( فتاة نابلس
رأي السارد في رواية " فتاة نابلس " في أساتذة جامعة النجاح الوطنية ومناهجها والتدريس فيها ، وقد سماها جامعة نابلس . الرواية صادرة في ٢٠٢٢ . المؤلف أميركي ( DEAN DILLEY ) .
***
1- الفلسطيني في الرواية الأمريكية : فتاة نابلس مثالا
في ربيع هذا العام كتب إلي الشاعر راشد عيسى يسألني إن كان مر علي رواية عنوانها " فتاة نابلس " للمؤلف سعادة بك موره لي ، ولما بحثت عنها في مكتبة بلدية نابلس وجدت منها جزءا من أربعة أدرجت على صفحتي صورة غلافه وصورت للشاعر الصفحات الأولى منه .
تفاعل جمهور القراء ودارسي الرواية الفلسطينية مع المنشور ، فعرفت أن الأجزاء الأربعة متوفرة في مكتبة الجامعة الأردنية ، وعرفت من الصحفي جميل ضبابات أن هناك رواية لمحام أمريكي عمل مستشارا في الخليج ( DEAN DILLEY ) عنوانها " Nablus Girl " صدرت في العام ٢٠٢٢ ، ووعد جميل أن يعرفنا بمحتواها ولم يتمكن من ذلك ، فما كتب عنها بضعة أسطر فقط ، وهنا تبرع محمد أبو عرقوب المقيم في أميركا أن يوفر لي ولجميل نسختين منها ، إهداء لي كوني درسته في العام ٢٠٠٢ في جامعة النجاح الوطنية ، فهذا واجب الطالب لأستاذه ، ووعد أنه سيحضرهما شخصيا في زيارته القادمة لفلسطين ، ولم تتأخر الزيارة ، وعندما أهداني نسختي طمح أن أخربش حولها في الفيس بوك ، ولم أخيب أمله فهو وعد وأوفى ، وشرعت أقرأ كل يوم فصلا من فصول الرواية وأكتب انطباعاتي وما تستثيره في ذهني ، فالرواية حديثة الصدور وهي عن نابلس وأهلها وجامعتها ومشافيها وشوارعها ، وهي تقدم تصور السارد ، ولعله المؤلف ، لعالم أعرفه منذ سبعين عاما ، فنابلس هي مكان الولادة والنشأة والإقامة . إنها الماضي والحاضر وإن لم أعد إلى يافا فسأدفن فيها . عدا ما سبق فقد قرأت صورتها في روايات سحر خليفة وسير أدبائها مثل فدوى طوقان وعلي الخليلي وكتبت عنها الكثير في نصوصي القصصية والروائية ومذكراتي عن عملي في الجامعة ، وبدت لي رواية ( DILLEY ) رواية ثرية لإجراء مقارنات بينها وبين أدبياتنا .
ليست رواية " فتاة نابلس " أول رواية بالإنجليزية أقرأها تأتي على فلسطين والفلسطينيين ، وإن كانت الأولى عن مدينة نابلس . كان غسان كنفاني في كتابه " الأدب الصهيوني " ١٩٦٦ أول من عرفنا على صورة العربي / الفلسطيني في الرواية المكتوبة بالإنجليزية ، وكنت شخصيا قرأت بالألمانية رواية ( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة جديدة " ١٩٠٢ ، بل إني لم أكتف بما قرأته في كتاب كنفاني . لقد اقتنيت رواية ( آرثر كوستلر ) " لصوص في الليل " وروايتي ( ليون أوريس ) " الخروج / اوكسودس " و " الحاج / The Haj " ووظفت هذه الروايات في العديد من دراساتي .
عندما شرعت في قراءة " فتاة نابلس " تذكرت رواية " الحاج " ، وكانت الدهشة تعتريني . إنها الدهشة نفسها التي ألمت بي في العام ١٩٩١ ، وكان السؤال هو :
- ما هي مرجعية هؤلاء الكتاب في كتابة بعض التفاصيل عن الفلسطيني ؟
لم يكتب ( أوريس ) عن المدينة الفلسطينية ، ولكنه كتب عن البدو ، أما ( ديللي ) فيكتب عن نابلس ودبي والقاهرة أيضا ، وربما تتضاءل الدهشة عندما يقرأ المرء سطرا أو سطرين عن حياته على الغلاف الأخير لروايته " إنه محام من واشنطن مع خبرة طويلة في الشرق الأوسط " وإنه عمل مستشارا في دول الخليج . إنه إذن لم يكتب عن الشرق الأوسط من فراغ ، فثمة خبرة ودراية ومعرفة ، وكونه عمل مستشارا فلا شك أن كثيرا من المعلومات التي تخص البنوك والشركات والتعاملات فيها كانت من مجال عمله .
ما لفت نظري حقيقة هو ما كتبه عن مدينة نابلس والنابلسيين والجامعة فيها وإيراده أسماء بعض شوارعها ، فهل زار المدينة أم أنه في الكتابة عنها اعتمد على الشخصيات الأمريكية التي زارت نابلس وعملت في جامعتها وكان لها حضور في الرواية ؟
وكعادة الروائيين عموما فإنه صدر روايته بالكليشيه التقليدية " هذا الكتاب عمل خيالي . الأسماء والشخصيات والأماكن والأحداث هي من نتاج خيال الكاتب أو استخدمت وهميا . أي تشابه مع أحداث حقيقية أو محلية او شخصيات واقعية ؛ حية أو ميتة ، هو بالصدفة تماما " .
وتتبع الشخصيات الفلسطينية كلها في الرواية يتطلب حيزا واسعا ، فهي عديدة يكتب تارة عنها كنماذج وطورا كشخصيات تخص مكانا بأسره ، فعائشة مثلا هي فتاة من أسرة نابلسية ثرية وهي في الوقت نفسه " a Nablusi woman " . إنها تمثل ذاتها ولكنها تجسد في صفاتها صفات المرأة النابلسية .
من الشخصيات الرئيسة في الرواية عائشة وهالة وابنها أمير . هؤلاء يحضرون أكثر من غيرهم ويمكن أن يعدوا شخصيات رئيسه ، بل إنهم كذلك ، وهم ينتمون إلى فئات اجتماعية تتفاوت طبقيا ، والعلاقة مثلا بين أمير وعائشة الطالبين الجامعيين لا يمكن أن يكتب لها النجاح . تعتقد بهذا هالة وتؤمن به أيضا عائشة التي حين تتصور الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها أن أمير خارج حساباتها مع أنه حلو .
هالة امرأة محبطة بسبب سجن أبيها في إيران وعائشة لا تريد البقاء في نابلس ، فلا أسرار فيها و ... وطموح أمير أكبر من التخرج من جامعة بائسة . إن جل ما يطمح إليه الأخيران ، ومثلهما سارة أخت أمير ، هو الهجرة من المدينة . إنها مدينة يمتاز أهلها بالغيبة والنميمة ، التعليم في جامعتها بائس ورديء واساتذتها لا يتطورون ومشفاها المذكور وسخ واطباؤها بؤساء التطبيب لديهم سيء وهم في الغيبة والنميمة أسوأ من الممرضات . إن رجال المدينة يرتعبون من المرأة بشكل عام وينظرون إلى من تعمل في مستوطنة نظرة سلبية ، فهي تتعاون مع الاحتلال وتفقد عذريتها ، وأما نساء نابلس المعتدات بجمالهن فهن يغرن من المرأة اليهودية ويشعرن بالأسى حين توصف بالجمال . إن الحديث عن جمالها يجعلهن في المرتبة الثانية .
وعموما فإنني أعتقد أنه لأمر مجد أن يناقش أساتذة الأدب الإنجليزي في جامعة النجاح الوطنية الرواية وأن يبدوا آراءهم فيها ، بل وأكثر من ذلك أن يستقبلوا كاتبها لمناقشته فيما كتبه.
الكتابة تطول والمساحة محدودة .
١٢ / ٧ / ٢٠٢٣
***
2- ( فتاة نابلس ٢ ) قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية موضع سخرية وتندر:
لا أعرف حقا مصادر مؤلف رواية " فتاة نابلس " ( DEAN DILLEY ) في الكتابة عن قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية .
في الفصل الثالث يأتي على دكتور في قسم اللغة الإنجليزية حصل على الدكتوراه من الجامعات المصرية يدرس المادة نفسها اعتمادا على ما درسه في الجامعة المصرية ؛ عين شمس إن لم أنس ، ويجب أن اتأكد . إنها الأسماء الأدبية التقليدية القديمة قد توقف أمامها وظل يعيد تدريسها دون أن يثقف نفسه فيقرأ لأسماء أدبية جديدة .
يقارن المؤلف بين طريقة التعليم المتبعة لدى خريجي الجامعات المصرية بطريقة تدريس أستاذ أمريكي في القسم الذي درس فيه أمير الطالب النابلسي ، ليرى أمير الفرق بين من نفره من الجامعة ومن حببه فيها ؛ بين خريجي الجامعات المصرية والمتطوع الأميركي .
لجامعة النجاح الوطنية حضور في الفصول الثلاثة الأولى يجب أن يعرفه أساتذة قسم اللغة الإنجليزية فيها ، بل يجب أن تعرف به إدارتها ، فحسب ما أعرف أن أكثر خريجي قسم اللغة الإنجليزية الذين يدرسون فيه هم من خريجي الجامعات الأميركية والبريطانية . الدكتور الذي يذكره اسمه فتحي ولا أعرف شخصا في قسم اللغة الإنجليزية بهذا الاسم ولعله اسم مخترع تحسبا.
هل يكتب الروائي عن بدايات الجامعة ، علما بأن الرواية تأتي على العام ١٩٩٢ وان زمن النشر للرواية هو ٢٠٢٢ ؟
واضح أن من زود الروائي بالمعلومات ذو توجه غربي أميركي أو إنه زوده بمعلومات عن بداية نشأة الجامعة ، فهي الآن تضم أعضاء هيئة تدريس تخرج أكثرهم من الجامعات الأميركية والأوروبية .
خربشات عادل الاسطة
فجر ٢١ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
3- ( فتاة نابلس ٣ ) أعمال نجيب محفوظ وسحر خليفة كمرجعية لتشكيل صورة العربي في العقلية الغربية:
إلى أي مدى أسهمت روايات نجيب محفوظ وسحر خليفة في تشكيل صورة الغربيين عن العربي ؟
ما أثار السؤال في ذهني هو ما ورد في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " عن الأسرة النابلسية المكونة من الزوجين وولديهما أمير وسارة وعلاقة الأسر ببعضها ، بخاصة أسرة أمير مع أسرة عائشة الدجاني ، ثم ذهاب عائشة لمواصلة دراستها في القاهرة التي ترد كتابة عنها .
العلاقة بين الأب وابنه أمير تذكر ببعض مشاهد من ثلاثية نجيب محفوظ التي يرد ذكرها في " فتاة نابلس " حيث يقرأ والد أمير في الثلاثية .
الأجواء العائلية هذه تذكر أيضا بروايات سحر خليفة " الصبار " و "عباد الشمس " و" باب الساحة " وكانت سحر خليفة قرأت أيضا نجيب محفوظ وتأثرت برواياته الواقعية التي صور فيها العائلة المصرية .
غالبا ما تكون النصوص القصصية مادة أساسية في تشكيل صورة مجتمع في أذهان قرائها .
الجدير بالذكر هو أن ثلاثية محفوظ وروايات سحر مترجمة إلى الإنجليزية .
الليلة قرأت صفحات من الفصل الرابع في الرواية .
سافرت عائشة إلى القاهرة وصار أمير يتتبع أخبارها من خلال أخته سارة التي ربطتها علاقة صداقة بنور أخت عائشة .
الأم - أم أمير - تبدو مهملة للعائلة وهذا ما لاحظه جابر عم أمير وللكتابة عن الأم التي تنتهي الرواية بذكرها خربشة أخرى .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٢ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
4- ( فتاة نابلس ٤ ) نابلس والنميمة ورجالها يفقن نساءها :
لنقرأ الفقرة الآتية عن مدينة نابلس في رواية " فتاة نابلس " ل ( DEAN DILLEY ) :
"His mother stiffened , slightly embarrassed . " You would be surprised at the gossip that goes on during a tracheal intubation , and the doctors are even worse than the nurse . Nothing goes on in Nablus that isn't critiqued by a thousand amateur judges of morality and fashion .."
هذا هو رأي والدة أمير الشخصية المحورية في الرواية حتى الفصل الرابع في أهل نابلس .
والدة أمير تعمل ممرضة في أحد مستشفيات المدينة وقد عاشت مع والدها فترة في إيران في زمن الشاه ، حيث كان والدها مهندسا .
أعتقد أن الرواية تقدم صورة لمدينة نابلس يمكن مقارنتها بالصورة التي ظهرت للمدينة في روايات سحر خليفة .
أين هم مثقفو المدينة ليقرأوا ويبدوا آراء هم في الصورة التي تقدمها لهم الرواية الأمريكية .؟
والسؤال هو :
- هل ستعلن نابلس الحرب على أميركا أم أن " ضرب الحبيب الزبيب " ؟
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
نابلس ٢٤ / ٦ / ٢٠٢٣
***
5- ( فتاة نابلس ٥ ) نابلس والخمرة : الخمرة في الرواية الفلسطينية :
هل كتب روائيو الأرض المحتلة عن الخمر في رواياتهم ؟
هل كتبت سحر خليفة في رواياتها عن خمارات مدينة نابلس ؟
كانت في مدينة نابلس قبل العام ١٩٨٧ مجموعة خمارات ؛ على الدوار وفي مدخل سينما العاصي وفي رفيديا وشارع مكتبة البلدية قرب مدرسة الفاطمية وفي شارع فيصل أيضا . لم يكن بيع الخمرة ممنوعا ، وبعض الخمارات كانت تقدم المشروب لزبائنها فيها . أذكر هذا جيدا ، وظلت الخمارات تبيع وتستقبل الزبائن حتى اندلعت انتفاضة ١٩٨٧ حيث أغلقت الخمارات أبوابها ومنعت من بيع الخمور ، وأخذ الشباب المنتفضون يلاحقون من يتعاطاها ويفتشون سيارات المتنزهين القادمين من الغور بحثا عنها ، ومن تعاطى الخمر صار يجد صعوبة في الحصول عليها ، وروي أنه صار يشتريها من بعض أبناء الطائفة السامرية المقيمين في جبل جرزيم ليتعاطاها في السر .
مرة فكرت أن أكتب عن خمارات المدينة ، دفعني إلى ذلك عنوان مجموعة قصصية للمرحوم سلمان ناطور " خمارة البلد " .
لا أذكر إن كتبت سحر خليفة صفحات مفصلة عن الخمارات ، ولكني أذكر أنها كتبت عن مواطنين يتعاطونها ، وكانت سميرة عزام وغسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا كتبوا عن تعاطي فلسطينيين الخمور " لأنه يحبهم " و " أم سعد " و " البحث عن وليد مسعود " ، وفيما بعد كتب جمال أبو غيدا في روايته " خابية الحنين " عن شخصية نابلسية طريفة تقيم في عمان وتتعاطى الخمور ، بل وكتب عن شخصيات يسارية أخرى تسرف في شربها .
هل كان بعض سكان نابلس في الانتفاضة الأولى يحتسون الخمر في بيوتهم بالسر ، بخاصة أبناء الدين المسيحي ؟ فالخمر عندهم ليس محرما .
في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " تتعاطى الخمر في البيوت ويحصل عليها غالبا كهدايا تجلب لشاربيها من عمان أو بيروت .
لنقرأ:
" From downstairs , Amir heard the sound of ice and glass. Amir's mother was casual her alcohol .Other women in Nablus drank , but furtively , stimulated by feelings of guilt , or the electricity of small Islamic infractions . Often in Nablus , alcohol was blamed on visitors , usually relatives from Amman or Beirut , who brought gifts in bags marked " Duty Frree " .It was considered a stylish present...."
في رواية Khoury Elias " رجل يشبهني " نقرأ عن شخصيات فلسطينية عادت إلى الضفة الغربية إثر اتفاقات أوسلو مثل خليل أيوب ، ولأنها كانت في المنفى تتعاطى الخمر ، فإنها واصلت تعاطيها ، وقد كتب عن تصنيع الخمر من عنب الخليل . نبيذ مخمر كما لو أنه دم المسيح .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٦ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
6- ( فتاة نابلس ٦ ) الكاتب والمؤلف الضمني والشخصيات : من هو المؤلف الضمني لرواية " فتاة نابلس " للكاتب الأميركي ( DEAN DILLEY):
في فترات متأخرة باح لي غير صديق بأنه هو من أمد الكاتبة سحر خليفة بمعلومات عن عالم السجن الذي لم تعش فيه حيث لم تسجن ، وبأن الحوار بين الشخصيات الأيديولوجية في روايتيها " الصبار " و " عباد الشمس " كان يجري على لسانه وهو يجلس مع سحر .
ببساطة اتكأت سحر في كتابتها روايتيها على آخرين قصوا عليها كثيرا مما ورد في روايتيها ، وهكذا فإن فضيلتها تمثلت في الكتابة . كما لو أن من باحا لي هما المؤلف الضمني للروايتين . وهكذا يمكن أن نميز بين الكاتب والمؤلف الضمني ونأخذ بمقولة ( واين بوث ) .
كم من الوقت كنت أمضي مع طلابي وأنا أشرح فكرة المؤلف الضمني واختلافه عن الكاتب ؟ وكم كان الطلاب يؤمنون بها ، علما بأن منظر الرواية الجزائري عبد المالك مرتاض لم يقتنع بها .
الليلة وأنا أقرأ الفصل السادس من رواية " فتاة نابلس " أيقنت أن ( DEAN DILLEY ) هو كاتب الرواية وأن مؤلفها الضمني شخص آخر عاش قسما كبيرا من حياته في نابلس وعرف شوارعها ومشافيها وعادات أهلها وبنيتها الاجتماعية وجامعة النجاح الوطنية وطرق التدريس فيها واساتذتها ومصادر شهادات قسم منهم و ... و ... .
ويخيل إلي أن هذا المؤلف الضمني ميال للحياة الأميركية ومعجب بها إعجابا كبيرا وأنه في سبيل الإقامة في أميركا زود الكاتب بكم كبير جدا من المعلومات . إنه مثله مثل أمير الشخصية المحورية في الرواية .
طبعا يمكن أن أذهب إلى ما هو من ذلك فأربط بين هذه الرواية ورواية ( ليون أوريس ) " الحاج The Haj " a " التي كتبت أيضا بالإنجليزية .
إن لم يكن المؤلف الضمني للرواية فلسطينيا معجبا ايما إعجاب بأمريكا فإنه بالتأكيد شخص عمل في المخابرات الإسرائيلية في نابلس لديه ملفات كثيرة كان يدون فيها الكثير الكثير من المعلومات ثم أمد الكاتب بها .
خيال ... خيال شرقي . ليكن .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٧ / ٦ / ٢٠٢٣
***
7- فتاة نابلس ٧ : الكاتب والمكان : هل عاش المؤلف في نابلس؟
عندما التقيت بالسيد محمد أبو عرقوب الذي أحضر لي الرواية من أميركا وجلسنا في مقهى الهموز سألني عن شارع الجازي الذي ورد ذكره في الرواية ، ولم أكن سمعت به من قبل .
في ساعات المساء صرت أبحث في محرك البحث غوغل عن الشارع ، وعرفت أنه لا يوجد شارع في نابلس بهذا الاسم . هناك عائلة الجازي في محيط نابلس ، وهناك شارع الجازي في عمان ، بل وعرفت أن هناك عشيرة الجازي في الأردن .
هل كان بحثي محقا ، بخاصة ان الكاتب احتاط في فقرة بأن الأسماء والشخوص والأماكن و ... و .. هي مفترضة وأن كتابه هو عمل قصصي بني على الخيال ؟
مثلا لم يذكر الكاتب اسم جامعة النجاح الوطنية ، ولكنه كتب عن جامعة نابلس ، وعندما كتب في بداية الفصل السادس عن أحد المشافي كتب عن مشفى الشهداء في نابلس ، ولا يوجد مشفى بهذا الاسم . هناك طبعا مجمع الشهداء الطبي العسكري ولعله يقصده .
هل شارع الجازي هو شارع الحجاز ؟ قد يكون وهذا ما رجحه من سألتهم .
من الشوارع التي يذكرها شارع يافا ، وهو يقع بين منتزه العائلات وحدائق جمال عبد الناصر .
لا أعرف إن كان DEAN DILLEY زار نابلس وتجول في شوارعها ومن المؤكد أن أساتذة قسم اللغة الإنجليزية سيكتبون الكثير عن هذه الرواية التي سأخربش حولها أيضا في الأيام القادمة .
هل سيستضيف قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية كاتب الرواية ليحاوره فيما كتب ؟ وهل سيسأله عن مرجعياته في الكتابة ، بخاصة أنه يكتب عن قسم اللغة الإنجليزية فيها ؟
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
نابلس ٢٩ / ٦ /
***
8- فتاة نابلس ٨ : "Nonmembers" في الرواية تنشأ علاقة حب بين أمير وعائشة.
عائشة تنتمي إلى عائلة الدجاني - في نابلس عائلة الدجني من بيت دجن جنوب شرق يافا ، وهي عائلة من اللاجئين ولا أظنها المقصودة - والدجاني عائلة يقيم قسم منها في القدس وقسم منها أقام في يافا وهي عائلة كبيرة .
في جلسة ليلية بين أمير وأمه الممرضة كانت الأم في أثنائها تحتسي كأسا من الويسكي تقول الأم بأن هناك شائعات في المشفى عن علاقة صداقة بينه وأخته سارة مع فتاة الدجاني .
" You can imagine the stupid and hateful things people say about that "
وتضيف :
- إنه ليس شأني ، ولكن هل تعتقد أن هذه فكرة جيدة ؟ إن تلك العائلة لن ترحب تماما ب ...
وتوقفت لتختار الكلمة المناسبة ، وقالت في النهاية :
" Nonmembers "
يعني لن ترحب العائلات الكبيرة المعروفة بعلاقات نسب مع أسر قليلة العدد تتكون من " قردين ودب " - أي من أمير وأخته وأمه الأسرة قليلة العدد .
وأنا أقرأ ما ورد على لسان الأم تساءلت إن كان أدباؤنا كتبوا شيئا قريبا من هذا . عبد اللطيف عقل مثلا في شعره وسحر خليفة في رواياتها ، بل وأمعنت النظر فيما كنت أسمعه من حكايات عن الترتيب العائلي لعائلات المدينة وكيف تنظر كل عائلة إلى موقعها فيه ؛ العائلة رقم 1 والعائلة رقم 2 والعائلة رقم 3 وهكذا دواليك ، وتذكرت انتخابات بلدية نابلس في العام ١٩٧٢ ومن ترشح إليها ومن فاز فيها وكم صوتا حصل مرشح الأسرة الفقيرة المعدمة حتى لو كان محاميا أو حاصلا على البكالوريوس من جامعة دمشق ، ورحم الله الأستاذ بشير خنفر والمحامي فتحي الشرقاوي ، ورحم الله الحاج معزوز المصري . طبعا كان ذلك قبل تشكل القوائم حسب الولاء السياسي والولاء لهذه الدولة أو تلك أو لمنظمة التحرير الفلسطينية .
في أمثالنا الشعبية مثل يقول :" على قد فراشك مد رجليك " ومقولات مثل " خوذ من ثوبك وعلى قياسك " وربما هناك أمثال أكثر دقة في التعبير .
مرة كتبت عن تجربة المدينة في شعر عبد اللطيف عقل ولاحظت أنه كتب شيئا مثل هذا ولا تخلو روايات سحر خليفة " الصبار " و" عباد الشمس " و " باب الساحة " من إشارات مماثلة . ورحم الله الشاعر لطفي الزغلول فقد حدثني عن علاقة كاتبة بشاب من أسرة عبد الهادي كانت أمه ضد استمرار العلاقة بحجة أن الفتاة من الحارات - أي من أسرة فقيرة قياسا لعائلة عبد الهادي الإقطاعية.
من المؤكد أن الجدل في التعليقات قد يقول الكثير حول هذا .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٣٠ / ٦ / ٢٠٢٣
***
9- فتاة نابلس ٩ : الرحيل عن نابلس
في الفصل السابع من رواية DEAN DILLEY " فتاة نابلس " يغادر أمير المدينة إلى دبي لإجراء مقابلة هناك تمكنه من السفر إلى أميركا والعمل في أحد بنوكها ، فقد حظي بدعم من الأستاذ الأمريكي الذي علمه في جامعة نابلس ، وما حظي به لم يحظ به جندي إسرائيلي يتحدث الإنجليزية باللكنة الأمريكية .
نعرف ما سبق من خلال الحوار الذي جرى بينهما على الحاجز حين فتش الجندي سيارة السائق عبد الرؤوف الذي أقل أمير إلى الجسر . لقد استغرب الجندي ما سمع ، فهو الذي أخذ دورة للعمل في أمريكا لم يعثر على فرصته ولذلك يقف الآن حيث يقف .
في الفصل السابع وصف لمعاناة الفلسطينيين على الحواجز يمكن أن نقرأ مثله في كثير من أدبياتنا مثل كتاب مريد البرغوثي " ولدت هناك .. ولدت هنا " أو فيما كتبته عن المعابر وسيصدر في كتاب " مدن في الذاكرة " .
اللافت في هذا الفصل والفصلين السابقين هو الصورة التي يرسمها السارد / الكاتب للأمريكي Hodding ولي عودة للكتابة عنه .
يغادر أمير نابلس غير مكترث وغير آسف ، فما يحلم به سيحققه في ال WALL STREET وهو عموما ما تم .
قبل أشهر أو سنوات التقيت في نابلس أمام مطعم العكر بالصديق أمين بعارة وتجاذبنا أطراف الحديث عن الأوضاع في الضفة الغربية وفي نابلس وأبدى استغرابه من أولئك الذين يبالغون في مدح نابلس وتمجيدها متسائلا :
- حقا ماذا يوجد في نابلس يمكن أن يحن المرء إليه أو يتأسف عليه ؟
لعل الذاكرة لم تخني !
شخصيا لن أغادر نابلس إلا إلى يافا أو القبر ، ومنذ عشرين عاما كتبت تحت عنوان " باق في نابلس".
الكلام يطول ومساء الخير
خربشات عادل الاسطة
الأسطة
١ / ٧ / ٢٠٢٣ السبت
***
10- (فتاة نابلس ١٠) دبي في الرواية العربية
روايات عربية عديدة دار قسم من أحداثها في دبي ، ولا أملك شخصيا قائمة كاملة بها لأنني لم أقرأ الروايات العربية الصادرة كلها ، ولكن يمكن أن أذكر منها رواية " العاطل " للمصري ناصر عراق ، ورواية " حليب التين " للفلسطينية سامية عيسى ، وعندما قرأت الفصل السابع عشر من " فتاة نابلس " قلت إنها تصلح لأن تكون أيضا مادة لدراسة صورة دبي فيها ومقارنة الصورة بالصورة التي أظهرتها الرواية العربية للمدينة نفسها .
تصف الصفحات الأولى من الفصل الثامن في الرواية الأيام الأولى لأمير في المدينة الكوزومبوليتية / العالمية وتأتي على التعدد السكاني / الإثني فيها ، بل وتذهب إلى لندن والهايد بارك ورحلات الخليجيين إليهما في فصول الصيف منذ بدايات ٧٠ القرن ٢٠ .
ربما ما سيعطي للرواية مصداقية بهذا الجانب هو أن ( DEAN DILLEY ) أقام في دبي وعمل فيها مستشارا لشيوخها ، وبالتالي فإن وصفه للحياة الباذخة فيها والمباني الشاهقة والعصرية جدا ولفنادقها أيضا يبدو وصفا دقيقا .
ماذا سيقول الخليجيون حين يقرأون صورتهم في الرواية ؟
عندما عمل الكاتب السوري هاني الراهب في الكويت أستاذا جامعيا كتب عن حياته هناك ، وما كتبه لم يرق لأصحاب البلاد فعد ناكر جميل .
في دول الخليج الآن جامعات كثيرة وفيها مراكز دراسات وأبحاث وأقسام تدرس الأدب الإنجليزي والأمريكي وأعتقد أن الرواية تستحق أن تناقش ويناقش مؤلفها أيضا ، هذا إن لم تقدم مؤسسات الترجمة المدعومة حكوميا على ترجمتها ، فالفصول اللاحقة للفصل الثامن ، وهي فصول كثيرة وتشغل صفحات كثيرة من الرواية ، تأتي على الخليج العربي والحياة فيه ، بل وتأتي على إيران أيضا .
لو كان غسان كنفاني أو إدوارد سعيد على قيد الحياة فلربما تناولا الرواية واهتما بها ؛ الأول لأنه درس صورة العربي في الرواية الصهيونية ، والرواية الصهيونية لم يكتبها يهود وحسب ، إذ كتبها غربيون تعاطفوا مع اليهود ، والثاني لأنه كتب عن الاستشراق والثقافة والإمبريالية .
أعتقد أن أساتذة قسم اللغة الإنجليزية الجدد لن يقصروا في تناول الرواية والكتابة عنها .
دبي:
" - هل تعرف ماذا احب في دبي ؟ سأل ببلاغة
- إنها تملك وضوحا مطلقا . أجاب ، كما لو أنه حل أخيرا لغز نظرية جامدة .
- كل شخص هنا هو لغرض واحد . جمع المال . "
" You know what I like about Dubai ? " he asked rhetorically . " It has absolute clarity " he answered , as if finally solving the puzzle of string theory ." Everyone here for one purpose . Making money . There is no pretense about being a cultural center..... "
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
11- فتاة نابلس ١١ : صورة الأمريكي الفذ:
لعل رواية DEAN DILLEY " فتاة نابلس " رواية يمكن أن يكتب فيها رسالة دكتوراه في الأدب المقارن حول مرايا الأمريكي والآخر . ما الصورة التي يقدمها الكاتب الأمريكي للأمريكي وما الصورة التي يقدمها للآخرين ؟
مرايا الذات والآخر فيها ثرية وغنية ويمكن أن تحيل المرء إلى دراسات كثيرة مشابهة في الأدب الأوروبي والأمريكي والأدب العربي أيضا . وهذا موضوع أساس في موضوعات الأدب المقارن شغل الدارسين منذ جهود الفرنسية ( مدام دي ستايل ) التي درست صورة الفرنسيين في الأدب الألماني .
الأمريكي السوبر الفذ هي الصورة التي تبرزها الرواية . لنقرأ هذه الفقرة التي ترد على لسان الأمريكي Hodding عن موظفه الأمريكي Pete واصفا قدرته على البيع ، وهذا ما يطلبه من النابلسي أمير :
" Still , he can convince a Pakistani nawab to trust us with the ancient family fortune .Or in fifteen minutes , Pete can charm a Kuwaiti princess out of her abaya and her knickers , until she 's standing there in nothing but her Manolos , begging him to ram some Alpha into her portfolio " .
عندما زار الرئيس الأميركي السابق ( دونالد ترامب ) السعودية قال للملك :
- Yuo must pay .
ودفع الملك له المليارات .
في ١٥ دقيقة يستطيع Pete أن يجذب أميرة كويتية " فتخلع له عباءتها وحتى كلسونها ، وليس أمام رجلها الا أن يضع بضعة آلاف في محفظتها .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٣ / ٧ / ٢٠٢٣
***
12- فتاة نابلس ١٢ : حول مرجعية DEAN DILLEY : تكهنات أمير
في الفصل الثامن من الرواية يتم إجراء مقابلة مع أمير في دبي لكي يتم توظيفه .
يجري المقابلة معه ثلاث شخوص وفي نهايتها تصطحبه الموظفة ألمانية الأصل Speer إلى السيد HODDING .
يذهب أمير إلى مكتب HODDING الذي لا يسأل أمير عن حياته الشخصية وإنما يتحدث عن موظفيه ومهاراتهم في البيع ، ثم يعطي إشارة بأن المقابلة كانت ناجحة وانتهت .
عندما تخبر Speer أمير بأن HODDING معجب به يقول أمير :
- لقد فكرت بأنه ربما يريد أن يسألني بعض الأسئلة . إنه لا يعرفني ."
فتجيبه :
"- بالطبع إنه يعرفك " .
كان السيد HODDING قرأ ملف أمير وعرف عنه كل شيء ، ويتساءل أمير عن مصدر المعلومات التي جمعت عنه ودونت في الملف .
ما هو مصدر المعلومات ؟
كنت توقفت في " فتاة نابلس ٦ " في ٢٧ / ٦ / ٢٠٢٣ عن مرجعية DEAN DILLEY في الكتابة عن نابلس .
السؤال عن مرجعيته يرد على لسان أمير في مرجعية HODDING عنه . حقا من أين حصل الكاتب على المعلومات في بناء روايته ؟ ومن أين حصل الأمريكان على معلومات عن أمير ؟
لنقرأ هذه الفقرة :
" In the Middle East , everyone assumes they are under surveillance , more or less at all times. This is part of the cultural fondness for conspiracy. Amir always thought it was silly and presumptuous of his friends and family to imagine that anyone -- especially the perpetually- suspected Americans with their ubiquitous signals intelligence capabilities and rogue agencies -- cared enough about their tedious lives to intercept their conversations and text messages. But if Hodding has a "file " on me , Amir thought , someone must be collecting information. He considered what might be revealed , for example, by his FREE *Trade account history , his university transcript, his social media accounts , or even his memorable encounters with the notorious girl in his chemistry class . Not much , he thought. He wished there was something more interesting about him " .
عندما كنت في ألمانيا في الأعوام ١٩٨٧ - ١٩٩١ كان الألمان يعرفون أيضا عني كل صغيرة وكبيرة وكنت أتساءل عمن زودهم بها :
- الجامعة
- السفارة الفلسطينية في بون .
- الفتاة التي اختلفت معها ( الفتاة التي كانت معه في صف جامعي وعملت في مستوطنة صفحة ١٨٨ تتضح الصورة ) .
- زملائي في ألمانيا ممن اختلفت معهم .
- خريجو الجامعات الألمانية من أصدقائي ، وقد كتبت عن هذا في نص " ليل الضفة الطويل " ١٩٩٣ .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٤ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
13- "فتاة نابلس ١٣ : جدار برلين في فلسطين:
عندما بنت إسرائيل الجدار الواقي بين المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ والمناطق المحتلة في العام ١٩٦٧ صرنا نشبهه بجدار برلين وكثر التشبيه في المقالات الصحفية وكنت واحدا ممن لجأ إلى هذا التشبيه حتى قبل إنشاء السور .
في القصة القصيرة الفلسطينية التي كتبتها سميرة عزام وغسان كنفاني واميل حبيبي وغيرهم قبل العام ١٩٦٧ قرأنا عن بوابة مندلباوم . لم تكن البوابة جدارا يفصل بين القدس والقدس ، تماما كما لم يفصل بين برطعة الشرقية وبرطعة الغربية ، وبين باقة الغربية وباقة الشرقية ، جدار . كان هناك واد أو مربعات اسمنتية ، أو حتى " ثلم خطه ثور " ليس أكثر ، وعبارة " ثلم خطه ثور " وردت في قصة توفيق فياض " الحارس " .
عندما كتبت روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " ( ١٩٩٣ ) عن حياتي في ألمانيا أتيت على زيارتي لمدينة برلين قبل هدم جدار برلين وبعده ، وغالبا ما تذكرت ما ألم به " بين رمشة عين وغمضتها " . لقد غير الله الأحوال من حال إلى حال وأتمنى أن أعيش حتى أرى الجدار الواقي / السور الواقي ينهدم كما انهدم جدار برلين - سورها ، وأرى فلسطين موحدة من نهرها إلى بحرها كما توحدت ألمانيا . لا بد من ( غورباتشوف ) يهودي . نعم ! لا بد من ( غورباتشوف ) يهودي أو من تحول المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية كلها إلى جنين ومخيمها .
لطالما ردد الفلسطينيون أنهم صاروا ضحية الضحية :
" ضحية قتلت ضحيتها
وصارت لي هويتها "
كتب محمود درويش .
هل نقرأ في الأدبيات الغربية مقارنة بين ما يحدث في فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي وبين ما حدث مع الأحياء اليهودية في ألمانيا النازية ؟
هل شبه كاتب أمريكي أو أوروبي حياة الفلسطينيين على الحواجز تحت الاحتلال الإسرائيلي بما كان في جدار برلين ؟
شخصيا قطعت المسافة بين برلين الغربية والشرقية مثلما كنت أجتاز الجسر وكما اتنقل الآن على المعابر ، وعدت من برلين الشرقية إلى الغربية كما أعود الآن من فلسطين إلى الضفة الغربية . تشابه الحالة .
لنقرأ هذا الوصف في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " يصف فيه عودة أمير إلى الضفة الغربية بعد سفره إلى دبي لإجراء المقابلة :
" THE return trip to Nablus was uneventful and considerably faster than Amir ' s outbound leg . Once on the ground in Jordan , provided his luggage contained no rockets or C4, no one was very interested in a traveler who to return to Palestine .As Amir crossed the barren frontier toward home , the border crossing and military checkpoints were like a version of the Berlin Wall in which the weapons and surveillance devices , not to mention the soldiers , were welded in place , facing only one direction ."
حتى في أكثر الأعمال قتامة تستطيع أن تعثر على بقعة ما قد تنصفك وتدين من يتعاطف الكاتب معهم .
طبعا لعزمي بشارة رواية عنوانها " الحاجز : شظايا رواية " والسيدة Hadeel Kayyal تعد دراسة دكتوراه ، حسب ما أعلمتني ، عن الحاجز .
خربشات عادل الاسطة
٥ / ٧ / ٢٠٢٣
***
14- فتاة نابلس ١٤ : مكالمات الهاتف لدراسة أحوال أسرة فلسطينية وكتابة رواية عن عوالمها الداخلية:
ماذا لو اشتغل كاتب روائي عامل سنترال أو موظفا في جوال ، وماذا إن كان رجل مخابرات إسرائيلية يتقن العربية يعمل في شركة الاتصالات الإسرائيلية أو إن رصدت المخابرات الإسرائيلية حياتنا من خلال مكالمات عائلاتنا ؟!
أعتقد أن كثيرين من شباب المقاومة قضوا بعد أن رصد الاحتلال تحركاتهم من خلال محادثاتهم الهاتفية ، وليس اعتقادي هذا بدعة أو اكتشافا فهو يتردد على السنة كثيرين ومنهم رجال مخابرات في الأمن الوقائي الفلسطيني .
وماذا لو درس عالم اجتماع المجتمع الفلسطيني بأسره اعتمادا على محتوى المحادثات الهاتفية ؟ ما النتيجة التي سيصل إليها عن هذا المجتمع ؟
في الطبعة الموسعة من كتابه " المجتمع العربي المعاصر " درس المرحوم حليم بركات المتوفى في ٢٣ حزيران ٢٠٢٣ الرواية العربية واتجاهاتها . اتكأ على الرواية لتقديم صورة للمجتمع العربي ، وكان الاستشراق الإسرائيلي قبل ١٩٦٧ درس كتابات نوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس لاستخراج صورة للشخصية المصرية التي هو في حالة صراع وحرب معها ، ويقال إنه فهم نفسية عدوه من أدبه .
كتبت من قبل مرتين عن مصدر DEAN DILLEY في تكوين صورة عن شخوصه ، وعن اندهاش أمير من معرفة الأمريكي عن حياته ومصدر معلوماته عنها .
بعد عودة أمير من زيارته القصيرة إلى دبي حيث أجرى مقابلة عمل ينزوي في بيته ، ونلم بوصف دقيق لما يمارسه أفراد العائلة ؛ الأب والكتاب الذي يقرأ فيه : مذكرات الرئيس الأمريكي نيكسون ، وعودة سارة الأخت إلى البيت ومحادثتها عبر الهاتف مع صديقة لها ، وجلوس الأم في المطبخ بعد عودتها من العمل واحتسائها الويسكي وحوارها مع ابنها .
لنر هذا الوصف لمحادثة سارة على الهاتف وهو ما قد يعطي انطباعا عن كثير من محادثاتنا على الهواتف وكيف ينظر إليها السارد :
" Amir heard Sara open the front door downstairs , followed by the usual storm of carelessly dropped possessions , one side of a loud gossipy telephone conversation....
"
والسطر المهم لي هنا هو ؛
One side of a loud gossipy conversation..
(بصوت عال جانب من محادثة نميمية / من محادثة ثرثرة كلام )
قدمت روايات نجيب محفوظ صورة للحارة والعائلة المصرية ، وقدمت سحر خليفة صورة لنابلس والعائلة النابلسية ، وقد ترجمت أهم نتاجات الأول إلى اللغات العالمية وترجمت نتاجات الثانية كلها إلى العديد من اللغات ، ومن خلال رواياتهما وروايات آخرين شكل المهتمون بالعالم العربي صورة عن مجتمعاته . الآن في هذه الرواية نقرأ صورة للعائلة النابلسية والمجتمغ النابلسي أيضا .
هذا باب للدراسات الأدبية المقارنة .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
6 / 7 / 2023
***
15- فتاة نابلس ١٥ : تساؤل أمير وجوزيف كونراد " المال " :
كنت أتيت على " دبي في الرواية العربية " ورؤية بعض الغربيين إليها . لا شيء فيها إلا المال .
تبدو تلك الرؤية غير مقتصرة على الشخصيات الغربية ، فالنابلسي أمير الذي سرعان ما يعود إلى دبي ليأخذ دورة عمل ويحصل على وظيفة في مصرف آخر يثير السؤال نفسه ويرى الرؤية نفسها .
تدعوه Fiona السيدة الأجنبية التي تشرف على تدريبه ، بعد ثلاثة أسابيع من بداية الدورة ، إلى عشاء في شقتها ، فيعرف عنها أكثر ؛ يعرف من أين أتت فيتعجب :
" why such a women would abandon Belgravia for the desolation of a desert kingdom , particularly Dubai where inauthenticity was the defining virtue " .
لماذا تتخلى امرأة كهذه عن بلغرافيا وتأتي إلى مملكة صحراوية ، تحديدا دبي ، حيث الزيف هو ما يحدد الفضيلة " .
و " بلغرافيا منطقة غنية جدا في لندن .
هل يتذكر قراء الأدب الإنجليزي رواية ( جوزيف كونراد ) " قلب الظلام " التي نقلها ، في نهاية سبعينيات القرن العشرين إلى العربية صلاح حزين ؟
كان ( كروتز ) الشخصية الإنجليزية اللندنية ترك لندن ، وخطيبته فيها ، وسافر إلى أدغال أفريقية بحثا عن الذهب والعاج ، فتأفرق لذلك ممارسا طقوس الأفارقة حتى يثقوا به ويحصل على ما يريد ، ثم مات هناك ، فيم ظلت خطيبته تنتظر عودته حتى استلمت ورقة نعيه .
المال المال المال !
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٧ / ٧ / ٢٠٢٣
***
16- فتاة نابلس ١٦ : Nablus Girl DEAN DILLEY فإذا سكرت فإنني:
وأنا أقرأ الحوار بين أمير الشاب النابلسي ومدربته الإنجليزية Fiona في أثناء العشاء الذي أقامته له في شقتها تذكرت الشاعر الجاهلي ، وأظنه المنخل اليشكري ، وما قاله :
" فإذا سكرت فإنني رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنني رب الشويهة والبعير "
يشرب أمير الكأس الأول وحين يفرغ تملأه له مضيفته ، وسرعان ما ينسى نفسه فيبوح لها بالأسرار . يتحدث عن علاقته بأمه وعن أخته سارة وعن عائشة الدجاني حبيبته التي سافرت إلى القاهرة ، وتذهب به المخيلة إلى أبعد من ذلك ، فيتصور النهاية التي سيقود إليها هذا العشاء :
" Amir imagined that dinner might continue in bed " .
ويصف كيف ستتم الأمور ومن هو الذي سيبادر . طبعا Fiona .
ولكن:
" That didn't happen " .
قامت Fiona ورتبت مطبخ شقتها وأعطت إشارة بنهاية اللقاء ووجد أمير نفسه :
" in the corridor outside her flat , where the air was cold again " .
وحين فكر في العشاء تساءل :
" Was it recorded ? "
وخاف .
وصف اللقاء بين شاب عربي وفتاة غربية يكثر عموما في الرواية العربية ، وقد يقود إلى الفراش وقد لا يقود ، ولكنه غالبا ما ينتهي في الفراش .
شخصيا كتبت عن هذا في روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " ١٩٩٣ ، وقد شعر ضمير المخاطب مرة بالرعب بخاصة في لقائه مع نينا ، وتساءل إن كان اللقاء صور .
بعض الكتاب حين يكتبون عن نهايات اللقاءات قد يعتمدون على تجاربهم وآخرون قد يكونون متأثرين برواية الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال " ، وقسم ثالث تكون لديه تصورات مسبقة يعتقد بها كحقائق ، وأظن أن هذه الظاهرة تستحق أن ترصد وتتابع ، وعن تصورات الشاب العربي للفتاة الغربية بأنها سهلة وأنها تذهب إلى الفراش منذ اللقاء الأول كتبت عن شخصية حقيقية أعرفها هي شخصية ألف باء راء ، وقد خاب تصوره مرتين ؛ مرة حين لم يتحقق له اللقاء منذ هبطت الطائرة في مطار فرانكفورت ، وثانية حين أنفق ليلة كاملة يتجول مع فتاة ألمانية مهووسة بالموسيقى ، وافترقا ببساطة ، فتصرفت تصرف Fiona .
هل قرأ ( DEAN DILLEY ) قصيدة محمود درويش " جندي يحلم بالزنابق البيضاء " ١٩٦٧ أو رواية Khoury Elias " أولاد الغيتو : اسمي آدم " ٢٠١٦ ولاحظ أن البوح يتم تماما بعد أن يشرب الشخص الخمر ، وأن المضيف الذي يرغب في سماع المزيد يملأ لضيفه الكأس ثانية وثالثة؟
لعل قصة Fiona تحتاج إلى متابعة !!
عندما مدح Hodding موظفه Pete قال إنه في قدرته على البيع يجعل أميرة كويتية تنزع عباءتها ، بل تنزع كلسونها ، فهل يذم هنا العربي بأنه إن سكر كان حاله حال المنخل اليشكري ؟
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٨ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
17- فتاة نابلس ١٧ : "كل افرنجي ابرنجي":
قبل سنوات عرفت من ابنتي التي تخرجت من الجامعة الأردنية في تخصص المحاسبة وتعاقدت مع شركة أجنبية في الأردن لتعمل فيها ، بحكم علاماتها في الدراسة ، أنها ستسافر إلى دبي لتحضر دورة هناك تعقدها الشركة الأجنبية لموظفيها الجدد فاستغربت :
- لماذا دبي ؟
كان حلم أمير أن يعمل في بنك أميركي معتبر وأن يستقر في نيويورك في بنك Burr Acheson في ال Wall Street ، ولما لم يتحقق له ذلك أولا فقد اقترح عليه السيد Hodding أن يقبل وظيفة في بنك ثان أقل مكانة وسمعة ، وهو ما يتم ، فيوافق أمير على الاقتراح ويقبل الوظيفة ومن ثم يسافر إلى الإمارات ليحضر دورة هناك لبضعة أسابيع يلتحق إثرها بالوظيفة .
يعتبر أمير Bank Von Raab خطوة ، وعندما يسافر من نابلس يكذب على أمه وأخته سارة زاعما أن عمله سيكون في نيويورك .
Fiona
كانت المشرفة على الدورة ، وقد لاحظنا أنها دعته إلى عشاء ، واعتقد وهو في شقتها أن إقامتها في دبي ستطول وتمتد إلى سنوات . ولم يكن اعتقاده من فراغ ، إذ توصل إليه من خلال الانطباعات التي تشكلت لديه من إمعانه النظر في الشقة وترتيبها ومقتنياتها .
عندما يذهب إلى البنك ليبدأ عمله تستقبله Katrina ولا يعود يرى Fiona . لقد اختفت ولم تعد تظهر.
" She was a ghost " .
" لقد كانت شبحا " .
لقد جاءت Fiona من لندن من أجل تدريبه فقط ، وهذا ما بدا له مستحيلا .
عندما قارن السارد بين التدريس في جامعة النجاح الوطنية والتدريس في الجامعات الأمريكية ذهب إلى أن هناك فارقا كبيرا جدا منحازا بالتأكيد إلى الجامعات الأميركية ، ولهذا رأى أمير في سنوات دراسته في جامعة النجاح مضيعة .
" Amir,s University years were a shroud of boredom and waste " .
هل كل افرنجي ابرنجي ؟
إما أن المؤسسات الأجنبية لا تثق بالكفاءات العربية لتدرب موظفيها أو أنها تريد أن تفيد أبناء جلدتها لتدفع لهم آلاف الدولارات ، وأرجح الثاني .
من المؤكد أن قراء الخربشات ملوا وضجروا لأنهم يريدون أن يعرفوا من هي فتاة نابلس هذه التي كانت عنوانا للرواية ؟
هل هي والدة أمير الممرضة أم حبيبته عائشة الدجاني ؟ هل هي أخته سارة أم نور أخت عائشة ؟
مع القراء حق .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٩ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
18- فتاة نابلس ١٨ : مستشفياتنا مثل جامعتنا : يوك
لم تقتصر الصورة السلبية في رواية ( DEAN DILLEY )" Nablus Girl " على جامعة نابلس وأعضاء هيئة التدريس فيها ، فقد شملت أيضا الأطباء والمستشفيات .
عندما تمرض والدة عائشة وتذهب إلى المشفى يجري حوار بين رئيسة الممرضات هالة والدة أمير وعائشة تخبر هالة عائشة بأنهم في المشفى ربما لا يستطيعون تقديم العناية التي تحتاجها . إنها يجب أن تكون في جنيف أو لندن .
لنقرأ العبارة الدالة :
" the so-called doctors "
الطريف أن والدة عائشة تعافت فهي لم تكن مصابة بالسرطان . الأمر تعلق بسوء التشخيص .
لنقرأ :
" In the end , Aisha's mother recovered. It was not cancer after all , but an undiscovered septicemia acquired during a careless blood test at the superbly named Nablus Martyrs Hospital "
يا ورطة DEAN DILLEY مع جامعة نابلس واطبائها ومشافيها أم ترى أن بعض ما يقوله نقوله نحن ؟
خربشات عادل الاسطة
Adel Osta
صباح الخير
( so-called و
Superbly named)
٩ / ٧ / ٢٠٢٣
***
19- فتاة نابلس ١٩ : من هي فتاة نابلس؟ وما قصتها؟ عندما يقرأ المرء عنوان الرواية فإنه يتساءل:
- من هي فتاة نابلس ؟ وما هي قصتها ؟
وإذا قرأ ما كتب على الغلاف الأخير فإنه يعرف أنها جندت لتقوم بدور تجسسي في الحرب الدائرة بين واشنطن وطهران .
" An ambitious young woman with a fierce intellect , recruited from her privileged but empty life in the ancient city of Nablus , take center stage in Iran's counterespionage mission .Balancing her precarious cover story in Cairo , an assumed identity in Dubai , and admirer who appears unexpectedly from her past..."
( شابة صغيرة طموح بفكر ناري ، جندت لميزتها ، ولكن لحياتها الفارغة في البلدة القديمة من نابلس ، تأخذ مرحلة مركزية في مهمة مكافحة التجسس في إيران . بالتوازن مع قصة إقامتها غير المستقرة في القاهرة التي هي نوع من التغطية ، هوية مزورة في دبي ، والمثير للعجب ما يظهر بشكل مفاجيء من ماضيها ... ) . ( ستقدم في دبي باسم ياسمين خوري / الاسم المستعار لها )
الغلاف لا يقول لنا الكثير عنها ولكنا منذ الفصل الثالث عشر ( صفحة ١٤٠ ) نبدأ نقرأ عنها أكثر وأكثر . إنها عائشة الدجاني سليلة أسرة ثرية في المدينة ، لا تروق لها الدراسة في نابلس ولا جامعتها ، فلا أسرار في المدينة . إنها تطمح إلى الخروج منها وتتهيأ لها الفرصة .
تلتقي عائشة في المشفى ، حيث تعالج أمها ، بوالدة أمير الممرضة هالة وتنشأ بينهما علاقة تتواصل حتى بعد خروج والدتها من المشفى ، ولا تتعرضا لأمير .
كانت هالة تتواصل مع الدكتور رضا الإيراني الذي يقوم بزيارات شهرية إلى نابلس ، فهو حلقة وصل بينها وبين والدها السجين رقم ٣٦١ في إيران حيث اعتقل هناك في بداية ثورة الخميني ، لأنه كان موظفا في شركة بترول بريطانية .
عندما تلحظ هالة تذمر عائشة من حياتها وتتمنى السفر إلى جنيف أو لندن ، بخاصة بعد أن سخرت هالة من الأطباء والطب في نابلس وثمنتهما في جنيف ولندن ، تبدي هالة استعدادها لترتيب لقاء بين عائشة والدكتور رضا ، فقد يساعدها في السفر .
هنا يبدأ التفكير بتجنيد عائشة التي ترى في الحرب الدائرة بين إيران وواشنطن حرب أولاد . وهكذا تسافر إلى القاهرة بحجة دراسة العلوم السياسية هناك ، وهناك تلتقي بالايرانية ليلى التي تدربها وتكون مسؤولة عنها وتصدر لها جواز سفر باسم مستعار لفتاة من عائلة مسيحية من الأكاديميين في اربد .
عندما تصل عائشة إلى القاهرة وتقيم في الفندق وتستحم تسترجع قائمة الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها وتصل إلى أنهم كانوا مخيبين للآمال والوحيد الذي راق لها كان أمير الذي تعرفت إليه في مساق الأدب الأمريكي ، ومع ذلك كان خارج السؤال لأنه :
" bookish and impossible to visualize , prone, naked , an ...... of course , under the present circumstances , Amir out of the question " .
هنا نتذكر ما قالته أم أمير له حين أخبرته عن الشائعات عن علاقته بعائشة ، وهو ما كتبته من قبل تحت عنوان " Nonmembers " والمعيار العائلي للحسب والنسب في نابلس .
طبعا يمكن الكتابة مطولا عن عائشة كفتاة نابلسية لأسرة ثرية ، وقد عدها السارد نموذجا للفتاة النابلسية التي لها مواصفات خاصة بها فكتب :
" She was , after all , a Nablusi woman " .
ومن السياق نعرف أنها تعرف كيف تحل مشاكلها وخلافاتها مع عائلتها وتتذاكى فتقنع أباها وتحقق كل ما تريد .
كانت عائشة ترى أن الخروج من نابلس هو أفضل ما فعلته . إنها تريد أن تكون حياتها في أي مكان . المهم خارج نابلس ، وعندما يشرح لها الدكتور رضا أنها ستتجسس لصالح إيران :
" She considered it merely a detail " " مجرد تفاصيل " ." Aisha was more certain than ever that she was making a shrewd investment "
" استثمار ماهر " .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٠ / ٧ / ٢٠٢٣
***
20- فتاة نابلس ٢٠ : نابلس وإيران
عندما كنت مدرسا في مدارس وكالة الغوث في منطقة نابلس بين ١٩٧٧ و ١٩٨٢ تعرفت إلى سائق نابلسي غالبا ما كان يرافق الموجهين التربويين في أثناء زياراتهم السنوية التربوية للمدارس .
في إحدى الجلسات معه ، إذ كنت لا أشغل حصة تدريسية ، أخذ يحدثني عن إجازاته أين يقضيها ، ومنه عرفت أنه يذهب سنويا إلى عبادان في إيران ، حيث النسوة الجميلات يبعن أجسادهن .
ما قاله لي أتى عليه بعض الكتاب الفلسطينيين الذين أقاموا في الكويت وربما في العراق أو كتبوا عن الفلسطينيين هناك ، ومنهم - إن لم تخني الذاكرة - غسان كنفاني وسميرة عزام وزياد عبد الفتاح Ziad Abedelfattah " دار الجيش " وفاروق وادي Sanaawadi Abdelaal " سوداد : هاوية الغزالة " .
كانت عبادان قريبة من الحدود وكانت زياراتها في نهاية الأسبوع متيسرة ، وربما ما زاد في الإقبال عليها أن قسما من سكانها كانوا يتقنون العربية .
لم تكن العلاقات الفلسطينية الإيرانية قبل ثورة الخميني ، بخلافها بعد صعود الخميني إلى السلطة ، حسنة ، وبالتالي لم يذهب ، في حينه ، إلى العمل هناك إلا فلسطينيون قليلون ممن درسوا في الغرب ، وكان والد هالة الممرضة واحدا منهم ، فقد كان موظفا في شركة بترول بريطانية ، ولما انتصرت الثورة سجن هناك وعرف في الرواية بالسجين رقم ٣٦١ ، وأقام في السجن رقم ٥٩ .
العلاقة في الرواية بين فلسطين وإيران لم تأت حتى صفحة ١٨٣ على فترة ما بعد الخميني حيث التنسيق بين فصائل فلسطينية وإيران على أشده ، وإنما تأتي من جانب إنساني أولا تمثل في وصل هالة بأبيها ، إذا ترسل له بعض احتياجاته وتتبادل معه الرسائل ، ويكون ذلك من خلال الدكتور رضا الذي يتردد شهريا على مشفى الشهيد الموظفة فيه هالة ، وتجنيد عائشة الدجاني لتقدم خدمات لإيران لا يأتي لجانب عقائدي . ثمة حرب سرية بين واشنطن وإيران وعائشة كما ذكرت تراها حرب أولاد تريد أن تستثمر فيها لتحصل على الأموال حتى تستقر في نهاية الأمر في لندن تمارس حياتها ، بحرية ، بعيدا عن نابلس .
والباحث عن علاقة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بفتح ، أو بحركة الجهاد الإسلامي أو حماس لن يعثر على شيء .
من المؤكد أن المهتم بمرايا الذات والآخر في " فتاة نابلس " سيقرأ عن الإيرانيين في فترة ما بعد ١٩٨٠ ، ولن تبدو صورتهم إيجابية وربما كانوا الأسوأ :" And the Iranians are the worst " Pete rattled on ." They have these bag men flying into Dubai for the weekend , looking for places to park cash for Ayatollas and generals " ..
إن الحضور الإيراني في " فتاة نابلس " لافت ، لا في علاقتهم بالفلسطينيين ، وإنما في علاقتهم بالامريكان والخليجيين ، وكما تحضر الشخصية الفلسطينية تحضر أيضا شخصيات إيرانية : الطبيب رضا وليلى المسؤولة عن تدريب عائشة ورجال الثورة الإيرانية ( صادق ) وآخرون .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١١ / ٧ / ٢٠٢٣
***
21- فتاة نابلس ٢١ : تصور أهل نابلس لليهود : كيف ينظر النابلسيون إلى المستوطنين؟
تحفل " فتاة نابلس " بالتصورات ؛ تصورات الذات والآخر : تصور الذات لذاتها - الأمريكي للأمريكي ، والذات لآخرها - الأمريكي للآخر ، وهو متعدد إذ تحفل الرواية بشخصيات تنتمي لشعوب عديدة ؛ ألمان وعرب وإيرانيون وإسرائيليون ، والعرب كثر ؛ فلسطينيون وخليجيون ومصريون ، وتصور تصور أطراف لأطراف أخرى - تصور الفلسطينيين لليهود.
كيف يتصور الفلسطينيون المستوطنين الإسرائيليين؟
" For Nabulsis , their neighbors in the settlements were objects of scorn and envy . ( السخريةوالحسد ) . Scorn for the obvious reasons . Envy because in the popular imagination, the Israelis had somehow manufactured an international brand ( ماركة عالمية) that was at once sympathetic and formidable ( هائل) . But the highest form of envy was reserved for the broadly accepted - at least in Nablus - that their femal neighbors from Israel , on the other side of the concertina wire ( الأسلاك الشائكة ) , had magical sexual powers which they practiced with greater skill than any other women on the Earth ( لنسائهم قوة جنسية مع مهارة أكثر من أي نساء على الأرض)."
ويقول السارد :
" لا أحد يعرف مصدر هذه المعلومات ، ولكن لا أحد يشك فيها " .
وللرجال الفلسطينيين الذين يرتجفون بارتباك ورعب من غموض النساء عامة ، الحقيقة عن جيرانهم ؟ الإسرائيليين هي مجرد رعب .
للنساء النابلسيات ، مع اسطورتهم المخلوقة من مجد تاريخي ، فإن الأمر مثير للغضب ولا يطاق ، إذ يجعلهن معتبرات في المكانة الثانية في هذا المجال .
" This created an epic paradox in which Nabulsi women were simultaneously determined to learn their neighbors ' secrets and terrified that one of their daughters might be exposed to these dark arts . When a young woman in Nablus resisted her family's objections and took a job in the settlements , everyone assumed she would return....transformed.".
في أي سياق جاء التصور السابق؟
كذب أمير على أمه هالة وأخته سارة وأخبرهما أنه ذاهب للعمل في نيويورك ، علما بأنه مسافر إلى دبي فالوظيفة فيها ، ووعد أخته سارة أنه سيساعدها في الخروج من نابلس ، فهذا أيضا حلمها ، ولم يف بوعده ، فشكت أخته في الأمر وهددته إن لم يسارع في مساعدتها فإنها ستعمل في المستوطنة ، وهذا له أمر مرعب ، إذ ما زال يتذكر زميلته في الجامعة عالية وما لاحظه عليها بعد عملها في المستوطنة، بل إنه شك في أنها ذات صلة بالمخابرات . إنها مشبوهة، واقتراح سارة أخته وتهديدها له بث الرعب في نفسه .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٢ / ٧ / ٢٠٢٣
***
22- فتاة نابلس ٢٢ : عالم البنوك وغسيل الأموال والمال القذر والإنجليز:
لم أقرأ بالعربية روايات عن عالم البنوك ، علما بأن للروائي الفلسطيني المرحوم جمال ناجي رواية عنوانها " مخلفات الزوابع الأخيرة " قرأت أنه كتبها عن البنوك بعد تجربته فيها ، ولم أقرأ روايات عن غسيل الأموال والتلاعب بأموال الزبائن / العملاء إلا القليل مما ورد في بعض روايات ليلى الأطرش .
ربما كانت مقالات الكاتب Khoury Elias عن البنوك في لبنان ، في الفترة الأخيرة ، ونقل أصحابها أموالها إلى الخارج أوضح ما قرأت في هذا الجانب .
وعندما رفعت نسبة الفوائد على الدولار في أميركا ولم ترفع في بنوك الضفة الغربية ظننت أن موظفيها يتلاعبون بأموالنا ويرفعون نسبة الفائدة عليها لصالحهم . الصحيح أنني أكون أحيانا سيء النية والطوية وشكاكا . حقا لماذا لم يرفع البنك العربي الفائدة على أموالنا المودعة بالدولار ؟ وقد نصحني صديق مؤخرا بأن أنقل أموالي إلى بنك آخر ، وهو ما كان نصحني به أبو عمار ، وأبو عمار هذا ليس بالتأكيد ياسر عرفات .
صفحات كثيرة جدا من رواية ( DEAN DILLEY ) " Nablus Girl " تكتب عن البنوك وما يجري فيها وكيف تدار ، ولم أستغرب هذا ، فكاتبها الأمريكي عمل في الخليج مستشارا وقد يكون قسم كبير مما كتبه عن البنوك يتكيء على تجربته محاميا ، ثم إنه يكتب عن طالب فلسطيني يبحث عن فرصة عمل في بنك أميركي وفي وول ستريت ، ويكتب عن جنرالات إيرانيين وجاسوسية وغسيل أموال ومال قذر.
الفلسطيني أمير الذي كذب على أمه وأخته والفتاة التي يحبها اكتشف أن كذبته لا تذكر أمام عالم النصب والاحتيال والتلاعب بالأموال في البنوك .
في دبي حيث أصبح موظفا في البنك يتعرف على رشيد اللبناني ولبنانيين آخرين وينادى بينهم ب " بنكنا " ، وعندما يقدم لهم مساعدات ويكون طيبا يطمعون فيه أكثر ، ويقترحون عليه أن يساعدهم في عملية نقل أموال وتلاعب فيها مقابل أن يحصل على نسبة ٢ بالمائة من الأرباح .
يفكر أمير في الموضوع ويحسب حساباته ويخاف فيقرر مفاتحة كاترينا - المسؤولة عنه في البنك - بالموضوع ليمنع العملية ، ولكنها تفاجئه . تقترح عليه أن يمشي فيها ويلعب مع لاعبيها Let it play " t " وترتب له لقاء مع Fiona التي دربته وأتينا على ذكرها ، إذ تظهر من جديد ، وتطلب منه هذه أن يوافق على عرض رشيد وأصدقائه اللبنانيين .
هل سيلعب الشاب النابلسي اللعبة ؟
كنت خربشت أمس عن تصور الكاتب الأميركي لتصور الفلسطينيين الإنجليز ، و Fiona إنجليزية ، ويعرف أمير منها ما لا يخطر على بال ، وهو ما يستحق كتابة منفصلة .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة الأسطة
Adel Osta
١٣ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
23- فتاة نابلس ٢٣ : الاخطبوط الصهيوني... هل نحن مخترقون إلى هذا الحد ؟ هل الصهيونية اخطبوط بحجم الأرض؟
راودني السؤالان السابقان وأنا أقرأ ما سيترتب على الشاب النابلسي أمير إن رفض أن يلعب لعبة نقل الأموال التي قد تؤدي إلى سجنه أو قتله وقد تؤدي إلى بعض ثراء .
كاترين المسؤولة عنه تطلب منه أن يلعب اللعبة ، وفجأة تظهر Fiona التي دربته واختفت كأنها كانت شبحا . تطلب Fiona منه أيضا أن يلعب اللعبة ، وهكذا يتصل برشيد اللبناني ويبلغه بموافقة البنك على إتمام الصفقة ، والسؤال هو لماذا خضع ووافق ؟ والإجابة تكمن في تهديد Fiona له .
إن لم يلعب اللعبة فإن تمديد إقامته في دبي لن يتم وسيعود إلى نابلس خاوي اليدين وسيكتشف كذبه على أمه هالة وأخته سارة والفتاة التي يحبها عائشة ، وليت الأمر يقتصر على هذا،
عندما هاتفته أخته سارة طالبة منه أن يسرع إجراء معاملاتها لتلتحق به في نيويورك تهدده بأنه إن لم يف بوعده لها فستعمل في مستوطنة حيث حصلت على فرصة عمل وهذا ما يرعبه . إن عملها هناك سيجعل منها عميلة وساقطة أخلاقيا . ولقد أخفت عليه على ما يبدو أنها أخذت تعمل لدى عائلة إسرائيلية في المستوطنات ، وهذا ما يعرفه من Fiona التي على ما يبدو كانت تعرف عنه وعن عائلته كل شيء وتصرفت بناء على هذا.
كانت ل Fiona صلة بالمستوطنة وهي من وفرت فرصة العمل لسارة . لقد هددت Fiona أمير بأنها ستخطف سارة ولن يعرف عنها شيئا ، وواصلت تهديدها له بالتركيز على حلمه وهو العمل في شارع وول ستريت في BURR ACHESON ، وعندما حاول الاتصال بعمه جابر ليتحدث معه بأمره وما جرى معه لا يرد ، ويبدو أنه تم قطع الاتصال عنه بقصد ، وهكذا يجد أمير نفسه منخرطا في اللعبة . ولكن ماذا عنه و عائشة الدجاني ؟
هل الصهيونية ودولة إسرائيل أخطبوط حقا ؟
" You may be willing to spend the rest of your life in occupied Palestine , though personally , I can't think of anything worse .That's your choice. But consider your family .
....
I remember what you told me about your sister , Sara. About how important she is to you ..." .
إنه أسلوب المخابرات الإسرائيلية تماما .
عندما كتبت كتابي " حزيران الذي لا ينتهي : شظايا سيرة " أتيت على مساومة رجل المخابرات الإسرائيلية لي على الوظيفة إن حرضت الطلاب وكتبت تحت عنوان " طي.. النبي ولسان ضابط المخابرات " وما كتبته لا يذكر أمام ما سمعته من أسر. ى وما قرأته لقسم منهم حول المساومات التي تعرض لها شخوصهم . حسام شاهين في " زغرودة الفنجان " ووليد الهودلي في " هكذا أصبح جاسوسا " مثالا .
بقلم عادل الاسطة
***
24- فتاة نابلس ٢٤ : لقاء الهاربين من نابلس في دبي :
سعى أمير نحو الخلاص الفردي فكان مثل أبطال رواية غسان كنفاني " رجال في الشمس " ولقي المصير نفسه فمات في دبي ، في فنادقها لا في شمسها اللاهبة ، وكان مآل عائشة الدجاني لندن .
قبل أن يقرأ المرء عن الأمر الغامض الذي ألم بالفندق الذي مات فيه أمير ، يلتقي أمير بعائشة بالصدفة ، وهذه الصدفة ستقود إلى الموت .
عندما كان أمير في المطعم مع كاترينا وفيونا كان هناك طعام عشاء ثان ، دعا عائشة إليه أحد الاثنين المكلفة هي بمراقبتهما ، وهناك يتم اللقاء العابر الذي يدخل الريبة والشك إلى قلب عائشة وليلى المسؤولة عنها ، وبعد أن يلتقي أمير وعائشة ويتحدثان عن سبب وجودهما في دبي يبوح لها أمير بأمر صفقة تهريب الأموال وغسيلها ، لتنقله بدورها إلى ليلى والمخابرات الإيرانية .
تطلب ليلى من عائشة أن تواصل علاقتها بأمير لتحصل على مزيد من المعلومات ، فتذهب إلى شقته وبعد أن يتناولا العشاء ويشربا الخمر يلتحمان معا ، وفي الساعة الثانية عشرة والربع تغادر عائشة لتتم تصفية أمير في شقته في الفندق . وفي اليوم التالي يهرب عشرون أوروبيا من دبي كان أمير يعمل معهم في البنك وترحل زوجة اللبناني رشيد وأولاده . ( العرب دفعوا ثمن اللعبة )
لم تحب عائشة الدجاني أمير ولم تكن تفكر فيه ولم يكن يعني لها شيئا .
في ٩ / ٤ / ٢٠١٨ أعلن في دبي عن مقتل رجل الأعمال النابلسي المقيم في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ناصر دواني عن اثنين وخمسين عاما في ظروف غامضة ، وكان أعزب غير متزوج . هل استوحى DEAN DILLEY شخصية أمير من ناصر الدواني ؟
لم يكن أمير في الفراش ذلك الشاب النابلسي الخجول . لقد كان على عكس ما ظنته عائشة التي رأت أنها قللت من شأنه وهو ما رأته أيضا FIONA وأمه . الثلاثة قللن من شأنه ثم اكتشفن غير ذلك.
من أين اكتسب أمير ثقافته الجنسية ؟ ومن أين تعلمت عائشة كيف تتعامل مع الرجال ؟
كانت عالية طالبة الكيمياء في جامعة نابلس عملت في المستوطنة وصارت تقص عن الجنس على مسامع زملائها ومنهم أمير فاستحضر وهو ينام مع عائشة كلامها وطبقه كما لو أنه تلميذ قامت بتدريبه ، وأما عائشة فكانت تتردد في نابلس على محل آنسة من عائلة القاسم ، محل ترددت عليه أفضل نساء نابلس وتعلمن من الآنسة القاسم كيف يتعاملن مع الرجال .
جمعت عائشة الدجاني المال ، كما جمعه أبو الخيزران في رواية كنفاني ، لتعيش في لندن ونسيت أمير فلم يكن يعني لها شيئا .
الشخوص النابلسيون كلهم ، في الرواية ، بحثوا عن حلول فردية فكان مصيرهم الموت أو الضياع أو الانتظار ، ولعل قصة هالة أم أمير تستحق أن يكتب عنها !
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٥ / ٧ / ٢٠٢٣
***
25- فتاة نابلس ٢٥ : التناقض بين النص الموازي والمتن : من كتب كلمة الغلاف؟
يخيل إلي أن ( DEAN DILLEY ) كاتب الرواية ليس هو كاتب الفقرة التي أدرجت على صفحة الغلاف الأخيرة . لماذا ؟
نقرأ في الفقرة :
" An ambitious young woman with a fierce intellect, recruited from her privileged but empty life in the ancient city of Nablus "
" شابة طموحة بذكاء حاد جندت لميزتها ولكن لحياتها الفارغة في البلدة القديمة من نابلس "
ولا نقرأ في الرواية أنها من البلدة القديمة . صحيح أنها درست في جامعة نابلس ، ولكنها تتردد على محل آنسة من عائلة القاسم يقع في رفيديا حيث تتمشى أيضا امها وتلتقي فيه بهالة المنرضة التي عالجتها . إنهما تسيران في شارع رفيديا وحين تفترقان تذهب هالة إلى عملها في المشفى ، وأرجح أنه مشفى رفيديا الحكومي الذي وصف بالرواية بأنه مشفى الشهداء ، وكما ذكرت لا يوجد في نابلس مشفى بهذا الاسم ولعله اسم مخترع تحسبا . يوجد في نابلس مشفى مجمع الشهداء الطبي العسكري . عدا ما سبق فإن عائشة الدجاني فتاة من أسرة نابلسية ثرية ، فهل ما زالت بعض الأسر الثرية تقيم في البلدة القديمة ؟ ( قبل مجيء السلطة وفي الانتفاضة الأولى انتشرت إشاعات حول محل ولكنه لم يكن يقع في شارع رفيديا ) .
ربما قصد الكاتب أن نابلس ككل هي مدينة قديمة . هنا تصبح ملاحظتي عديمة الجدوى .
عموما إن الرواية ليست بالدرجة الأولى رواية مكان . تذكر الأماكن والشوارع في مدينة نابلس ، ولكن لا يركز السارد على وصفها وصفا تفصيليا .
أتمنى أن تجد الرواية صدى لها بين أساتذة قسم اللغة الإنجليزية ، فلعلهم يقدمون لها قراءات للقاريء الإنجليزي الذي كتبت بلغته يبدون فيها رأيهم .
كما كتبت من قبل ، فإن الرواية مهمة لدارسي مرايا الذات والآخر في الأدب ولدارسي الأدب المقارن .
***
26- فتاة نابلس ٢٦ : الفلسطيني المغلوب على أمره : الممرضة هالة مثالا والإيرانيون
هالة ممرضة فلسطينية تعمل في غرفة الإنعاش ICU في مشفى الشهداء في نابلس ، وهي أم الشاب النابلسي أمير الطموح والساعي إلى الخروج من نابلس وتحقيق ذاته في Wall Street وفي حياتها سر خطير ، وهو ما يعرفه عم أمير جابر ولكنه لا يبوح به لابن أخيه ، علما بأنه قال له العبارة " سر خطير " ، ونعرف نحن ، من خلال قراءة الرواية ، هذا السر ، وهو ما ألمحت إليه من قبل : قصة والدها السجين رقم 361 في إيران في زمن الثورة الإيرانية ، وقد تم سجنه هناك ، لأنه كان في زمن الشاه يعمل في شركة بترول بريطانية .
تضطر هالة من أجل التواصل مع والدها من خلال الرسائل أن تعمل لصالح الجمهورية الإيرانية بتجنيد الفتيات لها ، وهو ما تم حيث عرفت عائشة الدجاني بالدكتور رضا الإيراني الذي يقوم بزيارات شهرية إلى نابلس .
طفولة هالة كانت في إيران ولذلك تعلمت الفارسية وتعلم منها ابنها أمير بعض مفرداتها ، وظل حلمها أن تلتقي بوالدها وأن يجتمعا من جديد . فقدان والدها وبعده عنها ترك أثرا كبيرا على حياتها انعكس بدوره على عائلتها فلم تولها العناية الكافية ؛ الزوج والابن والابنة ، وتقر هي بهذا ، وتظل تحلم باللقاء وتعيش عليه حتى نهاية الرواية ، ويواصل الإيرانيون اللعب على هذا الوتر الحساس ، فمع أن والدها توفي في السجن إلا أنهم لم يعلموها وظلوا يكتبون لها الرسائل ويرسلونها لها باسمه.
هل كانت هالة تحب الإيرانيين ؟
كانت هالة تعرف أن ما تقوم به من تجنيد الفتيات هو عمل أسود وأخذت تنتظر الساعة التي يصدق فيها الإيرانيون لتتحلل من الالتزام معهم ، فهي لم تكن تحب الإيرانيين :
" She would quietly retire from the dark duty of recruiting young women to spy , and sometimes to be killed , for a regime that she despited . " .
هل كانت هذه هي نظرة هالة فقط للإيرانيين ؟
كيف كانت نظرة والد عائشة إليهم ؟
تبدو هالة نموذجا للمرأة الفلسطينية المعذبة المغلوبة على أمرها الباحثة أيضا عن حل فردي لمشكلتها حتى لو اضطرها تحقيق ذلك إلى التعاون مع نظام تحتقره .
ومثل نظرة هالة إلى النظام الإيراني تكون نظرة والد عائشة :
" Yasmin remembered her father saying that Persians never give up , never concede anything , and never can be trusted " .
في الرواية يلعب فتيان الكابتن صادق مع هالة لعبتهم ، فهم يظلون يكتبون لها الرسائل حتى تظل على تواصل التعاون معهم ، وعندما يقتل ابنها أمير في شقته يعرفون قصته فيواصلون كتابة الرسائل باسمه إلى أمه كما لو أنه حي .
هالة التي حثت ابنها على البقاء في نابلس والبحث عن عمل فيها أصبحت تنتظر اللحظة التي تغادر فيها هذه المدينة إلى أميركا لتستقر هناك مع ابنها وأبيها وزوجها وابنتها سارة .
هل أميركا هي جنتنا المنتظرة ؟
و :
هل عنى موت أمير شيئا لعائشة الدجاني ؟
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٦ / ٧ / ٢٠٢٣
***
27- فتاة نابلس ٢٧ : التعالي والفهلوة وعدم المواجهة والانتهازية والبحث عن الذات:
فتاة نابلس هي عائشة الدجاني ابنة أسرة ثرية درست في جامعة نابلس فلم ترق لها ولم يرق لها الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها . كانوا جميعهم لها مخيبين للآمال ، والوحيد الذي راق لها كان أمير الذي تعرفت إليه في مساق الأدب الأمريكي كان خارج السؤال لأنه كتبي ولأنه من أسرة مستواها الاجتماعي لا يناسب أسرتها .
تطمح عائشة إلى الخروج من نابلس للعيش في لندن لتمارس حياتها بعيدا عن ثرثرة من يعرفها فتتصرف بحرية ، وهكذا تتجند للعمل مع الإيرانيين للحصول على المال الذي ما إن تحصل عليه ، بعد قيامها بما طلب منها ، حتى تسافر إلى لندن .
لا تصارح عائشة أهلها ، فهي تكذب عليهم . تدعي أنها تريد أن تدرس العلوم السياسية في القاهرة لتغطي على تدريب ليلى الإيرانية لها للسفر إلى دبي ، لتتعقب بعض الشخصيات الأمريكية التي تتابعها المخابرات الإيرانية في حربها السرية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وتقدم خدمات للمسؤولين عنها وتحصل في النهاية على المكافأة . وكما ذكرت فإنها كانت تنظر إلى الحرب الإيرانية الأمريكية على أنها حرب صبيان وأولاد .
عندما تعترض عائلتها على إقامتها في القاهرة تعود لتتحدث مع أبيها وتلجأ إلى مخاطبته بما يدغدغ مشاعره وأحاسيسه وتتعجب كيف يعترض وهو وأبوه من قبله يفتخران بالمرأة المتعلمة ويمدحان دورها في الحياة ، وتعلمه أنها ستكون فخرا للعائلة وتذرف قليلا من الدموع ، فيصمت الأب المخدوع ولا يعود يعترض .
وعندما تلتقي في دبي بأمير ويكاد أمرها يفتضح تلجأ لكي ترضيه إلى الإغراء ، فتذهب إلى شقته وتعد له طعام العشاء وتقدم جسدها له لتحصل على المزيد من المعلومات لتقدمها إلى المسؤولة الإيرانية عنها .
تسافر عائشة الدجاني بعد أداء مهمتها إلى لندن لتستقر هناك وتتردد على أحد البارات ، وفي البنك تلتقي بالإنجليزي ( شارلي بريدج ) الذي أنفق سنة تفرغ في جامعة نابلس وعلم أمير ، وعندما يعرف أنها درست في جامعة نابلس يسألها عن أمير الطالب الذي درسه ، فتجيب :
" I don't think I knew him "
ويتابع السارد :
" Yasmine said to Charlie , suppressing a fake yawn .Determined to change the subject , Yasmine adjusted her posture , providing Charlie a brief but inviting glimpse of an exquisite undergarment ."
ويتابع السارد :
" Amir was forgetten " .
عندما طلب مني أن أبدي رأيا فيما كتبه DEAN DILLEY عن نابلس والمرأة النابلسية قلت :
من باب الإنصاف علينا أن نقرأ الرواية في ضوء ما كتبه غسان كنفاني عن الأدب الصهيوني وصورة العربي فيه وفي ضوء الأدبيات الفلسطينية التي كتبت عن نابلس من المقيمين فيها : فدوى طوقان في سيرتها وسحر خليفة في رواياتها ونصوصي ورواية كميل ابو حنيش " الجهة السابعة " . إن نموذج المرأة النابلسية التي كتب عنها كميل مختلف ، بل ويجب أن نتذكر شادية أبو غزالة ومريم الشخشير وكثيرا من النابلسيات اللاتي شكلن نموذجا مختلفا . هل نذكر الكاتبة سحر خليفة ومغادرتها نابلس ؟
وعموما يجب أن ينظر في أثناء قراءة الرواية إلى مرايا الآخرين بمن فيهم مرآة الأمريكي للأمريكي . ولو نظرنا في شخصية الإنجليزية Fiona لراينا فيها من القذارة ما لا يوصف .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٧ / ٧ / ٢٠٢٣
***
28- فتاة نابلس ٢٨ : الرحيل عن نابلس ثانية:
أمس وأنا عائد ليلا إلى منزلي أقل أخي معه مواطنا إلى الضاحية في نابلس ، وكان الحديث ذا شجون .
المواطن قال مما قاله :
- لا أدري ما الذي يجعلنا نتمسك بهذه البلاد . الذي يخرج منها يرى وجه ربه ويعيش .
وأنا أفكر في كلامه تساءلت :
- هل قال ما قال عن قناعة أم أنه يقرأ خربشاتي عن رواية " فتاة نابلس " ؟
قبل الحديث كنت قرأت ما كتبه أمس Hakim Sabbah على صفحته من أن من يهاجر من نابلس مرة يجب أن يعود إليها ليهاجر منها مرة ثانية ، فما فيها لا يسر ، وحكيم يقيم في فرنسا .
لقد فكرت في الأمر وقلت :
- لعل هذا هو ما يريد الإسرائيليون أن يوصلونا إليه . الهجرة من البلاد .
كان وجود الفلسطينيين في فلسطين مما أرق رواد الحركة الصهيونية ، فتساءلوا :
- ماذا ستفعل بهؤلاء ؟
وانقسموا إلى قسمين ؛ قسم تبنى طردهم بالحديد والنار ، وقسم اقترح أن يتم التضييق عليهم حتى يهاجروا من تلقاء نفسهم .
تنتهي رواية ( DEAN DILLEY ) بتفكير أم أمير / هالة بالرحيل ، وتبدأ تنتظر أن يحقق ابنها القتيل - دون أن تعلم أنه قتل - أن يحقق لها ذلك .
كانت هالة تحث ابنها على البقاء في نابلس واقترحت عليه أن يعمل معها في المشفى فيمكن أن تتوسط له للحصول على الوظيفة ، ولكن أحلامه أكبر من أن يكون موظفا . لقد أراد أن يخرج من نابلس ، فماذا في هذه المدينة ؟
لنقرأ :
" Hala hinted to Amir that she might have some good news to share with him soon. "Maybe " she told Amir , "we should think about leaving Nablus ." " A fresh start. " she called it, " for all of us. " Amir 's messages seized on this opening. After one late-evening exchange of increasingly warm messeges , he wrote:
Now that I am more established at the bank, I really hope you and Baba and Sara will think seriously about joining me here in New York. We should all be together. It needs a little preparation, but I can do it. Please say yes.
His mother was touched. I really underestimated Amir "
ولم تكن تعرف أن الرسائل فبركها الإيرانيون ، فأمير صار في عالم آخر .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٨ / ٧ / ٢٠٢٣
***
29- فتاة نابلس ٢٩ : نهايات الفلسطيني المأساوية
وأنا أكتب عن " فتاة نابلس " ( DEAN DILLEY ) نظرت في نهايات الباحثين عن حلول فردية وقارنت بين الرواية ورواية غسان كنفاني " رجال في الشمس " ورواية سامية عيسى " حليب التين".
بعد ٧٥ عاما من النكبة ما زلنا نموت اختناقا في الخزانات أو في الفنادق أو برصاص الاحتلال الإسرائيلي . حالة سيزيفية عبثية يعيشها الفلسطيني . لا أفق على ما يبدو.
غاب عن ذهني وأنا أكتب مقال الأحد لدفاتر الأيام الفلسطينية ٢٣ / ٧ / ٢٠٢٣ أن الكاتب والسياسي ماجد أبو شرار اغتيل في فندق في روما ( ١٩٨١ ) ومثله مات معين بسيسو في غرفة فندق في لندن ( ١٩٨٤ ) وقبلهما اغتيل غسان كنفاني في بيروت ( ١٩٧٢ ) ، وكان الثلاثة يدقون جدران الخزان يوميا.
هذه هي بركات الحركة الصهيونية التي بشر بها ثيودور هرتسل في روايته " أرض قديمة جديدة " ١٩٠٢.
صباح الخير
خربشات ٢٠ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
- نابلس والنميمة:
في الشهر الماضي كتبت عن رواية المحامي الأمريكي ( DEAN DILLEY ) " Nablus Girl " ( ٢٠٢٢ ) وتوقفت أمام ما قالته الممرضة هالة ، أم إحدى الشخصيات الرئيسة في الرواية " أمير ، عن النميمة في المشفى بين الممرضات والأطباء - الذين يسمون أطباء .
ولأن كاتب الرواية أميركي ، وهناك تحفظات كثيرة على ما كتبه عن نظرته إلى المستوطنين وكيف عدهم جيرانا للفلسطينيين ، ولأننا حين نقرأ روايته نقرؤها برأي مسبق عن نظرة الغربيين إلينا ، متذكرين غسان كنفاني وكتابه " في الأدب الصهيوني " وإدوارد سعيد وكتابه " الاستشراق " ، فإننا نتشكك فيما صدر عنه وننظر إلى كتابته نظرة غير بريئة .
أول أمس أنهيت قراءة رواية سحر خليفة " الجسر " ( ٢٠٢١ ) الصادرة قبل عام من صدور رواية ( ديللي ) " فتاة نابلس " . اقرأوا ما كتبته عن المجتمع الفلسطيني في نابلس :
" قال السائق : هذه المعلمة أميرة الضابط . اسمها أميرة الضابط ؟ قال السائق ، وهو نابلسي كالعادة ، بشهية عارمة للقيل والقال والنميمة : أهل نابلس يسمونها الست أميرة الضابط لأنها مثل الضابط . اسمها وأصلها وفصلها ومن هي وماذا تعمل ؟ قال السائق : الست أميرة هي معلمة الإنكليزية في مدرسة الزهراء الثانوية واسمها كالطبل في نابلس . ابنة عائلة محترمة وهي محترمة ومحبوبة ... " ( ١٨١ ) .
لقد ذهبت وأنا أكتب عن رواية ( ديللي ) أن روايات سحر خليفة قد تكون إحدى مرجعياته . ثمة تقاطع كبير في الصورة عن نابلس وأهلها وعلاقاتهم .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٣٠ / ٧ / ٢٠٢٣
***
==============
- ( فتاة نابلس)
1- الفلسطيني في الرواية الأمريكية : فتاة نابلس مثالا
2- ( فتاة نابلس ٢ ) قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية موضع سخرية وتندر
3- ( فتاة نابلس ٣ ) أعمال نجيب محفوظ وسحر خليفة كمرجعية لتشكيل صورة العربي في العقلية الغربية
4- ( فتاة نابلس ٤ ) نابلس والنميمة ورجالها يفقن نساءها
5- ( فتاة نابلس ٥ ) نابلس والخمرة: الخمرة في الرواية الفلسطينية
6- ( فتاة نابلس ٦ ) الكاتب والمؤلف الضمني والشخصيات: من هو المؤلف الضمني لرواية " فتاة نابلس" للكاتب الأميركي ( DEAN DILLEY):
7- (فتاة نابلس ٧ ) : الكاتب والمكان : هل عاش المؤلف في نابلس؟..
8- (فتاة نابلس ٨ ) : "Nonmembers" في الرواية تنشأ علاقة حب بين أمير وعائشة.
9- (فتاة نابلس ٩ ) : الرحيل عن نابلس
10- (فتاة نابلس ١٠) : دبي في الرواية العربية
11- (فتاة نابلس ١١) : صورة الأمريكي الفذ
12- (فتاة نابلس ١٢) : حول مرجعية DEAN DILLEY : تكهنات أمير
13- (فتاة نابلس ١٣) : جدار برلين في فلسطين:
14- (فتاة نابلس ١٤) : مكالمات الهاتف لدراسة أحوال أسرة فلسطينية وكتابة رواية عن عوالمها الداخلية
15- فتاة نابلس ١٥ : تساؤل أمير وجوزيف كونراد " المال " :
16- فتاة نابلس ١٦ : Nablus Girl DEAN DILLEY فإذا سكرت فإنني
17- فتاة نابلس ١٧ : "كل افرنجي ابرنجي"
18- فتاة نابلس ١٨ : مستشفياتنا مثل جامعتنا : يوك
19- فتاة نابلس ١٩ : من هي فتاة نابلس؟ وما قصتها؟ عندما يقرأ المرء عنوان الرواية فإنه يتساءل
20- فتاة نابلس ٢٠ : نابلس وإيران
21- فتاة نابلس ٢١ : تصور أهل نابلس لليهود : كيف ينظر النابلسيون إلى المستوطنين؟
22- فتاة نابلس ٢٢ : عالم البنوك وغسيل الأموال والمال القذر والإنجليز
23- فتاة نابلس ٢٣ : الاخطبوط الصهيوني... هل نحن مخترقون إلى هذا الحد ؟ هل الصهيونية اخطبوط بحجم الأرض؟
24- فتاة نابلس ٢٤ : لقاء الهاربين من نابلس في دبي
25- فتاة نابلس ٢٥ : التناقض بين النص الموازي والمتن : من كتب كلمة الغلاف؟
26- فتاة نابلس ٢٦ : الفلسطيني المغلوب على أمره : الممرضة هالة مثالا والإيرانيون
27- فتاة نابلس ٢٧ : التعالي والفهلوة وعدم المواجهة والانتهازية والبحث عن الذات
28- فتاة نابلس ٢٨ : الرحيل عن نابلس ثانية
29- فتاة نابلس ٢٩ : نهايات الفلسطيني المأساوية
- نابلس والنميمة
.
رأي السارد في رواية " فتاة نابلس " في أساتذة جامعة النجاح الوطنية ومناهجها والتدريس فيها ، وقد سماها جامعة نابلس . الرواية صادرة في ٢٠٢٢ . المؤلف أميركي ( DEAN DILLEY ) .
***
1- الفلسطيني في الرواية الأمريكية : فتاة نابلس مثالا
في ربيع هذا العام كتب إلي الشاعر راشد عيسى يسألني إن كان مر علي رواية عنوانها " فتاة نابلس " للمؤلف سعادة بك موره لي ، ولما بحثت عنها في مكتبة بلدية نابلس وجدت منها جزءا من أربعة أدرجت على صفحتي صورة غلافه وصورت للشاعر الصفحات الأولى منه .
تفاعل جمهور القراء ودارسي الرواية الفلسطينية مع المنشور ، فعرفت أن الأجزاء الأربعة متوفرة في مكتبة الجامعة الأردنية ، وعرفت من الصحفي جميل ضبابات أن هناك رواية لمحام أمريكي عمل مستشارا في الخليج ( DEAN DILLEY ) عنوانها " Nablus Girl " صدرت في العام ٢٠٢٢ ، ووعد جميل أن يعرفنا بمحتواها ولم يتمكن من ذلك ، فما كتب عنها بضعة أسطر فقط ، وهنا تبرع محمد أبو عرقوب المقيم في أميركا أن يوفر لي ولجميل نسختين منها ، إهداء لي كوني درسته في العام ٢٠٠٢ في جامعة النجاح الوطنية ، فهذا واجب الطالب لأستاذه ، ووعد أنه سيحضرهما شخصيا في زيارته القادمة لفلسطين ، ولم تتأخر الزيارة ، وعندما أهداني نسختي طمح أن أخربش حولها في الفيس بوك ، ولم أخيب أمله فهو وعد وأوفى ، وشرعت أقرأ كل يوم فصلا من فصول الرواية وأكتب انطباعاتي وما تستثيره في ذهني ، فالرواية حديثة الصدور وهي عن نابلس وأهلها وجامعتها ومشافيها وشوارعها ، وهي تقدم تصور السارد ، ولعله المؤلف ، لعالم أعرفه منذ سبعين عاما ، فنابلس هي مكان الولادة والنشأة والإقامة . إنها الماضي والحاضر وإن لم أعد إلى يافا فسأدفن فيها . عدا ما سبق فقد قرأت صورتها في روايات سحر خليفة وسير أدبائها مثل فدوى طوقان وعلي الخليلي وكتبت عنها الكثير في نصوصي القصصية والروائية ومذكراتي عن عملي في الجامعة ، وبدت لي رواية ( DILLEY ) رواية ثرية لإجراء مقارنات بينها وبين أدبياتنا .
ليست رواية " فتاة نابلس " أول رواية بالإنجليزية أقرأها تأتي على فلسطين والفلسطينيين ، وإن كانت الأولى عن مدينة نابلس . كان غسان كنفاني في كتابه " الأدب الصهيوني " ١٩٦٦ أول من عرفنا على صورة العربي / الفلسطيني في الرواية المكتوبة بالإنجليزية ، وكنت شخصيا قرأت بالألمانية رواية ( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة جديدة " ١٩٠٢ ، بل إني لم أكتف بما قرأته في كتاب كنفاني . لقد اقتنيت رواية ( آرثر كوستلر ) " لصوص في الليل " وروايتي ( ليون أوريس ) " الخروج / اوكسودس " و " الحاج / The Haj " ووظفت هذه الروايات في العديد من دراساتي .
عندما شرعت في قراءة " فتاة نابلس " تذكرت رواية " الحاج " ، وكانت الدهشة تعتريني . إنها الدهشة نفسها التي ألمت بي في العام ١٩٩١ ، وكان السؤال هو :
- ما هي مرجعية هؤلاء الكتاب في كتابة بعض التفاصيل عن الفلسطيني ؟
لم يكتب ( أوريس ) عن المدينة الفلسطينية ، ولكنه كتب عن البدو ، أما ( ديللي ) فيكتب عن نابلس ودبي والقاهرة أيضا ، وربما تتضاءل الدهشة عندما يقرأ المرء سطرا أو سطرين عن حياته على الغلاف الأخير لروايته " إنه محام من واشنطن مع خبرة طويلة في الشرق الأوسط " وإنه عمل مستشارا في دول الخليج . إنه إذن لم يكتب عن الشرق الأوسط من فراغ ، فثمة خبرة ودراية ومعرفة ، وكونه عمل مستشارا فلا شك أن كثيرا من المعلومات التي تخص البنوك والشركات والتعاملات فيها كانت من مجال عمله .
ما لفت نظري حقيقة هو ما كتبه عن مدينة نابلس والنابلسيين والجامعة فيها وإيراده أسماء بعض شوارعها ، فهل زار المدينة أم أنه في الكتابة عنها اعتمد على الشخصيات الأمريكية التي زارت نابلس وعملت في جامعتها وكان لها حضور في الرواية ؟
وكعادة الروائيين عموما فإنه صدر روايته بالكليشيه التقليدية " هذا الكتاب عمل خيالي . الأسماء والشخصيات والأماكن والأحداث هي من نتاج خيال الكاتب أو استخدمت وهميا . أي تشابه مع أحداث حقيقية أو محلية او شخصيات واقعية ؛ حية أو ميتة ، هو بالصدفة تماما " .
وتتبع الشخصيات الفلسطينية كلها في الرواية يتطلب حيزا واسعا ، فهي عديدة يكتب تارة عنها كنماذج وطورا كشخصيات تخص مكانا بأسره ، فعائشة مثلا هي فتاة من أسرة نابلسية ثرية وهي في الوقت نفسه " a Nablusi woman " . إنها تمثل ذاتها ولكنها تجسد في صفاتها صفات المرأة النابلسية .
من الشخصيات الرئيسة في الرواية عائشة وهالة وابنها أمير . هؤلاء يحضرون أكثر من غيرهم ويمكن أن يعدوا شخصيات رئيسه ، بل إنهم كذلك ، وهم ينتمون إلى فئات اجتماعية تتفاوت طبقيا ، والعلاقة مثلا بين أمير وعائشة الطالبين الجامعيين لا يمكن أن يكتب لها النجاح . تعتقد بهذا هالة وتؤمن به أيضا عائشة التي حين تتصور الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها أن أمير خارج حساباتها مع أنه حلو .
هالة امرأة محبطة بسبب سجن أبيها في إيران وعائشة لا تريد البقاء في نابلس ، فلا أسرار فيها و ... وطموح أمير أكبر من التخرج من جامعة بائسة . إن جل ما يطمح إليه الأخيران ، ومثلهما سارة أخت أمير ، هو الهجرة من المدينة . إنها مدينة يمتاز أهلها بالغيبة والنميمة ، التعليم في جامعتها بائس ورديء واساتذتها لا يتطورون ومشفاها المذكور وسخ واطباؤها بؤساء التطبيب لديهم سيء وهم في الغيبة والنميمة أسوأ من الممرضات . إن رجال المدينة يرتعبون من المرأة بشكل عام وينظرون إلى من تعمل في مستوطنة نظرة سلبية ، فهي تتعاون مع الاحتلال وتفقد عذريتها ، وأما نساء نابلس المعتدات بجمالهن فهن يغرن من المرأة اليهودية ويشعرن بالأسى حين توصف بالجمال . إن الحديث عن جمالها يجعلهن في المرتبة الثانية .
وعموما فإنني أعتقد أنه لأمر مجد أن يناقش أساتذة الأدب الإنجليزي في جامعة النجاح الوطنية الرواية وأن يبدوا آراءهم فيها ، بل وأكثر من ذلك أن يستقبلوا كاتبها لمناقشته فيما كتبه.
الكتابة تطول والمساحة محدودة .
١٢ / ٧ / ٢٠٢٣
***
2- ( فتاة نابلس ٢ ) قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية موضع سخرية وتندر:
لا أعرف حقا مصادر مؤلف رواية " فتاة نابلس " ( DEAN DILLEY ) في الكتابة عن قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية .
في الفصل الثالث يأتي على دكتور في قسم اللغة الإنجليزية حصل على الدكتوراه من الجامعات المصرية يدرس المادة نفسها اعتمادا على ما درسه في الجامعة المصرية ؛ عين شمس إن لم أنس ، ويجب أن اتأكد . إنها الأسماء الأدبية التقليدية القديمة قد توقف أمامها وظل يعيد تدريسها دون أن يثقف نفسه فيقرأ لأسماء أدبية جديدة .
يقارن المؤلف بين طريقة التعليم المتبعة لدى خريجي الجامعات المصرية بطريقة تدريس أستاذ أمريكي في القسم الذي درس فيه أمير الطالب النابلسي ، ليرى أمير الفرق بين من نفره من الجامعة ومن حببه فيها ؛ بين خريجي الجامعات المصرية والمتطوع الأميركي .
لجامعة النجاح الوطنية حضور في الفصول الثلاثة الأولى يجب أن يعرفه أساتذة قسم اللغة الإنجليزية فيها ، بل يجب أن تعرف به إدارتها ، فحسب ما أعرف أن أكثر خريجي قسم اللغة الإنجليزية الذين يدرسون فيه هم من خريجي الجامعات الأميركية والبريطانية . الدكتور الذي يذكره اسمه فتحي ولا أعرف شخصا في قسم اللغة الإنجليزية بهذا الاسم ولعله اسم مخترع تحسبا.
هل يكتب الروائي عن بدايات الجامعة ، علما بأن الرواية تأتي على العام ١٩٩٢ وان زمن النشر للرواية هو ٢٠٢٢ ؟
واضح أن من زود الروائي بالمعلومات ذو توجه غربي أميركي أو إنه زوده بمعلومات عن بداية نشأة الجامعة ، فهي الآن تضم أعضاء هيئة تدريس تخرج أكثرهم من الجامعات الأميركية والأوروبية .
خربشات عادل الاسطة
فجر ٢١ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
3- ( فتاة نابلس ٣ ) أعمال نجيب محفوظ وسحر خليفة كمرجعية لتشكيل صورة العربي في العقلية الغربية:
إلى أي مدى أسهمت روايات نجيب محفوظ وسحر خليفة في تشكيل صورة الغربيين عن العربي ؟
ما أثار السؤال في ذهني هو ما ورد في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " عن الأسرة النابلسية المكونة من الزوجين وولديهما أمير وسارة وعلاقة الأسر ببعضها ، بخاصة أسرة أمير مع أسرة عائشة الدجاني ، ثم ذهاب عائشة لمواصلة دراستها في القاهرة التي ترد كتابة عنها .
العلاقة بين الأب وابنه أمير تذكر ببعض مشاهد من ثلاثية نجيب محفوظ التي يرد ذكرها في " فتاة نابلس " حيث يقرأ والد أمير في الثلاثية .
الأجواء العائلية هذه تذكر أيضا بروايات سحر خليفة " الصبار " و "عباد الشمس " و" باب الساحة " وكانت سحر خليفة قرأت أيضا نجيب محفوظ وتأثرت برواياته الواقعية التي صور فيها العائلة المصرية .
غالبا ما تكون النصوص القصصية مادة أساسية في تشكيل صورة مجتمع في أذهان قرائها .
الجدير بالذكر هو أن ثلاثية محفوظ وروايات سحر مترجمة إلى الإنجليزية .
الليلة قرأت صفحات من الفصل الرابع في الرواية .
سافرت عائشة إلى القاهرة وصار أمير يتتبع أخبارها من خلال أخته سارة التي ربطتها علاقة صداقة بنور أخت عائشة .
الأم - أم أمير - تبدو مهملة للعائلة وهذا ما لاحظه جابر عم أمير وللكتابة عن الأم التي تنتهي الرواية بذكرها خربشة أخرى .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٢ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
4- ( فتاة نابلس ٤ ) نابلس والنميمة ورجالها يفقن نساءها :
لنقرأ الفقرة الآتية عن مدينة نابلس في رواية " فتاة نابلس " ل ( DEAN DILLEY ) :
"His mother stiffened , slightly embarrassed . " You would be surprised at the gossip that goes on during a tracheal intubation , and the doctors are even worse than the nurse . Nothing goes on in Nablus that isn't critiqued by a thousand amateur judges of morality and fashion .."
هذا هو رأي والدة أمير الشخصية المحورية في الرواية حتى الفصل الرابع في أهل نابلس .
والدة أمير تعمل ممرضة في أحد مستشفيات المدينة وقد عاشت مع والدها فترة في إيران في زمن الشاه ، حيث كان والدها مهندسا .
أعتقد أن الرواية تقدم صورة لمدينة نابلس يمكن مقارنتها بالصورة التي ظهرت للمدينة في روايات سحر خليفة .
أين هم مثقفو المدينة ليقرأوا ويبدوا آراء هم في الصورة التي تقدمها لهم الرواية الأمريكية .؟
والسؤال هو :
- هل ستعلن نابلس الحرب على أميركا أم أن " ضرب الحبيب الزبيب " ؟
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
نابلس ٢٤ / ٦ / ٢٠٢٣
***
5- ( فتاة نابلس ٥ ) نابلس والخمرة : الخمرة في الرواية الفلسطينية :
هل كتب روائيو الأرض المحتلة عن الخمر في رواياتهم ؟
هل كتبت سحر خليفة في رواياتها عن خمارات مدينة نابلس ؟
كانت في مدينة نابلس قبل العام ١٩٨٧ مجموعة خمارات ؛ على الدوار وفي مدخل سينما العاصي وفي رفيديا وشارع مكتبة البلدية قرب مدرسة الفاطمية وفي شارع فيصل أيضا . لم يكن بيع الخمرة ممنوعا ، وبعض الخمارات كانت تقدم المشروب لزبائنها فيها . أذكر هذا جيدا ، وظلت الخمارات تبيع وتستقبل الزبائن حتى اندلعت انتفاضة ١٩٨٧ حيث أغلقت الخمارات أبوابها ومنعت من بيع الخمور ، وأخذ الشباب المنتفضون يلاحقون من يتعاطاها ويفتشون سيارات المتنزهين القادمين من الغور بحثا عنها ، ومن تعاطى الخمر صار يجد صعوبة في الحصول عليها ، وروي أنه صار يشتريها من بعض أبناء الطائفة السامرية المقيمين في جبل جرزيم ليتعاطاها في السر .
مرة فكرت أن أكتب عن خمارات المدينة ، دفعني إلى ذلك عنوان مجموعة قصصية للمرحوم سلمان ناطور " خمارة البلد " .
لا أذكر إن كتبت سحر خليفة صفحات مفصلة عن الخمارات ، ولكني أذكر أنها كتبت عن مواطنين يتعاطونها ، وكانت سميرة عزام وغسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا كتبوا عن تعاطي فلسطينيين الخمور " لأنه يحبهم " و " أم سعد " و " البحث عن وليد مسعود " ، وفيما بعد كتب جمال أبو غيدا في روايته " خابية الحنين " عن شخصية نابلسية طريفة تقيم في عمان وتتعاطى الخمور ، بل وكتب عن شخصيات يسارية أخرى تسرف في شربها .
هل كان بعض سكان نابلس في الانتفاضة الأولى يحتسون الخمر في بيوتهم بالسر ، بخاصة أبناء الدين المسيحي ؟ فالخمر عندهم ليس محرما .
في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " تتعاطى الخمر في البيوت ويحصل عليها غالبا كهدايا تجلب لشاربيها من عمان أو بيروت .
لنقرأ:
" From downstairs , Amir heard the sound of ice and glass. Amir's mother was casual her alcohol .Other women in Nablus drank , but furtively , stimulated by feelings of guilt , or the electricity of small Islamic infractions . Often in Nablus , alcohol was blamed on visitors , usually relatives from Amman or Beirut , who brought gifts in bags marked " Duty Frree " .It was considered a stylish present...."
في رواية Khoury Elias " رجل يشبهني " نقرأ عن شخصيات فلسطينية عادت إلى الضفة الغربية إثر اتفاقات أوسلو مثل خليل أيوب ، ولأنها كانت في المنفى تتعاطى الخمر ، فإنها واصلت تعاطيها ، وقد كتب عن تصنيع الخمر من عنب الخليل . نبيذ مخمر كما لو أنه دم المسيح .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٦ / ٦ / ٢٠٢٣ .
***
6- ( فتاة نابلس ٦ ) الكاتب والمؤلف الضمني والشخصيات : من هو المؤلف الضمني لرواية " فتاة نابلس " للكاتب الأميركي ( DEAN DILLEY):
في فترات متأخرة باح لي غير صديق بأنه هو من أمد الكاتبة سحر خليفة بمعلومات عن عالم السجن الذي لم تعش فيه حيث لم تسجن ، وبأن الحوار بين الشخصيات الأيديولوجية في روايتيها " الصبار " و " عباد الشمس " كان يجري على لسانه وهو يجلس مع سحر .
ببساطة اتكأت سحر في كتابتها روايتيها على آخرين قصوا عليها كثيرا مما ورد في روايتيها ، وهكذا فإن فضيلتها تمثلت في الكتابة . كما لو أن من باحا لي هما المؤلف الضمني للروايتين . وهكذا يمكن أن نميز بين الكاتب والمؤلف الضمني ونأخذ بمقولة ( واين بوث ) .
كم من الوقت كنت أمضي مع طلابي وأنا أشرح فكرة المؤلف الضمني واختلافه عن الكاتب ؟ وكم كان الطلاب يؤمنون بها ، علما بأن منظر الرواية الجزائري عبد المالك مرتاض لم يقتنع بها .
الليلة وأنا أقرأ الفصل السادس من رواية " فتاة نابلس " أيقنت أن ( DEAN DILLEY ) هو كاتب الرواية وأن مؤلفها الضمني شخص آخر عاش قسما كبيرا من حياته في نابلس وعرف شوارعها ومشافيها وعادات أهلها وبنيتها الاجتماعية وجامعة النجاح الوطنية وطرق التدريس فيها واساتذتها ومصادر شهادات قسم منهم و ... و ... .
ويخيل إلي أن هذا المؤلف الضمني ميال للحياة الأميركية ومعجب بها إعجابا كبيرا وأنه في سبيل الإقامة في أميركا زود الكاتب بكم كبير جدا من المعلومات . إنه مثله مثل أمير الشخصية المحورية في الرواية .
طبعا يمكن أن أذهب إلى ما هو من ذلك فأربط بين هذه الرواية ورواية ( ليون أوريس ) " الحاج The Haj " a " التي كتبت أيضا بالإنجليزية .
إن لم يكن المؤلف الضمني للرواية فلسطينيا معجبا ايما إعجاب بأمريكا فإنه بالتأكيد شخص عمل في المخابرات الإسرائيلية في نابلس لديه ملفات كثيرة كان يدون فيها الكثير الكثير من المعلومات ثم أمد الكاتب بها .
خيال ... خيال شرقي . ليكن .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢٧ / ٦ / ٢٠٢٣
***
7- فتاة نابلس ٧ : الكاتب والمكان : هل عاش المؤلف في نابلس؟
عندما التقيت بالسيد محمد أبو عرقوب الذي أحضر لي الرواية من أميركا وجلسنا في مقهى الهموز سألني عن شارع الجازي الذي ورد ذكره في الرواية ، ولم أكن سمعت به من قبل .
في ساعات المساء صرت أبحث في محرك البحث غوغل عن الشارع ، وعرفت أنه لا يوجد شارع في نابلس بهذا الاسم . هناك عائلة الجازي في محيط نابلس ، وهناك شارع الجازي في عمان ، بل وعرفت أن هناك عشيرة الجازي في الأردن .
هل كان بحثي محقا ، بخاصة ان الكاتب احتاط في فقرة بأن الأسماء والشخوص والأماكن و ... و .. هي مفترضة وأن كتابه هو عمل قصصي بني على الخيال ؟
مثلا لم يذكر الكاتب اسم جامعة النجاح الوطنية ، ولكنه كتب عن جامعة نابلس ، وعندما كتب في بداية الفصل السادس عن أحد المشافي كتب عن مشفى الشهداء في نابلس ، ولا يوجد مشفى بهذا الاسم . هناك طبعا مجمع الشهداء الطبي العسكري ولعله يقصده .
هل شارع الجازي هو شارع الحجاز ؟ قد يكون وهذا ما رجحه من سألتهم .
من الشوارع التي يذكرها شارع يافا ، وهو يقع بين منتزه العائلات وحدائق جمال عبد الناصر .
لا أعرف إن كان DEAN DILLEY زار نابلس وتجول في شوارعها ومن المؤكد أن أساتذة قسم اللغة الإنجليزية سيكتبون الكثير عن هذه الرواية التي سأخربش حولها أيضا في الأيام القادمة .
هل سيستضيف قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية كاتب الرواية ليحاوره فيما كتب ؟ وهل سيسأله عن مرجعياته في الكتابة ، بخاصة أنه يكتب عن قسم اللغة الإنجليزية فيها ؟
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
نابلس ٢٩ / ٦ /
***
8- فتاة نابلس ٨ : "Nonmembers" في الرواية تنشأ علاقة حب بين أمير وعائشة.
عائشة تنتمي إلى عائلة الدجاني - في نابلس عائلة الدجني من بيت دجن جنوب شرق يافا ، وهي عائلة من اللاجئين ولا أظنها المقصودة - والدجاني عائلة يقيم قسم منها في القدس وقسم منها أقام في يافا وهي عائلة كبيرة .
في جلسة ليلية بين أمير وأمه الممرضة كانت الأم في أثنائها تحتسي كأسا من الويسكي تقول الأم بأن هناك شائعات في المشفى عن علاقة صداقة بينه وأخته سارة مع فتاة الدجاني .
" You can imagine the stupid and hateful things people say about that "
وتضيف :
- إنه ليس شأني ، ولكن هل تعتقد أن هذه فكرة جيدة ؟ إن تلك العائلة لن ترحب تماما ب ...
وتوقفت لتختار الكلمة المناسبة ، وقالت في النهاية :
" Nonmembers "
يعني لن ترحب العائلات الكبيرة المعروفة بعلاقات نسب مع أسر قليلة العدد تتكون من " قردين ودب " - أي من أمير وأخته وأمه الأسرة قليلة العدد .
وأنا أقرأ ما ورد على لسان الأم تساءلت إن كان أدباؤنا كتبوا شيئا قريبا من هذا . عبد اللطيف عقل مثلا في شعره وسحر خليفة في رواياتها ، بل وأمعنت النظر فيما كنت أسمعه من حكايات عن الترتيب العائلي لعائلات المدينة وكيف تنظر كل عائلة إلى موقعها فيه ؛ العائلة رقم 1 والعائلة رقم 2 والعائلة رقم 3 وهكذا دواليك ، وتذكرت انتخابات بلدية نابلس في العام ١٩٧٢ ومن ترشح إليها ومن فاز فيها وكم صوتا حصل مرشح الأسرة الفقيرة المعدمة حتى لو كان محاميا أو حاصلا على البكالوريوس من جامعة دمشق ، ورحم الله الأستاذ بشير خنفر والمحامي فتحي الشرقاوي ، ورحم الله الحاج معزوز المصري . طبعا كان ذلك قبل تشكل القوائم حسب الولاء السياسي والولاء لهذه الدولة أو تلك أو لمنظمة التحرير الفلسطينية .
في أمثالنا الشعبية مثل يقول :" على قد فراشك مد رجليك " ومقولات مثل " خوذ من ثوبك وعلى قياسك " وربما هناك أمثال أكثر دقة في التعبير .
مرة كتبت عن تجربة المدينة في شعر عبد اللطيف عقل ولاحظت أنه كتب شيئا مثل هذا ولا تخلو روايات سحر خليفة " الصبار " و" عباد الشمس " و " باب الساحة " من إشارات مماثلة . ورحم الله الشاعر لطفي الزغلول فقد حدثني عن علاقة كاتبة بشاب من أسرة عبد الهادي كانت أمه ضد استمرار العلاقة بحجة أن الفتاة من الحارات - أي من أسرة فقيرة قياسا لعائلة عبد الهادي الإقطاعية.
من المؤكد أن الجدل في التعليقات قد يقول الكثير حول هذا .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٣٠ / ٦ / ٢٠٢٣
***
9- فتاة نابلس ٩ : الرحيل عن نابلس
في الفصل السابع من رواية DEAN DILLEY " فتاة نابلس " يغادر أمير المدينة إلى دبي لإجراء مقابلة هناك تمكنه من السفر إلى أميركا والعمل في أحد بنوكها ، فقد حظي بدعم من الأستاذ الأمريكي الذي علمه في جامعة نابلس ، وما حظي به لم يحظ به جندي إسرائيلي يتحدث الإنجليزية باللكنة الأمريكية .
نعرف ما سبق من خلال الحوار الذي جرى بينهما على الحاجز حين فتش الجندي سيارة السائق عبد الرؤوف الذي أقل أمير إلى الجسر . لقد استغرب الجندي ما سمع ، فهو الذي أخذ دورة للعمل في أمريكا لم يعثر على فرصته ولذلك يقف الآن حيث يقف .
في الفصل السابع وصف لمعاناة الفلسطينيين على الحواجز يمكن أن نقرأ مثله في كثير من أدبياتنا مثل كتاب مريد البرغوثي " ولدت هناك .. ولدت هنا " أو فيما كتبته عن المعابر وسيصدر في كتاب " مدن في الذاكرة " .
اللافت في هذا الفصل والفصلين السابقين هو الصورة التي يرسمها السارد / الكاتب للأمريكي Hodding ولي عودة للكتابة عنه .
يغادر أمير نابلس غير مكترث وغير آسف ، فما يحلم به سيحققه في ال WALL STREET وهو عموما ما تم .
قبل أشهر أو سنوات التقيت في نابلس أمام مطعم العكر بالصديق أمين بعارة وتجاذبنا أطراف الحديث عن الأوضاع في الضفة الغربية وفي نابلس وأبدى استغرابه من أولئك الذين يبالغون في مدح نابلس وتمجيدها متسائلا :
- حقا ماذا يوجد في نابلس يمكن أن يحن المرء إليه أو يتأسف عليه ؟
لعل الذاكرة لم تخني !
شخصيا لن أغادر نابلس إلا إلى يافا أو القبر ، ومنذ عشرين عاما كتبت تحت عنوان " باق في نابلس".
الكلام يطول ومساء الخير
خربشات عادل الاسطة
الأسطة
١ / ٧ / ٢٠٢٣ السبت
***
10- (فتاة نابلس ١٠) دبي في الرواية العربية
روايات عربية عديدة دار قسم من أحداثها في دبي ، ولا أملك شخصيا قائمة كاملة بها لأنني لم أقرأ الروايات العربية الصادرة كلها ، ولكن يمكن أن أذكر منها رواية " العاطل " للمصري ناصر عراق ، ورواية " حليب التين " للفلسطينية سامية عيسى ، وعندما قرأت الفصل السابع عشر من " فتاة نابلس " قلت إنها تصلح لأن تكون أيضا مادة لدراسة صورة دبي فيها ومقارنة الصورة بالصورة التي أظهرتها الرواية العربية للمدينة نفسها .
تصف الصفحات الأولى من الفصل الثامن في الرواية الأيام الأولى لأمير في المدينة الكوزومبوليتية / العالمية وتأتي على التعدد السكاني / الإثني فيها ، بل وتذهب إلى لندن والهايد بارك ورحلات الخليجيين إليهما في فصول الصيف منذ بدايات ٧٠ القرن ٢٠ .
ربما ما سيعطي للرواية مصداقية بهذا الجانب هو أن ( DEAN DILLEY ) أقام في دبي وعمل فيها مستشارا لشيوخها ، وبالتالي فإن وصفه للحياة الباذخة فيها والمباني الشاهقة والعصرية جدا ولفنادقها أيضا يبدو وصفا دقيقا .
ماذا سيقول الخليجيون حين يقرأون صورتهم في الرواية ؟
عندما عمل الكاتب السوري هاني الراهب في الكويت أستاذا جامعيا كتب عن حياته هناك ، وما كتبه لم يرق لأصحاب البلاد فعد ناكر جميل .
في دول الخليج الآن جامعات كثيرة وفيها مراكز دراسات وأبحاث وأقسام تدرس الأدب الإنجليزي والأمريكي وأعتقد أن الرواية تستحق أن تناقش ويناقش مؤلفها أيضا ، هذا إن لم تقدم مؤسسات الترجمة المدعومة حكوميا على ترجمتها ، فالفصول اللاحقة للفصل الثامن ، وهي فصول كثيرة وتشغل صفحات كثيرة من الرواية ، تأتي على الخليج العربي والحياة فيه ، بل وتأتي على إيران أيضا .
لو كان غسان كنفاني أو إدوارد سعيد على قيد الحياة فلربما تناولا الرواية واهتما بها ؛ الأول لأنه درس صورة العربي في الرواية الصهيونية ، والرواية الصهيونية لم يكتبها يهود وحسب ، إذ كتبها غربيون تعاطفوا مع اليهود ، والثاني لأنه كتب عن الاستشراق والثقافة والإمبريالية .
أعتقد أن أساتذة قسم اللغة الإنجليزية الجدد لن يقصروا في تناول الرواية والكتابة عنها .
دبي:
" - هل تعرف ماذا احب في دبي ؟ سأل ببلاغة
- إنها تملك وضوحا مطلقا . أجاب ، كما لو أنه حل أخيرا لغز نظرية جامدة .
- كل شخص هنا هو لغرض واحد . جمع المال . "
" You know what I like about Dubai ? " he asked rhetorically . " It has absolute clarity " he answered , as if finally solving the puzzle of string theory ." Everyone here for one purpose . Making money . There is no pretense about being a cultural center..... "
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
٢ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
11- فتاة نابلس ١١ : صورة الأمريكي الفذ:
لعل رواية DEAN DILLEY " فتاة نابلس " رواية يمكن أن يكتب فيها رسالة دكتوراه في الأدب المقارن حول مرايا الأمريكي والآخر . ما الصورة التي يقدمها الكاتب الأمريكي للأمريكي وما الصورة التي يقدمها للآخرين ؟
مرايا الذات والآخر فيها ثرية وغنية ويمكن أن تحيل المرء إلى دراسات كثيرة مشابهة في الأدب الأوروبي والأمريكي والأدب العربي أيضا . وهذا موضوع أساس في موضوعات الأدب المقارن شغل الدارسين منذ جهود الفرنسية ( مدام دي ستايل ) التي درست صورة الفرنسيين في الأدب الألماني .
الأمريكي السوبر الفذ هي الصورة التي تبرزها الرواية . لنقرأ هذه الفقرة التي ترد على لسان الأمريكي Hodding عن موظفه الأمريكي Pete واصفا قدرته على البيع ، وهذا ما يطلبه من النابلسي أمير :
" Still , he can convince a Pakistani nawab to trust us with the ancient family fortune .Or in fifteen minutes , Pete can charm a Kuwaiti princess out of her abaya and her knickers , until she 's standing there in nothing but her Manolos , begging him to ram some Alpha into her portfolio " .
عندما زار الرئيس الأميركي السابق ( دونالد ترامب ) السعودية قال للملك :
- Yuo must pay .
ودفع الملك له المليارات .
في ١٥ دقيقة يستطيع Pete أن يجذب أميرة كويتية " فتخلع له عباءتها وحتى كلسونها ، وليس أمام رجلها الا أن يضع بضعة آلاف في محفظتها .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٣ / ٧ / ٢٠٢٣
***
12- فتاة نابلس ١٢ : حول مرجعية DEAN DILLEY : تكهنات أمير
في الفصل الثامن من الرواية يتم إجراء مقابلة مع أمير في دبي لكي يتم توظيفه .
يجري المقابلة معه ثلاث شخوص وفي نهايتها تصطحبه الموظفة ألمانية الأصل Speer إلى السيد HODDING .
يذهب أمير إلى مكتب HODDING الذي لا يسأل أمير عن حياته الشخصية وإنما يتحدث عن موظفيه ومهاراتهم في البيع ، ثم يعطي إشارة بأن المقابلة كانت ناجحة وانتهت .
عندما تخبر Speer أمير بأن HODDING معجب به يقول أمير :
- لقد فكرت بأنه ربما يريد أن يسألني بعض الأسئلة . إنه لا يعرفني ."
فتجيبه :
"- بالطبع إنه يعرفك " .
كان السيد HODDING قرأ ملف أمير وعرف عنه كل شيء ، ويتساءل أمير عن مصدر المعلومات التي جمعت عنه ودونت في الملف .
ما هو مصدر المعلومات ؟
كنت توقفت في " فتاة نابلس ٦ " في ٢٧ / ٦ / ٢٠٢٣ عن مرجعية DEAN DILLEY في الكتابة عن نابلس .
السؤال عن مرجعيته يرد على لسان أمير في مرجعية HODDING عنه . حقا من أين حصل الكاتب على المعلومات في بناء روايته ؟ ومن أين حصل الأمريكان على معلومات عن أمير ؟
لنقرأ هذه الفقرة :
" In the Middle East , everyone assumes they are under surveillance , more or less at all times. This is part of the cultural fondness for conspiracy. Amir always thought it was silly and presumptuous of his friends and family to imagine that anyone -- especially the perpetually- suspected Americans with their ubiquitous signals intelligence capabilities and rogue agencies -- cared enough about their tedious lives to intercept their conversations and text messages. But if Hodding has a "file " on me , Amir thought , someone must be collecting information. He considered what might be revealed , for example, by his FREE *Trade account history , his university transcript, his social media accounts , or even his memorable encounters with the notorious girl in his chemistry class . Not much , he thought. He wished there was something more interesting about him " .
عندما كنت في ألمانيا في الأعوام ١٩٨٧ - ١٩٩١ كان الألمان يعرفون أيضا عني كل صغيرة وكبيرة وكنت أتساءل عمن زودهم بها :
- الجامعة
- السفارة الفلسطينية في بون .
- الفتاة التي اختلفت معها ( الفتاة التي كانت معه في صف جامعي وعملت في مستوطنة صفحة ١٨٨ تتضح الصورة ) .
- زملائي في ألمانيا ممن اختلفت معهم .
- خريجو الجامعات الألمانية من أصدقائي ، وقد كتبت عن هذا في نص " ليل الضفة الطويل " ١٩٩٣ .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٤ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
13- "فتاة نابلس ١٣ : جدار برلين في فلسطين:
عندما بنت إسرائيل الجدار الواقي بين المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ والمناطق المحتلة في العام ١٩٦٧ صرنا نشبهه بجدار برلين وكثر التشبيه في المقالات الصحفية وكنت واحدا ممن لجأ إلى هذا التشبيه حتى قبل إنشاء السور .
في القصة القصيرة الفلسطينية التي كتبتها سميرة عزام وغسان كنفاني واميل حبيبي وغيرهم قبل العام ١٩٦٧ قرأنا عن بوابة مندلباوم . لم تكن البوابة جدارا يفصل بين القدس والقدس ، تماما كما لم يفصل بين برطعة الشرقية وبرطعة الغربية ، وبين باقة الغربية وباقة الشرقية ، جدار . كان هناك واد أو مربعات اسمنتية ، أو حتى " ثلم خطه ثور " ليس أكثر ، وعبارة " ثلم خطه ثور " وردت في قصة توفيق فياض " الحارس " .
عندما كتبت روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " ( ١٩٩٣ ) عن حياتي في ألمانيا أتيت على زيارتي لمدينة برلين قبل هدم جدار برلين وبعده ، وغالبا ما تذكرت ما ألم به " بين رمشة عين وغمضتها " . لقد غير الله الأحوال من حال إلى حال وأتمنى أن أعيش حتى أرى الجدار الواقي / السور الواقي ينهدم كما انهدم جدار برلين - سورها ، وأرى فلسطين موحدة من نهرها إلى بحرها كما توحدت ألمانيا . لا بد من ( غورباتشوف ) يهودي . نعم ! لا بد من ( غورباتشوف ) يهودي أو من تحول المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية كلها إلى جنين ومخيمها .
لطالما ردد الفلسطينيون أنهم صاروا ضحية الضحية :
" ضحية قتلت ضحيتها
وصارت لي هويتها "
كتب محمود درويش .
هل نقرأ في الأدبيات الغربية مقارنة بين ما يحدث في فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي وبين ما حدث مع الأحياء اليهودية في ألمانيا النازية ؟
هل شبه كاتب أمريكي أو أوروبي حياة الفلسطينيين على الحواجز تحت الاحتلال الإسرائيلي بما كان في جدار برلين ؟
شخصيا قطعت المسافة بين برلين الغربية والشرقية مثلما كنت أجتاز الجسر وكما اتنقل الآن على المعابر ، وعدت من برلين الشرقية إلى الغربية كما أعود الآن من فلسطين إلى الضفة الغربية . تشابه الحالة .
لنقرأ هذا الوصف في رواية ( DEAN DILLEY ) " فتاة نابلس " يصف فيه عودة أمير إلى الضفة الغربية بعد سفره إلى دبي لإجراء المقابلة :
" THE return trip to Nablus was uneventful and considerably faster than Amir ' s outbound leg . Once on the ground in Jordan , provided his luggage contained no rockets or C4, no one was very interested in a traveler who to return to Palestine .As Amir crossed the barren frontier toward home , the border crossing and military checkpoints were like a version of the Berlin Wall in which the weapons and surveillance devices , not to mention the soldiers , were welded in place , facing only one direction ."
حتى في أكثر الأعمال قتامة تستطيع أن تعثر على بقعة ما قد تنصفك وتدين من يتعاطف الكاتب معهم .
طبعا لعزمي بشارة رواية عنوانها " الحاجز : شظايا رواية " والسيدة Hadeel Kayyal تعد دراسة دكتوراه ، حسب ما أعلمتني ، عن الحاجز .
خربشات عادل الاسطة
٥ / ٧ / ٢٠٢٣
***
14- فتاة نابلس ١٤ : مكالمات الهاتف لدراسة أحوال أسرة فلسطينية وكتابة رواية عن عوالمها الداخلية:
ماذا لو اشتغل كاتب روائي عامل سنترال أو موظفا في جوال ، وماذا إن كان رجل مخابرات إسرائيلية يتقن العربية يعمل في شركة الاتصالات الإسرائيلية أو إن رصدت المخابرات الإسرائيلية حياتنا من خلال مكالمات عائلاتنا ؟!
أعتقد أن كثيرين من شباب المقاومة قضوا بعد أن رصد الاحتلال تحركاتهم من خلال محادثاتهم الهاتفية ، وليس اعتقادي هذا بدعة أو اكتشافا فهو يتردد على السنة كثيرين ومنهم رجال مخابرات في الأمن الوقائي الفلسطيني .
وماذا لو درس عالم اجتماع المجتمع الفلسطيني بأسره اعتمادا على محتوى المحادثات الهاتفية ؟ ما النتيجة التي سيصل إليها عن هذا المجتمع ؟
في الطبعة الموسعة من كتابه " المجتمع العربي المعاصر " درس المرحوم حليم بركات المتوفى في ٢٣ حزيران ٢٠٢٣ الرواية العربية واتجاهاتها . اتكأ على الرواية لتقديم صورة للمجتمع العربي ، وكان الاستشراق الإسرائيلي قبل ١٩٦٧ درس كتابات نوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس لاستخراج صورة للشخصية المصرية التي هو في حالة صراع وحرب معها ، ويقال إنه فهم نفسية عدوه من أدبه .
كتبت من قبل مرتين عن مصدر DEAN DILLEY في تكوين صورة عن شخوصه ، وعن اندهاش أمير من معرفة الأمريكي عن حياته ومصدر معلوماته عنها .
بعد عودة أمير من زيارته القصيرة إلى دبي حيث أجرى مقابلة عمل ينزوي في بيته ، ونلم بوصف دقيق لما يمارسه أفراد العائلة ؛ الأب والكتاب الذي يقرأ فيه : مذكرات الرئيس الأمريكي نيكسون ، وعودة سارة الأخت إلى البيت ومحادثتها عبر الهاتف مع صديقة لها ، وجلوس الأم في المطبخ بعد عودتها من العمل واحتسائها الويسكي وحوارها مع ابنها .
لنر هذا الوصف لمحادثة سارة على الهاتف وهو ما قد يعطي انطباعا عن كثير من محادثاتنا على الهواتف وكيف ينظر إليها السارد :
" Amir heard Sara open the front door downstairs , followed by the usual storm of carelessly dropped possessions , one side of a loud gossipy telephone conversation....
"
والسطر المهم لي هنا هو ؛
One side of a loud gossipy conversation..
(بصوت عال جانب من محادثة نميمية / من محادثة ثرثرة كلام )
قدمت روايات نجيب محفوظ صورة للحارة والعائلة المصرية ، وقدمت سحر خليفة صورة لنابلس والعائلة النابلسية ، وقد ترجمت أهم نتاجات الأول إلى اللغات العالمية وترجمت نتاجات الثانية كلها إلى العديد من اللغات ، ومن خلال رواياتهما وروايات آخرين شكل المهتمون بالعالم العربي صورة عن مجتمعاته . الآن في هذه الرواية نقرأ صورة للعائلة النابلسية والمجتمغ النابلسي أيضا .
هذا باب للدراسات الأدبية المقارنة .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
6 / 7 / 2023
***
15- فتاة نابلس ١٥ : تساؤل أمير وجوزيف كونراد " المال " :
كنت أتيت على " دبي في الرواية العربية " ورؤية بعض الغربيين إليها . لا شيء فيها إلا المال .
تبدو تلك الرؤية غير مقتصرة على الشخصيات الغربية ، فالنابلسي أمير الذي سرعان ما يعود إلى دبي ليأخذ دورة عمل ويحصل على وظيفة في مصرف آخر يثير السؤال نفسه ويرى الرؤية نفسها .
تدعوه Fiona السيدة الأجنبية التي تشرف على تدريبه ، بعد ثلاثة أسابيع من بداية الدورة ، إلى عشاء في شقتها ، فيعرف عنها أكثر ؛ يعرف من أين أتت فيتعجب :
" why such a women would abandon Belgravia for the desolation of a desert kingdom , particularly Dubai where inauthenticity was the defining virtue " .
لماذا تتخلى امرأة كهذه عن بلغرافيا وتأتي إلى مملكة صحراوية ، تحديدا دبي ، حيث الزيف هو ما يحدد الفضيلة " .
و " بلغرافيا منطقة غنية جدا في لندن .
هل يتذكر قراء الأدب الإنجليزي رواية ( جوزيف كونراد ) " قلب الظلام " التي نقلها ، في نهاية سبعينيات القرن العشرين إلى العربية صلاح حزين ؟
كان ( كروتز ) الشخصية الإنجليزية اللندنية ترك لندن ، وخطيبته فيها ، وسافر إلى أدغال أفريقية بحثا عن الذهب والعاج ، فتأفرق لذلك ممارسا طقوس الأفارقة حتى يثقوا به ويحصل على ما يريد ، ثم مات هناك ، فيم ظلت خطيبته تنتظر عودته حتى استلمت ورقة نعيه .
المال المال المال !
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٧ / ٧ / ٢٠٢٣
***
16- فتاة نابلس ١٦ : Nablus Girl DEAN DILLEY فإذا سكرت فإنني:
وأنا أقرأ الحوار بين أمير الشاب النابلسي ومدربته الإنجليزية Fiona في أثناء العشاء الذي أقامته له في شقتها تذكرت الشاعر الجاهلي ، وأظنه المنخل اليشكري ، وما قاله :
" فإذا سكرت فإنني رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنني رب الشويهة والبعير "
يشرب أمير الكأس الأول وحين يفرغ تملأه له مضيفته ، وسرعان ما ينسى نفسه فيبوح لها بالأسرار . يتحدث عن علاقته بأمه وعن أخته سارة وعن عائشة الدجاني حبيبته التي سافرت إلى القاهرة ، وتذهب به المخيلة إلى أبعد من ذلك ، فيتصور النهاية التي سيقود إليها هذا العشاء :
" Amir imagined that dinner might continue in bed " .
ويصف كيف ستتم الأمور ومن هو الذي سيبادر . طبعا Fiona .
ولكن:
" That didn't happen " .
قامت Fiona ورتبت مطبخ شقتها وأعطت إشارة بنهاية اللقاء ووجد أمير نفسه :
" in the corridor outside her flat , where the air was cold again " .
وحين فكر في العشاء تساءل :
" Was it recorded ? "
وخاف .
وصف اللقاء بين شاب عربي وفتاة غربية يكثر عموما في الرواية العربية ، وقد يقود إلى الفراش وقد لا يقود ، ولكنه غالبا ما ينتهي في الفراش .
شخصيا كتبت عن هذا في روايتي " تداعيات ضمير المخاطب " ١٩٩٣ ، وقد شعر ضمير المخاطب مرة بالرعب بخاصة في لقائه مع نينا ، وتساءل إن كان اللقاء صور .
بعض الكتاب حين يكتبون عن نهايات اللقاءات قد يعتمدون على تجاربهم وآخرون قد يكونون متأثرين برواية الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال " ، وقسم ثالث تكون لديه تصورات مسبقة يعتقد بها كحقائق ، وأظن أن هذه الظاهرة تستحق أن ترصد وتتابع ، وعن تصورات الشاب العربي للفتاة الغربية بأنها سهلة وأنها تذهب إلى الفراش منذ اللقاء الأول كتبت عن شخصية حقيقية أعرفها هي شخصية ألف باء راء ، وقد خاب تصوره مرتين ؛ مرة حين لم يتحقق له اللقاء منذ هبطت الطائرة في مطار فرانكفورت ، وثانية حين أنفق ليلة كاملة يتجول مع فتاة ألمانية مهووسة بالموسيقى ، وافترقا ببساطة ، فتصرفت تصرف Fiona .
هل قرأ ( DEAN DILLEY ) قصيدة محمود درويش " جندي يحلم بالزنابق البيضاء " ١٩٦٧ أو رواية Khoury Elias " أولاد الغيتو : اسمي آدم " ٢٠١٦ ولاحظ أن البوح يتم تماما بعد أن يشرب الشخص الخمر ، وأن المضيف الذي يرغب في سماع المزيد يملأ لضيفه الكأس ثانية وثالثة؟
لعل قصة Fiona تحتاج إلى متابعة !!
عندما مدح Hodding موظفه Pete قال إنه في قدرته على البيع يجعل أميرة كويتية تنزع عباءتها ، بل تنزع كلسونها ، فهل يذم هنا العربي بأنه إن سكر كان حاله حال المنخل اليشكري ؟
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٨ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
17- فتاة نابلس ١٧ : "كل افرنجي ابرنجي":
قبل سنوات عرفت من ابنتي التي تخرجت من الجامعة الأردنية في تخصص المحاسبة وتعاقدت مع شركة أجنبية في الأردن لتعمل فيها ، بحكم علاماتها في الدراسة ، أنها ستسافر إلى دبي لتحضر دورة هناك تعقدها الشركة الأجنبية لموظفيها الجدد فاستغربت :
- لماذا دبي ؟
كان حلم أمير أن يعمل في بنك أميركي معتبر وأن يستقر في نيويورك في بنك Burr Acheson في ال Wall Street ، ولما لم يتحقق له ذلك أولا فقد اقترح عليه السيد Hodding أن يقبل وظيفة في بنك ثان أقل مكانة وسمعة ، وهو ما يتم ، فيوافق أمير على الاقتراح ويقبل الوظيفة ومن ثم يسافر إلى الإمارات ليحضر دورة هناك لبضعة أسابيع يلتحق إثرها بالوظيفة .
يعتبر أمير Bank Von Raab خطوة ، وعندما يسافر من نابلس يكذب على أمه وأخته سارة زاعما أن عمله سيكون في نيويورك .
Fiona
كانت المشرفة على الدورة ، وقد لاحظنا أنها دعته إلى عشاء ، واعتقد وهو في شقتها أن إقامتها في دبي ستطول وتمتد إلى سنوات . ولم يكن اعتقاده من فراغ ، إذ توصل إليه من خلال الانطباعات التي تشكلت لديه من إمعانه النظر في الشقة وترتيبها ومقتنياتها .
عندما يذهب إلى البنك ليبدأ عمله تستقبله Katrina ولا يعود يرى Fiona . لقد اختفت ولم تعد تظهر.
" She was a ghost " .
" لقد كانت شبحا " .
لقد جاءت Fiona من لندن من أجل تدريبه فقط ، وهذا ما بدا له مستحيلا .
عندما قارن السارد بين التدريس في جامعة النجاح الوطنية والتدريس في الجامعات الأمريكية ذهب إلى أن هناك فارقا كبيرا جدا منحازا بالتأكيد إلى الجامعات الأميركية ، ولهذا رأى أمير في سنوات دراسته في جامعة النجاح مضيعة .
" Amir,s University years were a shroud of boredom and waste " .
هل كل افرنجي ابرنجي ؟
إما أن المؤسسات الأجنبية لا تثق بالكفاءات العربية لتدرب موظفيها أو أنها تريد أن تفيد أبناء جلدتها لتدفع لهم آلاف الدولارات ، وأرجح الثاني .
من المؤكد أن قراء الخربشات ملوا وضجروا لأنهم يريدون أن يعرفوا من هي فتاة نابلس هذه التي كانت عنوانا للرواية ؟
هل هي والدة أمير الممرضة أم حبيبته عائشة الدجاني ؟ هل هي أخته سارة أم نور أخت عائشة ؟
مع القراء حق .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٩ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
18- فتاة نابلس ١٨ : مستشفياتنا مثل جامعتنا : يوك
لم تقتصر الصورة السلبية في رواية ( DEAN DILLEY )" Nablus Girl " على جامعة نابلس وأعضاء هيئة التدريس فيها ، فقد شملت أيضا الأطباء والمستشفيات .
عندما تمرض والدة عائشة وتذهب إلى المشفى يجري حوار بين رئيسة الممرضات هالة والدة أمير وعائشة تخبر هالة عائشة بأنهم في المشفى ربما لا يستطيعون تقديم العناية التي تحتاجها . إنها يجب أن تكون في جنيف أو لندن .
لنقرأ العبارة الدالة :
" the so-called doctors "
الطريف أن والدة عائشة تعافت فهي لم تكن مصابة بالسرطان . الأمر تعلق بسوء التشخيص .
لنقرأ :
" In the end , Aisha's mother recovered. It was not cancer after all , but an undiscovered septicemia acquired during a careless blood test at the superbly named Nablus Martyrs Hospital "
يا ورطة DEAN DILLEY مع جامعة نابلس واطبائها ومشافيها أم ترى أن بعض ما يقوله نقوله نحن ؟
خربشات عادل الاسطة
Adel Osta
صباح الخير
( so-called و
Superbly named)
٩ / ٧ / ٢٠٢٣
***
19- فتاة نابلس ١٩ : من هي فتاة نابلس؟ وما قصتها؟ عندما يقرأ المرء عنوان الرواية فإنه يتساءل:
- من هي فتاة نابلس ؟ وما هي قصتها ؟
وإذا قرأ ما كتب على الغلاف الأخير فإنه يعرف أنها جندت لتقوم بدور تجسسي في الحرب الدائرة بين واشنطن وطهران .
" An ambitious young woman with a fierce intellect , recruited from her privileged but empty life in the ancient city of Nablus , take center stage in Iran's counterespionage mission .Balancing her precarious cover story in Cairo , an assumed identity in Dubai , and admirer who appears unexpectedly from her past..."
( شابة صغيرة طموح بفكر ناري ، جندت لميزتها ، ولكن لحياتها الفارغة في البلدة القديمة من نابلس ، تأخذ مرحلة مركزية في مهمة مكافحة التجسس في إيران . بالتوازن مع قصة إقامتها غير المستقرة في القاهرة التي هي نوع من التغطية ، هوية مزورة في دبي ، والمثير للعجب ما يظهر بشكل مفاجيء من ماضيها ... ) . ( ستقدم في دبي باسم ياسمين خوري / الاسم المستعار لها )
الغلاف لا يقول لنا الكثير عنها ولكنا منذ الفصل الثالث عشر ( صفحة ١٤٠ ) نبدأ نقرأ عنها أكثر وأكثر . إنها عائشة الدجاني سليلة أسرة ثرية في المدينة ، لا تروق لها الدراسة في نابلس ولا جامعتها ، فلا أسرار في المدينة . إنها تطمح إلى الخروج منها وتتهيأ لها الفرصة .
تلتقي عائشة في المشفى ، حيث تعالج أمها ، بوالدة أمير الممرضة هالة وتنشأ بينهما علاقة تتواصل حتى بعد خروج والدتها من المشفى ، ولا تتعرضا لأمير .
كانت هالة تتواصل مع الدكتور رضا الإيراني الذي يقوم بزيارات شهرية إلى نابلس ، فهو حلقة وصل بينها وبين والدها السجين رقم ٣٦١ في إيران حيث اعتقل هناك في بداية ثورة الخميني ، لأنه كان موظفا في شركة بترول بريطانية .
عندما تلحظ هالة تذمر عائشة من حياتها وتتمنى السفر إلى جنيف أو لندن ، بخاصة بعد أن سخرت هالة من الأطباء والطب في نابلس وثمنتهما في جنيف ولندن ، تبدي هالة استعدادها لترتيب لقاء بين عائشة والدكتور رضا ، فقد يساعدها في السفر .
هنا يبدأ التفكير بتجنيد عائشة التي ترى في الحرب الدائرة بين إيران وواشنطن حرب أولاد . وهكذا تسافر إلى القاهرة بحجة دراسة العلوم السياسية هناك ، وهناك تلتقي بالايرانية ليلى التي تدربها وتكون مسؤولة عنها وتصدر لها جواز سفر باسم مستعار لفتاة من عائلة مسيحية من الأكاديميين في اربد .
عندما تصل عائشة إلى القاهرة وتقيم في الفندق وتستحم تسترجع قائمة الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها وتصل إلى أنهم كانوا مخيبين للآمال والوحيد الذي راق لها كان أمير الذي تعرفت إليه في مساق الأدب الأمريكي ، ومع ذلك كان خارج السؤال لأنه :
" bookish and impossible to visualize , prone, naked , an ...... of course , under the present circumstances , Amir out of the question " .
هنا نتذكر ما قالته أم أمير له حين أخبرته عن الشائعات عن علاقته بعائشة ، وهو ما كتبته من قبل تحت عنوان " Nonmembers " والمعيار العائلي للحسب والنسب في نابلس .
طبعا يمكن الكتابة مطولا عن عائشة كفتاة نابلسية لأسرة ثرية ، وقد عدها السارد نموذجا للفتاة النابلسية التي لها مواصفات خاصة بها فكتب :
" She was , after all , a Nablusi woman " .
ومن السياق نعرف أنها تعرف كيف تحل مشاكلها وخلافاتها مع عائلتها وتتذاكى فتقنع أباها وتحقق كل ما تريد .
كانت عائشة ترى أن الخروج من نابلس هو أفضل ما فعلته . إنها تريد أن تكون حياتها في أي مكان . المهم خارج نابلس ، وعندما يشرح لها الدكتور رضا أنها ستتجسس لصالح إيران :
" She considered it merely a detail " " مجرد تفاصيل " ." Aisha was more certain than ever that she was making a shrewd investment "
" استثمار ماهر " .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٠ / ٧ / ٢٠٢٣
***
20- فتاة نابلس ٢٠ : نابلس وإيران
عندما كنت مدرسا في مدارس وكالة الغوث في منطقة نابلس بين ١٩٧٧ و ١٩٨٢ تعرفت إلى سائق نابلسي غالبا ما كان يرافق الموجهين التربويين في أثناء زياراتهم السنوية التربوية للمدارس .
في إحدى الجلسات معه ، إذ كنت لا أشغل حصة تدريسية ، أخذ يحدثني عن إجازاته أين يقضيها ، ومنه عرفت أنه يذهب سنويا إلى عبادان في إيران ، حيث النسوة الجميلات يبعن أجسادهن .
ما قاله لي أتى عليه بعض الكتاب الفلسطينيين الذين أقاموا في الكويت وربما في العراق أو كتبوا عن الفلسطينيين هناك ، ومنهم - إن لم تخني الذاكرة - غسان كنفاني وسميرة عزام وزياد عبد الفتاح Ziad Abedelfattah " دار الجيش " وفاروق وادي Sanaawadi Abdelaal " سوداد : هاوية الغزالة " .
كانت عبادان قريبة من الحدود وكانت زياراتها في نهاية الأسبوع متيسرة ، وربما ما زاد في الإقبال عليها أن قسما من سكانها كانوا يتقنون العربية .
لم تكن العلاقات الفلسطينية الإيرانية قبل ثورة الخميني ، بخلافها بعد صعود الخميني إلى السلطة ، حسنة ، وبالتالي لم يذهب ، في حينه ، إلى العمل هناك إلا فلسطينيون قليلون ممن درسوا في الغرب ، وكان والد هالة الممرضة واحدا منهم ، فقد كان موظفا في شركة بترول بريطانية ، ولما انتصرت الثورة سجن هناك وعرف في الرواية بالسجين رقم ٣٦١ ، وأقام في السجن رقم ٥٩ .
العلاقة في الرواية بين فلسطين وإيران لم تأت حتى صفحة ١٨٣ على فترة ما بعد الخميني حيث التنسيق بين فصائل فلسطينية وإيران على أشده ، وإنما تأتي من جانب إنساني أولا تمثل في وصل هالة بأبيها ، إذا ترسل له بعض احتياجاته وتتبادل معه الرسائل ، ويكون ذلك من خلال الدكتور رضا الذي يتردد شهريا على مشفى الشهيد الموظفة فيه هالة ، وتجنيد عائشة الدجاني لتقدم خدمات لإيران لا يأتي لجانب عقائدي . ثمة حرب سرية بين واشنطن وإيران وعائشة كما ذكرت تراها حرب أولاد تريد أن تستثمر فيها لتحصل على الأموال حتى تستقر في نهاية الأمر في لندن تمارس حياتها ، بحرية ، بعيدا عن نابلس .
والباحث عن علاقة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بفتح ، أو بحركة الجهاد الإسلامي أو حماس لن يعثر على شيء .
من المؤكد أن المهتم بمرايا الذات والآخر في " فتاة نابلس " سيقرأ عن الإيرانيين في فترة ما بعد ١٩٨٠ ، ولن تبدو صورتهم إيجابية وربما كانوا الأسوأ :" And the Iranians are the worst " Pete rattled on ." They have these bag men flying into Dubai for the weekend , looking for places to park cash for Ayatollas and generals " ..
إن الحضور الإيراني في " فتاة نابلس " لافت ، لا في علاقتهم بالفلسطينيين ، وإنما في علاقتهم بالامريكان والخليجيين ، وكما تحضر الشخصية الفلسطينية تحضر أيضا شخصيات إيرانية : الطبيب رضا وليلى المسؤولة عن تدريب عائشة ورجال الثورة الإيرانية ( صادق ) وآخرون .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١١ / ٧ / ٢٠٢٣
***
21- فتاة نابلس ٢١ : تصور أهل نابلس لليهود : كيف ينظر النابلسيون إلى المستوطنين؟
تحفل " فتاة نابلس " بالتصورات ؛ تصورات الذات والآخر : تصور الذات لذاتها - الأمريكي للأمريكي ، والذات لآخرها - الأمريكي للآخر ، وهو متعدد إذ تحفل الرواية بشخصيات تنتمي لشعوب عديدة ؛ ألمان وعرب وإيرانيون وإسرائيليون ، والعرب كثر ؛ فلسطينيون وخليجيون ومصريون ، وتصور تصور أطراف لأطراف أخرى - تصور الفلسطينيين لليهود.
كيف يتصور الفلسطينيون المستوطنين الإسرائيليين؟
" For Nabulsis , their neighbors in the settlements were objects of scorn and envy . ( السخريةوالحسد ) . Scorn for the obvious reasons . Envy because in the popular imagination, the Israelis had somehow manufactured an international brand ( ماركة عالمية) that was at once sympathetic and formidable ( هائل) . But the highest form of envy was reserved for the broadly accepted - at least in Nablus - that their femal neighbors from Israel , on the other side of the concertina wire ( الأسلاك الشائكة ) , had magical sexual powers which they practiced with greater skill than any other women on the Earth ( لنسائهم قوة جنسية مع مهارة أكثر من أي نساء على الأرض)."
ويقول السارد :
" لا أحد يعرف مصدر هذه المعلومات ، ولكن لا أحد يشك فيها " .
وللرجال الفلسطينيين الذين يرتجفون بارتباك ورعب من غموض النساء عامة ، الحقيقة عن جيرانهم ؟ الإسرائيليين هي مجرد رعب .
للنساء النابلسيات ، مع اسطورتهم المخلوقة من مجد تاريخي ، فإن الأمر مثير للغضب ولا يطاق ، إذ يجعلهن معتبرات في المكانة الثانية في هذا المجال .
" This created an epic paradox in which Nabulsi women were simultaneously determined to learn their neighbors ' secrets and terrified that one of their daughters might be exposed to these dark arts . When a young woman in Nablus resisted her family's objections and took a job in the settlements , everyone assumed she would return....transformed.".
في أي سياق جاء التصور السابق؟
كذب أمير على أمه هالة وأخته سارة وأخبرهما أنه ذاهب للعمل في نيويورك ، علما بأنه مسافر إلى دبي فالوظيفة فيها ، ووعد أخته سارة أنه سيساعدها في الخروج من نابلس ، فهذا أيضا حلمها ، ولم يف بوعده ، فشكت أخته في الأمر وهددته إن لم يسارع في مساعدتها فإنها ستعمل في المستوطنة ، وهذا له أمر مرعب ، إذ ما زال يتذكر زميلته في الجامعة عالية وما لاحظه عليها بعد عملها في المستوطنة، بل إنه شك في أنها ذات صلة بالمخابرات . إنها مشبوهة، واقتراح سارة أخته وتهديدها له بث الرعب في نفسه .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٢ / ٧ / ٢٠٢٣
***
22- فتاة نابلس ٢٢ : عالم البنوك وغسيل الأموال والمال القذر والإنجليز:
لم أقرأ بالعربية روايات عن عالم البنوك ، علما بأن للروائي الفلسطيني المرحوم جمال ناجي رواية عنوانها " مخلفات الزوابع الأخيرة " قرأت أنه كتبها عن البنوك بعد تجربته فيها ، ولم أقرأ روايات عن غسيل الأموال والتلاعب بأموال الزبائن / العملاء إلا القليل مما ورد في بعض روايات ليلى الأطرش .
ربما كانت مقالات الكاتب Khoury Elias عن البنوك في لبنان ، في الفترة الأخيرة ، ونقل أصحابها أموالها إلى الخارج أوضح ما قرأت في هذا الجانب .
وعندما رفعت نسبة الفوائد على الدولار في أميركا ولم ترفع في بنوك الضفة الغربية ظننت أن موظفيها يتلاعبون بأموالنا ويرفعون نسبة الفائدة عليها لصالحهم . الصحيح أنني أكون أحيانا سيء النية والطوية وشكاكا . حقا لماذا لم يرفع البنك العربي الفائدة على أموالنا المودعة بالدولار ؟ وقد نصحني صديق مؤخرا بأن أنقل أموالي إلى بنك آخر ، وهو ما كان نصحني به أبو عمار ، وأبو عمار هذا ليس بالتأكيد ياسر عرفات .
صفحات كثيرة جدا من رواية ( DEAN DILLEY ) " Nablus Girl " تكتب عن البنوك وما يجري فيها وكيف تدار ، ولم أستغرب هذا ، فكاتبها الأمريكي عمل في الخليج مستشارا وقد يكون قسم كبير مما كتبه عن البنوك يتكيء على تجربته محاميا ، ثم إنه يكتب عن طالب فلسطيني يبحث عن فرصة عمل في بنك أميركي وفي وول ستريت ، ويكتب عن جنرالات إيرانيين وجاسوسية وغسيل أموال ومال قذر.
الفلسطيني أمير الذي كذب على أمه وأخته والفتاة التي يحبها اكتشف أن كذبته لا تذكر أمام عالم النصب والاحتيال والتلاعب بالأموال في البنوك .
في دبي حيث أصبح موظفا في البنك يتعرف على رشيد اللبناني ولبنانيين آخرين وينادى بينهم ب " بنكنا " ، وعندما يقدم لهم مساعدات ويكون طيبا يطمعون فيه أكثر ، ويقترحون عليه أن يساعدهم في عملية نقل أموال وتلاعب فيها مقابل أن يحصل على نسبة ٢ بالمائة من الأرباح .
يفكر أمير في الموضوع ويحسب حساباته ويخاف فيقرر مفاتحة كاترينا - المسؤولة عنه في البنك - بالموضوع ليمنع العملية ، ولكنها تفاجئه . تقترح عليه أن يمشي فيها ويلعب مع لاعبيها Let it play " t " وترتب له لقاء مع Fiona التي دربته وأتينا على ذكرها ، إذ تظهر من جديد ، وتطلب منه هذه أن يوافق على عرض رشيد وأصدقائه اللبنانيين .
هل سيلعب الشاب النابلسي اللعبة ؟
كنت خربشت أمس عن تصور الكاتب الأميركي لتصور الفلسطينيين الإنجليز ، و Fiona إنجليزية ، ويعرف أمير منها ما لا يخطر على بال ، وهو ما يستحق كتابة منفصلة .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة الأسطة
Adel Osta
١٣ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
23- فتاة نابلس ٢٣ : الاخطبوط الصهيوني... هل نحن مخترقون إلى هذا الحد ؟ هل الصهيونية اخطبوط بحجم الأرض؟
راودني السؤالان السابقان وأنا أقرأ ما سيترتب على الشاب النابلسي أمير إن رفض أن يلعب لعبة نقل الأموال التي قد تؤدي إلى سجنه أو قتله وقد تؤدي إلى بعض ثراء .
كاترين المسؤولة عنه تطلب منه أن يلعب اللعبة ، وفجأة تظهر Fiona التي دربته واختفت كأنها كانت شبحا . تطلب Fiona منه أيضا أن يلعب اللعبة ، وهكذا يتصل برشيد اللبناني ويبلغه بموافقة البنك على إتمام الصفقة ، والسؤال هو لماذا خضع ووافق ؟ والإجابة تكمن في تهديد Fiona له .
إن لم يلعب اللعبة فإن تمديد إقامته في دبي لن يتم وسيعود إلى نابلس خاوي اليدين وسيكتشف كذبه على أمه هالة وأخته سارة والفتاة التي يحبها عائشة ، وليت الأمر يقتصر على هذا،
عندما هاتفته أخته سارة طالبة منه أن يسرع إجراء معاملاتها لتلتحق به في نيويورك تهدده بأنه إن لم يف بوعده لها فستعمل في مستوطنة حيث حصلت على فرصة عمل وهذا ما يرعبه . إن عملها هناك سيجعل منها عميلة وساقطة أخلاقيا . ولقد أخفت عليه على ما يبدو أنها أخذت تعمل لدى عائلة إسرائيلية في المستوطنات ، وهذا ما يعرفه من Fiona التي على ما يبدو كانت تعرف عنه وعن عائلته كل شيء وتصرفت بناء على هذا.
كانت ل Fiona صلة بالمستوطنة وهي من وفرت فرصة العمل لسارة . لقد هددت Fiona أمير بأنها ستخطف سارة ولن يعرف عنها شيئا ، وواصلت تهديدها له بالتركيز على حلمه وهو العمل في شارع وول ستريت في BURR ACHESON ، وعندما حاول الاتصال بعمه جابر ليتحدث معه بأمره وما جرى معه لا يرد ، ويبدو أنه تم قطع الاتصال عنه بقصد ، وهكذا يجد أمير نفسه منخرطا في اللعبة . ولكن ماذا عنه و عائشة الدجاني ؟
هل الصهيونية ودولة إسرائيل أخطبوط حقا ؟
" You may be willing to spend the rest of your life in occupied Palestine , though personally , I can't think of anything worse .That's your choice. But consider your family .
....
I remember what you told me about your sister , Sara. About how important she is to you ..." .
إنه أسلوب المخابرات الإسرائيلية تماما .
عندما كتبت كتابي " حزيران الذي لا ينتهي : شظايا سيرة " أتيت على مساومة رجل المخابرات الإسرائيلية لي على الوظيفة إن حرضت الطلاب وكتبت تحت عنوان " طي.. النبي ولسان ضابط المخابرات " وما كتبته لا يذكر أمام ما سمعته من أسر. ى وما قرأته لقسم منهم حول المساومات التي تعرض لها شخوصهم . حسام شاهين في " زغرودة الفنجان " ووليد الهودلي في " هكذا أصبح جاسوسا " مثالا .
بقلم عادل الاسطة
***
24- فتاة نابلس ٢٤ : لقاء الهاربين من نابلس في دبي :
سعى أمير نحو الخلاص الفردي فكان مثل أبطال رواية غسان كنفاني " رجال في الشمس " ولقي المصير نفسه فمات في دبي ، في فنادقها لا في شمسها اللاهبة ، وكان مآل عائشة الدجاني لندن .
قبل أن يقرأ المرء عن الأمر الغامض الذي ألم بالفندق الذي مات فيه أمير ، يلتقي أمير بعائشة بالصدفة ، وهذه الصدفة ستقود إلى الموت .
عندما كان أمير في المطعم مع كاترينا وفيونا كان هناك طعام عشاء ثان ، دعا عائشة إليه أحد الاثنين المكلفة هي بمراقبتهما ، وهناك يتم اللقاء العابر الذي يدخل الريبة والشك إلى قلب عائشة وليلى المسؤولة عنها ، وبعد أن يلتقي أمير وعائشة ويتحدثان عن سبب وجودهما في دبي يبوح لها أمير بأمر صفقة تهريب الأموال وغسيلها ، لتنقله بدورها إلى ليلى والمخابرات الإيرانية .
تطلب ليلى من عائشة أن تواصل علاقتها بأمير لتحصل على مزيد من المعلومات ، فتذهب إلى شقته وبعد أن يتناولا العشاء ويشربا الخمر يلتحمان معا ، وفي الساعة الثانية عشرة والربع تغادر عائشة لتتم تصفية أمير في شقته في الفندق . وفي اليوم التالي يهرب عشرون أوروبيا من دبي كان أمير يعمل معهم في البنك وترحل زوجة اللبناني رشيد وأولاده . ( العرب دفعوا ثمن اللعبة )
لم تحب عائشة الدجاني أمير ولم تكن تفكر فيه ولم يكن يعني لها شيئا .
في ٩ / ٤ / ٢٠١٨ أعلن في دبي عن مقتل رجل الأعمال النابلسي المقيم في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ناصر دواني عن اثنين وخمسين عاما في ظروف غامضة ، وكان أعزب غير متزوج . هل استوحى DEAN DILLEY شخصية أمير من ناصر الدواني ؟
لم يكن أمير في الفراش ذلك الشاب النابلسي الخجول . لقد كان على عكس ما ظنته عائشة التي رأت أنها قللت من شأنه وهو ما رأته أيضا FIONA وأمه . الثلاثة قللن من شأنه ثم اكتشفن غير ذلك.
من أين اكتسب أمير ثقافته الجنسية ؟ ومن أين تعلمت عائشة كيف تتعامل مع الرجال ؟
كانت عالية طالبة الكيمياء في جامعة نابلس عملت في المستوطنة وصارت تقص عن الجنس على مسامع زملائها ومنهم أمير فاستحضر وهو ينام مع عائشة كلامها وطبقه كما لو أنه تلميذ قامت بتدريبه ، وأما عائشة فكانت تتردد في نابلس على محل آنسة من عائلة القاسم ، محل ترددت عليه أفضل نساء نابلس وتعلمن من الآنسة القاسم كيف يتعاملن مع الرجال .
جمعت عائشة الدجاني المال ، كما جمعه أبو الخيزران في رواية كنفاني ، لتعيش في لندن ونسيت أمير فلم يكن يعني لها شيئا .
الشخوص النابلسيون كلهم ، في الرواية ، بحثوا عن حلول فردية فكان مصيرهم الموت أو الضياع أو الانتظار ، ولعل قصة هالة أم أمير تستحق أن يكتب عنها !
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٥ / ٧ / ٢٠٢٣
***
25- فتاة نابلس ٢٥ : التناقض بين النص الموازي والمتن : من كتب كلمة الغلاف؟
يخيل إلي أن ( DEAN DILLEY ) كاتب الرواية ليس هو كاتب الفقرة التي أدرجت على صفحة الغلاف الأخيرة . لماذا ؟
نقرأ في الفقرة :
" An ambitious young woman with a fierce intellect, recruited from her privileged but empty life in the ancient city of Nablus "
" شابة طموحة بذكاء حاد جندت لميزتها ولكن لحياتها الفارغة في البلدة القديمة من نابلس "
ولا نقرأ في الرواية أنها من البلدة القديمة . صحيح أنها درست في جامعة نابلس ، ولكنها تتردد على محل آنسة من عائلة القاسم يقع في رفيديا حيث تتمشى أيضا امها وتلتقي فيه بهالة المنرضة التي عالجتها . إنهما تسيران في شارع رفيديا وحين تفترقان تذهب هالة إلى عملها في المشفى ، وأرجح أنه مشفى رفيديا الحكومي الذي وصف بالرواية بأنه مشفى الشهداء ، وكما ذكرت لا يوجد في نابلس مشفى بهذا الاسم ولعله اسم مخترع تحسبا . يوجد في نابلس مشفى مجمع الشهداء الطبي العسكري . عدا ما سبق فإن عائشة الدجاني فتاة من أسرة نابلسية ثرية ، فهل ما زالت بعض الأسر الثرية تقيم في البلدة القديمة ؟ ( قبل مجيء السلطة وفي الانتفاضة الأولى انتشرت إشاعات حول محل ولكنه لم يكن يقع في شارع رفيديا ) .
ربما قصد الكاتب أن نابلس ككل هي مدينة قديمة . هنا تصبح ملاحظتي عديمة الجدوى .
عموما إن الرواية ليست بالدرجة الأولى رواية مكان . تذكر الأماكن والشوارع في مدينة نابلس ، ولكن لا يركز السارد على وصفها وصفا تفصيليا .
أتمنى أن تجد الرواية صدى لها بين أساتذة قسم اللغة الإنجليزية ، فلعلهم يقدمون لها قراءات للقاريء الإنجليزي الذي كتبت بلغته يبدون فيها رأيهم .
كما كتبت من قبل ، فإن الرواية مهمة لدارسي مرايا الذات والآخر في الأدب ولدارسي الأدب المقارن .
***
26- فتاة نابلس ٢٦ : الفلسطيني المغلوب على أمره : الممرضة هالة مثالا والإيرانيون
هالة ممرضة فلسطينية تعمل في غرفة الإنعاش ICU في مشفى الشهداء في نابلس ، وهي أم الشاب النابلسي أمير الطموح والساعي إلى الخروج من نابلس وتحقيق ذاته في Wall Street وفي حياتها سر خطير ، وهو ما يعرفه عم أمير جابر ولكنه لا يبوح به لابن أخيه ، علما بأنه قال له العبارة " سر خطير " ، ونعرف نحن ، من خلال قراءة الرواية ، هذا السر ، وهو ما ألمحت إليه من قبل : قصة والدها السجين رقم 361 في إيران في زمن الثورة الإيرانية ، وقد تم سجنه هناك ، لأنه كان في زمن الشاه يعمل في شركة بترول بريطانية .
تضطر هالة من أجل التواصل مع والدها من خلال الرسائل أن تعمل لصالح الجمهورية الإيرانية بتجنيد الفتيات لها ، وهو ما تم حيث عرفت عائشة الدجاني بالدكتور رضا الإيراني الذي يقوم بزيارات شهرية إلى نابلس .
طفولة هالة كانت في إيران ولذلك تعلمت الفارسية وتعلم منها ابنها أمير بعض مفرداتها ، وظل حلمها أن تلتقي بوالدها وأن يجتمعا من جديد . فقدان والدها وبعده عنها ترك أثرا كبيرا على حياتها انعكس بدوره على عائلتها فلم تولها العناية الكافية ؛ الزوج والابن والابنة ، وتقر هي بهذا ، وتظل تحلم باللقاء وتعيش عليه حتى نهاية الرواية ، ويواصل الإيرانيون اللعب على هذا الوتر الحساس ، فمع أن والدها توفي في السجن إلا أنهم لم يعلموها وظلوا يكتبون لها الرسائل ويرسلونها لها باسمه.
هل كانت هالة تحب الإيرانيين ؟
كانت هالة تعرف أن ما تقوم به من تجنيد الفتيات هو عمل أسود وأخذت تنتظر الساعة التي يصدق فيها الإيرانيون لتتحلل من الالتزام معهم ، فهي لم تكن تحب الإيرانيين :
" She would quietly retire from the dark duty of recruiting young women to spy , and sometimes to be killed , for a regime that she despited . " .
هل كانت هذه هي نظرة هالة فقط للإيرانيين ؟
كيف كانت نظرة والد عائشة إليهم ؟
تبدو هالة نموذجا للمرأة الفلسطينية المعذبة المغلوبة على أمرها الباحثة أيضا عن حل فردي لمشكلتها حتى لو اضطرها تحقيق ذلك إلى التعاون مع نظام تحتقره .
ومثل نظرة هالة إلى النظام الإيراني تكون نظرة والد عائشة :
" Yasmin remembered her father saying that Persians never give up , never concede anything , and never can be trusted " .
في الرواية يلعب فتيان الكابتن صادق مع هالة لعبتهم ، فهم يظلون يكتبون لها الرسائل حتى تظل على تواصل التعاون معهم ، وعندما يقتل ابنها أمير في شقته يعرفون قصته فيواصلون كتابة الرسائل باسمه إلى أمه كما لو أنه حي .
هالة التي حثت ابنها على البقاء في نابلس والبحث عن عمل فيها أصبحت تنتظر اللحظة التي تغادر فيها هذه المدينة إلى أميركا لتستقر هناك مع ابنها وأبيها وزوجها وابنتها سارة .
هل أميركا هي جنتنا المنتظرة ؟
و :
هل عنى موت أمير شيئا لعائشة الدجاني ؟
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٦ / ٧ / ٢٠٢٣
***
27- فتاة نابلس ٢٧ : التعالي والفهلوة وعدم المواجهة والانتهازية والبحث عن الذات:
فتاة نابلس هي عائشة الدجاني ابنة أسرة ثرية درست في جامعة نابلس فلم ترق لها ولم يرق لها الرجال الذين عرفتهم أو مروا بمخيلتها . كانوا جميعهم لها مخيبين للآمال ، والوحيد الذي راق لها كان أمير الذي تعرفت إليه في مساق الأدب الأمريكي كان خارج السؤال لأنه كتبي ولأنه من أسرة مستواها الاجتماعي لا يناسب أسرتها .
تطمح عائشة إلى الخروج من نابلس للعيش في لندن لتمارس حياتها بعيدا عن ثرثرة من يعرفها فتتصرف بحرية ، وهكذا تتجند للعمل مع الإيرانيين للحصول على المال الذي ما إن تحصل عليه ، بعد قيامها بما طلب منها ، حتى تسافر إلى لندن .
لا تصارح عائشة أهلها ، فهي تكذب عليهم . تدعي أنها تريد أن تدرس العلوم السياسية في القاهرة لتغطي على تدريب ليلى الإيرانية لها للسفر إلى دبي ، لتتعقب بعض الشخصيات الأمريكية التي تتابعها المخابرات الإيرانية في حربها السرية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وتقدم خدمات للمسؤولين عنها وتحصل في النهاية على المكافأة . وكما ذكرت فإنها كانت تنظر إلى الحرب الإيرانية الأمريكية على أنها حرب صبيان وأولاد .
عندما تعترض عائلتها على إقامتها في القاهرة تعود لتتحدث مع أبيها وتلجأ إلى مخاطبته بما يدغدغ مشاعره وأحاسيسه وتتعجب كيف يعترض وهو وأبوه من قبله يفتخران بالمرأة المتعلمة ويمدحان دورها في الحياة ، وتعلمه أنها ستكون فخرا للعائلة وتذرف قليلا من الدموع ، فيصمت الأب المخدوع ولا يعود يعترض .
وعندما تلتقي في دبي بأمير ويكاد أمرها يفتضح تلجأ لكي ترضيه إلى الإغراء ، فتذهب إلى شقته وتعد له طعام العشاء وتقدم جسدها له لتحصل على المزيد من المعلومات لتقدمها إلى المسؤولة الإيرانية عنها .
تسافر عائشة الدجاني بعد أداء مهمتها إلى لندن لتستقر هناك وتتردد على أحد البارات ، وفي البنك تلتقي بالإنجليزي ( شارلي بريدج ) الذي أنفق سنة تفرغ في جامعة نابلس وعلم أمير ، وعندما يعرف أنها درست في جامعة نابلس يسألها عن أمير الطالب الذي درسه ، فتجيب :
" I don't think I knew him "
ويتابع السارد :
" Yasmine said to Charlie , suppressing a fake yawn .Determined to change the subject , Yasmine adjusted her posture , providing Charlie a brief but inviting glimpse of an exquisite undergarment ."
ويتابع السارد :
" Amir was forgetten " .
عندما طلب مني أن أبدي رأيا فيما كتبه DEAN DILLEY عن نابلس والمرأة النابلسية قلت :
من باب الإنصاف علينا أن نقرأ الرواية في ضوء ما كتبه غسان كنفاني عن الأدب الصهيوني وصورة العربي فيه وفي ضوء الأدبيات الفلسطينية التي كتبت عن نابلس من المقيمين فيها : فدوى طوقان في سيرتها وسحر خليفة في رواياتها ونصوصي ورواية كميل ابو حنيش " الجهة السابعة " . إن نموذج المرأة النابلسية التي كتب عنها كميل مختلف ، بل ويجب أن نتذكر شادية أبو غزالة ومريم الشخشير وكثيرا من النابلسيات اللاتي شكلن نموذجا مختلفا . هل نذكر الكاتبة سحر خليفة ومغادرتها نابلس ؟
وعموما يجب أن ينظر في أثناء قراءة الرواية إلى مرايا الآخرين بمن فيهم مرآة الأمريكي للأمريكي . ولو نظرنا في شخصية الإنجليزية Fiona لراينا فيها من القذارة ما لا يوصف .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٧ / ٧ / ٢٠٢٣
***
28- فتاة نابلس ٢٨ : الرحيل عن نابلس ثانية:
أمس وأنا عائد ليلا إلى منزلي أقل أخي معه مواطنا إلى الضاحية في نابلس ، وكان الحديث ذا شجون .
المواطن قال مما قاله :
- لا أدري ما الذي يجعلنا نتمسك بهذه البلاد . الذي يخرج منها يرى وجه ربه ويعيش .
وأنا أفكر في كلامه تساءلت :
- هل قال ما قال عن قناعة أم أنه يقرأ خربشاتي عن رواية " فتاة نابلس " ؟
قبل الحديث كنت قرأت ما كتبه أمس Hakim Sabbah على صفحته من أن من يهاجر من نابلس مرة يجب أن يعود إليها ليهاجر منها مرة ثانية ، فما فيها لا يسر ، وحكيم يقيم في فرنسا .
لقد فكرت في الأمر وقلت :
- لعل هذا هو ما يريد الإسرائيليون أن يوصلونا إليه . الهجرة من البلاد .
كان وجود الفلسطينيين في فلسطين مما أرق رواد الحركة الصهيونية ، فتساءلوا :
- ماذا ستفعل بهؤلاء ؟
وانقسموا إلى قسمين ؛ قسم تبنى طردهم بالحديد والنار ، وقسم اقترح أن يتم التضييق عليهم حتى يهاجروا من تلقاء نفسهم .
تنتهي رواية ( DEAN DILLEY ) بتفكير أم أمير / هالة بالرحيل ، وتبدأ تنتظر أن يحقق ابنها القتيل - دون أن تعلم أنه قتل - أن يحقق لها ذلك .
كانت هالة تحث ابنها على البقاء في نابلس واقترحت عليه أن يعمل معها في المشفى فيمكن أن تتوسط له للحصول على الوظيفة ، ولكن أحلامه أكبر من أن يكون موظفا . لقد أراد أن يخرج من نابلس ، فماذا في هذه المدينة ؟
لنقرأ :
" Hala hinted to Amir that she might have some good news to share with him soon. "Maybe " she told Amir , "we should think about leaving Nablus ." " A fresh start. " she called it, " for all of us. " Amir 's messages seized on this opening. After one late-evening exchange of increasingly warm messeges , he wrote:
Now that I am more established at the bank, I really hope you and Baba and Sara will think seriously about joining me here in New York. We should all be together. It needs a little preparation, but I can do it. Please say yes.
His mother was touched. I really underestimated Amir "
ولم تكن تعرف أن الرسائل فبركها الإيرانيون ، فأمير صار في عالم آخر .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
١٨ / ٧ / ٢٠٢٣
***
29- فتاة نابلس ٢٩ : نهايات الفلسطيني المأساوية
وأنا أكتب عن " فتاة نابلس " ( DEAN DILLEY ) نظرت في نهايات الباحثين عن حلول فردية وقارنت بين الرواية ورواية غسان كنفاني " رجال في الشمس " ورواية سامية عيسى " حليب التين".
بعد ٧٥ عاما من النكبة ما زلنا نموت اختناقا في الخزانات أو في الفنادق أو برصاص الاحتلال الإسرائيلي . حالة سيزيفية عبثية يعيشها الفلسطيني . لا أفق على ما يبدو.
غاب عن ذهني وأنا أكتب مقال الأحد لدفاتر الأيام الفلسطينية ٢٣ / ٧ / ٢٠٢٣ أن الكاتب والسياسي ماجد أبو شرار اغتيل في فندق في روما ( ١٩٨١ ) ومثله مات معين بسيسو في غرفة فندق في لندن ( ١٩٨٤ ) وقبلهما اغتيل غسان كنفاني في بيروت ( ١٩٧٢ ) ، وكان الثلاثة يدقون جدران الخزان يوميا.
هذه هي بركات الحركة الصهيونية التي بشر بها ثيودور هرتسل في روايته " أرض قديمة جديدة " ١٩٠٢.
صباح الخير
خربشات ٢٠ / ٧ / ٢٠٢٣ .
***
- نابلس والنميمة:
في الشهر الماضي كتبت عن رواية المحامي الأمريكي ( DEAN DILLEY ) " Nablus Girl " ( ٢٠٢٢ ) وتوقفت أمام ما قالته الممرضة هالة ، أم إحدى الشخصيات الرئيسة في الرواية " أمير ، عن النميمة في المشفى بين الممرضات والأطباء - الذين يسمون أطباء .
ولأن كاتب الرواية أميركي ، وهناك تحفظات كثيرة على ما كتبه عن نظرته إلى المستوطنين وكيف عدهم جيرانا للفلسطينيين ، ولأننا حين نقرأ روايته نقرؤها برأي مسبق عن نظرة الغربيين إلينا ، متذكرين غسان كنفاني وكتابه " في الأدب الصهيوني " وإدوارد سعيد وكتابه " الاستشراق " ، فإننا نتشكك فيما صدر عنه وننظر إلى كتابته نظرة غير بريئة .
أول أمس أنهيت قراءة رواية سحر خليفة " الجسر " ( ٢٠٢١ ) الصادرة قبل عام من صدور رواية ( ديللي ) " فتاة نابلس " . اقرأوا ما كتبته عن المجتمع الفلسطيني في نابلس :
" قال السائق : هذه المعلمة أميرة الضابط . اسمها أميرة الضابط ؟ قال السائق ، وهو نابلسي كالعادة ، بشهية عارمة للقيل والقال والنميمة : أهل نابلس يسمونها الست أميرة الضابط لأنها مثل الضابط . اسمها وأصلها وفصلها ومن هي وماذا تعمل ؟ قال السائق : الست أميرة هي معلمة الإنكليزية في مدرسة الزهراء الثانوية واسمها كالطبل في نابلس . ابنة عائلة محترمة وهي محترمة ومحبوبة ... " ( ١٨١ ) .
لقد ذهبت وأنا أكتب عن رواية ( ديللي ) أن روايات سحر خليفة قد تكون إحدى مرجعياته . ثمة تقاطع كبير في الصورة عن نابلس وأهلها وعلاقاتهم .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٣٠ / ٧ / ٢٠٢٣
***
==============
- ( فتاة نابلس)
1- الفلسطيني في الرواية الأمريكية : فتاة نابلس مثالا
2- ( فتاة نابلس ٢ ) قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية موضع سخرية وتندر
3- ( فتاة نابلس ٣ ) أعمال نجيب محفوظ وسحر خليفة كمرجعية لتشكيل صورة العربي في العقلية الغربية
4- ( فتاة نابلس ٤ ) نابلس والنميمة ورجالها يفقن نساءها
5- ( فتاة نابلس ٥ ) نابلس والخمرة: الخمرة في الرواية الفلسطينية
6- ( فتاة نابلس ٦ ) الكاتب والمؤلف الضمني والشخصيات: من هو المؤلف الضمني لرواية " فتاة نابلس" للكاتب الأميركي ( DEAN DILLEY):
7- (فتاة نابلس ٧ ) : الكاتب والمكان : هل عاش المؤلف في نابلس؟..
8- (فتاة نابلس ٨ ) : "Nonmembers" في الرواية تنشأ علاقة حب بين أمير وعائشة.
9- (فتاة نابلس ٩ ) : الرحيل عن نابلس
10- (فتاة نابلس ١٠) : دبي في الرواية العربية
11- (فتاة نابلس ١١) : صورة الأمريكي الفذ
12- (فتاة نابلس ١٢) : حول مرجعية DEAN DILLEY : تكهنات أمير
13- (فتاة نابلس ١٣) : جدار برلين في فلسطين:
14- (فتاة نابلس ١٤) : مكالمات الهاتف لدراسة أحوال أسرة فلسطينية وكتابة رواية عن عوالمها الداخلية
15- فتاة نابلس ١٥ : تساؤل أمير وجوزيف كونراد " المال " :
16- فتاة نابلس ١٦ : Nablus Girl DEAN DILLEY فإذا سكرت فإنني
17- فتاة نابلس ١٧ : "كل افرنجي ابرنجي"
18- فتاة نابلس ١٨ : مستشفياتنا مثل جامعتنا : يوك
19- فتاة نابلس ١٩ : من هي فتاة نابلس؟ وما قصتها؟ عندما يقرأ المرء عنوان الرواية فإنه يتساءل
20- فتاة نابلس ٢٠ : نابلس وإيران
21- فتاة نابلس ٢١ : تصور أهل نابلس لليهود : كيف ينظر النابلسيون إلى المستوطنين؟
22- فتاة نابلس ٢٢ : عالم البنوك وغسيل الأموال والمال القذر والإنجليز
23- فتاة نابلس ٢٣ : الاخطبوط الصهيوني... هل نحن مخترقون إلى هذا الحد ؟ هل الصهيونية اخطبوط بحجم الأرض؟
24- فتاة نابلس ٢٤ : لقاء الهاربين من نابلس في دبي
25- فتاة نابلس ٢٥ : التناقض بين النص الموازي والمتن : من كتب كلمة الغلاف؟
26- فتاة نابلس ٢٦ : الفلسطيني المغلوب على أمره : الممرضة هالة مثالا والإيرانيون
27- فتاة نابلس ٢٧ : التعالي والفهلوة وعدم المواجهة والانتهازية والبحث عن الذات
28- فتاة نابلس ٢٨ : الرحيل عن نابلس ثانية
29- فتاة نابلس ٢٩ : نهايات الفلسطيني المأساوية
- نابلس والنميمة
.

