لم أكن أسأله عن حيه وبيته والشجرة التي تنبت في فناء الدار ولا كنت اسأله عن اللون الرمادي الذي يرتديه دائما ولا عن تعلقه بتلك الدراجة .لم اخبره بالهواء الذي يتخلل شعري إذ اراه حتى ولو كان الشجر ساكنا ولا عن كفي التي تتعرق رغم الصقيع ولا عن طيور الدوري التي تصاحبني إذ اقف على الرصيف أنظر إليه وهو يفتح مطريته ..تحسًبا لمطر محتمل . لم أسأله لماذا أنا من كل نساء الحي اشعر بحفيفه وهو ياتي من الشارع الخلفي وفرحي الطفولي وأنا أتوقع انه سيسالني إن كان ثمة من يخيط الملابس في الحي ويكوي القمصان ويبصًر بالورق.كنت ساخبره بالفراشات التي ترقص في قلبي إذ ألمح غيمة معطفه والغناء الذي يملأ رأسي فجأة وأنا أرى عجلته منحدرة بسرعة كخبر سار. كنت سانسج له صدارا أزرق وقبعة في لون التبن أو ورق الزيتون ؤأهديه ديوان شعر مترجم لبابلو نيرودا لينبهر بثقافتي العالمية ولعلي كنت ساعد له كيكة بمربى الرمان الذي أجيد صنعه أو اي طعام بالسمك أو أي حلوى شعبية تشتهر بها المدينة .الاغراب مولعون بما يعده أهل المدن المستضيفة مع انه لا طرافة فيه أو لعله شبيه بما يعدونه عندهم لكنهم يصرون على الاندهاش والانبهار .هكذا من باب المجاملة.الرجل لايبدو انه انتبه لي أو لعله انتبه ولم يبرز ذلك أو لعل الدراجة بها عطب لذلك كثيرا ما يتوقف ليتفقد عجلاتها .
قلت مالي وثيابه الرمادية ومطريته التي يعسر عليه احيانا اغلاقها هو أصلا رجل يبعث الكٱبة ولا شيء ينبئ في سلوكه انه يحب الموسيقى أو يفكر ان يدعوني الى حفل راقص أو جولة عند النهر . واستغربت الهواء الذي يتخلل شعري اذا اراه مع انه لا علامة شعرية في وجهه ولا سمعت رخامة صوته أو حتى اللغة التي يتكلمها. فكرت ان أصرف عني فكرة الصدار الذي كنت أود ان انسجه والقبعة التي تشبه التبن أو الزيتون. التي فكرت انه سيفرح بها ويأتيني مقابل ذلك بقداحة قديمة أو ساعة فضية ورثها عن جده.قلت سأحاذيه وأسعل أو أسقط قلمي أو أستعين به بفتح مطربتي اذا نزل الشتاء وهي فرصة لنمشي معا تحت مطربة واحدة. جريت إذ رايته يطل من أول الزقاق وعمدت الى إسقاط قلمي وحافظة نقودي وهو يقترب .انحنى بأدب ليساعدني ولم يتكلم شكرته فابتسم وسألته ان كان يحب مربى الرمان اشار انه لم يفهمني ورجاني أن افسر له الأمر بما يليق برجل لا يسمع الاصوات.
فوزية العلوي
قلت مالي وثيابه الرمادية ومطريته التي يعسر عليه احيانا اغلاقها هو أصلا رجل يبعث الكٱبة ولا شيء ينبئ في سلوكه انه يحب الموسيقى أو يفكر ان يدعوني الى حفل راقص أو جولة عند النهر . واستغربت الهواء الذي يتخلل شعري اذا اراه مع انه لا علامة شعرية في وجهه ولا سمعت رخامة صوته أو حتى اللغة التي يتكلمها. فكرت ان أصرف عني فكرة الصدار الذي كنت أود ان انسجه والقبعة التي تشبه التبن أو الزيتون. التي فكرت انه سيفرح بها ويأتيني مقابل ذلك بقداحة قديمة أو ساعة فضية ورثها عن جده.قلت سأحاذيه وأسعل أو أسقط قلمي أو أستعين به بفتح مطربتي اذا نزل الشتاء وهي فرصة لنمشي معا تحت مطربة واحدة. جريت إذ رايته يطل من أول الزقاق وعمدت الى إسقاط قلمي وحافظة نقودي وهو يقترب .انحنى بأدب ليساعدني ولم يتكلم شكرته فابتسم وسألته ان كان يحب مربى الرمان اشار انه لم يفهمني ورجاني أن افسر له الأمر بما يليق برجل لا يسمع الاصوات.
فوزية العلوي