إبراهيم محمود - إحالات موثَّقة...

مجرى يتخلى عن نهره
لم نعد نتحمل أحزان مائه المتدفقة
تقولها ضفتاه
الينابيع تنتحر في صمت

***
القطار ينقذف إلى الأعلى
الهواء محكوم بالذهول
لم نعد قادرتين على تجاهل نزيف كائناته المتنقلة
ترددها سكّتاه
المحطات تتبرأ من شباك تذاكرها

***
يلقي الجسر بنفسه إلى الأسفل
الماء راكد فاغر فاه
إلى متى سنسكت عن جرائم عابرينا في الاتجاهين؟
تقولها قضبانها المثقلة بالتجاعيد
الحدادون يدخلون في سبات عميق عميق

***
تشرق الشمس معفَّرة بالرماد
ساعة الصبح مذبوحة الوقت
بدتُ عاجزاً عن بث الحرارة في جسم الكرة الأرضية
يقولها لهب منغص في الصميم
الفضاء يضيق به الخناق

***
سأدعك وحيداً في عرائك المكشوف
يخاطب الزمن التاريخ
مركز الأرض ينفلت من عقاله
الجغرافيا يغشى عليها في الحال
دورة الفلْك تستقيل من وظيفتها مقهورة

***
اللغات تتحرر من سجلاتها
القواعد فقدت تماسك كلماتها
لم لم يعد في مقدورنا بعد تحمُّل الكوارث
تقولها ألسنة على وشك التفتت
مذيعو نشرات الأخبار لازموا بيوتهم


***

السماء في علاها تمسح عنها نجومها
الأوكسجين في احتضاره المفاجىء
ماالذي يبقيني في وحدتي القاتلة
يرددها فراغ يزداد أنيناً
الحياة ترفع الراية البيضاء للموت

***
ليس من ممثلين على المسرح
ليس من مسرح في مكانه
لا أثر للنظارة
الكراسي مخلوعة
العراء يتردد صدى قهقهاته في كل مكان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى