ولو الفتى حجرٌ
ستنحتُه المياهُ .. مرايا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة هادئة
وأنا هادئ مثلما الحجرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أللسَّماجة شعرٌ حين تبتهجُ ؟
- طبعا وآيتها لا تنفكُّ تنبـلجُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتعرفَ منْ تكونُ
ولمْ تكونُ، وكيفَ لستَ تكونُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النقدُ قدٌّ. نونُه
قمرٌ يكونُ وربَّما عُرجونُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كثرَ الشعراءُ فلا ماءُ
- ليسوا إلى البيد فلمْ كذبَ الماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
مجازكَ في يد المعنى
أكنتَ المجازَ إليكَ أمْ تعبَ الكلامُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفصولُ سواسية
فاتخذها لباسا .. حليقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبرٌ في الجريدة:
كلٌّ على ما يُرامُ كما العربُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تركتَ على الرفِّ شيئا ؟
- تركتُ قليلا من الشعر يسألني قافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احذر النصَّ إمَّا تثاءبَ
قدْ يمَّحي قبلما أنتَ تُدركُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
انحتْ من الصخر قنديلا
لتبحثَ عن ليل البداية ملفوفا بإزميل.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التناصُّ اقتناصُ الزمان
وتقليصُ دهشته لحظة عاريه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تنتهي عزلة الكلمات
إذا الكلماتُ تخفَّتْ بعزلتها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ معطفُ شاعر
ليتَ العراءَ مآذنُ الشعراء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خذكَ بعضا من اللغو
ربَّتما لغة، دونها لغة، عنكَ تنفرجُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخشى على حكمة الريح
انثناءتها حيالٓ نافذة قدَّتْ منَ اللهب.
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
لا تطمئنَّ إلى القوافي
ربَّما كتبتْ قصيدتها بقافيتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فكرْ بشيء غيرها
لو شئتَ إغواءَ القصيده ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
كأنا اختلفنا على حذر
فاقترفنا الزمان بلحظتنا الآنيه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتنفسُ الساعاتُ في بطءٍ
تنفسٓ عزلة المعنى عن الكلمات.
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
لعلّٓ زمانك في لحظة
ولعلك منه إلى لحظة آتيه
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
في الظلام العنيد رأى صوته
يأخذ الضوء من ليلة لا ترى ليكون.
قال لي .. وانصرفٓ.
***
- أتنفَّستَ شعرا ؟
- هُوَ الشِّعرُ، عفوًا، تنفَّسَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجهاتُ كما فرسٌ جامحٌ
كيف ترويضه .. والجهاتُ هيَ المسألة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وترُ النهر .. للقصيدة .. لحنُ
قلْ ولا تخش. ما القصيدة وزنُ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
القصيدة تسفرُ عن بعضها ..
حينما يختفي، عن قصيدتها، بعضُها الآخرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. القصيدة فجر النبوءة ..
فامش الهويني إليها بخطو نبيِّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تسألُ شاعرة:
كيفَ لا تتحوَّلُ نرجسة للكلام يداك ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا القصيدة خذروفٌ أكنتَ لها
مسّا وقدْ طافَ خذروفـا فعدَّلهـا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة خوفُ الكلام
من الموت، بين يديَّ، إذا قلتُه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- القصيدة أنثى ..
- ألا غزلٌ ؟ كلُّ أنثى قصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الذكرياتُ النائمة
كقصيدةٍ للذكريات الحائمة
قالٓ لي ..وانصرفَ.
***
الجهاتُ كما فرسٌ جامحٌ
كيف ترويضه .. والجهاتُ هيَ المسألة ؟
قال لي .. وانصرفَ.
***
هنَّ الخطايــا الخاطراتُ قصيدا
منْ طهرهنَّ .. بدا الزمانُ وليدا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الحدسُ زاوية .. المكان الذاهل
عن ذاته .. وعن الزمـان الآهل
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أقالوا: فهذا العيدُ للحُبِّ يومُه ؟
ألا وهمـوا فالحُبُّ للحُبِّ حلمُه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أرتقُ الضوءَ بالذكريات
وها إنني مُبهمُ القول لا أرتقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا سقطتْ يداكَ وراءَ صوتكَ
لا تقلْ للريح إنَّ يديكَ لمْ تردا الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القوافي أرانبُ برية
فاطلب البرية تعط القوسَ باريها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النداءُ دُنوٌّ وشيكٌ
فاتخذ لكَ متكأ منْ قبلُ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كأني بالأعتاب
منزلة بين العتاب .. والباب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسكننَّ إلى ظلٍّ .. بما فيه
فإنَّ سكناكَ .. تذروها منافيه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ على الجسر خفقُ الخطى
كانَ يهدلُ بالذكريات رأيتَ الزمانَ سطا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخيوط إذا اشتبكتْ جِنَّة
كالشطوط إذا ارتبكتْ يستبدٌُ الفرقْ.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
تمثلْ بقولي منذ كنتَ إلى قول
فربَّتمـا .. تأتي إليَّ إذا تُملي
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
ألا قـرأتَ .. سـؤالَ المـاء للعشبِ
عنْ قبلة الرِّيح بعدَ الشدِّ والجذبِ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
حَـديثكَ لي ضوءٌ سأرتقُ فتقه
وبعدَ كلام الليل .. أفتقُ رتقه
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
الأجنحة أجنة الفضاء
لكنهم زعموها أجندة خارجية
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
إنِّي تأمَّلتُ كتابكَ لي
فألفيتكَ مَستمليه عنْ لا أحد.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
ثرثرة الرماد للجمر
ذيلٌ وصلة لتكملة التناصِّ.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
الدَّمعة منْ كبرياء الذات
واسألْ زبدَ البحر كيفَ كانَ بُكاءً ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
قصيدٌ، وأوشكتُ اختـتامــا لقافيه
يُصادرُه الحاسوبُ محوا كسافيه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هكذا يٓحدثُ لي. أكتبُ
شعرا، فإذا الحاسوبُ، غيا، ينهبُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا كتبتٓ على مـاءٍ .. ولمْ يَبقَ
فإنٌٓ عشقكٓ، حقا، جاوزَ العشقَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المنتهى أبدٌ مشى
وكأنَّه سهوُ الطريق إذا عشا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العصافيرُ شكلُ الأفقْ
كلما هدأتْ موجة وتنادى الغرقْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العَصافيرُ تَسكُنُ ظلَّها
لو الأمرُ لي لكانتْ سكنايَ عراءً
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمسكَ بي الحَدسُ
وزقَّتِ الشمسُ فإذا طائرٌ هُوَ الشِّعرُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا اقتُضبتْ قافــيـاتٌ صواحبُ
فإنَّ مرائيها .. سيوفّ قواضبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كانَ يَعرفُ ما أقامَ .. ولغَّزا
ثمَّ انصرافـا قامَ .. لمَّا أوجَزا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحاجبُ المزجوجُ
شوقٌ للحبيب .. فهيتَ لكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أطرقتٓ لستَ تقولُ
إنَّ الصَّمتَ قاموسُ الحَواسْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنَّه قالَ: عزفُ الرِّيح زفَّتُهـا
رفَّتْ فراشته .. والرُّوحُ خفَّتُها
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
خلا الى صمته .. فاستأنفَ الودعُ
بكلِّ وشوشةٍ .. ما قالتِ .. الرُّقـعُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا تمطَّى الظلُّ فانظرْ كفَّه
لعلَّ شيئــا .. لا تراه خلفه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الطوارئ إسفنجة
تتقلَّصُ، واهنة، بضغط يدكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها الأسئلة
ترى الأجوبة .. عمياء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يأسى ابتسـامٌ كأنْ للبسمةِ الأسفُ
أدنو إليَّ .. قليلا .. ثمَّ .. أختلفُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ تائهٌ أنتَ عنكَ اهتزٌَتِ الطرقُ
فهُزَّ نخلا بها يَسَّاقـطِ .. الفلقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عبروا وكأنْ للصَّحيفة ما عبروا
والنداءُ يَحُثُّ، بهمْ، جسرَه. ربَّما نظروا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ أنفقتَ وقتكَ تبدعُه ؟
- للقصيد بيانٌ وما بسؤالكَ مَطلعُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لا أرى أحدا يقرأ الشعرَ
- لوْ أنتَ كنتَ قرأتَ به ما انتبهتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لمٓ تكتبُ كالنَّهر يجري ؟
- مخافة موتٍ يكونُ في الممرِّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المعرفة احتسابُ العمر
هل عرفت لماذا اعتزلت الكتابة ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
لولا تلقَّفتَ عصايَ
وهيَ تسعى .. لأوَّلتَ يدي
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
توهٌَمْ حكمة طرأتْ فقلتَ
وما بالحكمة الأولى اغتسلتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى جسر فربَّتما
هوى وأنتَ به أعلى .. فما تدري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جلستُ إليكَ كأنِّي أنا
بيدَ أنَّكَ قمتَ ولمَّا أكنْ جالسا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتنسى ما قرأتَ
فلا كتابَ سواكَ يُقرأ حين تنسى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• الطريق إليك هذاء
وإني استعرت الهذاء طريقا
قال لي وانصرف.
***
اختصرْ ما تقولُ
فإني اختصرتُ فكدتُ أقولُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• تأمل صباحك وحدك
حتى يكون الصباح سواك
قال لي .. وانصرف.
***
دعوتكَ كيْ تحتاط منكَ
ألفيتكَ خارجا إليكَ كما أنتَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
On ne lit pas de la poésie en pensant à une autre chose.
Gaston BACHELARD, La poètique de la rêverie
قالَ لي .. وانصرفَ
***
Pour dire un amour, il faut écrire. On n'écrit jamais trop. Que d'amants qui rentrés des plus tendres rendez-vous ouvrent l'écritoire !
Gaston BACHELARD
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابة قيدٌ لشيء طائر
عجبتُ لمحلق يكتبُ ولا قيدَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• حكمة الورد تصغي
إلى وتر الريح يرغي فلا تأبه
قال لي .. وانصرف.
***
كأنَّكَ منْ تُرجُمان الرقراق
نظرتَ، بي، سفارة اليد بالأشواق
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
إذا سقطتْ يداكَ وراءَ صوتكَ
لا تقلْ للريح إنَّ يديكَ لمْ تردا الكلام
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
السرابُ احتجابُ الأنا
كمْ سألتكَ عنِّي وراءَ حجاب.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
" أحنُّ إلى خبز أمِّي "
فيا شالها كمْ أحنُّ إلى يدِ أمِّي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ أشهدُ أنِّي الغيابُ
وأنِّي السرابُ، وأنَّكٓ لي ألفُ بابْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّكَ تصرفُ العتباتِ عنكَ
ويحكَ كيفَ تصرفني وبي كلُّ اللغاتْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
إنْ جئتَ متكأ من الياقوت
أعتدْ هيبة الرؤيا لتسكنَها ولا تابوتْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدٌَثَ الليلُ أنَّ الثقافة
مثلُ الخرافة ليسَ تكونُ حكايه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تصحو كغيركَ في الصَّباح
كأنَّ غيركَ أنتَ، لكنَّ الصَّباح هباءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تصعدُ السلمَ الحجريَّ
لتعرفَ، وحدكَ، كمْ درجا يثبُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الزَّمانُ خيط نداء
فهاتكَ ثوبا .. إذا جئتني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكذبتكَ قولا أنا
حين أوشكتُ قولا بأني أنا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا ناديتكَ استفتِ اليدين
فربَّما تركَ السؤالٓ على يديك ظلالْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يحثو الترابَ. ففيمَ ؟
تلكَ غمامة أرضية لا ترعوي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أبلغ منكَ أيقنْ
أنَّ غيركَ يَستضيفُ عبارتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ كاظما للغيظ
أوْ كنْ كاتما مـا قلتُ لكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اسألْ
عن الليل خطوطَ يدكْ
قبلَ افتتاح السِّفر .. فجرَ غدكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خلفَ الجسدْ
ماءٌ تأملَ ما الزبدْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتهنئة بمولد نجمة
ما كنتُ أعرفها ولا تاريخها لي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العابرون يُصفقون لمحدثٍ
يتسلقون سرابه ليُطوِّقوا خوفا قديما ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة ليسَ تُفكِّرُ
ليسَ تُفسِّرُ أمرا، تُحبُّ فقط ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداية تأخذ عنك نهايتها
غيرَ أنَّ المحبَّة كلُّ البداياتِ فيك ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يَضجُّ بكلِّ هدأته
المضرَّجُ ثورةً ليستْ إليه.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
ليعودَ الكلامُ إلى صمته
كان يكفي التدحرجُ في صوته.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
النهرُ تابوتُ الحكاية
حين ترويها بقايا الموج للماء ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
خذكَ البلاغة كلها
فوربِّ حرفكَ .. لا قصيدة لكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ. إنَّ نهركٓ أعمقُ
منْ صورةٍ يتناولها بذلاقته شاعرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ. إنَّ نهركٓ أعمقُ
منْ صورةٍ يتناولها بذلاقته شاعرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تردَّ يدَ الطِّين عنْ جرة
سَبقتكَ إلى البئر تنتظمُ الماءَ حتَّى يرى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتَّقيني لأعرفني
صورة للمرايا .. بلا زمن
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ ماذا يُريدُ
أفاكهة الظلِّ أمْ نخلة وجريدُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اليدُ المعروقة الأضلاع لي
لوْ كتبتني لرأى القلبُ جباهَ الفقراءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ أقفوكَ فجرا
لعلي هناكَ قريبُ بليل يرى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ مني إذا جئتكَ
قد أحملُ عنكَ الجسدٓ الآيلَ سهوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ أجدكَ على طرف الحديث
أكنتَ فاتحة المجاز إلى عدول الظل
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اذهبْ بعيدا
إنما أنتَ الطريقُ إليكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التمسْ غيرَ بابكَ
كيْ تختلي بكتابكَ وحدك َ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وقالَ معتكفا بي: أينا
طلبٌ للذاهبين وقد أودى بنا الطلبُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تبثُّ حكايات وتنسى
كأنَّكَ الزمانُ فلا حكيٌ به يتذكَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكرُ أنَّا اختلفنا إلينا
وكنَّا نبعثرُ ما في يدينا .. كأنَّا .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تحذِّرُني على حرف
وتحذَرُني. أكنتُ أنا على حرف ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بي سؤالٌ إذا قضيَ الأمرُ
فيمَ القصيدة تحملنا كلما تعبَ العمرًُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا قالوا فكنْ وترا
فإنَّ الأغنياتِ فراشة تبكي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تركتُ على سرير الضَّوء
نافذة لتحلمَ بي إذا ما شفَّكَ الأرقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ذكرتُ حكاية النمله
دخلتُ مساكني متبسمَ الحكمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ الغيمَ لي لغة
تململَ واقفٌ، حجرا، بقاذفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- إلى كمال العيادي-
أنا لمْ أمتْ بعدُ
كيفَ أقاموا ليَ القبرَ قبلُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ أعرفكَ حتَّى تكلَّمتَ
وكنتُ على أهبة السؤال عنك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرسًّ لا يرنُّ
فذا صدأ .. لا كلامَ له
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأبط كتابكَ جناحا
راود النهرَ على نفسه تقرأ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّثني عنْ سفر الليل
كأنه نسيَ أنني توضَّأتُ غيبا
قالَ لي .. وانصرفَ.
هيَ قالتْ: نافذتي
حرتَ أمرا: إذنْ أينَ أنا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
قميصك هدهدٌ لا يقولُ
اصدُقكَ قولا يكن الكلامُ صرحا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكنتَ، الليلة، قمرا
لتنتظم النجوم مِسبحة لك ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئلٓ حكيمٌ ليس تراثيا.
سيخرج منكم شيءٌ .. فاجتنبوا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
احذر كليلة ودمنة
وناد ابنَ المقفع: لا جدوى
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
بُحَّة .. وعُلِّقتُها عرَضا
أذنتْ أنْ ألتقيني بعيدا عنِّي
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
العُرجونُ جونُ المعاني
أدركْ نقيضكَ قبلَ الحدوث الأكبر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
المحبة جبة الرائي
خذ العصاة وكن للصخر عينا
قالَ لي .. وانصرفَ.
اللغة جسدُ الضوء
لا تعرى إلا بضوء الجسد.
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
البكاء نافذة القلب ..
أطلَّ منها عليك لتعرف سواك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الموسيقى ريش الغمام ..
فكيف لا يبتلّ الصدرُ برجع الكلام ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يظلُّ الشاعر ناشئا حتَّى
إذا وهم أنه شاعرٌ كفَّ عنه الشعرُ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الغيابَ دليلُ المسافة منك إليك
فكن غائبا عنك .. حتى تكون إليك
قالَ لي .. وانصرفَ
***
- كيفَ تكتبُ شعرا ؟
- إذا قلتُ شعرا ولمْ ينتظمْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- حدِّثْ فكيفَ أتيتٓ ؟
- كأنْ تحتيَ الريحُ تستبقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- العيونُ دليلُ المحبِّ
- وإنَّ الشفاهَ .. عليه دليلُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفسحْ يديكَ .. إليكَ
إنَّ الروح ناظرة فلا تفصحْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كيديْن منْ عطر وورد
ضمَّ روحكَ جذبة إمَّا تشهَّدْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا يَملُّ الكلامُ من الدَّوران
على جرحه وكأنْ خافَ منْ ظله ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- وما الشماتة أعزك الله ؟
- عطسة الجسد .. من الحسد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا شيءَ تكملة
وإلا إنَّ كلٌَ عبارةٍ .. أتممتُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
نردُ الحبَّ ماءً جليلا
وبالحرب قصفٌ لنصمدَ أكثرْ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
لوْ لبستَ صمتكَ أكنتَ غفوتَ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
***
لوْ حذوتَ صوتكَ كنتَ نجوتَ
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
أما قرأتَ مخطوطتين غميستين:
1. حيرة الابتهاج في سيرة النعاج
2. إنباء الصحاب بأنباء الذئاب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الإمارة ستارة بين الشاعر والشبيه
وسفارة بين العبارة والإشارة .. فكيف طلابها ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أكنتٓ ألممتَ بهذا الكتاب الذي تقرأ ؟
- أحطتُ بنا يسعف بالحديث عنه .. إليك.
- سألتكَ إذا ارتحلتَ إليه حتى تبدأ .. بالحديث فيه.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
هل الشِّعرُ
إلا إعادة ترتيب الكلام ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يقرأ العربيُّ خطوط اليد
وبها يكتفي بعدما تركٓ اليدَ للزَّبدِ
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- ما الذي حلَّ بالبلد ؟
- عربٌ غرَّبتها بنفَّاثة العقد
قالَ لـي .. وانصرف.
***
كتابٌ باليد ..
خير من سراب في الغد.
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- لمَ تكتبُ ؟
- أكتبُ عنِّي .. لأعرفني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ ينقضُ وضوءُ الشيخ
إذا داعبت زوجه لحيته الكثة بقفازين ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
آية الحُبِّ واحدةٌ
أنْ ترى ما رأيتَ إذا لا ترى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فيم تريد أن تكون لها شهرزاد ؟
- لأظل، بعينيها، ألف ليلة وليلة حكاية عشق
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هات فراغا لأراك.
- لولا رؤية القلب كدتُ ألقاك.
قالَ لي .. وانصرف.
***
أنهى خطبته كأنه ابن أبيه
لكز فراغا بقربه: كان بليغا حدَّ الرداءة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ شاعرا غيرَ غاضبٍ.
غضبُ الشعراء حطبٌ لنار القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
للحلم ثلاثة حروف
كيفَ ترتيبها لتكون حلما واحدا .. ؟
قالٓ لي وانصرفَ.
***
نُبِّئتُ أنّٓ الكتابة تاريخ للجنون
وأنَّ القصيدة جغرافية الخيبات المتحولة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة ليستْ بطاقة عضوية
الكتابة عضوية بطاقة ثقافية لا تُصوِّتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تدثَّرْ بالكتابة تاريخا كاسيا.
حبطَ سعيٌ إلى عري لا دثارَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تمخضَ الجبلُ.
التفت فلمْ أجدْ قابلة ولا جبلا.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
سألتك أن تقرأ فقلتَ: ما أنا " بقارئ "
فكيفَ اختلفتَ إلى " اتحاد " وما أنت بكاتب ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتبْ. ما تلك صحيفتكَ
ألق بها إلى النهر، ولا تسبح فيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كأنَّ الشعرَ شأنٌ يوميٌّ
- فيم المشابهة ؟ هو كذلك في عالم آخر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- سافرْ لعلكَ آخذٌ سبعَ فوائدَ
- إذا سافرتَ إلى نفسكَ كنتَ الفائدة كلَّها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ مُصادفة للمكان
ولا تعدُ خطوكَ عندَ البيان
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أفضتَ تذكرة بما لا لستَ تقولُ.
- هلْ إذا بكيتَ واستبكيتَ كانت تردُّ الطلولُ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- ليسَ لي إلا دفاترُ للقمر.
- القمرُ منازلُ يحارُ في ليلها النظر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- سألتُكَ مـا حدودُ العطب.
- أنْ تكونَ معكَ بوادي الهوى ولا أرب.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
سألتكَ ورقَ البداية .. فاقتربْ.
- ذاتكَ البداية .. فاغتربْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- ما أنت والليلُ قد نظر ؟
- خفان من الخوف أرضُهما حذر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- دليلكَ لغة لا لغة لها ولا أثر.
- الأبجدية مهرٌ نافرٌ فلا مستقر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- القناديلُ عتباتُ السفر.
- للسفر مآذن لا يجلوها الخبر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
هو القارئُ
المقروءُ منْ كلِّ لمحةِ
يكادُ يُرى أو لا يُرى طيَّ لوحةِ
***
- اعتكفتَ وانصرفتَ. ألا كنتَ لي.
- الانصرافُ خطابٌ والاعتكافُ حجابّ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فكيف انسربتْ مجاهيلُها ؟
- لعلها أقاويلُ مـا أتتكَ أقاويلُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أما أتتكَ تراتيلُها ؟
- كنتُ أصوِّبُ وتري وكانتِ القوسٓ مواويلُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. فاكتبْ جلناركَ ليقرأكَ الجدارُ والبعد.
- .. لا قارئ لي .. والخطوط قيد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فانشرْ حدودكَ. للشطوط قناديلها.
- مناديلها خبري وجهلي مناديلُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- وردُكَ بيانُ السيفِ والغمد.
- ليَ الأسُ كتابُ الفقد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ادخلْ متاهتكَ لتعرفَ بداهتكَ.
- المتاهاتُ شركُ انتباه الورد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما أدراكَ ؟ أما رفرفتْ ربابة ؟
- للغناء منازلُ وما البستانُ إجابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- تقريبكَ قربٌ والمسافة كتابة.
- عبرتْ سحابة وما كانت سحابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- خذ الصحراءَ وما تريدُ ولكنَّكَ مـا أنبتَ ولا أبنتَ.
- أخذكَ بي إبانة وأخذكَ لي إنابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
استفتِ قلبَكَ عنكَ
ظلُّكَ في الليالي لا يدلُّ عليكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسألنَّ عن الحقيقةِ
أنتَ حدِّقْ في يديكَ كما الحقيقة ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
كيفَ تقرأ تاريخ ذاتكَ
تقرأ تاريخ ما كتبَ الأولون إليكْ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أنا لي سندٌ لا يحارُ
حديثُ المؤرخ عنكَ وما أحدثَ الشاعرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إلى الأستاذة أسيا السخيري
الوحيدون لا يذهبون إلى وحدة العمر ..
همْ، وحدهم، يذهبون، بدون يدين، إلى عزلة ماكره ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عتمة الذاكرة
لوحة بين سيركَ والدائرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. وكانَ يُلحُّ سؤالا: ألا قلتَ لي كيفَ
أسرجتُ قنديلَ محو إلى لغتي: لوْ .. لما قلتُ لكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كمْ كتبتَ من الشعر ؟
- كنتُ كتبتُ قصائدَ. للشعر هيبتُه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
" عقرتَ بعيري .. فانزل "
وما زالَ البعيرُ هاذيا هاديا إلى العقر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّ علامات الوقف رئة
يشخصُ، منها الكلامُ، أنفاسَ معنى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ غامضا حدَّ الشُّفوف
وكنْ وميضا فرٌَ منكَ إليكَ فلا حروفْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ حليما إذا ما استطعتَ سبيلا
وإذا كنتَ فاسألْ سبيلا إلى لعبةٍ ثانيه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بينَ مُفردتين تماثلتا
وتباعدتا كنتَ جسرا إليك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إنْ أتاكَ الصَّدَى وحده
فاسحبنَّ يديه إلى وجهةٍ لا يراها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان خاطبني بالإشاره
إنَّما أنا شُبِّهَ لي فتأولتُه بعباره
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أحلمُ بالقافيه
هيَ تحلمُ بي مذ أتتْ غافيه ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- كان يأخذني الليلُ ملتحفا بي ..
- إذا ما انتبهتَ رأيتَ به الشيخ أومأ بكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كَأنَّ القصيدة فرسُ رهان خارج المكان
- .. القصيدة جموح لا يُروَّضُ ولا يُقوَّضُ .. ولكنْ يُفاوضُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- دلَّني كيفَ أكتبُ
- لوْ كنتُ أعرفُ كيفَ لـمِتُّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهويَّاتُ .. قاتلة
حين ألقى " أمينا " سأسأله
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دسَّ، في هوَّةٍ، ذاته
واستباحَ، إليه، حديثَ الهُويَّه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما التعددُ يا صاحبي
غيرُ خيطٍ تمدَّدَ لكنَّ قومكَ ما نظروا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ يكنْ هوَ حينَ أتى
أنا عنه بحثتُ وما إنْ أتى مفردا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- حذفتُ صوتكَ انتهاءْ
- فيا أخي .. صوتٌ ونرعاه ابتداءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرمادُ حديثُ العيون المطفأة
تحفزْ فإنكَ بالجمرة العيناء .. فاتَّقدْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- انظر يمينا أو يسارا
- تكاثرت الظباء .. فظمئنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النومُ صحوة المطلق
لذلك يكون الحلمُ شعرا شذريا
قالَ لي .. وانصرف.
***
وحدها الأسئلة
تدفع الليل إلى أقصى الأجوبة
قالَ لـي .. وانصرفَ
***
لسانكَ وجــهٌ .. يستدلُّ عليكَ = فكنْ أنتَ حتى لا لسانَ إليكَ
وسوسَ لي أنكَ قائلُ هذا وما عهدتك بهذا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قال القدامى: اختيارُ المرء قطعة من عقله
وقالَ القدامى الجدد: اختيارُ المرء لمعة من مشكاة السلف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لأن لا تاريخ لهم
يقصفون التاريخ الكبير في حلب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سارَ إلى شكل يتخيَّرُه
هتفتُ به: لا تسرْ فالشعرُ لا شكلَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ سألتُ الجاحظ لوْ ألتقيه
عن أسباب نزول كتاب " الحيوان " .. الآن ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وثقتُ بكلام الأقدمين يافعا
حرتُ. أشبَّ الفتى عن الطوق أمْ غوى ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سألتها عن وجهة العطر الذي ..
قالت: لوْ أنكَ تحدسُ الحبَّ مـا سألتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من اقترفَ حكاية شهرزاد ؟
خوفُ شهريار منْ عزلةٍ لا لسانَ لها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهوية، عندي، ليست مرآةً
المرآة تعددٌ متشذرٌ والهوية تعددٌ منصهرٌ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الفرقُ بين ما قبل وما بعد ؟
كالفرق بين القول وتأويله عند غير العارف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقترحتُ على ما تبقَّى
أن نكونَ صديقين فاستبدَّ الوسيط
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تعلمتُ العدَّ بالأصابع
أتعلَّمُ، الآن، كيفَ تكونُ شموعا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحمامُ سلامُ الرياح
ورائحة الأرض. قلتُ: صبأتَ بشعرْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قلتَ: النجومُ عيونٌ
قلتُ: كيفَ كانَ وجهُ السماء ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ معكَ في قولكَ
حتى اختلفتَ إليَّ .. ولم نتفقْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذ احتمالَ الورد
فأشعلت الحديقة كلَّ حرائقها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فاغرٌ فمه هذا المكانُ
تهيأ لي أنَّ القبورَ أسنانٌ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
نكصَ على عقبيه
فتأملته. هل كان آتيا إليه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تخشَ أساريرَ يديكَ
واخشَ يديكَ تخدشها الأخاديد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أهبتُ بكَ أنْ تسيرَ
قلتَ إنٌَ الزمانَ قصيرُ اليد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتفى بما تيسرَ له
وأرجأ العسرَ إلى آخر الاكتفاء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقتربتُ منْ جبل رآني
حتى كدتُ لا أراني، وما اقتربتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توجَّسَ خيفة منْ سؤاله
أرجأ النومَ. خشيَ حلما يسأله.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تفرَّسَ في جبهة الليل
دسّ أساريره قمرٌ لا يرى أحدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عدَّ أصابعَه واحدا واحدا
وحين انتهى انتبه: ما هذه يدي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جاذبتُه كلاما بكلام
وكنا نفتقُ سرة المعنى فلا ننام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
درج واحدٌ أمامكَ
أصاعدٌ، معي، إلى هاويتكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ النحاة بوجهين
عقَّبَ الحواة: لنا مآربُ أخرى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الانحناءُ وترٌ ظامئٌ
كالقوس لا يستقيمُ وإنْ وقفَ.
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
إذا الأرضُ ملساءُ
فللريح نزقٌ يدورُ على ذاته
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
لا ترتبكْ حين برثي الغمامُ
على شفة الناي دمٌ وموتٌ وشامُ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
خذ قليلا من الضوء
واسألْ عن طفولةٍ في الشام
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
سألتُ ذاكرتي عن يديَّ
تلفتتْ منكرة علي قولي: عجبي.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
النداءُ اشتهاءُ المعاني
والمعاني كرومٌ فلا تكنْ للأواني
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- كأنك مـا قرأتَ امرأ القيس ..
- ولمَ .. وأنا كنتُ صاحبه إلى قيصر ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يعجبني الفعل: " تأزرفَ ": se girafer
كلما قرأتُ في عين الآخر بلاغة النظر إلى ما دون النظر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة كالزرافة تماما
كيفَ تنظرها وعنقك بين يديكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنكَ برمٌ بكونكَ لا تكترثُ.
خذ جرعة ماء ولا تكترثْ بكونكَ لا تكترثُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- تركتكَ واقفا وهذا أنتَ الواقفُ
- وهل يجلسُ المريد وبابُ المعرفة إلى سعةٍ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
Pour dire un amour, il faut écrire. On n'écrit jamais trop. Que d'amants qui rentrés des plus tendres rendez-vous ouvrent l'écritoire !
Gaston BACHELARD
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابة قيدٌ لشيء طائر
عجبتُ لمحلق يكتبُ ولا قيدَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الصورة سفرٌ بالجدار بعيدا
تخيلتك جدارا لا صورة له، وكنتَ قريبا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السرابُ ضحكة ماء نائم
إذا هسهسة خطو إليه صحا واختفى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. لكنَّ الموج سمكٌ طائرّ
اللانهائيُّ الأزرقُ سماءٌ تسيرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رؤية القلب نورسة
تحط على الموج لتنظرَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عطفتُ عليكَ لتدنو إليكٓ
وجدتكَ تخيط شذراتي بالذكرى
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الخذلانُ قوة لا تراها
حتى إذا خُذلتَ كنتَ للقوة مرآها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة هندسة المتغيرات.
إذا استطعتَ إليها قولا فاحجبكَ عني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنتَ في التضادِّ الأليفِ
ههه. الخليل صاحبي وليس سيدي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اترك الخليل في العراء
وإذا شئتَ اخرج إليه واسأله عنكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
زنة الشعر حليته
وفتنة امرأة لا تكون بالحلى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة دهشة المختلف
لا تكونُ إذا مهرتها بحكمة سابقةٍ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
On ne lit pas de la poésie en pensant à une autre chose.
Gaston BACHELARD, La poètique de la rêverie
قالِ لي .. وانصرفَ
***
القراءة إبراء الذمة من خلل العالم
فالعالمُ على قدم ملساء إذا توهمتَ الكتابة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سقفُ بيتكَ يتداعى
احجبْ لهاثك اللغويَّ عنه صعودا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العلاقاتُ السريعة حذاءٌ
سرْ حافيا على الماء مـا استطعتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اعتزلَ واصل بلثغته
كأنَّ حرف الراء ليسَ في الكبيرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عزلتكَ زلة المعنى
بحثا عن سياق قول لا تدركه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفراسة خطوة مؤجلة
قبلها قلِّب التربة لترى غرسكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دعوتكَ كيْ تحتاط منكَ
ألفيتكَ خارجا إليكَ كما أنتَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّقتُ وأطرقتُ مليا
الشمسُ مسٌّ منْ ماء الصَّعق.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفرتُ ذمتكَ يا هذا
وثقبتُ السفينة يا ذاكَ .. لعلِّي أنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الزمانُ منارة بعيدة المهوى
اتخذ مكانكَ أرضا قبلَ الرنوِّ عاليا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ بالتؤدةِ استوثقتَ خيرا
لاستصحبتَ اختلافكٓ إليَّ وثاقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنِّي شيخكَ أبدا
كأنَّكَ شيخي ولما أكنْ بعدُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تجنح إلى أحدٍ لتراكَ
وكنْ إليكَ ترَ المرآة بين يديكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداياتُ مضغة الليل
أبذلها للسماء البعيدة لأعرفني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خطوط اليد شطوط
واليمُّ مـا خفي إذا ارتدت إليك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لليد راحة كاندلاق المطر
وكانفلاق الصخر لا تبقي ولا تذر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
" وخيرُ جليس في الأنام كتابُ "
يجوزُ للشاعر قولٌ، ولكنْ أينَ الأنام ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اسكنْ إليكَ وارتبكْ
لا شيء استوى إلا كانَ ذوى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- مـا بيمينكَ يا الفتى ؟
- تلكَ هوامشُ في صحيفتي لأمحوني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما اعتقدتُ أني إلى أثري
حتى لملمني فتى تركته للغياب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ بأثوابي صعودا
وكانَ العريُ، كما النهر، في طلبي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذ آنا بالجبل الرائي
أفقتُ وكنتُ مغشيا عليَّ من الوقوف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تصدق امرأةً تغارُ
هيَ ترى جمالها يحلو بعينيك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا شئتُ أسألُ كيفَ أقولُ ؟
تحدثني شاعرا ثمَّ تسألني عنكَ في لغتي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صرفتُ. بلفتةِ طرفٍ، أثري.
قمتُ أمشي وخلفي يلهثُ أثري.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ إلى خشعة الضوء
أستفسرُ عن وجهتي. محدثٌ وربِّ الكعبة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ القولَ عن صبيٍّ
يخرجُ إلى الماء .. شاهرا قصيدتي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جلستُ إلى شيخي مريدا.
كان شيخي في خلوته شاهدا شهيدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اللسان تمامه النقصانُ
فزعتُ إليَّ: أتراني أتيتُ حكمة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أودعتُ البلاغة خرجَ الريح
فانفلقَ الغمامُ عن فتًى .. تمثلَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
طرقتُ فسيفساءَ اللغة
فأوشكتِ البلاغة تنعى عليَّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رأيتني شيخا يعدو بي
فآليتُ على شبحي أنْ يتعقَّبه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ثمَّ عاد القهقرى:
شدَّ على الكلام حتى الفناء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى الشعراء
فهم بين تقاصٍّ وتناصٍّ وتلاصِّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفترضُ آنَّ الطريق إليَّ
سرتُ لأحملها فإذا أنا أقترضُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولا تسأل عن الخبر
ضممتُ ثوبي وإن لا ثوبَ للصَّدى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا خاطبتني أقلَّ لغوا
كان يسألني التخلي عن إرثي الوحيد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قرأتُ ابن شهيد أيام الطلب
راجعتني: أعد القراءة. لم تعدُ الطلب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالت العربَ: ألمَّ بمعنى
إذا أغار عليه بافتتان، وما زالتْ تُلمُّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ من النحل والنخل
من الوضع والرفع ومن النصب والشذب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وكنتُ على جرفٍ هار
فسكنتُ إلى الطين كيْ أستوي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اتكأتُ على قامة الريح
فانبرى ظلي يعدو خلفَ الريح
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هناكَ .. إخبارٌ واضحٌ
هنا، ولابدع، إخبارٌ مشفَّرٌ. عجبي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فاتنٌ هذا الوقتُ العربيُّ
كأنه قوتٌ يلقى به إلى أهل الانتظار.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبَّأتُ يديَّ في يديَّ
اتكأتُ على وجع. خبرٌ يدايَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
مرر يدا على جبين تغضن انتظارا:
كأنما سقط إلي من الذاكرة مسلسل مكسيكي:
" أنت أو لا أحد "
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنبئتُ أن يوم الأحد
كان يعني " أول " في قديم الكلام.
لم أصدقْ لأنَّ الكلامَ، بعدَ الحَرفِ، عاد قديما.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضحكَ حتى استلقى على قفاه:
تخيروا يوم الأحد كأنْ لنْ ينظر آحد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كالبياض الذي ينتشي
بالموت حياةً .. جسدي للفراشة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هيَ أسماءُ فأسحبوا الأسماءَ
منْ سجلِّ الكـلام .. والأشياءَ
وأقيموا شاما تكونوا .. نداءً
عربيا .. إذا انتبهتمْ .. نداءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ووسوسَ بي الجبلُ:
كن حجارة ترَ البغاة إلى حُفر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تحدِّثُ الأرضُ قائلة:
بي رجة، وبعدها للطغاة خبرٌ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
في البدء كانت العربُ.
تداولها الدهرُ فما كانتِ العربُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقتربْ من النافذة
أطلَّ. هاتِ رؤياكَ. لنْ أبينَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ الشآمُ ؟ وكيفَ الحسنُ يتحدُ
بالنور يرقى الذرى مجـدا ويقتعـدُ ؟
كأنَّـه سائـلي .. والشّــامُ مذبحـةٌ
كأنْ بها أسدٌ يسعى .. ولا أسـدُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنني أعرفُ موجتي
لما صرفتُ النهرَ إلى جبتي يختفي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أثرُ الخطو على الرمل
أرواح من سبقوا فكيفَ تكونُ الأشباحُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتامَ .. لا تنتضي آنسابها العربُ
والموتُ " تلبيسة " مـا همَّـه الهربُ ؟
وللطغاة .. يـدٌ .. تهــوي بكلِّ يــد
تبيدُ أهلكَ.. خوفي يمَّحي النسـبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الريح شبح لا يرى
إلا مقتفيا دما عربيا في الشام
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ألقى إلى اليمِّ بمخطوطٍ
فاشتدَّ ساعده، بالكتاب، لا يني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. هرولَ يلتقط أنفاسا:
أكانَ قالَ نزارٌ لوْ أتى نسبا: = " فيا دمشقُ لماذا نبدأ العتبا " ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتى إذا سئلتَ عن الكتابة
انعقد اللسان وتفصد الجبين وتهاوى الجسد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وفي لطيفة ثانيةٍ: بانَ البيانُ.
شط، وبعدَ، ونأى، وشحط، وقصا، وشصا، وسهُب، ونصب، وشطن، وشطر، وشسع، ونزح، وعزب، وغربَ. فاعجبْ كيفَ يبينُ البيانُ فقها وبونا وكيفَ يأتي كرها ودجنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من لطائف العربية: بانَ البيانُ
وتأويل الفعل قلبا: نابَ عنكَ وما أذنتَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
نفخوا في الصور: اقترعْ
قرعتُ البابَ فتعلقَ بي: أيهذا ارتدعْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنكَ اصطبحتَ شعرا:
ستغتبقُ القصيدة. ثمَّ شرقُ = يُصعِّدُ جرحـَه .. فالليلُ طوقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وماذا تقولُ أنتَ ؟
تكفكفُ دمعة حرى دمشقُ = وتمتشقُ النداءَ .. يدا تشقُّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والله .. صدق الرجل:
.. ودمع لا يكفكفُ يا دمشقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوَ جُستَ معرة النعمان ؟
أوجَستُ خيفة من أبي العلاء صاحيا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رسوتُ قربَ دمي
فحسبتُ البحرَ لي جسدا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توسمتُ أنك قاتلي
وما ترسمتُ إلا هالة حبكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جسدي خرقة
فلا تخط الكفن بغبر الضوء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
: فامنح طرفَ عينك غيرنا ..
كيفَ وليسَ لي إلَّاها في عينيٌَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرح البلاغة خروج
أما بلاغة الجرح فابتداء الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الفرق بين الكناية والكنية ؟
كالفرق بين قراءة الظاهر وقراءة الباطن.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنني أرى عريا.
لحا الله التشابه بين ياء وباء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطوط خيوط
الثوبُ كتابة. وما قرأتُ الجرجاني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بسط يديه. كانتا مختلفتين.
ولما سألته أخرج ثالثة من جليد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من اجترأ فلمْ يحبَّ مصرَ ؟
طيب. فيم المماليك خرجوا من القلعة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السماءُ وشيكة الانقضاض
الأرض تنقضُ غزلها لتعرى تماما
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لم يخطرْ ببالي مـا أقولُ
انتبذتُ ركنا كأن لا أحدٌ قارئي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وقفَ القديمُ على الحمى
عجبتُ كيف تلك الحمى في أثوابي.
قال لي.. وانصرف
***
الكلامُ جرحُ البلاغة
تقلد جرحك كلاما، ولا تكن بليغا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ثوبَكَ .. ثوبَكَ .. قدَّ من قبل
وما آنتَ يوسفُ حتى تصدقَ رؤياكَ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ الكونُ تفاحة أولى
وكانت الأرضُ يدا تمتدُّ إلى شجرة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
تأملَ اليوسيُّ ما اقترفتُ:
لا تسكن الرائية. بكَ خرابٌ وشيكٌ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
.. وكنتُ قرأتُ أبا العلاء
ولما التقيته أنسيتُ كلَّ شيءٍ سواه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
شدَّ على الماء وانقبضْ
لا الماءُ يداكَ ولا أنتَ بالقابض.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
النقدُ قدٌّ كالعرجون
تلكَ منازلُ مقدرةٌ قبلَ الاستواء.
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
الغمامة قامة تمشي
لا تنحني إلا لتقبلَ الأرض. اتعظ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا شعرَ في الحديقةِ
إلا إذا اشتعلَ الماءُ بالحبِّ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرة التأويل فراغ
كيف الطينُ يُؤولُ ما عتَّقتْ يداكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اللحظيُّ شذرة الوقتِ
والوقتُ أنتَ. كم شذرة في يديكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كامرأةٍ يندلقُ النهرُ
يخط ويمحو، فالرملُ لحظة فقط.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحَصَى خفقة الأرض
فالتمسْ، من الخطو، ما يكونُ قلبكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العمرُ سِفرٌ غامضٌ
يلزمكَ عمرٌ ثان للسفر إليه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قمْ إليكَ مجاجة مسكٍ
فالشعرُ طيبٌ واردٌ بالتحلي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
واهمٌ أنتَ بانسجامي
أنا التَّضادُّ الوليدُ. أنا انبهامي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ .. ولا تكتبْ.
إنَّ الكتابة قيدكَ. كنْ غيرها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ جثا ناظرا
وكنتُ أكنسُ، بالخرقةِ، خبري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحرفُ طيفٌ خائفٌ
اقتصدْ، في الضَّوءِ، لتعرفَ ظلمتَه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ولا تجادلْ إلا حلما
كثرَ الوالغون في إطار المعنى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. وإذا قفَّيتَ يا أنتَ
لا تتبع السلفَ الصالح إلا اختلافا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا مخضتَ قصيدة
فاسعَ الهوينى، واحذر الزبد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتني الرجفة قادما إليكَ
فأوصدتُ عليَّ ذاتي، فكيفَ أتيتُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدثني عابرٌ غيرُ ثقةٍ
عن فتى يجذبُ جلبابي ليحملني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
انهضْ كأنكَ أنا
وانسَ، بعد النهضة، أنكَ أنا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توضأ إذا أفقتَ حياةً
بماء العمر، فمنامكَ كان موتا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تنحَّ، إذا شئتَ، عنِّي
حتى يبحَّ الصَّدَى من عبارتكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ لماذا
ألحَّ القدامى على الحيوان تأليفا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الطنينُ إذا استبدَّ وقتا
فاعلمْ آنَّ الماءَ لا رئة له. الذبابُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان ناداني قبلي وبعدي:
النهرَ .. النهرَ .. خذ الماء جسدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أعتدتَ قصيدة ثانية
وحثوتُ الترابَ حدَّ فقداني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قرأتُ عند الأقدمين
أنَّ العُصيَّة من العصا. نظرتُ حولي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدثني عن لغة البحر
ولم يكن شهد الوقوفَ عليه. عجبتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اعتزلتُني بعضَ يوم
فأخفى الزمانُ البقية عني ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ خبرا
سوى أنَّ الابتداءَ نداءُ القلب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شُقَّ صدركَ بالمحبةِ
إنكَ، الآن، إلى العتبات تسعى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا لا أسمِّي أحبابي
ذاهبٌ أنا إليهم دونما أبوابٍ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدستُ أنكَ خلوتَ
فآليتُ عليَّ أنْ ألتقي بظلكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أبقيتُ بعضَ يدٍ
لأفتشَ، بها، عنِّي قربَ الجسد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا عدتَ أدراجكَ
فلأنكَ، بعين الشكِّ، تنظرُ أبراجكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة الحق
مـا بين خطوتك .. وحظوتك
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا وثقتَ بأمر
تذكرْ أنَّ الأمرً .. آخر
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- الكتابة ترتيبُ الكلام
- الكتابة تذويبُ المعنى في الكلام
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرحي وطنٌ
إنما وطني جرحٌ. كيفَ سُكنايَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان فقيها ورعا
ولكنه عمرو بن العاص كان الله لك.
قالَ لي .. وانصرف.
***
رأيتك مرشحا
فقمتُ .. أرقيك بالمعوذتين
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توهَّمتُ كتابكَ
يقرأ لي أثري مغشيا عليه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئلتُ عن نافذةٍ لي.
كيفَ أسألُ عني ولستُ لي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ في سفر
عدتُ، ولمْ يعدْ بي السفرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هذه عصاتي
خذها وهُشَّ عليَّ بالمحبَّةِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ لكَ ..
تسفرُ لي وتحتجبُ عنكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الثنائية جوهرٌ
منْ نأى عن سيرة الكوثر ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
.
***
فسحة من المطر
اخرج لتبتلَّ شمسُ الذاتِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجَّرتَ اختفاءكَ عني
كيفَ تؤجلُ استباقكَ إليَّ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنني أرقبكَ
تقتربُ. ابتعد عنكَ، وارتقبني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ إلى الريح
على قلق. الريحُ تعبثُ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا قادمٌ إليكَ
فاتخذ كل شبهةٍ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ علمتَ قليلا
لانكفأتَ صمتا يقولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تبحثْ عن دارةٍ لك
في عتمة يديك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سماء تظلك وأرض تقلكَ
فكيف لا ترعوي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجيم جنون
بين الجسر يمشي ووقفة السرٌَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأملَ فعلتي:
مَنْ دسَّ في يديَّ وقته ؟
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
خذ بيد الشيخ
إنك إلى نبإ عظيم
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
الفراشة
شفة الكلام على الماء
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
وقفَ على شفير الموج:
الماءُ نصلٌ ينحتُ الصخرَ بالفراغ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحكمة حلمٌ
تدثرْ جيدا فالليلُ مختلفٌ باردا
قالَ لي .. وانصرف.
***
السؤال إبرة .. والمعرفة خيط
فارتق ثوبك العاري ..
قالَ لي .. وانصرف.
***
المعرفة جداركَ
كمْ مرة تسلقتَ، وحدك، الجدار ؟
قالَ لي .. وانصرف.
***
شدَّ وثـاق العمر
بخيوط النور لتحيا كما أنت
قالَ لي .. وانصرف.
***
القناعة وديعة في قلب المحبِّ
قالَ لي .. وانصرف.
***
هالة تخدشُ البصرَ.
غُضَّ سيرا.
قالَ لي .. وانصرف.
***
ريشة في يديك
.. تلكَ خفقة طائر الجسد.
قالَ لي .. وانصرف.
***
لا تأتِ النهرَ مرتين
قبلما يجفُّ الماء
قالَ لي .. وانصرف.
***
إذا دائرة ..
ارسم بها مخرجا
قال لي .. وانصرف
***
لا تكن بدونك
حين تستفزكَ .. المرآة
قال لي .. وانصرف
***
تنحَّ قليلا .. ليمرَّ الهواء
إلى رئة المعنى
قال لي .. وانصرف
***
وحدها الأسئلة .. ترى الأجوبة .. عمياء
قال لي .. وانصرف
***
نقطة واحدة
بين الانتخاب .. والانتحاب
قالَ لي .. وانصرف.
***
ربما
الانتخاب .. انتدابٌ جغرافي ..
قال لي وانصرف.
***
تنحَّ قليلا .. ليمرَّ الهواء
إلى رئة المعنى
قال لي .. وانصرف
***
لا تكن بدونك
حين تستفزكَ .. المرآة
قال لي .. وانصرف
***
الكلام يشد الكلام
يقد إلى النص ملح التناص
ولكن ذاك التناص أتى درجا للمقام.
قال لي .. وانصرف.
***
الموت لا اسم له
فآخره أتى يجتاز أوله
أسميه كأني لا أسميه، فكيف له ؟
قال لي .. وانصرف.
***
صدقت ان الفجر ذئب
كان يغزل للسماء دنوها بيدي
قال لي .. وانصرف
***
كلما حدث الشجرة
قالت الارض لولا بكى أثره
قال لي .. وانصرف
***
إذا كان قيدا هو الشعر
كن أنت حرية الشعر بالنافذة ..
قال لي .. وانصرف.
***
اكتب كأنك لست تكتب
أنت لا تدري إذا ظمأ لماذا تشرب.
قال لي .. وانصرف.
***
التناص احتماء بما الريح
تنحت من حجر عند ماء جرى ..
فال لي .. وانصرف.
***
كأن اقتفاء أثر الغير
غيم إلى البحر يمشي بماء ..
قال لي .. وانصرف.
***
قلت: نحن استعارتنا تلهث
قال: نحن بها زبد قد يكون، ولا يمكث.
" ... " وانصرف.
***
لأنا نخاف الموت نكتب.
نكذب قليلا إذا ما موتنا تتأهب.
قال لي .. وانصرف.
***
الشعر خوف طارئ
من لا يخاف قصيدة لا تطرأ
قال لي .. وانصرف.
***
ابتعد عنك قليلا
وأغثني قاتلا لي أو قتيلا.
قال لي .. وانصرف
***
اغترب عنك باللغة الراحلة
خارج الليل يحملها بمعاجمه الآفلة.
قال لي .. وانصرف.
***
إذا دارت الشمس
تلك استعارتها لﻹشارة.
قال لي .. وانصرف.
***
لا أحبذُ ترجمة الشعر
لا أحدّ كان يعرفُ ماذا آحبْ ..
قالَ لي .. وانصرف.
***
القناديل ضوء السنابل
واليد ليل، وهذا الكلام قتيل ..
قال لي .. وانصرف.
***
كيف لاسمك هذي المنافي ؟
أنا كيف لي،ذاهبا عنك، ألا أوافي ؟
قال لي.. وانصرف.
***
خفة العنصر اللغوي
ترتقي بهشاشته الممكنة.
قال لي .. وانصرف.
***
الكتابة أقنعة مائية
تختفي، بينها، لغة نائية.
قال لي .. وانصرف.
***
العصا بين مرحلتين
كما جسد آخر عند فاصلتين.
قال لي .. وانصرف.
***
لغزة أن ترتدي دمها للصعود
إلى دمها خارج اللحظة العربية طبعا.
قال لي .. وانصرف
***
بقايا دم في يد الشمس
أخشى على الريح غضبة الماء.
قال لي .. وانصرف.
***
يحدث أن تنظر في المرآة
وقد يحدث أن تنظر فتسقط مغشيا عليك.
قال لي .. وانصرف.
***
- أكلُّ الذي قارئون من الشعر ؟
- لا تسألنَّ، سيرميكَ بالمنتأى طارئون.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وطنّ للكتابة
أفتحُه .. لأكونَ .. الوطنْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة ترياقها جرحُها
كالبحار إلى موجها ملحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة جرح الكلام
إذا الريح منسأة للغمام ..
قال لي .. وانصرف.
***
الكتابة منفى
فأي .. بمنفى كتابته ؟
قال لي .. وانصرف.
***
وحدها سورة الاسئلة تظمئ النهر
ان صورة مهملة
قال لي وانصرف
***
الشعر نهر .. لا تأتي لحظته مرتين.
قال لي .. وانصرف.
***
القصيدة معنى يُعلَّقُ
بين مكانين لوْ جَرسٌ للنِّداء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها حكمة الاسئلة
ترتقي بالكلمة سماء الى السنبلة
قال لي وانصرف
***
اقرأ بعينيكَ الكتابَ
تكنْ إليكَ فإنَّ غيركَ حوَّرَه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كان لي جذلُ الحقيقة
قلتُ: فاوضتُ القدامى كيْ أراكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان أوَّلَ رؤيا القصيدة سعدي
ولكنَّ يوسفَ لمْ يرها، ثمَّ لا ذئبَ بالقافية ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتشابه الأسماءُ طينا
أيها سورٌ إذا ما تُحجبُ الأسماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خاط برقا همى لمعا
ودعا الطيرَ: كوني له ودَعا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقمَّصُ روحَ سواكَ لتنظمَ شعرا
وربِّكَ إنْ قبَّلَ الثغرَ قافية أتذوَّقتَ خمرا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دعوتُ على الخليل بما القوافي
تئنُّ به .. اكتفــاءً .. بالزحـاف
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقمَّصُ روحَ سواكَ لتنظمَ شعرا
وربِّكَ إنْ قبَّلَ الثغرَ قافية أتذوَّقتَ خمرا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة أنْ تُحدثَ اللاكلامَ
إذا استلمَ القومُ طائره لنْ يعوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون كما قد تشاءُ
إذا ما تشاءُ تخطَّ البلاغة قيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما قدُمَ العهدُ بالشعراء
أتوا برقَ ما كان يستفتحون النداءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يستعيرُ جناحين من قدم
كيْ يقولَ القصيدة منْ أول الهرم
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يقتفون القصيدة. هلْ تقتفي ؟
لا وربِّكَ لا أثرٌ لسوايَ، وبي أكتفي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ: منذ متى والقصيدة أنتَ ؟
كأنَّ بيَ المهدَ كانَ تأرجحَ وهوَ كليمُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكونُ فوضى كأنِّي لا أنا
وإذا التقيتُ ظلَّكَ عضَّ الماءَ لحتُ هنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ أكونُ، في فوضايَ، أقرأْ
إذا شعرٌ يُباغتني، نظاما، حين يطرأْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيْ ترى اللغة العربيَّة أجملَ
اقرأ عيون البلاغة في لغةٍ أجنبيَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
القراءة عينُ الكتابة
لا تمش خلفكَ. لا عينٓ لكْ
قالٓ لي .. وانصرفٓ
***
.. البكاء حديثُ الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولو الفتى حجرٌ
ستنحتُه المياهُ .. مرايا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يظلُّ الشاعر ناشئا حتَّى
إذا وهم أنه شاعرٌ كفَّ عنه الشعرُ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
فتنة الكلمات وليسَ تقالُ
إذا ما ضحكتِ، وإنْ كلماتٌ تقالُ ..
قلتُ أنا .. ولمْ أنصرفْ.
***
كيفَ نحنُ على الذات نعتكفُ ؟
كيفَ عجلٌ أتى فاختلفنا إليه كأنْ نقفُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أقرأ الآخرين من الشعراء
وأكتمُ أسماءهمْ لأحبَّ القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الشعرُ كونيٌّ وليسَ قصيدة عربية
فلمَ الحميَّة تستفيقُ رماحُها لتصادرَ الكونيْ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأوصياءُ على الكتابة غاضبون
من الذين يُراودون قصيدة: لمَ تكتبون ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كثرَ الشعراءُ ولا ماءَ يا أنتَ
- أوسعْ، لهمْ، رئتيكَ يكنْ للقصيدة ماءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبي من الشعراء يفتتحون
بالشعراء سِفرا، ثمَّ يجترحونه. عجبي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تجاورْ ذهابا إلى الفلسفه
ربَّما غارَ شعرٌ، وما كدتَ أنْ تعرفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أهتمُّ بالنَّقدِ إلا قليلا.
إذا نزلَ الشعرُ لا شأنَ لي بالصَّدى.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أحملُ الكلماتِ إلى موتها
إذ أقولُ، وأسألُ: أيٌّ لنا يَحملُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجذبُ الصَّمتَ منْ ثوبه
فيغمغمُ: كيفَ استبقنا إلى عرينا ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
وأقولُ: لستُ بكاتبٍ شعرا
فتشخصُ، خلسة، هذي القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ملحُ القصيدة .. جرحُه ماءُ
إنْ سالَ قولا .. قالَ إيحـاءُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ إلى الشعر أقربَ منكَ إليكَ
لتصعدَ نقدا إليه إذا ما استطعتٓ سبيلا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون إلى شاعر ناقدا
يتعينُ أن تقرأ ما لمْ يرَ الآخرون ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتأفَّفُ منْ عتمة الأمكنة
لوْ أردتَ لكنتَ إلى ضوئها أزمنة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكن ناقدا للقصيدة. كنْ عاشقا
فالظباءُ تكاثرتِ، الآن، أينَ خداشٌ غوى راشقا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تكونَ القصيدة إلا اعتزلتَ
وإلا اعتدلتَ لها، وحدها، قامة واقفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وأنا لمْ أرَ الشعراءَ هنا
قيلَ: لكنَّهمْ لا يكونون إلا كلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا غربتْ هذه الشمسُ. أيَّانَ ؟
قالَ ابن حزم: فمنْ مغربٍ .. تشرقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فهاتِ إلىَّ منْ سبإ كلاما
قلتُ: لا نبأ هنا إلا كانَ انكتاما ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسأل الكلمات عنْ آياتها
آياتها أنَّ العبارة لمْ تكنْ إلا يديكْ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أعلى لا تكنْ نجما
فقط كنْ شاعريا لا يُحبُّ الآفلين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أكبرَ في الكتابة
جرِّبْ حدسَ منْ أخذوا الربابة ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
فاجنحْ إلى صمت النخيل
إذا الكلامُ، بدونما لغة رأتْ يتكلَّمُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتعرفَ ما القصيدة
سوفَ تعرفُ قبلَ قول: ما القصيدة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هؤلاء وأولئكَ كانوا إلى الشعر
والشعرُ يدخلُ ماءَ الأقاصي، فلمْ يصلوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تحملُ أسرارها
وبعيدا تسيرُ ولا أحدٌ مدركٌ نارها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لشاعرُ تاريخ من الشعر
ولكن الشعرَ لا تاريخ له سوى الشاعر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشاعرُ تاريخ من الشعر
ولكن الشعرَ لا تاريخ له سوى الشاعر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أحبُّ الأساطيرَ. هرمسُ
في أثري كيْ يفسِّر للآخرين خطايْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنِّيَ بالمعنى .. تحيَّة يعسـوبِ
إلى ما تبقَّى منْ حقيقة مكتوبِ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما أولُ المعنى بنصٍّ ما ؟
أتعرفُ ؟ لستَ تعرفُ منه إلا ظلَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتمثلُ قولكَ لي: إنَّنا لغة
تختفي بالتآويل؛ هلا تمثلتَ بي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ أنتَ مُكبٌّ على الفلسفة ؟
- ما بفلسفة هيَ؛ لكنَّها الشعرُ للفلسفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كقصيدة نثر تكون المسافة
بين الكلام وبين الغمام حديقة وردْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحضارة في المعجم العربيِّ
كأنْ حاؤها بالتزيُّد: ربَّتما ضارة نافعة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا ما قرأتَ سواكَ
فأنتَ إليكَ كأنَّكَ أنتَ رواكَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أقرأ ما أكتبُ
لأكونَ سوايَ كأنِّيَ لا أكتبُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أعرفتَ الطريقَ إلى الشعر
أمْ لا طريق لأنَّ كتابكَ لا شكلَ له ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يتمٌ إذا ما حدَّثوا عرضا
أخذتهمُ عـزَّة بالإثم .. فانشعثـوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ، مثلَ لهاث الماءِ، ما لبثوا
إلا قليلا .. وإذا عاثوا فقد لهثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ هذيٌ إذا قالوا ومـا سألوا
وإنْ أتوكَ مجازاتٍ .. فما اكترثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يجترحونَ السرَّ ملءَ يـد
ممدودة .. وإذا مغلولة .. نفثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يستحدثون الريح تحملهمْ
إذا حذوا نعلها.. إنْ ولولَ الحدثُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الناسُ موتى إذا استيقظوا نكثوا
عقدا وإن لبثوا مـوتـى فقد عبثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
متعثِّرا في خطوه اللغويِّ
كان الشاعرُ الأرضيُّ ظلا للكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرُ: منذ حرب الخليج
وعالمنا العربيُّ كأنَّ إليه ضجيجْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمَ العَربيُّ حزامٌ إلى النَّسفِ
كالخارجيِّ حمالة سيفٍ بلا سيف ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتفتحَ، بالنَّوافذ، منزلكْ
إنِّي رأيتُ الريحَ نازلة تفحُّ لتعزلكْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
يسألونكَ عنْ شاعر كانَ
قلْ: حسبيَ الشعرُ يعلو المكانَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تُحدِّدْ إقامتكَ اللغوية
كنْ شاعرا يتسكَّعُ في الأروقة ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
قلْ: ولو كانت القيمُ المهملة
سلما لارتقى كلُّ ذي أربٍ مسألة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قفْ هناكَ لتقرأ نيتشه
زرادشتُ لمَّا يتكلمْ بُعيدَ الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بين الحقيقة والحديقة هامشٌ
وغزاله يثبُ السؤالُ به ليكبرَ هامشُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صدَّقتُ أنَّ الفجرَ ذئبٌ
كانَ يغزلُ للسَّماء دنوَّها بيديْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ: بين الصَّدى والصدأ
شبهة. قلتُ: تلكَ أماراتُ النبأ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ حديثاً فلستَ تميلُ
إذا أحدُ الجانبين إليكَ يميلُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المنتهى أبدٌ مشى
وكأنَّه سهوُ الطريق إذا عشا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إلى الأستاذ زيرفان علي سليفاني مع المحبة:
اليبابُ كلامُ السَّراب
ولولا الفتى كادَ هذا الغيابْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
قالَ ينظرُ: ما المتفائمُ ؟
قلتُ: ومنْ عجب الأمر: ما المُتشائلُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يا سيِّدي هلْ نقرأ التاريخ
منْ شرق إلى غرب ؟ متى نفهمْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفَّة العنصر اللغويِّ
أقلُّ ثباتا من العنصر الدمويْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحقيقة خذروفها دائرُ
مثلما الأرضُ حين تخفُّ، ولا طائرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسافرْ بعيدا إليكَ
فأنتَ قريبٌ، ولكنَّهمْ يُسرفون ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتوحَّدُ أعضائيَ الحائرة
بالبقيَّة منْ ثوبها خشية الدائرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرُ، عندَ القول، درويشَ
ها نحنُ ننعمُ، بالقتل، في حفرة واحدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ قرأتَ وصاياهمْ كلِّها
لتحدِّثني عنْ نواياهمْ .. كلِّها ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تؤلِّبْ سرابا عليكَ
فقد يمَّحي فإذا أنتَ ماءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بينَ التطرُّفِ والطرفِ اختـلالاتُ
ذاكَ انتهى فإذا هذا احتمـالاتُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الإرادة جسرُ الطبيعة
هاويتان أمامي، ولا جسرَ لي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تمثلتَ " نيتشه " قليلا ؟
- تأوَّلتُني أنا، بعدَ القراءة، خوفا بديلا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهُويَّة تذهبُ عنكَ إليكَ
ومنكَ إليكَ الهُويَّة ذاهبة بكَ عنكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ أبدأ حيثُ بدأتُ
كأنَّ جدارية لي عليها اتَّكأتُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَ ليسَ يَسكنُ، بالحقيقة، وحـدَه
إلا الحقيقة أنتِ .. تملكُ .. حدَّه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أتكتبُ، الآن، قبلَ الليل ينصرفُ
كأنَّما، بعدُ، عنكَ الشّعرُ ينعطفُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أذنتَ، ولمْ تأذنْ كأنَّكَ
موجة إلى مدِّها جزرٌ تقاذفه بحرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تخافُ البياضَ إذا قمتَ ليلكَ
مثلَ السَّواد توضَّأ بالغيب حتَّى أتى قولكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنتَ. لا ترو شعرا لغيركَ إلا
إذا كان نسيا بشعركَ .. لولا أشكُّ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
القراءة فعلُ الكتابة ليسَ يُرى
فإذا ما رأيتَ يديكَ تسيران. كنْ شجرا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هذه الأرضُ ليسَ تضيقُ بنا
هيَ منْ جبَّة الحُبِّ تنسلُّ لولا القطيعْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لغة الشعر بيضاءُ كالأبديَّة
لا شوبَ إلا الرهافة تلبسُها الأبديَّة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا أجبلتَ .. وانصرفَ الكلامُ
قفوتَ صدًى إليكَ .. ولا نظـامُ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أقلَّ الهجوَ واستفتِ الزمانا
بأيِّ عبارة .. تأتي الكيانـا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سلَّمُ الكلماتِ الصغيرة يأخذ
مبتدئين إلى سلَّم الكلمات الصغيرة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حين تمتلكُ اللغة النافذة
لنْ تكونَ، إلى لغوها، مشرعا نافذة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يسألُ الشعراءُ عن الشعراء
وأعجبُ: ماذا إذا سألوا: أهمُ الشعراءُ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يتجولُ بين الكلام وأنقاضه
أفلمْ يلفِ إلا قليلَ كلام بأرباضه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ عقَّبَ في خفة الطير
أنَّ بقافية منطقا، فتعقَّبه المنطقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشرُّ .... عِيٌّ ....
والتاء تكملة .. لا داعيٓ لها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شعرية اللغة ابتداءُ الكون
فاقرأ بي كتابكٓ .. تبتدئْ لغتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شعرية اللغة ابتداءُ الكون
فاقرأ بي كتابكٓ .. تبتدئْ لغتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتَّى إذا ما خلوا حذوَ الميادين
قالوا: أكنا إلى لغو الشيــاطين ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا سئلتَ عن العبارة وحدها
أفكنتُ تختتمُ الكلامَ كأنَّما لا ينتهي .. ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يتناظران كسائلين عن الحقيقة
والحقيقة تختفي من حيثما يتناظران ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في آثار منْ سبقوا
ومنْ إذا لحقوا كانوا، فلا أتخيَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في اللاشيء مُنتهيا
إلى هُويَّته فصلا عن الوصل يُخبرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في المنسيِّ منْ كلماتنا
وأنذرُ قربانــا يدي حين أنذرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في هذا وذاكَ
ولا أنا أفكِّرُ إلا حائرا أتدبَّرُ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في ما ينتهي
بعبارتي فأمسكُ بي صمتا إذا أتعثَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في الأسماء تأخذ
خلسة معانيَ أخرى حينما تتذكَّرُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحماقاتُ، أجمعُ، فتنتها البكرُ أنثى
على الأرض لملمها شاعرٌ في قصيدة حبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السَّرابُ الأخيرُ كذئب جرى
وإذا نامَ كانٓ رأى ظمأ لاهثا خلفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ ناصحا كبقية فتوى
لا أحدٌ بالمُصدِّق قولا، فلا تكُ غيركْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمليتُ توصية عليَّ نسيتُها
فأهبتُ بي ألا أكونَ دليلها للآخرين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدّقتُ في جُرح الجدار
كأنَّ منه صورة لي خلفَ ذيَّاكَ الإطار ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ أحدِّثَ جسرا على الماء
إلا إذا كانَ غيما يُطلُّ وأوشكُ أقطفُه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ تردُّدُ نافذتين
عن النوم بين هواءين مُختلفين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وشوشَ العشبُ للعاشقين
بما تركوا وشوشات فما تركوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لاسمِها الفجرُ يثغو قياما
كأنَّ الطبيعة لولا اسمُها لا تفيقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كشيء ما .. يقولُ ولا يقولُ
وأنتَ تعربه فتغربه قصيدكَ. لا وصولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لستُ أقرأ ما يكتبُ الآخرون.
- كأنكَ قلتَ: أرى الآخرين وما كتبوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لمَ أصبحَ شعركَ ينظرُ بي ؟
- منذ كادَ لعينيَّ نهرا فسالَ الحريرْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكادُ أقولُ: لأني أخافُ
إذا كنتُ وحدي ولمْ تبتدئ لغتي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يحتدُّ في قوله مستنفرا
يدَه: إلا القصيدَة، إلا إرثنا أبدا
مستفسرا عنْ ذهاب حيثما بدع، وناسيا
أنَّ شيئا ما قد اتقدا، وأنَّ دنيا إلى دنيا تداولها
كما الطبيعة تأتي .. والدا .. ولدا ..
قالَ لي متزيِّدا .. وانصرفَ.
***
الشعرُ أبسطُ منْ معلقةٍ
إذا ما خبزنا اليوميُّ كانَ قصيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة لعبتنا اللغوية
لا تتعبوها بأغمضَ منْ عمرنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة حذفُ الإبانةِ عنكَ
وفيمَ ؟ ليكتبكَ الآخرون إذا قرأوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يَطمئنُّ التلقي إلى فكرة ما
وينعمُ باللذة المشتهاة إذا صورة ما ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى مُدونة اللغة
وانشدْنَ وحدكَ سرَّها بعدَ اللغة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ هويَّتكَ القاتلة
كلما سفرٌ حيثما لغة قائلة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ يدُسُّ البلاغة في الريح
كيْ لا تعيدَ التشكلَ نهرا جرى مرَّتين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيْ ترى اللغة العربيَّة أجملَ
اقرأ عيون البلاغة في لغةٍ أجنبيَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأبجديَّة حدسُ التلاشي
إلى جذبة لستَ منها سوى كأسها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ تنصرفُ، الآن، بعدَ مقالكَ لي ؟
- البقاءُ هنا وشيكُ القراءة. أصرفني لأكونَ لكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ أطيلَ وقوفي بأرضكَ. لستَ هنا
وأنا، منْ هناكَ، أراكَ ولا أستوي، أبدا، بدنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما الفرقُ بين عمامة وغمامة ؟
- لا فرقَ بين كتابتين وإنْ تحولتِ النقطْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابُ سرابٌ فهُمَّ به
ربَّما إنْ تلفَّتَ بيدا ألمَّ شرابُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تُصدِّقْ أنَّهمْ قد رحلوا
لا يرحلُ الموتى وإنْ لمْ يسألوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّثوا: فتنة حائمة
فإذا كهفُها كانسٌ ليلة نائمة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقربا الشجرة
تركا، إلى جسديهما، نظرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطيئة تفاحة تنظرُ
حولها فلمَ الجاذبية لا تقدرُ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تنتبه. أولئكَ ارتحلوا
فلا تأتِ الذين أتوا قميصا. فانتبه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأساطيرُ ذاكرة الآخرين
فكيفَ أحوِّلُ ذاتي إليها بلا ذاكرة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة فوضى منظمة
مثلما الكونُ، عند التباعد، يأتلفُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما القصيدة بالنثر تمتلئُ ؟
- هيَ حرية الشعر في القيد تختبئُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فاخفض الطرفَ وامش الهوينى
- عجبتُ لقولكَ. كيفَ القصيدة تأتي الهوينى ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّ قبورا، منْ ملامحنـا، تمشي
إلى أمّةٍ لا يرتديها سـوى النعش
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة قولُ الذي لا يُقالُ
إذا أبلسَ الليلُ صمتا بديلا يُقالُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمنْ عجب أرخوا للبلاغة بالصَّمتِ
حينا فحَينا فعينا إذا ما الدلاءُ أتين ظباءً ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فانتبه حيثما ستكونُ وأنتَ تحدِّثُ
فالسَّامعون سكونٌ وما أنتَ تعرفُ ما بعده ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الذهابُ وئيدا إلى المعرفة
أولُ القول بعدَ السؤال عن المعرفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التبسْ بالمعاني فكهفكَ
خوفكَ إما لبستَ، وربَّتما حتفكَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أعلمَ منكَ فلا تسرْ
بالقرب منْ نبع يصيحُ ولا يلوحُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لماذا تكون النوافذ داخلنا ؟
- كيْ نحدَّ منَ الضَّوء شيخا ضريرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وبي ضحكٌ أعابثه موشحة
إذا رجلُ السياسة قالَ شعرا مسرحيا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما اقتربَ الحرفُ منْ سلطة
ذهبتْ ريحه واستحثَّ خيولَ التعبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما رأيتكَ تقرأ لي شعركَ ؟
كنتٓ أبحثُ عنكَ بكلِّ معلقةٍ .. للعربْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السياسة ليسَ تحبُّ المثقَّفَ
إلا إذا جذبَ الظلَّ من قوسه واتَّكأ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون بحرا في السياسة
لا تكنْ للشعر نهرا لا انحناءَ به ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ منْ صداكٓ الذي حدَّثَ
ربَّما كادَ لي حين أنتَ به والرمادُ حثا ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
سكنتُ إليكٓ فاختلفتْ يدايَ
كأنني بعصاتكَ البرقُ الذي نفثا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ وهمتَ إذا خلتَ أنَّكَ أنتَ
وإلا فلمْ فتقَ الفجرُ أردية الاسم ماءْ ؟
قالٓ لــيـ .. وانصرفَ.
***
الكتابة ظلٌّ على الماء
فاعجبْ لسار برمل ولمْ يتعظ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتناهى إليكَ مُراودة الصَّمت
قلْ لي: أمنْ نسجكَ الصَّمتَ هذا الخطابُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولستُ بمُدركٍ قولا أتيتَ به
كأنَّكَ لا تخاطبني .. ولمْ ترني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
- إلى العزيز أشرف القدميري -
***
كأنَّ النساءَ تريدُ
أما كلُّ شيء لهنَّ أناملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الذي بيمينكَ يا قاتلي ؟
إنْ تكنْ أنتَ لي لا أنا كنتُ يا قاتلي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الصَّبية حافية القدمين
كأنْ قمرٌ إذ مشى عابرا خافقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الذي بيمينكَ يا قاتلي ؟
إنْ تكنْ أنتَ لي لا أنا كنتَ يا قاتلي ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
قالَ: تحملني آنتَ أمْ أحملُكْ ؟
قلتُ: لي جسدان فأيُّهُما شئته يقتلُكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ أقطفُ فاكهة الغيب
واللوحُ يطرفُ عينا فليسَ يرى عنبا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جذلٌ عار إذا تخلصُ
منْ خوف إلى خوف، ولا تنكصُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أحبُّ الحكمة البلهاءَ
تأتي أثرا من بعد عين لتأتي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هيَ دائما تسطو عليك
وأنتَ تخطو وهيَ نهرٌ في يديك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لفتة الظبي نبعٌ جرى
كالبكاء الذي كوَّرَ المنتهى قمرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جذلٌ عار إذا تخلصُ
منْ خوف إلى خوف، ولا تنكصُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خرقة هذه الطرقُ
فالبسنَّ مناكبها مثلما السَّرقُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما كاد يفتح شرفة للورد
حتى كاد لي بحديقة الأنفاس ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
فاتَّخذكَ للعتبات قياسا
لعلَّ الحدوسَ تكونُ إليكَ لباسا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التراثُ يدُ الوثبة الرائية
لمْ يكنْ، أبدا، وحده وجهة مائية ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفتحُ الليلَ نافذة متعبة
منْ كلامي إلى لغة .. مُعرَبة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها حكمة الأسئلة
ترتقي بالكلام سماءً إلى السنبلة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اخرجْ إلى اللغة الغريبة هامشا
يكن الكلامُ فراشة عربية طارتْ بمختلفِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرواية خيط الوجود إذا
قرأ الشعرُ، منها، يديه وجودا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهشاشة .. سربُ نوارسَ
فاصعدْ إليه لتسبحَ في نهره مرتينْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفٓ تذكرُ قتلاكٓ بعدي
وبعديٓ كانٓ على كتفيّ وقبلي ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
كقصيدة نثر تخافُ
من القادمين إليها يكونُ القطافُ ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
الخرافة تأخذ هيبتها
من سؤال التلقي عن النافذه
قالـ لي .. وانصرفٓ.
***
إذا شئتَ أنْ يطمئنَّ الكلامُ
فقلْ: لكَ حرية الرأي لولا الظلامُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ذكرتكَ .. والرماحُ ذبَّلٌ
كذبَ الكلامُ فذي رماحٌ منْ قصبْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
تتشابه الأسماءُ طينا
أيها سورٌ إذا ما تُحجبُ الأسماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ كان النايُ شكلا
قبلَما الريحُ إليه منْ عيون القصبِ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَّةٌ .. بين هذي الحروف
أمنْ وردةٍ إلى ردةٍ بهذاء السيوفْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا ما عرفتكَ يا أيهذا
بيننا لغة تنطوي ردة. هكذا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البابُ أبُ المبنى
والقلبُ مآبُ المعنى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لا أحبُّ أنا الآفلين ..
- كأنَّكَ تخبرُ بي معجما ثانيا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
آنتَ اقتربتَ من العبارة
فوقَ ظنِّكَ. هكذا أفلَ الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ في القصيدة وحدكَ
أدركَ سواكٓ على حافة اللغة الحادية.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قربٓ نافذتين تذكَّرْ
بأنَّ السَّماءَ تطلُّ منَ الثالثة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
إذا لغة .. لمْ تخترقْ كلمـاتها = ولمْ تسترقْ نـارا إلى عتماتها
عوى ضجرٌ والبيدُ يلهثُ ليلها = فلستَ ترى إلا.. نـداءَ مماتها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ نداءُ المسافر
حين يباغته الصوتُ دون صدًى ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
.. البكاءُ حديثُ الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفة الأرض في آول الحلم
والجاذبية كانتْ تفسِّرُ سفرَ السقوط ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوقدتَ للرقراق شمعته
بربِّكَ مَنْ وراءَ النَّهر يُوقدُ شمعتكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهشاشة، كالطين، تمشي
إذا ما الطبيعة تعرى فلا يدَ تمشي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا القراءة بئركَ الأولى
ظمئتَ وشئتَ بي ظمأ كأنِّي لا أنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوعَدتَ بالمعنى الكلامَ
وكنتَ خلفكَ أمْ قفوتَ به خياما ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكنتَ أصختَ إلى قصبٍ
همَّ بالناي، منْ تعبٍ، قائلا: هيتَ لكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتُطهِّرَ نفسكَ منكَ
ومنْ آخرين فلا تتكلمْ ثلاثا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلمة الأولى سرابٌ
سائرٌ بينَ الكلام فكيفَ تدركه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقرَّى اسمكَ المُستحلَّ
دمي، وتزعمُ أنَّكَ أنتَ القتيلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأنَّ إذا قلتَ لي ما أريدُ
عدلتُ أنا. أفكنتَ عرفتَ بي ما أريدُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
***
احترسْ منْ رماد الحديقة
تلكَ يداكَ إلى جذوة .. فاقتبسْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
وهمْ قاموا، وهمْ قعدوا
وهمْ كانوا، فكيفَ أتيتَ بي وحدي ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
يسألونكَ عن أثري
قلْ: فذاكَ المدى بالغٌ خبري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقتربْ منكَ اكتفاءً
ادخل الكهفَ العميق بمفردكْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة فوضى الزمان
إذا اشتبكَ الكلُّ باللحظة النائمة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ كانَ يحلمُ أمْ صحا في حلمه
لينامَ ثانية بحلم عابر حلمَه كاللانهائيْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتصوَّرُ العطرَ المجنَّحَ مركبا
والنهرُ يلهثُ حوله فكأنْ تقطَّرَ منْ ضياءْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ به عُجمة سائره
هذه أمة كبلاغتها حلقة حائره
قالَ لي .. وانصرفَ.
**
أكنسُ الريحَ. واقفة فرقا
هيَ أشجارُها كانتباهي أنا ورقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ لا تستبيحُ الخطى سفرا
والسماءُ حقائبُ أنجمُها خطوة سائرة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احذر الضوءَ يمشي
فعتمته حارسُ الأرض من ضوئه.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أقدرُ الشعراء على اللغو
يبحثُ عن لغة لابتداء الكلامْ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ على جهة يستحيلُ
إذا عضَّه الليلُ لغوا فليسَ يُعيلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لأسمِّي الكتابة قيدا عنيدا
أسمِّيكَ شيئا يُساورُني فأراه بعيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ليسَ يقرأ شعرا ولكنَّه
كانَ يأخذ، بالشعر، جسرا إلى عُمره.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أترى، بعدَ كلِّ قصائده، يحلمُ الشاعرُ ؟
لوْ سئلتُ لجئتُ بكلِّ قصائده ليكونَ بها يحلمُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ليرى الشاعرُ يعدو خلفه
لا شيءَ يحدوه سوى الظلِّ شبيها.
قالَ لي .. زانصرفَ.
***
اختصرتُ الحكاية بيني وبيني
فلا تنتصرْ لانسهابكَ عنِّي بخوف وظنِّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقيِّدْ سؤالكَ عنِّيَ بي
ثمَّ لا تفتقدني إذا ما السؤالُ بكى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يتمدَّدُ ما ليسَ نعرفُ فينا
ويبعُدُ عنَّا، فلا يتمدَّدُ إلا يكونُ صدى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تركتَ على الرمل أشياءَ
منْ خطونا أمْ تقمَّصَ أشياءنا الزبدُ ؟
قالَ لــيـ .. وانصرفَ.
***
إذا مــا قضمتَ التفاحة اللغـويه
هلكتَ .. وكنتَ المبتلى منْ غزيَّه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يبحثون كأنَّ الكتابة سرُّ
ولوْ مكثوا، بيديها، لكانوا قريبا ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ المؤلفُ جالسا في غرفةٍ
وبدون نافذةٍ فكيفَ أطلَّ بالرؤيا عليْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا فرقَ بين الشعر والقول النثير
سوى: إذا أنتَ القصيدة .. وحدها ستقولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا نداءُ الليل للكلمات
أنْ قومي إلى العتمات ما أصغى الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فيمَ تحملُ شعرا إلى جبل ؟
دحرجِ الصخرة اللغوية ثمَّ انسَها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطيئة نائمة كالحجرْ
لوْ قذفتَ المرايا بظلِّكَ كنتَ خبرْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هكذا .. كنتُ تكتبُها .. هكذا
فلماذا ستعدلُ عنها إذا ما الهوى هكذا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبَّأتُ عنكَ عبارة أخرى
كأنِّي قد ذكرتُ لكَ العبارة .. أولا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ حديثٌ إلى العابرين
عنْ قوافلَ أطلالُها لغة العابرين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التفاصيلُ أردية الكلام
فهلا أخذتَ كلامكَ أجمعه عاريا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البدائلُ نوافذ ظمأى
وللريح بابٌ فلا تسأل القافلة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تأمَّلتَ صورتها فيكَ
تذهبُ منكَ إليكَ كرائحة المطر
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتَ تبحثُ عنْ جسد
للنبوءة فاخرج لتأتي الجسدْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ جلستُ إلى ما العمودُ
يقولُ، وكمْ كنتُ أبعُدُ فالكلماتُ حدودُ.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ.
***
لمْ أختصرْ برهة التَّأويل
كنتَ تضمُّني ضمَّ البديل إلى القليل.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اصرفْ دليلكَ عنْ دليلكَ
ربَّما رحلَ المُغنِّي في خطو الدليل ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كذبَ الرواة إذا ما حدٌَثوا
وبغوا في الحلم. ما مكثوا كهفا ولا لبثوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فكِّرْ بلحظتكَ الصَّغيرةِ
قبلما يثبُ الزمانُ إلى الزمان ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا الغموضُ حياتنا الأولى
لجئنا قابضين الريحَ عنْ أسمائنا سؤلا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الريحُ محبرة الكتابة
خذ بريشتكَ الغواية واغمس المعنى.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الوصايا تدابيرُ موغلة
في الوصاية. لا تقربنَّ مدينتها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ ابتداءُ الموسم الأرضيِّ
والكلماتُ تمشي عنكبوتا لا يطيرُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتبْ على ما لا ترى اسمكَ
كيْ تراكَ سؤاله المنسيَّ فيكَ عن اسمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ربَّما للأفكار أجنحة
مالَ ابن رشد وللدخان طيورُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. وإذا القصيدة غلَّقتْ أبوابها
دون العبارة قدَّ ثوبكَ طارقا أعتابها ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
أحبِّذُ أنْ أحتمي بالغياب
إذا امتشقتْ لغتي سرَّها للسَّرابْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أحدسُ اللحظة الهاربه
في عيون العبارة آتية ذاهبه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عندَ منعطفٍ للطريق انتبه
ربَّما انخطف الخطوُ منكَ. انتبه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السوادُ يُجاذبُ وهمَ البياض
وعنه ينمُّ إلى عابر ذاته .. باقتراض
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العابرُ اللغويُّ شكلٌ ناظرٌ
في ناسج ثوبَ العراء لكلِّ حرف ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ آية لا تمَّحي إلا إذا
كهفٌ يحاذيه الوصيدُ فلا امِّحاء ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرمادُ مدارُ الطبيعة
كنْ طائفا بالجمار تكن طائرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحده. ما اهتدى. وحده
كان يبحثُ عن يده بين هذا الصدى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كن أنتٓ حين تحبُّها
هيَ جنة، ولأنتَ منها قلبُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحده يقفُ الشاعرُ
يتأملُ مبعثه منْ جحيم اللغة ..
قالَ لي . وانصرفَ.
***
بين الرواية واللغة
ذاكَ الممرُّ إلى إشاراتٍ غريبة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تذكَّرْ إذا ما قرأتَ الرواية
أنَّ القصيدة تأخذ عنوانها منْ يديكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة قيدُ البديهة
كنْ طائرا خارج المشتهى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ تحلمُ مثلَ المكان
بأنَّكَ قد تنزوي أثرا بعدَ عين.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجهشَ الليلُ مفترشا
سيرة الضوء، مرتعشا كالفراشة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطابة ظلُّ القصيدة
لا الشفويُّ يكونُ دليلا إلى كهفها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضلَّ بي الشعراءُ وكانوا
إذا سكنوا حدثوا، كذبا، ثمَّ بانوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أنا ذاكرة اللغة المتعبه
- كنْ إليها كلاما وخذ أغربه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداية ظلُّ بدائيةٍ خائفه
منْ رسوم تعاندُها اللغة الواقفه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القراءة عينُ الكتابة
لا تمش خلفكَ. لا عينٓ لكْ
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
- فيمَ لا يقرأ الشاعرُ ؟
- ولماذا إذا هوَ يكتبُ .. ما يطرأ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
.. السؤالُ حديقتنا الحائمة
كيفَ نخطبها ثمَّ نسحبُ فتنتها النائمة ؟
قالٓ لي.. وانصرفَ.
***
كقصيدة نثر يضجُّ الكلامُ
تسألين شبيها: لماذا انصرفْ
وكأنِّي عرفتُ يديه، إليَّ، وما إنْ عرفْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وللشعراء تضرُّجُه بالصَّدى. لا كلامُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الروائيُّ منشغلٌ بالحكاية
رمية نردٍ إلى شاعر لابتداء اللغه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الروائيُّ ليسَ يَجُسُّ اللغه
شاعرٌ واحدٌ سيؤسٌِسُ نحوَ اللالغه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَ لا يُحبُّ الشعرَ إطلاقا
ولكنْ، عندَ قول، يَستعيرُ القافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- منْ كاتبٌ شعرا بعدَ محمود درويش ؟
- بيَدكَ لا بيد عمرو: محمود درويش بعدَ المتنبي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ماذا ستفعلُ دونما
جسدٍ لتحمله إذا هوَ ما احتملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كنتُ تعرفُ أنَّ لكْ
في الأرض متسعا لما أحدٌ هلكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تلكَ أجسادنا
لغة .. والتآويلُ أرواحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشعرُ عزلتنا التي نبلو
لنعرفَ كيفَ ندخلُ دهشة الأشياء.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ
***
- منْ كاتبٌ شعرا بعدَ محمود درويش ؟
- بيَدكَ لا بيد عمرو: محمود درويش بعدَ المتنبي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ماذا ستفعلُ دونما
جسدٍ لتحمله إذا هوَ ما احتملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كنتُ تعرفُ أنَّ لكْ
في الأرض متسعا لما أحدٌ هلكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشعرُ عزلتنا التي نبلو
لنعرفَ كيفَ ندخلُ دهشة الأشياء.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ
***
تلكَ أجسادنا
لغة .. والتآويلُ أرواحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجاذبية سوفَ تصعدُ بي
لتصعدَ بي إلى عينيكِ. كيفَ أكونُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سقطتْ نجمة منْ يديها
كأنَّ الجاذبية الغجريَّة تقضمُ تفاحها.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تحبِّينَ التفاتَ النَّدى ؟
- كالنَّدى ما التفتُّ لغيركَ حين تُحبْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أكانَ على الليل أنْ يستقيلَ
لأعرفَ كيفَ تلونا عليه قصيدا جميلا ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أهيَ، الآن، تقرأ قولكَ لي
أمْ إلى ضحكةٍ تقفزُ، مزهوَّةً، حينما تقرأ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كيفَ ترسمُ للنقد صورته ؟
- لستُ أرسمُ إلا القصيدة في صورتي.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
ومنْ عجب والملاحة تشتمُ
يضحكُ راءٍ كأنَّ ملاحتها .. تحكمُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالتْ له: الأصمعيُّ إلى ركابكَ يمشي
قلْ لي قصيديَ تمش، مفتونا، على رمشي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ تخافُ إذا سُئلتْ
عنْ عبير يفرُّ إلى شفتيها حريرا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صوتُها النَّايُ ينسابُ
ما بينَ أوردتي لأطلَّ على لغتي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتصوَّرُ أنَّ النِّداءَ يدٌ
حين تمتدُّ بالحبِّ يَضحكُ لي صوتُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنَّ للنساء ثغرا واحدا
كنتُ أنا قبَّلتُه .. مُوحِّدا وشاهدا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تأتي هويَّتها
حين تكتبنا في يديْ منْ نُحبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كتمَ القولَ: لوْ أنَّها شاعره
فجهرتُ: كأنَّكَ قلتَ: مَن الشَّاعره ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة بيني وبينكَ
أدنى منٓ الحُبِّ تنأى به قافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- إذا شــوقٌ .. تأبَّطه اللهيبُ
- فخط ثوبا كأنْ جسدٌ غريبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأذانُ افتتاحُ المحبَّة
قولي فإنَّ المحبَّة إذنُ الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كأنْ غابتْ .. ولا كانت تغيبُ
- فلا عجبٌ .. ليشتاقَ الحبيبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المساءُ سماءٌ مُغلقة
لولا قنديلُ قلبكَ يسري إليكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. الدليلُ إلى حكمة الآخرين
تآويلُ يطوي الطريقَ إليها الدليلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّكَ حكمة هذا المساء
وتزعمُ أنَّ قولكَ ليسَ حكمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يتكلمونَ كما الصٌَدى
لا الريحُ ناظرة ولا همْ يسمعون
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسمعنَّ نصيحة
فلربَّما أفضتْ .. إلى صمم.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اخرجْ إلى أسمائكَ الأولى
من الصُّور التي لمْ تروها الأسماءُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هذه الصورة لكْ
- كيفَ إذا صورتُها لا تُمتلكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفراشاتُ تصعدُ بالقافيات
من القافيات إلى صورةٍ كالقصيدة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أنظِّرُ للشعر كيفَ يكونُ
لأنِّي المسافرُ فيه .. حيثُ يكونُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئِلَ الشاعرُ عنْ تاريخه
فابتدأ القولَ كأنْ أبدى قصيدا آدمُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليالي حُبالى بقافية
سوفَ أصرفها لتكوني الليالي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أدمنتُ كلَّ قصيدة
وإذا كتبتُ محوتُ أحرفها بماءْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون إليكَ القصيدة
سلِّمْ على النثر يأتكٓ شعرا.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تكونَ إلى الشعر
إنْ غبتُ عنكَ، فقلتُ: كأنْ قالَ لي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضحكتْ: تغازلني بقافية
فقالَ: فهذه ثنيا وأنتِ لها غزلْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شكلُها في الملاحة
قلبيَ يرسمُ شكلها بالمحبَّة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أنَّى الجَمالُ تراه ؟
- لستُ أرى سواكِ فكيفَ لي ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
المناديلُ مثلَ الحمام
تطيرُ ملوِّحة بهديل الوداع
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تقضِّي العمرَ لستَ ترى
وتمضي لتذكرَ لحظة كانتْ عيونا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرتَ شكلَ الجميلة تخطرُ
أمْ لستُ تذكرُ إلا الجَمالَ إذا تنظرُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السِّحرُ سرُّ الحاء
لولا الحُبُّ كانتْ كالهباءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خاط برقا همى لمعا
ودعا الطيرَ: كوني له ودَعا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة لا تتذكَّرُ
إلا بنسيانها شاعرا .. قالها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتلفَّتُ حولي فلستُ أراكَ
وأنتَ تلفَّتَ حولكَ كيْ لا تراني ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
درجٌ حجريٌّ إلى العمر
أنحته، بالرهافة، منْ صورتي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ نفاضة بعض الجراب
حكى الأقدمون وقالوا: بقايا الحراب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ أحطُّ البكاءَ على أيكة
يتقافزُ بي ظلها. كمْ يخطُّ البكاءُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفتحُ الليلَ. شرفته
شبه مُرجأةٍ. كمْ أغامرُ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كالحزن أفتكُ بي
كأنِّي الحزنُ .. منْ تعبِ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شيءٌ آلى شفتي
يشدُّ العمرَ محمولا على لغتي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسأليني كيفَ ينتعلُ القطارُ
صباحيَ الأرضيَّ، موسمُه، ويشتعلُ الغبارُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما زمجرَ السفرُ
تسعلُ الريحُ خطوا به أثرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسافرْ أبدا
إلا إلى المحبوب .. وحدهْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. الأمرُّ الغريبُ صلاة
ببيداء قفر تدورُ على نفسها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. البكاء حديث الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا ما دعا الشعراءُ
إلى الشعر قالوا: كما نكتبُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا نظَّرَ الشعراءُ
فكنْ مُطمئنا بأنْ لا قصيدة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
ستنحتُه المياهُ .. مرايا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة هادئة
وأنا هادئ مثلما الحجرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أللسَّماجة شعرٌ حين تبتهجُ ؟
- طبعا وآيتها لا تنفكُّ تنبـلجُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتعرفَ منْ تكونُ
ولمْ تكونُ، وكيفَ لستَ تكونُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النقدُ قدٌّ. نونُه
قمرٌ يكونُ وربَّما عُرجونُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كثرَ الشعراءُ فلا ماءُ
- ليسوا إلى البيد فلمْ كذبَ الماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
مجازكَ في يد المعنى
أكنتَ المجازَ إليكَ أمْ تعبَ الكلامُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفصولُ سواسية
فاتخذها لباسا .. حليقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبرٌ في الجريدة:
كلٌّ على ما يُرامُ كما العربُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تركتَ على الرفِّ شيئا ؟
- تركتُ قليلا من الشعر يسألني قافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احذر النصَّ إمَّا تثاءبَ
قدْ يمَّحي قبلما أنتَ تُدركُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
انحتْ من الصخر قنديلا
لتبحثَ عن ليل البداية ملفوفا بإزميل.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التناصُّ اقتناصُ الزمان
وتقليصُ دهشته لحظة عاريه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تنتهي عزلة الكلمات
إذا الكلماتُ تخفَّتْ بعزلتها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ معطفُ شاعر
ليتَ العراءَ مآذنُ الشعراء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خذكَ بعضا من اللغو
ربَّتما لغة، دونها لغة، عنكَ تنفرجُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخشى على حكمة الريح
انثناءتها حيالٓ نافذة قدَّتْ منَ اللهب.
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
لا تطمئنَّ إلى القوافي
ربَّما كتبتْ قصيدتها بقافيتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فكرْ بشيء غيرها
لو شئتَ إغواءَ القصيده ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
كأنا اختلفنا على حذر
فاقترفنا الزمان بلحظتنا الآنيه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتنفسُ الساعاتُ في بطءٍ
تنفسٓ عزلة المعنى عن الكلمات.
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
لعلّٓ زمانك في لحظة
ولعلك منه إلى لحظة آتيه
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
في الظلام العنيد رأى صوته
يأخذ الضوء من ليلة لا ترى ليكون.
قال لي .. وانصرفٓ.
***
- أتنفَّستَ شعرا ؟
- هُوَ الشِّعرُ، عفوًا، تنفَّسَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجهاتُ كما فرسٌ جامحٌ
كيف ترويضه .. والجهاتُ هيَ المسألة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وترُ النهر .. للقصيدة .. لحنُ
قلْ ولا تخش. ما القصيدة وزنُ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
القصيدة تسفرُ عن بعضها ..
حينما يختفي، عن قصيدتها، بعضُها الآخرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. القصيدة فجر النبوءة ..
فامش الهويني إليها بخطو نبيِّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تسألُ شاعرة:
كيفَ لا تتحوَّلُ نرجسة للكلام يداك ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا القصيدة خذروفٌ أكنتَ لها
مسّا وقدْ طافَ خذروفـا فعدَّلهـا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة خوفُ الكلام
من الموت، بين يديَّ، إذا قلتُه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- القصيدة أنثى ..
- ألا غزلٌ ؟ كلُّ أنثى قصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الذكرياتُ النائمة
كقصيدةٍ للذكريات الحائمة
قالٓ لي ..وانصرفَ.
***
الجهاتُ كما فرسٌ جامحٌ
كيف ترويضه .. والجهاتُ هيَ المسألة ؟
قال لي .. وانصرفَ.
***
هنَّ الخطايــا الخاطراتُ قصيدا
منْ طهرهنَّ .. بدا الزمانُ وليدا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الحدسُ زاوية .. المكان الذاهل
عن ذاته .. وعن الزمـان الآهل
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أقالوا: فهذا العيدُ للحُبِّ يومُه ؟
ألا وهمـوا فالحُبُّ للحُبِّ حلمُه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أرتقُ الضوءَ بالذكريات
وها إنني مُبهمُ القول لا أرتقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا سقطتْ يداكَ وراءَ صوتكَ
لا تقلْ للريح إنَّ يديكَ لمْ تردا الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القوافي أرانبُ برية
فاطلب البرية تعط القوسَ باريها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النداءُ دُنوٌّ وشيكٌ
فاتخذ لكَ متكأ منْ قبلُ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كأني بالأعتاب
منزلة بين العتاب .. والباب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسكننَّ إلى ظلٍّ .. بما فيه
فإنَّ سكناكَ .. تذروها منافيه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ على الجسر خفقُ الخطى
كانَ يهدلُ بالذكريات رأيتَ الزمانَ سطا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخيوط إذا اشتبكتْ جِنَّة
كالشطوط إذا ارتبكتْ يستبدٌُ الفرقْ.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
تمثلْ بقولي منذ كنتَ إلى قول
فربَّتمـا .. تأتي إليَّ إذا تُملي
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
ألا قـرأتَ .. سـؤالَ المـاء للعشبِ
عنْ قبلة الرِّيح بعدَ الشدِّ والجذبِ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
حَـديثكَ لي ضوءٌ سأرتقُ فتقه
وبعدَ كلام الليل .. أفتقُ رتقه
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
الأجنحة أجنة الفضاء
لكنهم زعموها أجندة خارجية
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
إنِّي تأمَّلتُ كتابكَ لي
فألفيتكَ مَستمليه عنْ لا أحد.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
ثرثرة الرماد للجمر
ذيلٌ وصلة لتكملة التناصِّ.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
الدَّمعة منْ كبرياء الذات
واسألْ زبدَ البحر كيفَ كانَ بُكاءً ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
قصيدٌ، وأوشكتُ اختـتامــا لقافيه
يُصادرُه الحاسوبُ محوا كسافيه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هكذا يٓحدثُ لي. أكتبُ
شعرا، فإذا الحاسوبُ، غيا، ينهبُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا كتبتٓ على مـاءٍ .. ولمْ يَبقَ
فإنٌٓ عشقكٓ، حقا، جاوزَ العشقَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المنتهى أبدٌ مشى
وكأنَّه سهوُ الطريق إذا عشا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العصافيرُ شكلُ الأفقْ
كلما هدأتْ موجة وتنادى الغرقْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العَصافيرُ تَسكُنُ ظلَّها
لو الأمرُ لي لكانتْ سكنايَ عراءً
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمسكَ بي الحَدسُ
وزقَّتِ الشمسُ فإذا طائرٌ هُوَ الشِّعرُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا اقتُضبتْ قافــيـاتٌ صواحبُ
فإنَّ مرائيها .. سيوفّ قواضبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كانَ يَعرفُ ما أقامَ .. ولغَّزا
ثمَّ انصرافـا قامَ .. لمَّا أوجَزا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحاجبُ المزجوجُ
شوقٌ للحبيب .. فهيتَ لكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أطرقتٓ لستَ تقولُ
إنَّ الصَّمتَ قاموسُ الحَواسْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنَّه قالَ: عزفُ الرِّيح زفَّتُهـا
رفَّتْ فراشته .. والرُّوحُ خفَّتُها
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
خلا الى صمته .. فاستأنفَ الودعُ
بكلِّ وشوشةٍ .. ما قالتِ .. الرُّقـعُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا تمطَّى الظلُّ فانظرْ كفَّه
لعلَّ شيئــا .. لا تراه خلفه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الطوارئ إسفنجة
تتقلَّصُ، واهنة، بضغط يدكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها الأسئلة
ترى الأجوبة .. عمياء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يأسى ابتسـامٌ كأنْ للبسمةِ الأسفُ
أدنو إليَّ .. قليلا .. ثمَّ .. أختلفُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ تائهٌ أنتَ عنكَ اهتزٌَتِ الطرقُ
فهُزَّ نخلا بها يَسَّاقـطِ .. الفلقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عبروا وكأنْ للصَّحيفة ما عبروا
والنداءُ يَحُثُّ، بهمْ، جسرَه. ربَّما نظروا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ أنفقتَ وقتكَ تبدعُه ؟
- للقصيد بيانٌ وما بسؤالكَ مَطلعُه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لا أرى أحدا يقرأ الشعرَ
- لوْ أنتَ كنتَ قرأتَ به ما انتبهتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لمٓ تكتبُ كالنَّهر يجري ؟
- مخافة موتٍ يكونُ في الممرِّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المعرفة احتسابُ العمر
هل عرفت لماذا اعتزلت الكتابة ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
لولا تلقَّفتَ عصايَ
وهيَ تسعى .. لأوَّلتَ يدي
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
توهٌَمْ حكمة طرأتْ فقلتَ
وما بالحكمة الأولى اغتسلتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى جسر فربَّتما
هوى وأنتَ به أعلى .. فما تدري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جلستُ إليكَ كأنِّي أنا
بيدَ أنَّكَ قمتَ ولمَّا أكنْ جالسا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتنسى ما قرأتَ
فلا كتابَ سواكَ يُقرأ حين تنسى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• الطريق إليك هذاء
وإني استعرت الهذاء طريقا
قال لي وانصرف.
***
اختصرْ ما تقولُ
فإني اختصرتُ فكدتُ أقولُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• تأمل صباحك وحدك
حتى يكون الصباح سواك
قال لي .. وانصرف.
***
دعوتكَ كيْ تحتاط منكَ
ألفيتكَ خارجا إليكَ كما أنتَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
On ne lit pas de la poésie en pensant à une autre chose.
Gaston BACHELARD, La poètique de la rêverie
قالَ لي .. وانصرفَ
***
Pour dire un amour, il faut écrire. On n'écrit jamais trop. Que d'amants qui rentrés des plus tendres rendez-vous ouvrent l'écritoire !
Gaston BACHELARD
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابة قيدٌ لشيء طائر
عجبتُ لمحلق يكتبُ ولا قيدَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
• حكمة الورد تصغي
إلى وتر الريح يرغي فلا تأبه
قال لي .. وانصرف.
***
كأنَّكَ منْ تُرجُمان الرقراق
نظرتَ، بي، سفارة اليد بالأشواق
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
إذا سقطتْ يداكَ وراءَ صوتكَ
لا تقلْ للريح إنَّ يديكَ لمْ تردا الكلام
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
السرابُ احتجابُ الأنا
كمْ سألتكَ عنِّي وراءَ حجاب.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
" أحنُّ إلى خبز أمِّي "
فيا شالها كمْ أحنُّ إلى يدِ أمِّي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ أشهدُ أنِّي الغيابُ
وأنِّي السرابُ، وأنَّكٓ لي ألفُ بابْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّكَ تصرفُ العتباتِ عنكَ
ويحكَ كيفَ تصرفني وبي كلُّ اللغاتْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
إنْ جئتَ متكأ من الياقوت
أعتدْ هيبة الرؤيا لتسكنَها ولا تابوتْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدٌَثَ الليلُ أنَّ الثقافة
مثلُ الخرافة ليسَ تكونُ حكايه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تصحو كغيركَ في الصَّباح
كأنَّ غيركَ أنتَ، لكنَّ الصَّباح هباءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تصعدُ السلمَ الحجريَّ
لتعرفَ، وحدكَ، كمْ درجا يثبُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الزَّمانُ خيط نداء
فهاتكَ ثوبا .. إذا جئتني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكذبتكَ قولا أنا
حين أوشكتُ قولا بأني أنا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا ناديتكَ استفتِ اليدين
فربَّما تركَ السؤالٓ على يديك ظلالْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يحثو الترابَ. ففيمَ ؟
تلكَ غمامة أرضية لا ترعوي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أبلغ منكَ أيقنْ
أنَّ غيركَ يَستضيفُ عبارتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ كاظما للغيظ
أوْ كنْ كاتما مـا قلتُ لكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اسألْ
عن الليل خطوطَ يدكْ
قبلَ افتتاح السِّفر .. فجرَ غدكْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خلفَ الجسدْ
ماءٌ تأملَ ما الزبدْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتهنئة بمولد نجمة
ما كنتُ أعرفها ولا تاريخها لي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العابرون يُصفقون لمحدثٍ
يتسلقون سرابه ليُطوِّقوا خوفا قديما ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة ليسَ تُفكِّرُ
ليسَ تُفسِّرُ أمرا، تُحبُّ فقط ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداية تأخذ عنك نهايتها
غيرَ أنَّ المحبَّة كلُّ البداياتِ فيك ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يَضجُّ بكلِّ هدأته
المضرَّجُ ثورةً ليستْ إليه.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
ليعودَ الكلامُ إلى صمته
كان يكفي التدحرجُ في صوته.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
النهرُ تابوتُ الحكاية
حين ترويها بقايا الموج للماء ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
خذكَ البلاغة كلها
فوربِّ حرفكَ .. لا قصيدة لكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ. إنَّ نهركٓ أعمقُ
منْ صورةٍ يتناولها بذلاقته شاعرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ. إنَّ نهركٓ أعمقُ
منْ صورةٍ يتناولها بذلاقته شاعرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تردَّ يدَ الطِّين عنْ جرة
سَبقتكَ إلى البئر تنتظمُ الماءَ حتَّى يرى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتَّقيني لأعرفني
صورة للمرايا .. بلا زمن
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ ماذا يُريدُ
أفاكهة الظلِّ أمْ نخلة وجريدُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اليدُ المعروقة الأضلاع لي
لوْ كتبتني لرأى القلبُ جباهَ الفقراءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ أقفوكَ فجرا
لعلي هناكَ قريبُ بليل يرى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ مني إذا جئتكَ
قد أحملُ عنكَ الجسدٓ الآيلَ سهوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ أجدكَ على طرف الحديث
أكنتَ فاتحة المجاز إلى عدول الظل
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اذهبْ بعيدا
إنما أنتَ الطريقُ إليكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التمسْ غيرَ بابكَ
كيْ تختلي بكتابكَ وحدك َ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وقالَ معتكفا بي: أينا
طلبٌ للذاهبين وقد أودى بنا الطلبُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تبثُّ حكايات وتنسى
كأنَّكَ الزمانُ فلا حكيٌ به يتذكَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكرُ أنَّا اختلفنا إلينا
وكنَّا نبعثرُ ما في يدينا .. كأنَّا .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تحذِّرُني على حرف
وتحذَرُني. أكنتُ أنا على حرف ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بي سؤالٌ إذا قضيَ الأمرُ
فيمَ القصيدة تحملنا كلما تعبَ العمرًُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا قالوا فكنْ وترا
فإنَّ الأغنياتِ فراشة تبكي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تركتُ على سرير الضَّوء
نافذة لتحلمَ بي إذا ما شفَّكَ الأرقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ذكرتُ حكاية النمله
دخلتُ مساكني متبسمَ الحكمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ الغيمَ لي لغة
تململَ واقفٌ، حجرا، بقاذفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- إلى كمال العيادي-
أنا لمْ أمتْ بعدُ
كيفَ أقاموا ليَ القبرَ قبلُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ أعرفكَ حتَّى تكلَّمتَ
وكنتُ على أهبة السؤال عنك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرسًّ لا يرنُّ
فذا صدأ .. لا كلامَ له
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأبط كتابكَ جناحا
راود النهرَ على نفسه تقرأ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّثني عنْ سفر الليل
كأنه نسيَ أنني توضَّأتُ غيبا
قالَ لي .. وانصرفَ.
هيَ قالتْ: نافذتي
حرتَ أمرا: إذنْ أينَ أنا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
قميصك هدهدٌ لا يقولُ
اصدُقكَ قولا يكن الكلامُ صرحا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكنتَ، الليلة، قمرا
لتنتظم النجوم مِسبحة لك ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئلٓ حكيمٌ ليس تراثيا.
سيخرج منكم شيءٌ .. فاجتنبوا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
احذر كليلة ودمنة
وناد ابنَ المقفع: لا جدوى
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
بُحَّة .. وعُلِّقتُها عرَضا
أذنتْ أنْ ألتقيني بعيدا عنِّي
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
العُرجونُ جونُ المعاني
أدركْ نقيضكَ قبلَ الحدوث الأكبر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
المحبة جبة الرائي
خذ العصاة وكن للصخر عينا
قالَ لي .. وانصرفَ.
اللغة جسدُ الضوء
لا تعرى إلا بضوء الجسد.
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
البكاء نافذة القلب ..
أطلَّ منها عليك لتعرف سواك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الموسيقى ريش الغمام ..
فكيف لا يبتلّ الصدرُ برجع الكلام ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يظلُّ الشاعر ناشئا حتَّى
إذا وهم أنه شاعرٌ كفَّ عنه الشعرُ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الغيابَ دليلُ المسافة منك إليك
فكن غائبا عنك .. حتى تكون إليك
قالَ لي .. وانصرفَ
***
- كيفَ تكتبُ شعرا ؟
- إذا قلتُ شعرا ولمْ ينتظمْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- حدِّثْ فكيفَ أتيتٓ ؟
- كأنْ تحتيَ الريحُ تستبقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- العيونُ دليلُ المحبِّ
- وإنَّ الشفاهَ .. عليه دليلُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفسحْ يديكَ .. إليكَ
إنَّ الروح ناظرة فلا تفصحْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كيديْن منْ عطر وورد
ضمَّ روحكَ جذبة إمَّا تشهَّدْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا يَملُّ الكلامُ من الدَّوران
على جرحه وكأنْ خافَ منْ ظله ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- وما الشماتة أعزك الله ؟
- عطسة الجسد .. من الحسد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا شيءَ تكملة
وإلا إنَّ كلٌَ عبارةٍ .. أتممتُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
نردُ الحبَّ ماءً جليلا
وبالحرب قصفٌ لنصمدَ أكثرْ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
لوْ لبستَ صمتكَ أكنتَ غفوتَ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
***
لوْ حذوتَ صوتكَ كنتَ نجوتَ
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
أما قرأتَ مخطوطتين غميستين:
1. حيرة الابتهاج في سيرة النعاج
2. إنباء الصحاب بأنباء الذئاب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الإمارة ستارة بين الشاعر والشبيه
وسفارة بين العبارة والإشارة .. فكيف طلابها ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أكنتٓ ألممتَ بهذا الكتاب الذي تقرأ ؟
- أحطتُ بنا يسعف بالحديث عنه .. إليك.
- سألتكَ إذا ارتحلتَ إليه حتى تبدأ .. بالحديث فيه.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
هل الشِّعرُ
إلا إعادة ترتيب الكلام ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يقرأ العربيُّ خطوط اليد
وبها يكتفي بعدما تركٓ اليدَ للزَّبدِ
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- ما الذي حلَّ بالبلد ؟
- عربٌ غرَّبتها بنفَّاثة العقد
قالَ لـي .. وانصرف.
***
كتابٌ باليد ..
خير من سراب في الغد.
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- لمَ تكتبُ ؟
- أكتبُ عنِّي .. لأعرفني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ ينقضُ وضوءُ الشيخ
إذا داعبت زوجه لحيته الكثة بقفازين ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
آية الحُبِّ واحدةٌ
أنْ ترى ما رأيتَ إذا لا ترى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فيم تريد أن تكون لها شهرزاد ؟
- لأظل، بعينيها، ألف ليلة وليلة حكاية عشق
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هات فراغا لأراك.
- لولا رؤية القلب كدتُ ألقاك.
قالَ لي .. وانصرف.
***
أنهى خطبته كأنه ابن أبيه
لكز فراغا بقربه: كان بليغا حدَّ الرداءة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ شاعرا غيرَ غاضبٍ.
غضبُ الشعراء حطبٌ لنار القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
للحلم ثلاثة حروف
كيفَ ترتيبها لتكون حلما واحدا .. ؟
قالٓ لي وانصرفَ.
***
نُبِّئتُ أنّٓ الكتابة تاريخ للجنون
وأنَّ القصيدة جغرافية الخيبات المتحولة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة ليستْ بطاقة عضوية
الكتابة عضوية بطاقة ثقافية لا تُصوِّتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تدثَّرْ بالكتابة تاريخا كاسيا.
حبطَ سعيٌ إلى عري لا دثارَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تمخضَ الجبلُ.
التفت فلمْ أجدْ قابلة ولا جبلا.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
سألتك أن تقرأ فقلتَ: ما أنا " بقارئ "
فكيفَ اختلفتَ إلى " اتحاد " وما أنت بكاتب ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتبْ. ما تلك صحيفتكَ
ألق بها إلى النهر، ولا تسبح فيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كأنَّ الشعرَ شأنٌ يوميٌّ
- فيم المشابهة ؟ هو كذلك في عالم آخر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- سافرْ لعلكَ آخذٌ سبعَ فوائدَ
- إذا سافرتَ إلى نفسكَ كنتَ الفائدة كلَّها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ مُصادفة للمكان
ولا تعدُ خطوكَ عندَ البيان
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أفضتَ تذكرة بما لا لستَ تقولُ.
- هلْ إذا بكيتَ واستبكيتَ كانت تردُّ الطلولُ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- ليسَ لي إلا دفاترُ للقمر.
- القمرُ منازلُ يحارُ في ليلها النظر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- سألتُكَ مـا حدودُ العطب.
- أنْ تكونَ معكَ بوادي الهوى ولا أرب.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
سألتكَ ورقَ البداية .. فاقتربْ.
- ذاتكَ البداية .. فاغتربْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- ما أنت والليلُ قد نظر ؟
- خفان من الخوف أرضُهما حذر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- دليلكَ لغة لا لغة لها ولا أثر.
- الأبجدية مهرٌ نافرٌ فلا مستقر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- القناديلُ عتباتُ السفر.
- للسفر مآذن لا يجلوها الخبر.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
هو القارئُ
المقروءُ منْ كلِّ لمحةِ
يكادُ يُرى أو لا يُرى طيَّ لوحةِ
***
- اعتكفتَ وانصرفتَ. ألا كنتَ لي.
- الانصرافُ خطابٌ والاعتكافُ حجابّ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فكيف انسربتْ مجاهيلُها ؟
- لعلها أقاويلُ مـا أتتكَ أقاويلُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أما أتتكَ تراتيلُها ؟
- كنتُ أصوِّبُ وتري وكانتِ القوسٓ مواويلُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. فاكتبْ جلناركَ ليقرأكَ الجدارُ والبعد.
- .. لا قارئ لي .. والخطوط قيد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فانشرْ حدودكَ. للشطوط قناديلها.
- مناديلها خبري وجهلي مناديلُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- وردُكَ بيانُ السيفِ والغمد.
- ليَ الأسُ كتابُ الفقد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ادخلْ متاهتكَ لتعرفَ بداهتكَ.
- المتاهاتُ شركُ انتباه الورد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما أدراكَ ؟ أما رفرفتْ ربابة ؟
- للغناء منازلُ وما البستانُ إجابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- تقريبكَ قربٌ والمسافة كتابة.
- عبرتْ سحابة وما كانت سحابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- خذ الصحراءَ وما تريدُ ولكنَّكَ مـا أنبتَ ولا أبنتَ.
- أخذكَ بي إبانة وأخذكَ لي إنابة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
استفتِ قلبَكَ عنكَ
ظلُّكَ في الليالي لا يدلُّ عليكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسألنَّ عن الحقيقةِ
أنتَ حدِّقْ في يديكَ كما الحقيقة ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
كيفَ تقرأ تاريخ ذاتكَ
تقرأ تاريخ ما كتبَ الأولون إليكْ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أنا لي سندٌ لا يحارُ
حديثُ المؤرخ عنكَ وما أحدثَ الشاعرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إلى الأستاذة أسيا السخيري
الوحيدون لا يذهبون إلى وحدة العمر ..
همْ، وحدهم، يذهبون، بدون يدين، إلى عزلة ماكره ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عتمة الذاكرة
لوحة بين سيركَ والدائرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. وكانَ يُلحُّ سؤالا: ألا قلتَ لي كيفَ
أسرجتُ قنديلَ محو إلى لغتي: لوْ .. لما قلتُ لكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كمْ كتبتَ من الشعر ؟
- كنتُ كتبتُ قصائدَ. للشعر هيبتُه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
" عقرتَ بعيري .. فانزل "
وما زالَ البعيرُ هاذيا هاديا إلى العقر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّ علامات الوقف رئة
يشخصُ، منها الكلامُ، أنفاسَ معنى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ غامضا حدَّ الشُّفوف
وكنْ وميضا فرٌَ منكَ إليكَ فلا حروفْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ حليما إذا ما استطعتَ سبيلا
وإذا كنتَ فاسألْ سبيلا إلى لعبةٍ ثانيه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بينَ مُفردتين تماثلتا
وتباعدتا كنتَ جسرا إليك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إنْ أتاكَ الصَّدَى وحده
فاسحبنَّ يديه إلى وجهةٍ لا يراها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان خاطبني بالإشاره
إنَّما أنا شُبِّهَ لي فتأولتُه بعباره
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أحلمُ بالقافيه
هيَ تحلمُ بي مذ أتتْ غافيه ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- كان يأخذني الليلُ ملتحفا بي ..
- إذا ما انتبهتَ رأيتَ به الشيخ أومأ بكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كَأنَّ القصيدة فرسُ رهان خارج المكان
- .. القصيدة جموح لا يُروَّضُ ولا يُقوَّضُ .. ولكنْ يُفاوضُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- دلَّني كيفَ أكتبُ
- لوْ كنتُ أعرفُ كيفَ لـمِتُّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهويَّاتُ .. قاتلة
حين ألقى " أمينا " سأسأله
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دسَّ، في هوَّةٍ، ذاته
واستباحَ، إليه، حديثَ الهُويَّه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما التعددُ يا صاحبي
غيرُ خيطٍ تمدَّدَ لكنَّ قومكَ ما نظروا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمْ يكنْ هوَ حينَ أتى
أنا عنه بحثتُ وما إنْ أتى مفردا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- حذفتُ صوتكَ انتهاءْ
- فيا أخي .. صوتٌ ونرعاه ابتداءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرمادُ حديثُ العيون المطفأة
تحفزْ فإنكَ بالجمرة العيناء .. فاتَّقدْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- انظر يمينا أو يسارا
- تكاثرت الظباء .. فظمئنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
النومُ صحوة المطلق
لذلك يكون الحلمُ شعرا شذريا
قالَ لي .. وانصرف.
***
وحدها الأسئلة
تدفع الليل إلى أقصى الأجوبة
قالَ لـي .. وانصرفَ
***
لسانكَ وجــهٌ .. يستدلُّ عليكَ = فكنْ أنتَ حتى لا لسانَ إليكَ
وسوسَ لي أنكَ قائلُ هذا وما عهدتك بهذا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قال القدامى: اختيارُ المرء قطعة من عقله
وقالَ القدامى الجدد: اختيارُ المرء لمعة من مشكاة السلف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لأن لا تاريخ لهم
يقصفون التاريخ الكبير في حلب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سارَ إلى شكل يتخيَّرُه
هتفتُ به: لا تسرْ فالشعرُ لا شكلَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ سألتُ الجاحظ لوْ ألتقيه
عن أسباب نزول كتاب " الحيوان " .. الآن ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وثقتُ بكلام الأقدمين يافعا
حرتُ. أشبَّ الفتى عن الطوق أمْ غوى ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سألتها عن وجهة العطر الذي ..
قالت: لوْ أنكَ تحدسُ الحبَّ مـا سألتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من اقترفَ حكاية شهرزاد ؟
خوفُ شهريار منْ عزلةٍ لا لسانَ لها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهوية، عندي، ليست مرآةً
المرآة تعددٌ متشذرٌ والهوية تعددٌ منصهرٌ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الفرقُ بين ما قبل وما بعد ؟
كالفرق بين القول وتأويله عند غير العارف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقترحتُ على ما تبقَّى
أن نكونَ صديقين فاستبدَّ الوسيط
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تعلمتُ العدَّ بالأصابع
أتعلَّمُ، الآن، كيفَ تكونُ شموعا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحمامُ سلامُ الرياح
ورائحة الأرض. قلتُ: صبأتَ بشعرْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قلتَ: النجومُ عيونٌ
قلتُ: كيفَ كانَ وجهُ السماء ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ معكَ في قولكَ
حتى اختلفتَ إليَّ .. ولم نتفقْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذ احتمالَ الورد
فأشعلت الحديقة كلَّ حرائقها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فاغرٌ فمه هذا المكانُ
تهيأ لي أنَّ القبورَ أسنانٌ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
نكصَ على عقبيه
فتأملته. هل كان آتيا إليه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تخشَ أساريرَ يديكَ
واخشَ يديكَ تخدشها الأخاديد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أهبتُ بكَ أنْ تسيرَ
قلتَ إنٌَ الزمانَ قصيرُ اليد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتفى بما تيسرَ له
وأرجأ العسرَ إلى آخر الاكتفاء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقتربتُ منْ جبل رآني
حتى كدتُ لا أراني، وما اقتربتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توجَّسَ خيفة منْ سؤاله
أرجأ النومَ. خشيَ حلما يسأله.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تفرَّسَ في جبهة الليل
دسّ أساريره قمرٌ لا يرى أحدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عدَّ أصابعَه واحدا واحدا
وحين انتهى انتبه: ما هذه يدي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جاذبتُه كلاما بكلام
وكنا نفتقُ سرة المعنى فلا ننام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
درج واحدٌ أمامكَ
أصاعدٌ، معي، إلى هاويتكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ النحاة بوجهين
عقَّبَ الحواة: لنا مآربُ أخرى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الانحناءُ وترٌ ظامئٌ
كالقوس لا يستقيمُ وإنْ وقفَ.
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
إذا الأرضُ ملساءُ
فللريح نزقٌ يدورُ على ذاته
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
لا ترتبكْ حين برثي الغمامُ
على شفة الناي دمٌ وموتٌ وشامُ
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
خذ قليلا من الضوء
واسألْ عن طفولةٍ في الشام
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
سألتُ ذاكرتي عن يديَّ
تلفتتْ منكرة علي قولي: عجبي.
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
النداءُ اشتهاءُ المعاني
والمعاني كرومٌ فلا تكنْ للأواني
قالَ لـي .. وانصرفَ.
***
- كأنك مـا قرأتَ امرأ القيس ..
- ولمَ .. وأنا كنتُ صاحبه إلى قيصر ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يعجبني الفعل: " تأزرفَ ": se girafer
كلما قرأتُ في عين الآخر بلاغة النظر إلى ما دون النظر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة كالزرافة تماما
كيفَ تنظرها وعنقك بين يديكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنكَ برمٌ بكونكَ لا تكترثُ.
خذ جرعة ماء ولا تكترثْ بكونكَ لا تكترثُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- تركتكَ واقفا وهذا أنتَ الواقفُ
- وهل يجلسُ المريد وبابُ المعرفة إلى سعةٍ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
Pour dire un amour, il faut écrire. On n'écrit jamais trop. Que d'amants qui rentrés des plus tendres rendez-vous ouvrent l'écritoire !
Gaston BACHELARD
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابة قيدٌ لشيء طائر
عجبتُ لمحلق يكتبُ ولا قيدَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الصورة سفرٌ بالجدار بعيدا
تخيلتك جدارا لا صورة له، وكنتَ قريبا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السرابُ ضحكة ماء نائم
إذا هسهسة خطو إليه صحا واختفى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
. لكنَّ الموج سمكٌ طائرّ
اللانهائيُّ الأزرقُ سماءٌ تسيرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رؤية القلب نورسة
تحط على الموج لتنظرَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عطفتُ عليكَ لتدنو إليكٓ
وجدتكَ تخيط شذراتي بالذكرى
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الخذلانُ قوة لا تراها
حتى إذا خُذلتَ كنتَ للقوة مرآها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة هندسة المتغيرات.
إذا استطعتَ إليها قولا فاحجبكَ عني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنتَ في التضادِّ الأليفِ
ههه. الخليل صاحبي وليس سيدي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اترك الخليل في العراء
وإذا شئتَ اخرج إليه واسأله عنكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
زنة الشعر حليته
وفتنة امرأة لا تكون بالحلى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة دهشة المختلف
لا تكونُ إذا مهرتها بحكمة سابقةٍ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
On ne lit pas de la poésie en pensant à une autre chose.
Gaston BACHELARD, La poètique de la rêverie
قالِ لي .. وانصرفَ
***
القراءة إبراء الذمة من خلل العالم
فالعالمُ على قدم ملساء إذا توهمتَ الكتابة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سقفُ بيتكَ يتداعى
احجبْ لهاثك اللغويَّ عنه صعودا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العلاقاتُ السريعة حذاءٌ
سرْ حافيا على الماء مـا استطعتَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اعتزلَ واصل بلثغته
كأنَّ حرف الراء ليسَ في الكبيرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عزلتكَ زلة المعنى
بحثا عن سياق قول لا تدركه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفراسة خطوة مؤجلة
قبلها قلِّب التربة لترى غرسكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دعوتكَ كيْ تحتاط منكَ
ألفيتكَ خارجا إليكَ كما أنتَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّقتُ وأطرقتُ مليا
الشمسُ مسٌّ منْ ماء الصَّعق.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفرتُ ذمتكَ يا هذا
وثقبتُ السفينة يا ذاكَ .. لعلِّي أنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الزمانُ منارة بعيدة المهوى
اتخذ مكانكَ أرضا قبلَ الرنوِّ عاليا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ بالتؤدةِ استوثقتَ خيرا
لاستصحبتَ اختلافكٓ إليَّ وثاقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنِّي شيخكَ أبدا
كأنَّكَ شيخي ولما أكنْ بعدُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تجنح إلى أحدٍ لتراكَ
وكنْ إليكَ ترَ المرآة بين يديكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداياتُ مضغة الليل
أبذلها للسماء البعيدة لأعرفني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خطوط اليد شطوط
واليمُّ مـا خفي إذا ارتدت إليك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لليد راحة كاندلاق المطر
وكانفلاق الصخر لا تبقي ولا تذر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
" وخيرُ جليس في الأنام كتابُ "
يجوزُ للشاعر قولٌ، ولكنْ أينَ الأنام ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اسكنْ إليكَ وارتبكْ
لا شيء استوى إلا كانَ ذوى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- مـا بيمينكَ يا الفتى ؟
- تلكَ هوامشُ في صحيفتي لأمحوني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما اعتقدتُ أني إلى أثري
حتى لملمني فتى تركته للغياب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ بأثوابي صعودا
وكانَ العريُ، كما النهر، في طلبي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذ آنا بالجبل الرائي
أفقتُ وكنتُ مغشيا عليَّ من الوقوف.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تصدق امرأةً تغارُ
هيَ ترى جمالها يحلو بعينيك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا شئتُ أسألُ كيفَ أقولُ ؟
تحدثني شاعرا ثمَّ تسألني عنكَ في لغتي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صرفتُ. بلفتةِ طرفٍ، أثري.
قمتُ أمشي وخلفي يلهثُ أثري.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ إلى خشعة الضوء
أستفسرُ عن وجهتي. محدثٌ وربِّ الكعبة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتُ القولَ عن صبيٍّ
يخرجُ إلى الماء .. شاهرا قصيدتي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جلستُ إلى شيخي مريدا.
كان شيخي في خلوته شاهدا شهيدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اللسان تمامه النقصانُ
فزعتُ إليَّ: أتراني أتيتُ حكمة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أودعتُ البلاغة خرجَ الريح
فانفلقَ الغمامُ عن فتًى .. تمثلَ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
طرقتُ فسيفساءَ اللغة
فأوشكتِ البلاغة تنعى عليَّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رأيتني شيخا يعدو بي
فآليتُ على شبحي أنْ يتعقَّبه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ثمَّ عاد القهقرى:
شدَّ على الكلام حتى الفناء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى الشعراء
فهم بين تقاصٍّ وتناصٍّ وتلاصِّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفترضُ آنَّ الطريق إليَّ
سرتُ لأحملها فإذا أنا أقترضُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولا تسأل عن الخبر
ضممتُ ثوبي وإن لا ثوبَ للصَّدى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا خاطبتني أقلَّ لغوا
كان يسألني التخلي عن إرثي الوحيد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قرأتُ ابن شهيد أيام الطلب
راجعتني: أعد القراءة. لم تعدُ الطلب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالت العربَ: ألمَّ بمعنى
إذا أغار عليه بافتتان، وما زالتْ تُلمُّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ من النحل والنخل
من الوضع والرفع ومن النصب والشذب
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وكنتُ على جرفٍ هار
فسكنتُ إلى الطين كيْ أستوي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اتكأتُ على قامة الريح
فانبرى ظلي يعدو خلفَ الريح
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هناكَ .. إخبارٌ واضحٌ
هنا، ولابدع، إخبارٌ مشفَّرٌ. عجبي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فاتنٌ هذا الوقتُ العربيُّ
كأنه قوتٌ يلقى به إلى أهل الانتظار.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبَّأتُ يديَّ في يديَّ
اتكأتُ على وجع. خبرٌ يدايَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
مرر يدا على جبين تغضن انتظارا:
كأنما سقط إلي من الذاكرة مسلسل مكسيكي:
" أنت أو لا أحد "
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنبئتُ أن يوم الأحد
كان يعني " أول " في قديم الكلام.
لم أصدقْ لأنَّ الكلامَ، بعدَ الحَرفِ، عاد قديما.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضحكَ حتى استلقى على قفاه:
تخيروا يوم الأحد كأنْ لنْ ينظر آحد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كالبياض الذي ينتشي
بالموت حياةً .. جسدي للفراشة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هيَ أسماءُ فأسحبوا الأسماءَ
منْ سجلِّ الكـلام .. والأشياءَ
وأقيموا شاما تكونوا .. نداءً
عربيا .. إذا انتبهتمْ .. نداءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ووسوسَ بي الجبلُ:
كن حجارة ترَ البغاة إلى حُفر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تحدِّثُ الأرضُ قائلة:
بي رجة، وبعدها للطغاة خبرٌ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
في البدء كانت العربُ.
تداولها الدهرُ فما كانتِ العربُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقتربْ من النافذة
أطلَّ. هاتِ رؤياكَ. لنْ أبينَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ الشآمُ ؟ وكيفَ الحسنُ يتحدُ
بالنور يرقى الذرى مجـدا ويقتعـدُ ؟
كأنَّـه سائـلي .. والشّــامُ مذبحـةٌ
كأنْ بها أسدٌ يسعى .. ولا أسـدُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنني أعرفُ موجتي
لما صرفتُ النهرَ إلى جبتي يختفي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أثرُ الخطو على الرمل
أرواح من سبقوا فكيفَ تكونُ الأشباحُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتامَ .. لا تنتضي آنسابها العربُ
والموتُ " تلبيسة " مـا همَّـه الهربُ ؟
وللطغاة .. يـدٌ .. تهــوي بكلِّ يــد
تبيدُ أهلكَ.. خوفي يمَّحي النسـبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الريح شبح لا يرى
إلا مقتفيا دما عربيا في الشام
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ألقى إلى اليمِّ بمخطوطٍ
فاشتدَّ ساعده، بالكتاب، لا يني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. هرولَ يلتقط أنفاسا:
أكانَ قالَ نزارٌ لوْ أتى نسبا: = " فيا دمشقُ لماذا نبدأ العتبا " ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتى إذا سئلتَ عن الكتابة
انعقد اللسان وتفصد الجبين وتهاوى الجسد
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وفي لطيفة ثانيةٍ: بانَ البيانُ.
شط، وبعدَ، ونأى، وشحط، وقصا، وشصا، وسهُب، ونصب، وشطن، وشطر، وشسع، ونزح، وعزب، وغربَ. فاعجبْ كيفَ يبينُ البيانُ فقها وبونا وكيفَ يأتي كرها ودجنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من لطائف العربية: بانَ البيانُ
وتأويل الفعل قلبا: نابَ عنكَ وما أذنتَ له.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
نفخوا في الصور: اقترعْ
قرعتُ البابَ فتعلقَ بي: أيهذا ارتدعْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنكَ اصطبحتَ شعرا:
ستغتبقُ القصيدة. ثمَّ شرقُ = يُصعِّدُ جرحـَه .. فالليلُ طوقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وماذا تقولُ أنتَ ؟
تكفكفُ دمعة حرى دمشقُ = وتمتشقُ النداءَ .. يدا تشقُّ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والله .. صدق الرجل:
.. ودمع لا يكفكفُ يا دمشقُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوَ جُستَ معرة النعمان ؟
أوجَستُ خيفة من أبي العلاء صاحيا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
رسوتُ قربَ دمي
فحسبتُ البحرَ لي جسدا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توسمتُ أنك قاتلي
وما ترسمتُ إلا هالة حبكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جسدي خرقة
فلا تخط الكفن بغبر الضوء
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
: فامنح طرفَ عينك غيرنا ..
كيفَ وليسَ لي إلَّاها في عينيٌَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرح البلاغة خروج
أما بلاغة الجرح فابتداء الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الفرق بين الكناية والكنية ؟
كالفرق بين قراءة الظاهر وقراءة الباطن.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنني أرى عريا.
لحا الله التشابه بين ياء وباء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطوط خيوط
الثوبُ كتابة. وما قرأتُ الجرجاني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بسط يديه. كانتا مختلفتين.
ولما سألته أخرج ثالثة من جليد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
من اجترأ فلمْ يحبَّ مصرَ ؟
طيب. فيم المماليك خرجوا من القلعة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السماءُ وشيكة الانقضاض
الأرض تنقضُ غزلها لتعرى تماما
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لم يخطرْ ببالي مـا أقولُ
انتبذتُ ركنا كأن لا أحدٌ قارئي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وقفَ القديمُ على الحمى
عجبتُ كيف تلك الحمى في أثوابي.
قال لي.. وانصرف
***
الكلامُ جرحُ البلاغة
تقلد جرحك كلاما، ولا تكن بليغا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ثوبَكَ .. ثوبَكَ .. قدَّ من قبل
وما آنتَ يوسفُ حتى تصدقَ رؤياكَ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ الكونُ تفاحة أولى
وكانت الأرضُ يدا تمتدُّ إلى شجرة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
تأملَ اليوسيُّ ما اقترفتُ:
لا تسكن الرائية. بكَ خرابٌ وشيكٌ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
.. وكنتُ قرأتُ أبا العلاء
ولما التقيته أنسيتُ كلَّ شيءٍ سواه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
شدَّ على الماء وانقبضْ
لا الماءُ يداكَ ولا أنتَ بالقابض.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
النقدُ قدٌّ كالعرجون
تلكَ منازلُ مقدرةٌ قبلَ الاستواء.
قالٓ لي .. وانصرفَ
***
الغمامة قامة تمشي
لا تنحني إلا لتقبلَ الأرض. اتعظ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا شعرَ في الحديقةِ
إلا إذا اشتعلَ الماءُ بالحبِّ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرة التأويل فراغ
كيف الطينُ يُؤولُ ما عتَّقتْ يداكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اللحظيُّ شذرة الوقتِ
والوقتُ أنتَ. كم شذرة في يديكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كامرأةٍ يندلقُ النهرُ
يخط ويمحو، فالرملُ لحظة فقط.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحَصَى خفقة الأرض
فالتمسْ، من الخطو، ما يكونُ قلبكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العمرُ سِفرٌ غامضٌ
يلزمكَ عمرٌ ثان للسفر إليه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قمْ إليكَ مجاجة مسكٍ
فالشعرُ طيبٌ واردٌ بالتحلي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
واهمٌ أنتَ بانسجامي
أنا التَّضادُّ الوليدُ. أنا انبهامي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ .. ولا تكتبْ.
إنَّ الكتابة قيدكَ. كنْ غيرها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ جثا ناظرا
وكنتُ أكنسُ، بالخرقةِ، خبري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحرفُ طيفٌ خائفٌ
اقتصدْ، في الضَّوءِ، لتعرفَ ظلمتَه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. ولا تجادلْ إلا حلما
كثرَ الوالغون في إطار المعنى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. وإذا قفَّيتَ يا أنتَ
لا تتبع السلفَ الصالح إلا اختلافا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا مخضتَ قصيدة
فاسعَ الهوينى، واحذر الزبد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أخذتني الرجفة قادما إليكَ
فأوصدتُ عليَّ ذاتي، فكيفَ أتيتُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدثني عابرٌ غيرُ ثقةٍ
عن فتى يجذبُ جلبابي ليحملني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
انهضْ كأنكَ أنا
وانسَ، بعد النهضة، أنكَ أنا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توضأ إذا أفقتَ حياةً
بماء العمر، فمنامكَ كان موتا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تنحَّ، إذا شئتَ، عنِّي
حتى يبحَّ الصَّدَى من عبارتكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ لماذا
ألحَّ القدامى على الحيوان تأليفا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الطنينُ إذا استبدَّ وقتا
فاعلمْ آنَّ الماءَ لا رئة له. الذبابُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان ناداني قبلي وبعدي:
النهرَ .. النهرَ .. خذ الماء جسدا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أعتدتَ قصيدة ثانية
وحثوتُ الترابَ حدَّ فقداني
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قرأتُ عند الأقدمين
أنَّ العُصيَّة من العصا. نظرتُ حولي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدثني عن لغة البحر
ولم يكن شهد الوقوفَ عليه. عجبتُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اعتزلتُني بعضَ يوم
فأخفى الزمانُ البقية عني ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أعرفُ خبرا
سوى أنَّ الابتداءَ نداءُ القلب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شُقَّ صدركَ بالمحبةِ
إنكَ، الآن، إلى العتبات تسعى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا لا أسمِّي أحبابي
ذاهبٌ أنا إليهم دونما أبوابٍ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدستُ أنكَ خلوتَ
فآليتُ عليَّ أنْ ألتقي بظلكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أبقيتُ بعضَ يدٍ
لأفتشَ، بها، عنِّي قربَ الجسد.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا عدتَ أدراجكَ
فلأنكَ، بعين الشكِّ، تنظرُ أبراجكَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة الحق
مـا بين خطوتك .. وحظوتك
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا وثقتَ بأمر
تذكرْ أنَّ الأمرً .. آخر
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- الكتابة ترتيبُ الكلام
- الكتابة تذويبُ المعنى في الكلام
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جرحي وطنٌ
إنما وطني جرحٌ. كيفَ سُكنايَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان فقيها ورعا
ولكنه عمرو بن العاص كان الله لك.
قالَ لي .. وانصرف.
***
رأيتك مرشحا
فقمتُ .. أرقيك بالمعوذتين
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
توهَّمتُ كتابكَ
يقرأ لي أثري مغشيا عليه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئلتُ عن نافذةٍ لي.
كيفَ أسألُ عني ولستُ لي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتُ في سفر
عدتُ، ولمْ يعدْ بي السفرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هذه عصاتي
خذها وهُشَّ عليَّ بالمحبَّةِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ لكَ ..
تسفرُ لي وتحتجبُ عنكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الثنائية جوهرٌ
منْ نأى عن سيرة الكوثر ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
.
***
فسحة من المطر
اخرج لتبتلَّ شمسُ الذاتِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجَّرتَ اختفاءكَ عني
كيفَ تؤجلُ استباقكَ إليَّ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنني أرقبكَ
تقتربُ. ابتعد عنكَ، وارتقبني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اختلفتُ إلى الريح
على قلق. الريحُ تعبثُ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا قادمٌ إليكَ
فاتخذ كل شبهةٍ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ علمتَ قليلا
لانكفأتَ صمتا يقولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تبحثْ عن دارةٍ لك
في عتمة يديك.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سماء تظلك وأرض تقلكَ
فكيف لا ترعوي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجيم جنون
بين الجسر يمشي ووقفة السرٌَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأملَ فعلتي:
مَنْ دسَّ في يديَّ وقته ؟
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
خذ بيد الشيخ
إنك إلى نبإ عظيم
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
الفراشة
شفة الكلام على الماء
قالَ لي ..
وانصرفَ.
***
وقفَ على شفير الموج:
الماءُ نصلٌ ينحتُ الصخرَ بالفراغ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحكمة حلمٌ
تدثرْ جيدا فالليلُ مختلفٌ باردا
قالَ لي .. وانصرف.
***
السؤال إبرة .. والمعرفة خيط
فارتق ثوبك العاري ..
قالَ لي .. وانصرف.
***
المعرفة جداركَ
كمْ مرة تسلقتَ، وحدك، الجدار ؟
قالَ لي .. وانصرف.
***
شدَّ وثـاق العمر
بخيوط النور لتحيا كما أنت
قالَ لي .. وانصرف.
***
القناعة وديعة في قلب المحبِّ
قالَ لي .. وانصرف.
***
هالة تخدشُ البصرَ.
غُضَّ سيرا.
قالَ لي .. وانصرف.
***
ريشة في يديك
.. تلكَ خفقة طائر الجسد.
قالَ لي .. وانصرف.
***
لا تأتِ النهرَ مرتين
قبلما يجفُّ الماء
قالَ لي .. وانصرف.
***
إذا دائرة ..
ارسم بها مخرجا
قال لي .. وانصرف
***
لا تكن بدونك
حين تستفزكَ .. المرآة
قال لي .. وانصرف
***
تنحَّ قليلا .. ليمرَّ الهواء
إلى رئة المعنى
قال لي .. وانصرف
***
وحدها الأسئلة .. ترى الأجوبة .. عمياء
قال لي .. وانصرف
***
نقطة واحدة
بين الانتخاب .. والانتحاب
قالَ لي .. وانصرف.
***
ربما
الانتخاب .. انتدابٌ جغرافي ..
قال لي وانصرف.
***
تنحَّ قليلا .. ليمرَّ الهواء
إلى رئة المعنى
قال لي .. وانصرف
***
لا تكن بدونك
حين تستفزكَ .. المرآة
قال لي .. وانصرف
***
الكلام يشد الكلام
يقد إلى النص ملح التناص
ولكن ذاك التناص أتى درجا للمقام.
قال لي .. وانصرف.
***
الموت لا اسم له
فآخره أتى يجتاز أوله
أسميه كأني لا أسميه، فكيف له ؟
قال لي .. وانصرف.
***
صدقت ان الفجر ذئب
كان يغزل للسماء دنوها بيدي
قال لي .. وانصرف
***
كلما حدث الشجرة
قالت الارض لولا بكى أثره
قال لي .. وانصرف
***
إذا كان قيدا هو الشعر
كن أنت حرية الشعر بالنافذة ..
قال لي .. وانصرف.
***
اكتب كأنك لست تكتب
أنت لا تدري إذا ظمأ لماذا تشرب.
قال لي .. وانصرف.
***
التناص احتماء بما الريح
تنحت من حجر عند ماء جرى ..
فال لي .. وانصرف.
***
كأن اقتفاء أثر الغير
غيم إلى البحر يمشي بماء ..
قال لي .. وانصرف.
***
قلت: نحن استعارتنا تلهث
قال: نحن بها زبد قد يكون، ولا يمكث.
" ... " وانصرف.
***
لأنا نخاف الموت نكتب.
نكذب قليلا إذا ما موتنا تتأهب.
قال لي .. وانصرف.
***
الشعر خوف طارئ
من لا يخاف قصيدة لا تطرأ
قال لي .. وانصرف.
***
ابتعد عنك قليلا
وأغثني قاتلا لي أو قتيلا.
قال لي .. وانصرف
***
اغترب عنك باللغة الراحلة
خارج الليل يحملها بمعاجمه الآفلة.
قال لي .. وانصرف.
***
إذا دارت الشمس
تلك استعارتها لﻹشارة.
قال لي .. وانصرف.
***
لا أحبذُ ترجمة الشعر
لا أحدّ كان يعرفُ ماذا آحبْ ..
قالَ لي .. وانصرف.
***
القناديل ضوء السنابل
واليد ليل، وهذا الكلام قتيل ..
قال لي .. وانصرف.
***
كيف لاسمك هذي المنافي ؟
أنا كيف لي،ذاهبا عنك، ألا أوافي ؟
قال لي.. وانصرف.
***
خفة العنصر اللغوي
ترتقي بهشاشته الممكنة.
قال لي .. وانصرف.
***
الكتابة أقنعة مائية
تختفي، بينها، لغة نائية.
قال لي .. وانصرف.
***
العصا بين مرحلتين
كما جسد آخر عند فاصلتين.
قال لي .. وانصرف.
***
لغزة أن ترتدي دمها للصعود
إلى دمها خارج اللحظة العربية طبعا.
قال لي .. وانصرف
***
بقايا دم في يد الشمس
أخشى على الريح غضبة الماء.
قال لي .. وانصرف.
***
يحدث أن تنظر في المرآة
وقد يحدث أن تنظر فتسقط مغشيا عليك.
قال لي .. وانصرف.
***
- أكلُّ الذي قارئون من الشعر ؟
- لا تسألنَّ، سيرميكَ بالمنتأى طارئون.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وطنّ للكتابة
أفتحُه .. لأكونَ .. الوطنْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة ترياقها جرحُها
كالبحار إلى موجها ملحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة جرح الكلام
إذا الريح منسأة للغمام ..
قال لي .. وانصرف.
***
الكتابة منفى
فأي .. بمنفى كتابته ؟
قال لي .. وانصرف.
***
وحدها سورة الاسئلة تظمئ النهر
ان صورة مهملة
قال لي وانصرف
***
الشعر نهر .. لا تأتي لحظته مرتين.
قال لي .. وانصرف.
***
القصيدة معنى يُعلَّقُ
بين مكانين لوْ جَرسٌ للنِّداء.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها حكمة الاسئلة
ترتقي بالكلمة سماء الى السنبلة
قال لي وانصرف
***
اقرأ بعينيكَ الكتابَ
تكنْ إليكَ فإنَّ غيركَ حوَّرَه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كان لي جذلُ الحقيقة
قلتُ: فاوضتُ القدامى كيْ أراكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كان أوَّلَ رؤيا القصيدة سعدي
ولكنَّ يوسفَ لمْ يرها، ثمَّ لا ذئبَ بالقافية ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتشابه الأسماءُ طينا
أيها سورٌ إذا ما تُحجبُ الأسماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خاط برقا همى لمعا
ودعا الطيرَ: كوني له ودَعا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقمَّصُ روحَ سواكَ لتنظمَ شعرا
وربِّكَ إنْ قبَّلَ الثغرَ قافية أتذوَّقتَ خمرا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
دعوتُ على الخليل بما القوافي
تئنُّ به .. اكتفــاءً .. بالزحـاف
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقمَّصُ روحَ سواكَ لتنظمَ شعرا
وربِّكَ إنْ قبَّلَ الثغرَ قافية أتذوَّقتَ خمرا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة أنْ تُحدثَ اللاكلامَ
إذا استلمَ القومُ طائره لنْ يعوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون كما قد تشاءُ
إذا ما تشاءُ تخطَّ البلاغة قيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما قدُمَ العهدُ بالشعراء
أتوا برقَ ما كان يستفتحون النداءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يستعيرُ جناحين من قدم
كيْ يقولَ القصيدة منْ أول الهرم
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يقتفون القصيدة. هلْ تقتفي ؟
لا وربِّكَ لا أثرٌ لسوايَ، وبي أكتفي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ: منذ متى والقصيدة أنتَ ؟
كأنَّ بيَ المهدَ كانَ تأرجحَ وهوَ كليمُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكونُ فوضى كأنِّي لا أنا
وإذا التقيتُ ظلَّكَ عضَّ الماءَ لحتُ هنا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبتُ أكونُ، في فوضايَ، أقرأْ
إذا شعرٌ يُباغتني، نظاما، حين يطرأْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيْ ترى اللغة العربيَّة أجملَ
اقرأ عيون البلاغة في لغةٍ أجنبيَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
القراءة عينُ الكتابة
لا تمش خلفكَ. لا عينٓ لكْ
قالٓ لي .. وانصرفٓ
***
.. البكاء حديثُ الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولو الفتى حجرٌ
ستنحتُه المياهُ .. مرايا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يظلُّ الشاعر ناشئا حتَّى
إذا وهم أنه شاعرٌ كفَّ عنه الشعرُ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
فتنة الكلمات وليسَ تقالُ
إذا ما ضحكتِ، وإنْ كلماتٌ تقالُ ..
قلتُ أنا .. ولمْ أنصرفْ.
***
كيفَ نحنُ على الذات نعتكفُ ؟
كيفَ عجلٌ أتى فاختلفنا إليه كأنْ نقفُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أقرأ الآخرين من الشعراء
وأكتمُ أسماءهمْ لأحبَّ القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الشعرُ كونيٌّ وليسَ قصيدة عربية
فلمَ الحميَّة تستفيقُ رماحُها لتصادرَ الكونيْ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأوصياءُ على الكتابة غاضبون
من الذين يُراودون قصيدة: لمَ تكتبون ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كثرَ الشعراءُ ولا ماءَ يا أنتَ
- أوسعْ، لهمْ، رئتيكَ يكنْ للقصيدة ماءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عجبي من الشعراء يفتتحون
بالشعراء سِفرا، ثمَّ يجترحونه. عجبي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تجاورْ ذهابا إلى الفلسفه
ربَّما غارَ شعرٌ، وما كدتَ أنْ تعرفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أهتمُّ بالنَّقدِ إلا قليلا.
إذا نزلَ الشعرُ لا شأنَ لي بالصَّدى.
