إبراهيم الديب - مسافة...

رغبة الشخص أحياناً وحرصه الاحتفاظ بشيء بصورة ملحة فيفلت منه لشدة حرصه عليه ، انتهت علاقات : كان يمكن لها أن تستمر و يكتب لها النجاح، لو تخلى أحد طرفيها مطاردة الطرف الآخر والتدخل في كل شؤونه ليل نهار واخص خصوصياته لم يترك له مساحة يتحرك فيها كل ذلك باسم الصداقة ، فانتهت هذه العلاقة بعد تحولها لقيد ، ليكتشف بعدها الطرف الأكثر حرصاً أن ذلك يساعد على استمرار الصداقة ويقوي العلاقة والروابط بينهما :أنه أخطأ بالتضييق عليه ومطاردته وكأنه فريسة لصياد .
من اهم أسباب العلاقة والصداقة الناجحة أن يقوم المرء بسؤال صديقه عن أوقات فراغه وهل يمكن إذا سمح الوقت أن يكون بقاء يجمعهما وكأنه يستأذنه حتى وإن كانت علاقتهما متينة فلابد من محافظة الطرفين على مسافة بينهما فهي أشياء بسيطة ولكنها تدفع بقوة لاستمرار الصداقة لإحساس كل من الطرفين أنه غير مراقب من الطرف الآخر حتى لا يشعر أن الصداقة تحولت :لقيد يحد من حريته وتحركاته.
النوم نفسه كلما تعجله المرء وطلبه من أجل تغييبه يفر منه لصباح اليوم التالي مخرجاً لسانه أثناء يقظة من طلبه وكأنه يقول له لست تحت أمرك فطالما طلبيتي ولم تتركني بحريتي لن ازورك الا برغبتي في وقت أنا من يحدده . أتساءل كثيراً لماذا في حالة حرصنا الشديد على شيء يفلت من بين أيدينا، ويفر وكأنه سعيد بممارسة طقس الفرار ويستمتع بإغاظتنا. لعل سبب الفرار توجسه منا لطلبنا له بإلحاح فلم أننا تركنا له الاختيار لشعوره أنه شبه مكره ولذلك ؛اختار الحرية فرارا من القيد والجبر . لابد أيضاً أن تكون هناك مسافة بيننا وبين أولادنا مثل التي بيننا وبينهم الآخرين ، وأن نطلب الشيء برفق فان كان لك فيه نصيب سيأتيك بعزة نفس وان كان غير ذلك فلم يكتب لك من الأساس..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى