عبدالرحمن مقلد - وناولَنِي الناسُ من خبزِ مصرَ...

وناولَنِي الناسُ من خبزِ مصرَ
طعمتُ
وكان النبي ورائيَ يرفعُ سبابةً
وأشار إلى القاهرةْ
وفاطمُ تستقبلُ الركبَ بالبُرَدِ الخُضْرِ
ترفوُ عمَامتَه
وتغني له لينامَ وينسى
ويا ليتهم تركونِي هنالكَ أعبثُ في ذقنِ جَدي
أصعدُ والحسنُ بن عليِّ على ظهرِه في الصلاةِ
فيضحكُ، يرفعُني فوق عاتِقه، فأرى الحشدَ في مصرَ هلّ عليّ
..
وينصرُك اللهُ يا ابنَ النبيّ بمصرَ أخيرًا؟
وترمي لك الأمهاتُ السَكَاكِرَ؟
الفتياتُ يلاحقنَه بالزغاريدِ
طوقْنَه بالزهورِ
الرجالَ رأى يخلعونَ النعالَ
وينفرجون لتُفتَحَ أبوابُ مصرَ
ليدخل من أي بابٍ يشاءُ
المآذنُ تختصّه بأذانٍ
وسربُ الحمامِ يحطُّ على باحةِ الأزهرِ
الله أكبر.. الله أكبر..
كبّرت الأرضُ
ألقت عليه التحايا عمائرُ مصرَ
وردت عليها الكنائسُ والدورُ
والنخلُ أوّبَ والطيرُ:
بشرى وبشرى وبشرى
مقامُك أضحى بمصر
مقامك يا أيها القرشي
المعلقُ في كربلاءَ
تجمّعَ في أرضِ مصرَ
فمن بعد جُوعٍ طعمت
ومن بعد خوفٍ أمنت
ومن بعد عسرك يُسْرى
طابت ركائبُ «بدرٍ» طلعت بها
يا ابنَ فاطمة النبويةِ
يا ابنَ الرسولِ
تَطيب دماؤك
يُروى بها الطَّلْعُ
تسمحُ أن تتجاوبَ والنيلَ
تمزجُ في الماء
تطرح في وردها البلدي
وتخلط بالطمي
يصعد منه النخيل
يناول من طرحه ما يقيم المساكينَ
..
جاء الحسينُ بلا آلهِ
جاء مصرَ غريبًا
بلا جسدٍ أو رفيقٍ
فآنَسَها
وائْتَنسْ
جلسْنَا حواليِه حيثُ جَلَسْ
وقمُنا وطفنَا ببابه
قصدنا رحابَه
وطيبَنَا منه طِيبُ النَّفَسْ
نزلتَ بمصرَ
فبشرى وبشرى وبشرى
..
وكانت مواكبُ تسري به
والزفافُ الكبيرُ يسيرُ
على ضرباتِ الطبولِ
لقصرِ الزمردِ
حتى استقرَ الرحالُ إلى قبةِ الديْلَم
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
حجَّ إليه المساكينُ
والرهطُ
والضائعون
وأهلُ السبيل
ويأنسُ بالزائرينَ
وبالحائرينَ
وأفئدةُ الناسِ تهوي إليه
ويقصدُه الجمعُ
يسمعُ إنشادَهم لابن بنتِ الرسولِ
فينسى
ويخلصُ من ظلمِه الأبديِّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى