يعقوب عبد العزيز - في ذاكرة الميلاد...

[HEADING=3]عام جديد وأمي تمسح بطيفها ياقة الباب[/HEADING]
لتطرد قطعان
الأرق المرابطة عند سريري
أستيقظ أيّها الشّقي من حُلمك
بالاحتراق فهذي سفن العمر
تمخر بحارك وأنت لا زلت تصارع حلمة
الثّدي لمصّة وداع
ميلاد جديد يا أمي تفقّدي فيه بيوضك جيداً
فالغيلان تفتقد حاسّة الشّم أحيانًا
وكل جيوش العناكب تعزوا غرفتي
أغفري لهذا الزّمن الخسيس أمّاه
فهناك نقص حاد في المقابر وهذا ما يفسّر
وجود كل هذه الجثث المستاءة
من الأكفان النّظيفة
عام آخر وبعمر القرنفلة يجري الحبّ
في دمي وفاطمة تعجن الدّقيق بأصابعها الرّقية
وتعمي عيون النساء اللواتي يلعقن
الممرات المتشعبة في قلبي
كل هذه القمصان شاهدة
كل ربطات العنق التي نجت من مجزرة العطر
قبل أن يرتاح موظفي البنوك
عام آخر كان يمكن أن أقول أنني نجوت
لكنني مصاب بهزيمة الشوكلاتة
وباريس ترش عشّاقها في شاطئ السّين
من يأتيني ببندقيّة
من يُصلح أصبعي لأطفئ شمعة
أو يعيرني لحظة غير
مشاكة بلسعة انتظار
أسرقني أيها الرّبيع وكل هؤلاء النسوة
المُنتعشات في حديقتي كزهور عبّاد الشّمس
أسرقني بكل هذه الحروب
المسطّرة في جلدي وبراءة الطّفولة
التي حكم عليها الهدير بالإعدام
مت وأنت تنحت قصيدة في خصر أنثى
هذا ما يقوله نقّار الخشب
لكنه يفشل في أن يصنع لك تاوبوتًا بحجم
أحزانك القتيلة في لحظة ضحك
وعام آخر يبرّئنني فيه البنات من تهمة
رميهنّ بالورود
في الحانة يقول السّاقي سرقنا
لمعة عينيك لعُرس الكازوز
وقنينة أخرى تجترك من معطفك إلى البيت
في معرض حاجيات الشتاء
تقول الصّديقة سيّئة التقدير خذ ذاك الحضن
على الرّف هناك وتومئ بالفاتورة
وموسم شتاء آخر يداهمنا ونحن
منتصبين في مكاننا نرتجف كفزّاعات خجولة
عام آخر بطعم النّبيذ أعيروني الاحمرار
تقول الشفاه وتسكب خجلها
في أباريق الأغاني
عام آخر وأنا
لا زلت هناك تمامًا عند عتبة
الباب أسقي الجهنميّة قبل أن أدخل
حتي عندما هاجمتني الذّئاب
مؤخراً كنتُ محمّصًا
بالخبز فلم تستسغني..
عام آخر كنتُ مطعونا فيه أكثر بالأضواء
بالضّحك وجرح البلاد
بالحبّ
وسهام الرّاحلين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى