جبّار الكوّاز - في ضحى آبتسامتها...

في ضحى آبتسامتها
لم أشأ أن اسألَ الغيومَ
عن هطولها في غيابة الآبار.
فالأسئلةُ تقترفُ معصيةَ الاجوبة
والدلاءُ التي اختمرَ عطشُها في اكفّنا
أوقدتْ ميسمَها
نكايةً بالموتى
وهم يحتسون الوقتَ،
ثرثرةً لا تسمعُها الافاقُ.
أين هي الان؟
مازالتْ كفي قلقةً من صمتِها
وأنا أفكّر في ضحى آبتسامتِها
أ حوريةٌ تستبقُ الخطوَ هيَ؟
لتباري خشوعَها بمزيد من ذلّ عشاقِها
فلا خساراتٍ في القرى.
الماكثون في الذاكرة ماتوا بغيظ الأشواك.
والحقولُ وهي تطاردُ اعشابٌها
بمزيد من الإصرار
ما زالت تفكّرُ في ضحاها
ضحاها
الذي تسمّرَ في مواقف الحيرة
دون أن يكلّلَ حروفه بالبكاء
فلا دموع تُشتَرى
ولا مناديلَ ضائعاتٍ
يسرقها النهرُ
بغتة،
لتكون شارةً لم تألفْها الشفاه.
ولا أصابعي وأنا اقصّها عامدا
حين
تسألني
أين هي الان؟
لقد مضى ضحانا
مخمورا في الحقول
و ذابت كلماتُنا
فصّ ملحٍ في خرج الرعاة
ولم يتبقَ
ألا ما هو خاتلٌ في خوابي الخمر
يزدري بالراحلين برما
ويغيْر موتانا بموتى يورثونه
ويؤطر للعاشقين
صورةً لضحى ابتسمتها
وهي تقطّر أفكها
بلاحضورٍ
وبلا غناءٍ
وبلا ضحى آخرَ
خلفَ باب الزوال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى