رفعت رأسي نحو السماء أراقب، ما تبقى من أمنيات. مقلتاي متعبتان، كأن بعض النعاس بدأ يتسلل إليهما.
في حضرة ذاك الصمت، نزلت عبرات ساخنة، ولا أحد هنا ليمد يده نحوي بمنديل، أو ربما بطبطبة على كتفي، فأجهش بالبكاء المنحسر داخل صدري. السماء أيضا أقفلت أبوابها في وجهي، ولم تعد تعبأ بوجوه المنكسرين ...
بدأت مكبرات الصوت تصدح بأذان العشاء، مساجد كثيرة تؤذن في وقت واحد، كأنها أهازيج تنبعث من أعالي الجبال، يردّد صداها الكون كله. كان شعورا خرافيا، لا يمكن إدراكه إلا وأنت تحت الصفر...
حاولت الانضمام إلى المصلين، لكن ماذا أقول وأنا ساجد؟ "اللعنة! لقد خسرت كل شيء". كيف لي أن أضم يديّ الملطختين بدمائها الزكية، وأدعو لنفسي بالخلاص من هذا الرأس الذي يتذكر كل شيء ؟
كيف سأخفي عنك، يا إلهي، أنني قتلتها بدماء باردة؟ كانت صغيرة بحجم كفّي، لكنها أفسدت ثيابي، وقضمت ملابسي الرسمية. لم تترك لي خيارا آخر ... أمسكتها بيدي وبدأت أضغط عليها كالعجين، إلى أن انصهرت أحشاؤها من بين أصابعي ، بدأت أصرخ وأعصر...أصرخ وأعصر...إلى أن طحنتها كلياً.
ما آلمني أكثر هو أنني لم أتذكر لحظتها أنني متقاعد، والملابس الرسمية لن تنفعني في شيء، ولا أحد يزورني وأنا أسكن في هذه "السطح" الخرب ...
يا ويلي! ماذا فعلت بتلك المسكينة؟ كانت تؤنسني بصوت خشخشاتها وهي تحاول المرور من كيس إلى كيس. كنت أراها وهي تقترب مني ليلاً، وتندسّ تحت اللحاف...لماذا قتلتها ؟! أنا مجرم ! أنا سفّاح !
إنهم قادمون...أسمع خطواتهم وهم يصعدون الدرج. صاحب الوزرة البيضاء سيدخل أولاً، ثم سيتبعه صديقاه السمينان، هل أخبرهم بأنني قتلتها ؟!
أنتظر، أرجوك ! سأخبرك كيف حدث الأمر؛ لا تربطوني بتلك الأحزمة اللعينة، أنتم من أغلقتم أبواب السماء ! أعلم ذلك ...
أنتم تسكنون السماء ؟! تعلمون كل شيء ...لحافي ! أحضروا لحافي!
سلوى ادريسي والي
في حضرة ذاك الصمت، نزلت عبرات ساخنة، ولا أحد هنا ليمد يده نحوي بمنديل، أو ربما بطبطبة على كتفي، فأجهش بالبكاء المنحسر داخل صدري. السماء أيضا أقفلت أبوابها في وجهي، ولم تعد تعبأ بوجوه المنكسرين ...
بدأت مكبرات الصوت تصدح بأذان العشاء، مساجد كثيرة تؤذن في وقت واحد، كأنها أهازيج تنبعث من أعالي الجبال، يردّد صداها الكون كله. كان شعورا خرافيا، لا يمكن إدراكه إلا وأنت تحت الصفر...
حاولت الانضمام إلى المصلين، لكن ماذا أقول وأنا ساجد؟ "اللعنة! لقد خسرت كل شيء". كيف لي أن أضم يديّ الملطختين بدمائها الزكية، وأدعو لنفسي بالخلاص من هذا الرأس الذي يتذكر كل شيء ؟
كيف سأخفي عنك، يا إلهي، أنني قتلتها بدماء باردة؟ كانت صغيرة بحجم كفّي، لكنها أفسدت ثيابي، وقضمت ملابسي الرسمية. لم تترك لي خيارا آخر ... أمسكتها بيدي وبدأت أضغط عليها كالعجين، إلى أن انصهرت أحشاؤها من بين أصابعي ، بدأت أصرخ وأعصر...أصرخ وأعصر...إلى أن طحنتها كلياً.
ما آلمني أكثر هو أنني لم أتذكر لحظتها أنني متقاعد، والملابس الرسمية لن تنفعني في شيء، ولا أحد يزورني وأنا أسكن في هذه "السطح" الخرب ...
يا ويلي! ماذا فعلت بتلك المسكينة؟ كانت تؤنسني بصوت خشخشاتها وهي تحاول المرور من كيس إلى كيس. كنت أراها وهي تقترب مني ليلاً، وتندسّ تحت اللحاف...لماذا قتلتها ؟! أنا مجرم ! أنا سفّاح !
إنهم قادمون...أسمع خطواتهم وهم يصعدون الدرج. صاحب الوزرة البيضاء سيدخل أولاً، ثم سيتبعه صديقاه السمينان، هل أخبرهم بأنني قتلتها ؟!
أنتظر، أرجوك ! سأخبرك كيف حدث الأمر؛ لا تربطوني بتلك الأحزمة اللعينة، أنتم من أغلقتم أبواب السماء ! أعلم ذلك ...
أنتم تسكنون السماء ؟! تعلمون كل شيء ...لحافي ! أحضروا لحافي!
سلوى ادريسي والي