المهدي الحمروني - تجاوزًا للألم ليس إلّا...

لا داعي لأن تنهر الفضول حول اكتشاف عوالمي البسيطة
فأنا ذلك الفلاح المستنزف لأيامه في ملح الأرض
أذرع فصولها المناكفة لرفَه الحياة
نحو ماءٍ عصيٍّ على سخاء الينابيع
لكي يتدفق بكامل المحنة من دمي
لمجرد حَفنةٍ من تمرٍ مختلف
تُعبِّر عن عصياني لفكرة الفرار إلى جنّات الوهم
بمجرد دخولك حقلي
سيتكشَّف لك شعثُ صورتي المغاير للتي ترافق الدعوة للتفاؤل أدنى نصوصي المُتعبة
من باب تجاوز الألم ليس إلا
ستصافح كفًّا مٌلبّدةً بطقوس المكابدة إلى العذوق النُفَّر
في باطن قدمي المُدمى بأحافير الجفاف
خارطةُ سِيرةٍ من عطب
بخِفٍّ مُثقَلٍ بعفَط الخيبات
ومن فرط مرحَمة الرفق
أطأُ غير محاذِرٍ وحَلًا لروث الحِملان الشبعى
ثم أحتمي بقبّعةٍ مذروَّةٍ بغبارٍ من حشف الهزائم
خواتمي ما رسم الشوك حول أصابع الشُّقّةِ في مواسم المعاناة
وحول مِعصمي طوقُ القيظ من مُتربَّص الشمس
لن تجدني حليق الوجه كما أباحت لي ضرورات النشر
وروّجت لي بورتريهات الأغلفة
لهذا لم أتصالح مع أربطة العنق
ولم أتعاطف مع مشاجِب المعاطف الناعمة
أرِدُ إلى بطاقتي في صورةٍ شخصيّةٍ وحيدة
مُتأبِطةً لطفولة الفسيلة
نحو ترسيخ هويّتي في الكدح
على عشيّاتٍ من قيامة الرمل
إلى الخلود

__________________________
ودّان. 10 تشرين الثاني 2024م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى