محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سنكبر من جديد...

سنكبر من جديد
غداً
سيكون رقم يُضاف
كما يحدث منذ قال الله للأرض إستديري
أعطني مؤخرتك الدائرية
كما كبرنا من قبل
ما بين المُراهق المرتجف أسفل عمود انارة
ينتظر فتاته القادمة من الدرس
و حتى هذا الشاب المُقبل على الثلاثين
ينتظر فتاته في المقهى
ويتبادل النظرات مع القهوة والنافذة والشتاء الجريح
وبين ذلك الذي سأكونه
الرجل الذي سيحيا ببطء، على هاوية الشيب
وينتظر زائرة
يدخن من نافذة المنزل برفقة نساء في الذاكرة
ويقارن اثداءهن التي نضجت قليلاً
وتوقفت عن ابداء نظراتها للأصابع
وبين فتيات
عابرات اسفل النافذة، بشباب متهور، وحب متعجل كالشظية
بأثداء فتية، و حادة،
تشلخ عزلته في الأعلى
وتجعله طريح البرتقال الذي لا يملك له أسنانا
وكأن العُمر يكمن في طريقتنا في الإنتظار
وفي الهيئة التي نُقبل بها الإناث
عجلين كما في المراهقة
واثقين كما في ريعان الشعر والحزن
و بطيئين كما في شيخوخة الروح، وإنبعاث الحكمة
حيث الأشياء تبدو أبطأ وأكثر تردداً
وحيث الأنهار في الداخل لا تُجادل الأشرعة
وحيث العصافير في الداخل أجنحتها من الأقمشة المبتلة
وحيث الأسماك
تسبح في اليابسة
دون أن تغرق تماماً، او تفقد صلتها والماء
أكره هذا المُسمى مصير
أكره أن اتقلب هكذا مثل الليل والوقت، والأشجار
أريد ثباتاً
قُبلاً تدوم على حالها لألف عام
أريد ألف عام من التقبيل
عناقا يخلف أطفال، وأطعمة طازجة، وأشرطة كاسيت تغني لأكثر من ألف جيل
أريد العالم
مُغايراً عما أراه الآن
قبيحاً يضج بالكهنة، والغشاشين
ومعتوهين أسفل أحذية المارة، يتسولون العاهرات، خطايا تكفي، ليلفتوا إنتباه الله، الى خُبزة معنة بلعاب شرير
عالم يضج بالشواذ المُتدينين
وتجار الهويات
يُبيعون الأطفال أوطانا من الورق
ومقاعد
تحرسها خناجر وشعارات، وازمنة مُسنة
فلنرحل لزمن آخر
لزمن آمن من كل هذا الصمت الثقيل
زمن نجلس فيه على الأرصفة نتبادل الماء والشجر والعصافير مع النهر
زمن نحكي فيه عن الحرب، كما نحكي عن سكان السماء القُدامى، كما نحكي عن الأنبياء الذين ملصوا رسائلهم على عجل ورحلوا تاركين خوذا، ولحاة ومحاكم تفتيش
كما نحكي عن الساحرات
والغيلان
والنساء المسعورات
فلنرحل لزمن
نسكن فيه منزلا
و يكون الحظ جارنا في المبنى المجاور
ويكون الحب
صاحب البقالة الذي يبيع للصبية اشجارا وبيوتا وشوارع طينية
قُرب كنيسة اعادة في لحظة ما إنتشال الكتاب
من رومان جدد
ويكون الرب
عمدة المدينة
بلا أنبياء يطوفون البيوت ويوزعون الخناجر والأضرحة و قناني الفقر المُزينة بالطلاسم
والناس
يشبهون الأزهار
يضحكون دائماً
حتى عندما يكون الربيع صيفياً ، مبلل بالعرق
والموتى
يخرجون بين الحين والآخر
يشربون الكولا في المقاهي
يتحدثون بتفاهات حول نساء أقاموا معهن في العدم، كم كنْ مكتنزات ومشبعات بالسخونة
فلنرحل لزمن
يمكننا أن نقبل فيه بعضنا لألف عام
بذات السخونة
دون أن تجف الحمرة على خد الفتاة
ودون ان يسقط فم
في غرام قمحة
وترده جائعاً

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى