نورا عثمان - الحلم بكتلة ضوء...

(١)
كانتْ يدي مصبوغةً بالحبِّ
حينَ لمستُ وجهَكَ في حُنُوٍّ بالغٍ
ويداكَ مُرسَلتينِ في رفقٍ جوارَكَ.
تجعلُ الضَّوءَ الجميلَ عليكَ أجملَ
حينَ ترقدُ هادئًا في حجرتي:
كالقطِّ، منتظرًا أصابعَ مَن تُداعِبُ فَروَهُ
قطعًا تموءُ، ولا أفسِّرُ ما تقولُ
ولا أحاولُ أن أفسِّرَهُ،
يشابهُ ضربةَ المطرِ الخفيفةَ -فوقَ وجهي- صوتُكَ الخالي.
وتخدشُ بقعةً في القلبِ رنَّتُهُ
كأنَّكَ لا تحسُّ أظافري نفذتْ عميقًا في عظامِكَ،
لا تحسُّ توغُّلي يؤذيكَ،
لا تأتي ببالِكَ فكرةٌ أُخرى
تؤيِّدُ ما أراهُ:
كأنَّنا وحشانِ في قَفَصٍ
ولسنا عاشقينِ بحجرةٍ،
بأصابعٍ عشرٍ نُكَوِّنُ أنهرًا عشرًا بجلدينا،
يغطِّينا -معًا- دَمُنا،
ويسقطُ جلدُنا قِطَعًا مُنَمنَمَةً،
ولا يبقى وراءَ نِثَارِ جلدينا وكومةِ لحمِنا شيءٌ
سوى ضوءٍ قليلٍ
-قَدرَ مِلعَقَةٍ-
كلانا راغبٌ في هدرِهِ
بالضَّبطِ مثلَ رسالةٍ للبحرِ
نقذفُ كُتلَةَ الضَّوءِ الصَّغيرةَ للفراغِ
وفي مُخيِّلتي سندخلُ في دوارٍ هائلٍ
لكنَّنا عِوَضًا توازنَّا وحرَّكنا معًا أطرافَنا فَزَعًا لأعلى
(٢)
تبدو بكَ الأحلامُ صادقةً، فيمكنُها خداعي.
كنتُ أَحلُمُ!
والسَّريرُ يغطُّ تحتَ الشَّمسِ،
والضَّوءُ المشاكسُ يزعجُ العينينِ في دَأَبٍ،
فأفتحُ نصفَ عيني
ثُمَّ تخطرُ فكرةٌ:
صارتَ كُرَاتُ الضَّوءِ شمسًا
والأصابعُ، نهرُها عَرَقًا
وما ينمو على قلبي كفُطرٍ،
-لا أفسِّرُهُ-
تَعَملَقَ في منامي.

نورا عثمان / مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى