظروفي الكبير . لا شك ان به الشهادة التقديرية . بالفعل لكنْ وجدتها ورقة بيضاء سميكة عليها اسم النادي واللجنة الثقافية بخط كوفي عريض أما اسمي وكلمات التقدير بخط رفيع .. تجهّمتُ .. تنبّهت على همهمات صديقي الغاضبة ..نظرت إليه .كان مكفهرا ثائرا يتلفت حوله وهو يزفر ..امتدّت يدي إلى المظروف الصغير وجدت به ثمانين جنيها - فوجئتُ - نظرت إلى صديقي .وجدت يده تعتصر المظروف الصغير وتقذف به على الأرض ..لم يتكلم ..لم اتكلم .. حرك أصابعه الممسكة بورقة من فئة المائة جنيه .وبدا كما لو كان مشفقا علىّ ..لمح الجنيهات القليلة في يدي .قال ....
- غير مهم .. المهم القيمة الأدبية ..كذّبته ملامحه ..
قلت وأنا أكذب :
- اجل المهم القيمة الأدبية
شعرت بقهقهات مرّة تتجمع في صدري انطلقت قهقهاتي شاركتها قهقهاته، قال بعدما هدأت القهقهات :
- ما رأيك لو اشترينا دجاجة واقتسمناها سويا ..وافقت بإيماءة ..توقّفنا أمام مطعم كبير به شواية دجاج .دفعنا المبلغ المطلوب وانتظرنا بالخارج ليتم. الشواء شاهدت بجوارنا شابا كان يجلس قريبا مني في الحفل .كان مكفهرا .سمعته يقول غابا لشخص آخر
- أأحضر من أسوان من أجل الجائزة ثم أُفاجأ بأنها كتابان وورقة تافهة يسمونها شهادة تقدير ؟
قال له الشخص الآخر ورأسه خفيض .
- يبدو أن الجوائز المالية للفائزين الثلاثة الأوائل فقط
===== ======
قال صديقي ونحن نأكل بنهم رغم الضجر......
- بالطبع لم يكن في ظني ان الجوائز على هذا النحو خاصة وان إعلان المسابقة قد ذكر أن هناك جوائز مالية قيمة للفائزين دون أن يحدد مقدارها
- آه كنت أعمل حسابي على شراء بذلة جديدة وبعض الكتب ..لكن على العموم المبلغ جاء في وقته
أردتُ أن أودعه للذهاب لبلدتي القريبة من مدينته .. قال لا أنت تعلم أنني هنا وحدي سافر غدا بإذن الله ..بيني وبين بلدتي ساعة سفر بالقطار ..وكنت قد أبلغتهم في المنزل انني قد أتأخر واضطر للمبيت عند صديقي عبد الله
====== ======
صحوت على صوت صديقي يوقظني ..لمحته يعصر الليمون على الفول وأمامه ثلاث جرائد ...قال :
- إنها اول مرة أشتري فيها الجرائد الثلاثة معا
امتدت يدي نحو الجرائد تصفّحتها جميعا بسرعة ثم أعدت القراءة بدقة ...بصفحة داخلية تعلقت عيناي بصورة ..إنها صورة رئيس النادي .. سطور عديدة تحت الصورة ..قلت لصديقي قبل ان أقرأ .....
- انظر
أخذه متعجلا أمسك بالجريدة التي لم أزل ممسكا بها ..قرأ معي ما تحت الصورة ( سيقيم الأستاذ ..... رئيس نادي ..... وأعضاء مجلس الإدارة حفلا كبيرا في بداية الأسبوع المقبل وذلك لتكريم المطربة الشعبية الشهيرة سعدية حرنكش ..عضو النادي - ..وذلك لنجاح ألبومها الغنائي الجديد وتحقيقه أكبر نسبة مبيعات .. وسيقدم لها رئيس النادي باسمه وباسم مجلس ادارته ميدالية ذهبية ودرعا تقدير لها ولفنها ) تجهّمتُ نظرت إلى صديقي وجدت وجهه منتفخا بدماء الغضب .لا حظنا ان هناك كلمات باقية في أسفل الخبر المنشور ..قرأناها .فانطلقت ضحكاتي بطيئة ..ثم ارتفعت واصطدمت بضحكاته ..كانت الكلمات تتضمن فقرة من كلمات الأغنية الأولى التي ضمها الألبوم المكتسح .كلمات الأغنية تقول :
( السيري وِيْري والحاتا باتا -- حبيبي أسمر واسمه شحاته ) هذه الكلمات استدعتها التجربة القصصية وهي ليست كلمات أية أغنية معروفة أو مذاعة . وكذلك اسم المطربة
* منقول عن مجموعة نادي القصة السعودي