المهدي الحمروني - نبيٌّ لم يُقصَص على أحد...

وأنت تفرك جفن النضج عن أضغاث الوهم
خلُصتَ بظلٍّ أحدب
إلى مراياك
في جرذاء الأرض
عاجزًا عن مجرّد رفع عقيرته للتثاؤب
لا مطمع له في شظف خير
ربما وجده على قارعة التفاؤل

ها أنت ذا
مثل حلمٍ من مزَق العثرة
في جراب الهامش
كأنك صوّام دهرٍ
نحو عشاءٍ أخير

كل مساءٍ تبِيته مُناظَرٌ بغدٍ قريبٍ للدستوبيا
مُدبٍّرٌ له بليلٍ من هواجس المكيدة
كشريدٍ بلعنة الآلهة
بين غيابات السُّدى إلى التيه

في إثرك ألف كافورٍ
ومأجورين لا حصر لهم
يقطعون الطريق إلى نجاتك
في أثباج التفاصيل

مهاجرًا وحدك بلا رفيق
كنبيٍّ لم يُقصَص على أحد
قانعًا بما قد يأتي ولن يأتي

لم تُمنَح سلوة أملٍ لفراغ الوقت
كي تُغرِّر بك
كسفينةٍ ترتٍّق آمالكَ عن نزق الطوفان
متربَّصٌ بدعوتك
مشوّشٌ على دعواك
كسجالٍ سرمديٍّ لتجاريب المحن

على أطراف مقيظ البيد
تجرجرك التهلكة إلى غموض النص
بلا مُتلقِّين من أنصار
غير أشباحٍ مؤلفةٍ قلوبها
تُدلِّس سيوفها غِيبةً لحصون من كذّبوك
قدرُك عبور السبيل في زهدٍ
عن صدقات الهتاف
ترعى وعول الطموح إلى آكام الذرى
عصيًّا على فهارس الفناء من كتاب العدم
تغشى وغَى التآويل الجحودة في عِقر كهوفها
فلا ينطلي عليك بُهتها وراء لثام الدهشة

تخرق عبث المحو في غبار اللا معنى
مرتكزا كعقفة نسرٍ عن سراط السائد
على هدأةٍ لرواصد عفويةٍ للقراءة
تخطف نثرك من لُجج محيطه
محلّقًا به في فضاءٍ محال

__________________________
طرابلس. 29 تشرين الأول 2024 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى