جبّار الكوّاز - أغاني آخر الرعاة...

افكر كثيرا
حين ارى اوراقي تكتب ما اقترفته من ذكريات
كيف استدعي النسيان
ليكون لائقا بضفتين من موت؟ !
وبجسر خشبيّ تئن اضلاعه كلما عبره العشاق.
لست أول العابرين،
ولا آخر العشاق.
ولكنني منذ ان استلقى النهرُ على قفاه
وهو يشير لي ضاحكا.
ايّها الواقفُ في سرّة الغياب.
لم تكن يوما محضَ حضور
ولم تكنْ نصوصُك سوى
طلاسمَ سحرةٍ وعقابيلَ مجانين.
فكن كما أنتَ ترابياَ
لا تنفعُك آدعاءاتُك في السيرِ
وراء ظلالِ الأيام.
إشترِ خاتما من صرّةِ الغيومِ،
وضعْ تحت جناحيك غيمةً ،
فلم تعدِ الأمطارُ تخفي لمعانَ لسانِكَ،
ولا أنينَ خطاكَ،
ولا مواجعَ حروفِكَ.
أيّها الترابيُّ
وأنتَ تصرُّ على النسيانِ،
وهو ذكرى من أصدافٍ نخرةٍ
وذهبٌُ مغشوشْ
ونصوصٌ منحولاتٌ
لا أنتَ ترتدي وسادةَ أيامٍ قادماتٍ،
ولا أنتَ
أنتَ.
فمَن يبيعٌك ينبوعا صديئا
لتمحوَ بترابِك ما علقَ فيه؟ !
من أمانٍ خربةٍ
وبياضٍ لم يكن الّا سوادا ماكثا
في مروجِ قلقِكَ واحزانِك،
فلا تدعْ تأويلَك يغلبُكَ
كما الماضي
لتغنّيَ السوادَ
قائلا: كنْ بياضا
أيُّها المتخفي بين أصابعي،
وآصمتْ
لستَ أوّلَ كاذبٍ بخدعةِ الألوان
ولست آخر مكذوب عليه
بالنسيانِ.
أيّها المستريبُ ممّا
يأتي
ولن يأتيَ
تذكّرْ جيّدا
أيّها الترابيُّ
..........
جبّار الكوّاز /العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى