أن تقع في حبِّ امرأة

أن تُرتّلَ امرأةٌ،
هسيسَ المساء على مهلٍ،
تهمسُ لظلِّها المُتعبَ:
كيفَ يُزهرُ الحنينُ قمرًا
في مروجِ الذكريات؟

أن تبكي امرأةٌ،
أغنيةً تُراقصُها الريح،
وأناملُ الليل
تتناثرُ أهدابًا على كتفيها،
تتركُ وراءها خرائطَ الأسئلة،
كوكبات تائهة تبحثُ عن ملامحها،
"ونزقٌ حنونٌ يُشبهُها

أن تقف امرأةٌ،
عند شرفةِ الضوء،
تُلوّح للنوافذ بأصابعِ المطر
وتُعلِّم الريحَ
كيفَ تهمسُ بالأغنياتِ القديمة.

أن تُعيدَ امرأةٌ،
ترتيبَ أحلامها المبعثرة
تُعلِّقُها على نوافذ
أطفأها غيابُ العناق،
قبل أن يُكملَ دورته.

امرأةٌ يطرق البرقُ أبوابَها،
وتسأل العاصفةُ عن اسمها
قبل أن تولد.

أن تضعَ امرأةٌ،
عطرَ ذكرياتها
على خصلاتِ القصائد،
وتتركه مثل شتاءٍ قديم
يضوع أزهارًا
في أودية عشقها.

أن تهمسَ امرأةٌ،
بأسرارها المخبَّأة،
بين أصابع الليل،
يضئ ذلك الغنج المهاجر
فوانيسها المعتمة،
وينام الصمتُ
في كنفِ الشجر.

أن تُذبِلَ امرأةٌ،
في عينيها وميضَ العشق،
يَغفو الليلُ وحيدًا
في كفّيها،
يَفيضُ برائحةِ السفرجلِ
على وجنتيها،
وينثرُ ألفَ عمرٍ من الحنين.

أن تخطو امرأةٌ بخفّةٍ
كفراشةٍ،
تنسجُ خطواتها
على خيطٍ من الضوء،
يعودُ إليها
طيفُ عناقٍ غابَ
طويلًا
بين يديها.

أن تبدو امرأةٌ،
غريبةً ووحيدةً
إلّا منك،
يتفرَّعُ حزنُها
حنونًا..
كقبلةٍ مُشتهاة.

أن تحتضن امرأةٌ،
أكتافَ قلبِها،
جسرًا عاريًا
تتسكَّعُ عليه الخيبات.

أن تُناديكَ امرأةٌ،
كصلاةٍ، تعبرُ ظمأ الوردة،
رقصة ماءٍ تُغرقُ الحكاية،
على خاصرةِ الفجر،
ثم تعيدها، كأنّها
حلمٌ لم يكتمل.

أن تقعَ في حبِّ امرأة:
كلما اشتعلت حرائق القلب باسمك
تنسدل اللغة من شفتيها
كالندى على أجنحة الفجر،
عنبرا
وبلورا
ونرجسا.

امرأة، كنتَ، أنتَ..
وحدَكَ
ثم وحدَكَ؛
شاعرُها،
كرزُ أغنياتها،
نداءُ الليل
في مَوجِ عينيها،
وأسرارُ محارها..
حين
يُضيئها
ليلُ
القصائد.

21 ديسمبر 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى