يعقوب عبد العزيز - شكر على نعمة التجاوز...

شكراً يا الله على المذبحة الجيّدة والشهود الفضوليين
شكراً على الشارع الطويل الذي ينتهي بأغنية
وعلى المعامل الكيميائية
شكراً على حبوب منع الحمل ونعمة التجاوز

شكراً يا الله على المرأة الغريبة،
شكراً للسلاف وللقمر،
شكراً للتي تفتح شارع قميصها لمجرى النهر المستباح

شكراً على عقوق المصب،
وعلى الفسيفساءات التي لا تنام
شكراً على حرّاس الحديقة والشمس،

على الكحل في العينين، وعلى خزانة الدمع الاحتياطية
شكراً على كل هذه الذئاب يا الله،
ذئاب كثيرة بلا وديان ولا صحارى،
ذئاب لا تتبع القوافل

ذئاب في الجرائد المصوّرة والقصاصات،
في دروب التوبة، وشاشات التلفاز،
ذئاب تتقن ربطة العنق ومداعبة اللحى

شكراً على النسيان،
والورود التي تأكل الساقي في الليل

شكراً يا الله على جسد الحبيبة الهش، والبلاد كثيرة الخدوش

شكراً لظلالنا الرهيبة التي تمتص الوجع،
والحانة التي تبكي بعد منتصف الليل

شكراً على الأيادي يا الله
الأيادي التي كان يمكن أن تكون بلا أصابع لتتقن الفكاك.
شكراً على المجرات التي يخبئنها منا أمهاتنا
ربما ليقايضننا بأبناء جُدد غير قابلين للعطب
ويتقنون طريق العودة إلى البيت ومحطة الباص

شكراً على الليل مرتع الكوابيس
وعلى الكوابيس التي لا تهدأ

شكراً على المناسبات السعيدة يا الله،
تلك التي لم نمت بعدها مباشرة بطلقة في الرأس
شكراً على الرأس الممتلئ بالمسائل الحسابية،
والفاشل في عدّ أصابع الذراع الواحدة

واحد: قبلة مفاجئة
اثنان: قدميّ طفل يمضي العمر كله جارياً خلف طائرة ورقية

ثلاثة: طعنات ولم تمت الضحية.
أربعة: فناجين قهوة في كرسي الانتظار
خمسة: قبضة كافية لتفجير حزام ناسف
أو لعقد تسبيحة.

يعقوب عزيز /السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى