ارتفع صوت الحاجب الأجش بصيحته التي توقف الأحاديث بين الحضور فتصمت القاعة صمت القبور
- محكمة
دخل قاضي البلدة يعلو وجهه تجهم الوقار، جلس على مقعده فوق العيون المترقبة والأعناق التي تنتفض عروقها مقلبا في الأوراق الموضوعة على مكتبه قبل أن ينطق بصوت عميق كأنه يخرج من أعماق الصدور متسائلا
= أين لص البيضة
أجاب ضعيف الجسد من بين أكتاف الحراس التي أخفت ملابسه البالية وجلد ساقيه الكاشف عن عظام تقوست من حملها لأيام لا ترحم تعلو أقدام حافية تشققت كما الأرض العطشي
- هنا يا سيادة القاضي.
= ما قولك فيما نسب إليك من إرتكاب جريمة سرقة البيضة من مزرعة شيخ البلد.
- أيسرق الرجل ماله يا سيدي!
= وكيف تدعي أنه مالك وهو من أملاك شيخ البلد، هل لديك ما يثبت ملكيته لك؟
- لقد حرق شيخ البلد وثائق ملكيتي عندما إستولي على بيتي البسيط المبنى بالطوب اللبن وطردني أنا وعيالي في الخلاء.
= لا يوجد بيت سكني في هذه المنطقة، ولا يوجد سوي مزرعة الدجاج التي إقتحمتها بغير حق و زريبة البهائم.
- زريبة البهائم هي بيتي، والمزرعة مزرعتي، والدجاجات ملكي وقد رقت لحالي فلم يعلو صياحها كما تفعل دوما عندما يقترب أحد من صغارها.
= إن كنت قد طردت من بيتك كما تدعي، فلم لم تطالب بحقك؟
- عندما صرخت مستنجدا بشيخ الغفر إنهال على وعلى صغاري ضربا و ركلا بأقدامه وأقدام أفراد غفره حتى كدنا نطلب من أرواحنا الخروج لعلهم يتوقفون.
= هل تعني أن شيخ الغفر لم يتحقق من الأمر ولم يقم بواجبه؟
- وهل يحتاج من قضى عمره في البلدة ويعلم دواخل بيوتها التحقق يا سيدي؟
= ولم قد يفعل ذلك وهو مشهود له بالجدية والأمانة في أداء واجبه؟
- لأن الشهادة لا ترفع لديكم سوي من ولي نعمته الذي يؤمن له منصبه ويطعمه من بقايا طعامه.
= ولماذا لم تمد يدك على شيء من أملاكك كما تدعي سوي البيضة؟
- إن صرخات أمعائي التي تعض في بعضها وشوك البرد الذي يثقب جسدي أستطيع تحمله، ولكن صرخة صغيري الذي يتحول شوك البرد الي نصال تمزق جسده الصغير الذي لا يجد ما يحرك الدم في شراينه فيقاومها قطعت نياط قلبي فلم أحتمل قهر السكوت وذل قلة الحيلة.
= بعد أن تبين للمحكمة أن الشقى قد ثبتت عليه تهمة سرقة البيضة بغير حق يستطيع إثباته فقد حكمنا إحقاقا للعدل على لص البيضة بالجلد ليكون عبرة لمن تسول له نفسه فعل جرمه.
وعلى صغيره بالموت جوعا.
- محكمة
دخل قاضي البلدة يعلو وجهه تجهم الوقار، جلس على مقعده فوق العيون المترقبة والأعناق التي تنتفض عروقها مقلبا في الأوراق الموضوعة على مكتبه قبل أن ينطق بصوت عميق كأنه يخرج من أعماق الصدور متسائلا
= أين لص البيضة
أجاب ضعيف الجسد من بين أكتاف الحراس التي أخفت ملابسه البالية وجلد ساقيه الكاشف عن عظام تقوست من حملها لأيام لا ترحم تعلو أقدام حافية تشققت كما الأرض العطشي
- هنا يا سيادة القاضي.
= ما قولك فيما نسب إليك من إرتكاب جريمة سرقة البيضة من مزرعة شيخ البلد.
- أيسرق الرجل ماله يا سيدي!
= وكيف تدعي أنه مالك وهو من أملاك شيخ البلد، هل لديك ما يثبت ملكيته لك؟
- لقد حرق شيخ البلد وثائق ملكيتي عندما إستولي على بيتي البسيط المبنى بالطوب اللبن وطردني أنا وعيالي في الخلاء.
= لا يوجد بيت سكني في هذه المنطقة، ولا يوجد سوي مزرعة الدجاج التي إقتحمتها بغير حق و زريبة البهائم.
- زريبة البهائم هي بيتي، والمزرعة مزرعتي، والدجاجات ملكي وقد رقت لحالي فلم يعلو صياحها كما تفعل دوما عندما يقترب أحد من صغارها.
= إن كنت قد طردت من بيتك كما تدعي، فلم لم تطالب بحقك؟
- عندما صرخت مستنجدا بشيخ الغفر إنهال على وعلى صغاري ضربا و ركلا بأقدامه وأقدام أفراد غفره حتى كدنا نطلب من أرواحنا الخروج لعلهم يتوقفون.
= هل تعني أن شيخ الغفر لم يتحقق من الأمر ولم يقم بواجبه؟
- وهل يحتاج من قضى عمره في البلدة ويعلم دواخل بيوتها التحقق يا سيدي؟
= ولم قد يفعل ذلك وهو مشهود له بالجدية والأمانة في أداء واجبه؟
- لأن الشهادة لا ترفع لديكم سوي من ولي نعمته الذي يؤمن له منصبه ويطعمه من بقايا طعامه.
= ولماذا لم تمد يدك على شيء من أملاكك كما تدعي سوي البيضة؟
- إن صرخات أمعائي التي تعض في بعضها وشوك البرد الذي يثقب جسدي أستطيع تحمله، ولكن صرخة صغيري الذي يتحول شوك البرد الي نصال تمزق جسده الصغير الذي لا يجد ما يحرك الدم في شراينه فيقاومها قطعت نياط قلبي فلم أحتمل قهر السكوت وذل قلة الحيلة.
= بعد أن تبين للمحكمة أن الشقى قد ثبتت عليه تهمة سرقة البيضة بغير حق يستطيع إثباته فقد حكمنا إحقاقا للعدل على لص البيضة بالجلد ليكون عبرة لمن تسول له نفسه فعل جرمه.
وعلى صغيره بالموت جوعا.