يعتري هذه الكينونة عبث
يمس فؤادها خللٌ
لذا تزلزلت كل اللغات
وأصيبت الكلمات بالهزال
وبفقدان الذاكرة
نكسة أصابت البنود
كل البنود
لا إنسان يستحق أن يكون إنسانا
يُشبَّهّ لنا فقط
لكن المشبه به ضبع
والمشبه كلب يعتقد أنه بريء
من كل أوجه الشبه
لأن العصافير تصرخ تحت الأنقاض
والفراشات تحترق
الظلام يقص ذيل الريح
يخبر الظلال النائمة بنكبة الضياء
فماذا نقول لهم
عنهم
نحن الباقون كالرماد في مجمر مكسر...؟
ماذا سينبعث منا
فينا
لنا
ولهم
ماذا...؟
الفينق الذي ننتظره صار ببغاء
يردد أبجدية لا تصلح للكلام
عما وقع
الشمس تهطل نارا
القمر يغمض عينيه
كي لا يصاب بالحقيقة
فيذبل أكثر
كل شيء يثير الكلام فقط
لأن الصمت خيانة الشفاه للأناشيد
وعودة المعنى إلى جنونه الأزلي
وإلى بيضة ديك أتعبته الصباحات المُكررة
فلم يصدح بالشروق
ظل يحصي كم من نجمة
سقطت ذلك المساء
كم من صرخة لم تصرخ
كما يجب
كم من حلم لم يسعفه الدمار
كي ينام
يسمع كلام العظام المُكسرة
أنين الرضع
يرى الخيط الأبيض الذي أكله السواد
يراه مشنقةً للفجر
فيحتفي سماسرة الوقت بالواقعة
الدموع التي اجتمعت في خابية الألم
فنزَّ من تحت الأجساد الماء
ولم يخبر أحدا
نوح الآن يضحك على الضفادع
والسلاحف والأسماك
التي لم تؤمن بالريح
ولا بأسراب السحاب
فكم من موت يموتونه
وكم من دم سيهبون قربانا للغيب
كي يلتقي النهر بالبحر
وكي تتمدد الحور على شط العرب
لتُغيِّر لون سحنتها...
بياضها لا يغري أحد...؟
تجتمع الآن قبائلنا الكثيرة
غاضبة تهمز
وتلمز
كي تواجه هولاكو
بأفواه خرمة
بالهيل
والقات
وبالخطب
فلأي شيء سننتمي بعد هذا الدمار
دمار الجهات الأربع
دمار الأيام السبع
ودمار اللغة...؟
ها نحن نتهجى الأسماء
والأفعال
والحروف
كي نتقّي لعنة الخوارزمي
ونتقّي غضب "الفايسيود"
نصرخ كالمجانين في ساحات المدن
يغني الموت وحيدا في الدروب
وتحت الأغطية
وبين الظلال
يصيح فينا الضمير المغيب
أيتها الموسيقى الدموية
كفى رقصا على بطون الأطفال
ومصا لأوردة المرضى
كفى
لقد رمتنا الآلهة المخصية إلى الصحراء
وأحرقت خيامنا
كسرت أرجل جيادنا
فجئناك نحبو كالحلازين في رمل تتحرك
لا نهادن
لا نساوم...
أيها الموت الهمجي
يا سليل المناجل البالية
سنأتيك وفي أيدينا أكفانك
نحن الموتى حين نموت
أحياءٌ في تربتنا
في مائنا
في هوائنا
وفي غدنا
أيها الحي في الرصاص
في البارود
الميت في هديل الحمام
في نعومة الأصيل
في بسمة الشروق
في كلام المطر...
أنتَ تقتل
نحن ننبت أحياء كالجبال
كالتين
كالزيتون
أحياء كالزمن
وصامدون كالأبد
أيها العدم...
عزيز فهمي/كندا
يمس فؤادها خللٌ
لذا تزلزلت كل اللغات
وأصيبت الكلمات بالهزال
وبفقدان الذاكرة
نكسة أصابت البنود
كل البنود
لا إنسان يستحق أن يكون إنسانا
يُشبَّهّ لنا فقط
لكن المشبه به ضبع
والمشبه كلب يعتقد أنه بريء
من كل أوجه الشبه
لأن العصافير تصرخ تحت الأنقاض
والفراشات تحترق
الظلام يقص ذيل الريح
يخبر الظلال النائمة بنكبة الضياء
فماذا نقول لهم
عنهم
نحن الباقون كالرماد في مجمر مكسر...؟
ماذا سينبعث منا
فينا
لنا
ولهم
ماذا...؟
الفينق الذي ننتظره صار ببغاء
يردد أبجدية لا تصلح للكلام
عما وقع
الشمس تهطل نارا
القمر يغمض عينيه
كي لا يصاب بالحقيقة
فيذبل أكثر
كل شيء يثير الكلام فقط
لأن الصمت خيانة الشفاه للأناشيد
وعودة المعنى إلى جنونه الأزلي
وإلى بيضة ديك أتعبته الصباحات المُكررة
فلم يصدح بالشروق
ظل يحصي كم من نجمة
سقطت ذلك المساء
كم من صرخة لم تصرخ
كما يجب
كم من حلم لم يسعفه الدمار
كي ينام
يسمع كلام العظام المُكسرة
أنين الرضع
يرى الخيط الأبيض الذي أكله السواد
يراه مشنقةً للفجر
فيحتفي سماسرة الوقت بالواقعة
الدموع التي اجتمعت في خابية الألم
فنزَّ من تحت الأجساد الماء
ولم يخبر أحدا
نوح الآن يضحك على الضفادع
والسلاحف والأسماك
التي لم تؤمن بالريح
ولا بأسراب السحاب
فكم من موت يموتونه
وكم من دم سيهبون قربانا للغيب
كي يلتقي النهر بالبحر
وكي تتمدد الحور على شط العرب
لتُغيِّر لون سحنتها...
بياضها لا يغري أحد...؟
تجتمع الآن قبائلنا الكثيرة
غاضبة تهمز
وتلمز
كي تواجه هولاكو
بأفواه خرمة
بالهيل
والقات
وبالخطب
فلأي شيء سننتمي بعد هذا الدمار
دمار الجهات الأربع
دمار الأيام السبع
ودمار اللغة...؟
ها نحن نتهجى الأسماء
والأفعال
والحروف
كي نتقّي لعنة الخوارزمي
ونتقّي غضب "الفايسيود"
نصرخ كالمجانين في ساحات المدن
يغني الموت وحيدا في الدروب
وتحت الأغطية
وبين الظلال
يصيح فينا الضمير المغيب
أيتها الموسيقى الدموية
كفى رقصا على بطون الأطفال
ومصا لأوردة المرضى
كفى
لقد رمتنا الآلهة المخصية إلى الصحراء
وأحرقت خيامنا
كسرت أرجل جيادنا
فجئناك نحبو كالحلازين في رمل تتحرك
لا نهادن
لا نساوم...
أيها الموت الهمجي
يا سليل المناجل البالية
سنأتيك وفي أيدينا أكفانك
نحن الموتى حين نموت
أحياءٌ في تربتنا
في مائنا
في هوائنا
وفي غدنا
أيها الحي في الرصاص
في البارود
الميت في هديل الحمام
في نعومة الأصيل
في بسمة الشروق
في كلام المطر...
أنتَ تقتل
نحن ننبت أحياء كالجبال
كالتين
كالزيتون
أحياء كالزمن
وصامدون كالأبد
أيها العدم...
عزيز فهمي/كندا