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أحملُ الكلماتِ إلى موتها
إذ أقولُ، وأسألُ: أيٌّ لنا يَحملُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجذبُ الصَّمتَ منْ ثوبه
فيغمغمُ: كيفَ استبقنا إلى عرينا ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
وأقولُ: لستُ بكاتبٍ شعرا
فتشخصُ، خلسة، هذي القصيدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ملحُ القصيدة .. جرحُه ماءُ
إنْ سالَ قولا .. قالَ إيحـاءُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ إلى الشعر أقربَ منكَ إليكَ
لتصعدَ نقدا إليه إذا ما استطعتٓ سبيلا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون إلى شاعر ناقدا
يتعينُ أن تقرأ ما لمْ يرَ الآخرون ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتأفَّفُ منْ عتمة الأمكنة
لوْ أردتَ لكنتَ إلى ضوئها أزمنة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكن ناقدا للقصيدة. كنْ عاشقا
فالظباءُ تكاثرتِ، الآن، أينَ خداشٌ غوى راشقا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تكونَ القصيدة إلا اعتزلتَ
وإلا اعتدلتَ لها، وحدها، قامة واقفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وأنا لمْ أرَ الشعراءَ هنا
قيلَ: لكنَّهمْ لا يكونون إلا كلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا غربتْ هذه الشمسُ. أيَّانَ ؟
قالَ ابن حزم: فمنْ مغربٍ .. تشرقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فهاتِ إلىَّ منْ سبإ كلاما
قلتُ: لا نبأ هنا إلا كانَ انكتاما ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسأل الكلمات عنْ آياتها
آياتها أنَّ العبارة لمْ تكنْ إلا يديكْ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أعلى لا تكنْ نجما
فقط كنْ شاعريا لا يُحبُّ الآفلين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أكبرَ في الكتابة
جرِّبْ حدسَ منْ أخذوا الربابة ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
فاجنحْ إلى صمت النخيل
إذا الكلامُ، بدونما لغة رأتْ يتكلَّمُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتعرفَ ما القصيدة
سوفَ تعرفُ قبلَ قول: ما القصيدة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هؤلاء وأولئكَ كانوا إلى الشعر
والشعرُ يدخلُ ماءَ الأقاصي، فلمْ يصلوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تحملُ أسرارها
وبعيدا تسيرُ ولا أحدٌ مدركٌ نارها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لشاعرُ تاريخ من الشعر
ولكن الشعرَ لا تاريخ له سوى الشاعر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشاعرُ تاريخ من الشعر
ولكن الشعرَ لا تاريخ له سوى الشاعر.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أحبُّ الأساطيرَ. هرمسُ
في أثري كيْ يفسِّر للآخرين خطايْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنِّيَ بالمعنى .. تحيَّة يعسـوبِ
إلى ما تبقَّى منْ حقيقة مكتوبِ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما أولُ المعنى بنصٍّ ما ؟
أتعرفُ ؟ لستَ تعرفُ منه إلا ظلَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتمثلُ قولكَ لي: إنَّنا لغة
تختفي بالتآويل؛ هلا تمثلتَ بي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ أنتَ مُكبٌّ على الفلسفة ؟
- ما بفلسفة هيَ؛ لكنَّها الشعرُ للفلسفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كقصيدة نثر تكون المسافة
بين الكلام وبين الغمام حديقة وردْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحضارة في المعجم العربيِّ
كأنْ حاؤها بالتزيُّد: ربَّتما ضارة نافعة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا ما قرأتَ سواكَ
فأنتَ إليكَ كأنَّكَ أنتَ رواكَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لستُ أقرأ ما أكتبُ
لأكونَ سوايَ كأنِّيَ لا أكتبُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أعرفتَ الطريقَ إلى الشعر
أمْ لا طريق لأنَّ كتابكَ لا شكلَ له ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يتمٌ إذا ما حدَّثوا عرضا
أخذتهمُ عـزَّة بالإثم .. فانشعثـوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ، مثلَ لهاث الماءِ، ما لبثوا
إلا قليلا .. وإذا عاثوا فقد لهثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ هذيٌ إذا قالوا ومـا سألوا
وإنْ أتوكَ مجازاتٍ .. فما اكترثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يجترحونَ السرَّ ملءَ يـد
ممدودة .. وإذا مغلولة .. نفثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
والناسُ يستحدثون الريح تحملهمْ
إذا حذوا نعلها.. إنْ ولولَ الحدثُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الناسُ موتى إذا استيقظوا نكثوا
عقدا وإن لبثوا مـوتـى فقد عبثوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
متعثِّرا في خطوه اللغويِّ
كان الشاعرُ الأرضيُّ ظلا للكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرُ: منذ حرب الخليج
وعالمنا العربيُّ كأنَّ إليه ضجيجْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لمَ العَربيُّ حزامٌ إلى النَّسفِ
كالخارجيِّ حمالة سيفٍ بلا سيف ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اقرأ لتفتحَ، بالنَّوافذ، منزلكْ
إنِّي رأيتُ الريحَ نازلة تفحُّ لتعزلكْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
يسألونكَ عنْ شاعر كانَ
قلْ: حسبيَ الشعرُ يعلو المكانَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تُحدِّدْ إقامتكَ اللغوية
كنْ شاعرا يتسكَّعُ في الأروقة ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
قلْ: ولو كانت القيمُ المهملة
سلما لارتقى كلُّ ذي أربٍ مسألة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قفْ هناكَ لتقرأ نيتشه
زرادشتُ لمَّا يتكلمْ بُعيدَ الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بين الحقيقة والحديقة هامشٌ
وغزاله يثبُ السؤالُ به ليكبرَ هامشُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صدَّقتُ أنَّ الفجرَ ذئبٌ
كانَ يغزلُ للسَّماء دنوَّها بيديْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالَ: بين الصَّدى والصدأ
شبهة. قلتُ: تلكَ أماراتُ النبأ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنْ حديثاً فلستَ تميلُ
إذا أحدُ الجانبين إليكَ يميلُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المنتهى أبدٌ مشى
وكأنَّه سهوُ الطريق إذا عشا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إلى الأستاذ زيرفان علي سليفاني مع المحبة:
اليبابُ كلامُ السَّراب
ولولا الفتى كادَ هذا الغيابْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
قالَ ينظرُ: ما المتفائمُ ؟
قلتُ: ومنْ عجب الأمر: ما المُتشائلُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يا سيِّدي هلْ نقرأ التاريخ
منْ شرق إلى غرب ؟ متى نفهمْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفَّة العنصر اللغويِّ
أقلُّ ثباتا من العنصر الدمويْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحقيقة خذروفها دائرُ
مثلما الأرضُ حين تخفُّ، ولا طائرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسافرْ بعيدا إليكَ
فأنتَ قريبٌ، ولكنَّهمْ يُسرفون ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتوحَّدُ أعضائيَ الحائرة
بالبقيَّة منْ ثوبها خشية الدائرة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرُ، عندَ القول، درويشَ
ها نحنُ ننعمُ، بالقتل، في حفرة واحدة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ قرأتَ وصاياهمْ كلِّها
لتحدِّثني عنْ نواياهمْ .. كلِّها ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تؤلِّبْ سرابا عليكَ
فقد يمَّحي فإذا أنتَ ماءْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بينَ التطرُّفِ والطرفِ اختـلالاتُ
ذاكَ انتهى فإذا هذا احتمـالاتُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الإرادة جسرُ الطبيعة
هاويتان أمامي، ولا جسرَ لي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تمثلتَ " نيتشه " قليلا ؟
- تأوَّلتُني أنا، بعدَ القراءة، خوفا بديلا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهُويَّة تذهبُ عنكَ إليكَ
ومنكَ إليكَ الهُويَّة ذاهبة بكَ عنكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ أبدأ حيثُ بدأتُ
كأنَّ جدارية لي عليها اتَّكأتُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَ ليسَ يَسكنُ، بالحقيقة، وحـدَه
إلا الحقيقة أنتِ .. تملكُ .. حدَّه
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أتكتبُ، الآن، قبلَ الليل ينصرفُ
كأنَّما، بعدُ، عنكَ الشّعرُ ينعطفُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أذنتَ، ولمْ تأذنْ كأنَّكَ
موجة إلى مدِّها جزرٌ تقاذفه بحرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تخافُ البياضَ إذا قمتَ ليلكَ
مثلَ السَّواد توضَّأ بالغيب حتَّى أتى قولكَ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنتَ. لا ترو شعرا لغيركَ إلا
إذا كان نسيا بشعركَ .. لولا أشكُّ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
القراءة فعلُ الكتابة ليسَ يُرى
فإذا ما رأيتَ يديكَ تسيران. كنْ شجرا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هذه الأرضُ ليسَ تضيقُ بنا
هيَ منْ جبَّة الحُبِّ تنسلُّ لولا القطيعْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لغة الشعر بيضاءُ كالأبديَّة
لا شوبَ إلا الرهافة تلبسُها الأبديَّة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا أجبلتَ .. وانصرفَ الكلامُ
قفوتَ صدًى إليكَ .. ولا نظـامُ
قالَ لي .. وانصرفَ
***
أقلَّ الهجوَ واستفتِ الزمانا
بأيِّ عبارة .. تأتي الكيانـا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سلَّمُ الكلماتِ الصغيرة يأخذ
مبتدئين إلى سلَّم الكلمات الصغيرة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حين تمتلكُ اللغة النافذة
لنْ تكونَ، إلى لغوها، مشرعا نافذة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يسألُ الشعراءُ عن الشعراء
وأعجبُ: ماذا إذا سألوا: أهمُ الشعراءُ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يتجولُ بين الكلام وأنقاضه
أفلمْ يلفِ إلا قليلَ كلام بأرباضه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ عقَّبَ في خفة الطير
أنَّ بقافية منطقا، فتعقَّبه المنطقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشرُّ .... عِيٌّ ....
والتاء تكملة .. لا داعيٓ لها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شعرية اللغة ابتداءُ الكون
فاقرأ بي كتابكٓ .. تبتدئْ لغتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شعرية اللغة ابتداءُ الكون
فاقرأ بي كتابكٓ .. تبتدئْ لغتكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حتَّى إذا ما خلوا حذوَ الميادين
قالوا: أكنا إلى لغو الشيــاطين ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا سئلتَ عن العبارة وحدها
أفكنتُ تختتمُ الكلامَ كأنَّما لا ينتهي .. ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
يتناظران كسائلين عن الحقيقة
والحقيقة تختفي من حيثما يتناظران ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في آثار منْ سبقوا
ومنْ إذا لحقوا كانوا، فلا أتخيَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في اللاشيء مُنتهيا
إلى هُويَّته فصلا عن الوصل يُخبرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في المنسيِّ منْ كلماتنا
وأنذرُ قربانــا يدي حين أنذرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في هذا وذاكَ
ولا أنا أفكِّرُ إلا حائرا أتدبَّرُ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في ما ينتهي
بعبارتي فأمسكُ بي صمتا إذا أتعثَّرُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفكِّرُ في الأسماء تأخذ
خلسة معانيَ أخرى حينما تتذكَّرُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الحماقاتُ، أجمعُ، فتنتها البكرُ أنثى
على الأرض لملمها شاعرٌ في قصيدة حبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السَّرابُ الأخيرُ كذئب جرى
وإذا نامَ كانٓ رأى ظمأ لاهثا خلفه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ ناصحا كبقية فتوى
لا أحدٌ بالمُصدِّق قولا، فلا تكُ غيركْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمليتُ توصية عليَّ نسيتُها
فأهبتُ بي ألا أكونَ دليلها للآخرين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدّقتُ في جُرح الجدار
كأنَّ منه صورة لي خلفَ ذيَّاكَ الإطار ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ أحدِّثَ جسرا على الماء
إلا إذا كانَ غيما يُطلُّ وأوشكُ أقطفُه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ تردُّدُ نافذتين
عن النوم بين هواءين مُختلفين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وشوشَ العشبُ للعاشقين
بما تركوا وشوشات فما تركوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لاسمِها الفجرُ يثغو قياما
كأنَّ الطبيعة لولا اسمُها لا تفيقُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كشيء ما .. يقولُ ولا يقولُ
وأنتَ تعربه فتغربه قصيدكَ. لا وصولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لستُ أقرأ ما يكتبُ الآخرون.
- كأنكَ قلتَ: أرى الآخرين وما كتبوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لمَ أصبحَ شعركَ ينظرُ بي ؟
- منذ كادَ لعينيَّ نهرا فسالَ الحريرْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكادُ أقولُ: لأني أخافُ
إذا كنتُ وحدي ولمْ تبتدئ لغتي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يحتدُّ في قوله مستنفرا
يدَه: إلا القصيدَة، إلا إرثنا أبدا
مستفسرا عنْ ذهاب حيثما بدع، وناسيا
أنَّ شيئا ما قد اتقدا، وأنَّ دنيا إلى دنيا تداولها
كما الطبيعة تأتي .. والدا .. ولدا ..
قالَ لي متزيِّدا .. وانصرفَ.
***
الشعرُ أبسطُ منْ معلقةٍ
إذا ما خبزنا اليوميُّ كانَ قصيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة لعبتنا اللغوية
لا تتعبوها بأغمضَ منْ عمرنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة حذفُ الإبانةِ عنكَ
وفيمَ ؟ ليكتبكَ الآخرون إذا قرأوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يَطمئنُّ التلقي إلى فكرة ما
وينعمُ باللذة المشتهاة إذا صورة ما ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لا تطمئنَّ إلى مُدونة اللغة
وانشدْنَ وحدكَ سرَّها بعدَ اللغة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ هويَّتكَ القاتلة
كلما سفرٌ حيثما لغة قائلة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ يدُسُّ البلاغة في الريح
كيْ لا تعيدَ التشكلَ نهرا جرى مرَّتين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيْ ترى اللغة العربيَّة أجملَ
اقرأ عيون البلاغة في لغةٍ أجنبيَّه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأبجديَّة حدسُ التلاشي
إلى جذبة لستَ منها سوى كأسها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فيمَ تنصرفُ، الآن، بعدَ مقالكَ لي ؟
- البقاءُ هنا وشيكُ القراءة. أصرفني لأكونَ لكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ أطيلَ وقوفي بأرضكَ. لستَ هنا
وأنا، منْ هناكَ، أراكَ ولا أستوي، أبدا، بدنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما الفرقُ بين عمامة وغمامة ؟
- لا فرقَ بين كتابتين وإنْ تحولتِ النقطْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
الكتابُ سرابٌ فهُمَّ به
ربَّما إنْ تلفَّتَ بيدا ألمَّ شرابُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تُصدِّقْ أنَّهمْ قد رحلوا
لا يرحلُ الموتى وإنْ لمْ يسألوا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
حدَّثوا: فتنة حائمة
فإذا كهفُها كانسٌ ليلة نائمة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقربا الشجرة
تركا، إلى جسديهما، نظرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطيئة تفاحة تنظرُ
حولها فلمَ الجاذبية لا تقدرُ .. ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تنتبه. أولئكَ ارتحلوا
فلا تأتِ الذين أتوا قميصا. فانتبه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأساطيرُ ذاكرة الآخرين
فكيفَ أحوِّلُ ذاتي إليها بلا ذاكرة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة فوضى منظمة
مثلما الكونُ، عند التباعد، يأتلفُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما القصيدة بالنثر تمتلئُ ؟
- هيَ حرية الشعر في القيد تختبئُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- فاخفض الطرفَ وامش الهوينى
- عجبتُ لقولكَ. كيفَ القصيدة تأتي الهوينى ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّ قبورا، منْ ملامحنـا، تمشي
إلى أمّةٍ لا يرتديها سـوى النعش
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البلاغة قولُ الذي لا يُقالُ
إذا أبلسَ الليلُ صمتا بديلا يُقالُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أمنْ عجب أرخوا للبلاغة بالصَّمتِ
حينا فحَينا فعينا إذا ما الدلاءُ أتين ظباءً ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فانتبه حيثما ستكونُ وأنتَ تحدِّثُ
فالسَّامعون سكونٌ وما أنتَ تعرفُ ما بعده ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الذهابُ وئيدا إلى المعرفة
أولُ القول بعدَ السؤال عن المعرفة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التبسْ بالمعاني فكهفكَ
خوفكَ إما لبستَ، وربَّتما حتفكَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكونَ أعلمَ منكَ فلا تسرْ
بالقرب منْ نبع يصيحُ ولا يلوحُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لماذا تكون النوافذ داخلنا ؟
- كيْ نحدَّ منَ الضَّوء شيخا ضريرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وبي ضحكٌ أعابثه موشحة
إذا رجلُ السياسة قالَ شعرا مسرحيا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما اقتربَ الحرفُ منْ سلطة
ذهبتْ ريحه واستحثَّ خيولَ التعبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- ما رأيتكَ تقرأ لي شعركَ ؟
كنتٓ أبحثُ عنكَ بكلِّ معلقةٍ .. للعربْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السياسة ليسَ تحبُّ المثقَّفَ
إلا إذا جذبَ الظلَّ من قوسه واتَّكأ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون بحرا في السياسة
لا تكنْ للشعر نهرا لا انحناءَ به ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احترسْ منْ صداكٓ الذي حدَّثَ
ربَّما كادَ لي حين أنتَ به والرمادُ حثا ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
سكنتُ إليكٓ فاختلفتْ يدايَ
كأنني بعصاتكَ البرقُ الذي نفثا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ وهمتَ إذا خلتَ أنَّكَ أنتَ
وإلا فلمْ فتقَ الفجرُ أردية الاسم ماءْ ؟
قالٓ لــيـ .. وانصرفَ.
***
الكتابة ظلٌّ على الماء
فاعجبْ لسار برمل ولمْ يتعظ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتناهى إليكَ مُراودة الصَّمت
قلْ لي: أمنْ نسجكَ الصَّمتَ هذا الخطابُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ولستُ بمُدركٍ قولا أتيتَ به
كأنَّكَ لا تخاطبني .. ولمْ ترني.
قالَ لي .. وانصرفَ.
- إلى العزيز أشرف القدميري -
***
كأنَّ النساءَ تريدُ
أما كلُّ شيء لهنَّ أناملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الذي بيمينكَ يا قاتلي ؟
إنْ تكنْ أنتَ لي لا أنا كنتُ يا قاتلي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الصَّبية حافية القدمين
كأنْ قمرٌ إذ مشى عابرا خافقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما الذي بيمينكَ يا قاتلي ؟
إنْ تكنْ أنتَ لي لا أنا كنتَ يا قاتلي ..
قالَ لي .. وانصرفَ
***
قالَ: تحملني آنتَ أمْ أحملُكْ ؟
قلتُ: لي جسدان فأيُّهُما شئته يقتلُكْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ أقطفُ فاكهة الغيب
واللوحُ يطرفُ عينا فليسَ يرى عنبا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جذلٌ عار إذا تخلصُ
منْ خوف إلى خوف، ولا تنكصُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أحبُّ الحكمة البلهاءَ
تأتي أثرا من بعد عين لتأتي ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هيَ دائما تسطو عليك
وأنتَ تخطو وهيَ نهرٌ في يديك ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لفتة الظبي نبعٌ جرى
كالبكاء الذي كوَّرَ المنتهى قمرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
جذلٌ عار إذا تخلصُ
منْ خوف إلى خوف، ولا تنكصُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خرقة هذه الطرقُ
فالبسنَّ مناكبها مثلما السَّرقُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ما كاد يفتح شرفة للورد
حتى كاد لي بحديقة الأنفاس ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
فاتَّخذكَ للعتبات قياسا
لعلَّ الحدوسَ تكونُ إليكَ لباسا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التراثُ يدُ الوثبة الرائية
لمْ يكنْ، أبدا، وحده وجهة مائية ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفتحُ الليلَ نافذة متعبة
منْ كلامي إلى لغة .. مُعرَبة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحدها حكمة الأسئلة
ترتقي بالكلام سماءً إلى السنبلة.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اخرجْ إلى اللغة الغريبة هامشا
يكن الكلامُ فراشة عربية طارتْ بمختلفِ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرواية خيط الوجود إذا
قرأ الشعرُ، منها، يديه وجودا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهشاشة .. سربُ نوارسَ
فاصعدْ إليه لتسبحَ في نهره مرتينْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفٓ تذكرُ قتلاكٓ بعدي
وبعديٓ كانٓ على كتفيّ وقبلي ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
كقصيدة نثر تخافُ
من القادمين إليها يكونُ القطافُ ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
الخرافة تأخذ هيبتها
من سؤال التلقي عن النافذه
قالـ لي .. وانصرفٓ.
***
إذا شئتَ أنْ يطمئنَّ الكلامُ
فقلْ: لكَ حرية الرأي لولا الظلامُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ذكرتكَ .. والرماحُ ذبَّلٌ
كذبَ الكلامُ فذي رماحٌ منْ قصبْ ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
تتشابه الأسماءُ طينا
أيها سورٌ إذا ما تُحجبُ الأسماءُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ كان النايُ شكلا
قبلَما الريحُ إليه منْ عيون القصبِ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَّةٌ .. بين هذي الحروف
أمنْ وردةٍ إلى ردةٍ بهذاء السيوفْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أنا ما عرفتكَ يا أيهذا
بيننا لغة تنطوي ردة. هكذا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البابُ أبُ المبنى
والقلبُ مآبُ المعنى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- لا أحبُّ أنا الآفلين ..
- كأنَّكَ تخبرُ بي معجما ثانيا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
آنتَ اقتربتَ من العبارة
فوقَ ظنِّكَ. هكذا أفلَ الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تكنْ في القصيدة وحدكَ
أدركَ سواكٓ على حافة اللغة الحادية.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قربٓ نافذتين تذكَّرْ
بأنَّ السَّماءَ تطلُّ منَ الثالثة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
إذا لغة .. لمْ تخترقْ كلمـاتها = ولمْ تسترقْ نـارا إلى عتماتها
عوى ضجرٌ والبيدُ يلهثُ ليلها = فلستَ ترى إلا.. نـداءَ مماتها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ نداءُ المسافر
حين يباغته الصوتُ دون صدًى ..
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
.. البكاءُ حديثُ الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خفة الأرض في آول الحلم
والجاذبية كانتْ تفسِّرُ سفرَ السقوط ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوقدتَ للرقراق شمعته
بربِّكَ مَنْ وراءَ النَّهر يُوقدُ شمعتكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الهشاشة، كالطين، تمشي
إذا ما الطبيعة تعرى فلا يدَ تمشي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا القراءة بئركَ الأولى
ظمئتَ وشئتَ بي ظمأ كأنِّي لا أنا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أوعَدتَ بالمعنى الكلامَ
وكنتَ خلفكَ أمْ قفوتَ به خياما ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أكنتَ أصختَ إلى قصبٍ
همَّ بالناي، منْ تعبٍ، قائلا: هيتَ لكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتُطهِّرَ نفسكَ منكَ
ومنْ آخرين فلا تتكلمْ ثلاثا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلمة الأولى سرابٌ
سائرٌ بينَ الكلام فكيفَ تدركه ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تتقرَّى اسمكَ المُستحلَّ
دمي، وتزعمُ أنَّكَ أنتَ القتيلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تأنَّ إذا قلتَ لي ما أريدُ
عدلتُ أنا. أفكنتَ عرفتَ بي ما أريدُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ
***
احترسْ منْ رماد الحديقة
تلكَ يداكَ إلى جذوة .. فاقتبسْ
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
وهمْ قاموا، وهمْ قعدوا
وهمْ كانوا، فكيفَ أتيتَ بي وحدي ؟
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
يسألونكَ عن أثري
قلْ: فذاكَ المدى بالغٌ خبري
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقتربْ منكَ اكتفاءً
ادخل الكهفَ العميق بمفردكْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة فوضى الزمان
إذا اشتبكَ الكلُّ باللحظة النائمة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ كانَ يحلمُ أمْ صحا في حلمه
لينامَ ثانية بحلم عابر حلمَه كاللانهائيْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتصوَّرُ العطرَ المجنَّحَ مركبا
والنهرُ يلهثُ حوله فكأنْ تقطَّرَ منْ ضياءْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ به عُجمة سائره
هذه أمة كبلاغتها حلقة حائره
قالَ لي .. وانصرفَ.
**
أكنسُ الريحَ. واقفة فرقا
هيَ أشجارُها كانتباهي أنا ورقا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ لا تستبيحُ الخطى سفرا
والسماءُ حقائبُ أنجمُها خطوة سائرة ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
احذر الضوءَ يمشي
فعتمته حارسُ الأرض من ضوئه.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أقدرُ الشعراء على اللغو
يبحثُ عن لغة لابتداء الكلامْ ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ على جهة يستحيلُ
إذا عضَّه الليلُ لغوا فليسَ يُعيلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لأسمِّي الكتابة قيدا عنيدا
أسمِّيكَ شيئا يُساورُني فأراه بعيدا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ليسَ يقرأ شعرا ولكنَّه
كانَ يأخذ، بالشعر، جسرا إلى عُمره.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أترى، بعدَ كلِّ قصائده، يحلمُ الشاعرُ ؟
لوْ سئلتُ لجئتُ بكلِّ قصائده ليكونَ بها يحلمُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ليرى الشاعرُ يعدو خلفه
لا شيءَ يحدوه سوى الظلِّ شبيها.
قالَ لي .. زانصرفَ.
***
اختصرتُ الحكاية بيني وبيني
فلا تنتصرْ لانسهابكَ عنِّي بخوف وظنِّ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تقيِّدْ سؤالكَ عنِّيَ بي
ثمَّ لا تفتقدني إذا ما السؤالُ بكى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يتمدَّدُ ما ليسَ نعرفُ فينا
ويبعُدُ عنَّا، فلا يتمدَّدُ إلا يكونُ صدى ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تركتَ على الرمل أشياءَ
منْ خطونا أمْ تقمَّصَ أشياءنا الزبدُ ؟
قالَ لــيـ .. وانصرفَ.
***
إذا مــا قضمتَ التفاحة اللغـويه
هلكتَ .. وكنتَ المبتلى منْ غزيَّه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يبحثون كأنَّ الكتابة سرُّ
ولوْ مكثوا، بيديها، لكانوا قريبا ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
كانَ المؤلفُ جالسا في غرفةٍ
وبدون نافذةٍ فكيفَ أطلَّ بالرؤيا عليْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا فرقَ بين الشعر والقول النثير
سوى: إذا أنتَ القصيدة .. وحدها ستقولُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا نداءُ الليل للكلمات
أنْ قومي إلى العتمات ما أصغى الكلامْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فيمَ تحملُ شعرا إلى جبل ؟
دحرجِ الصخرة اللغوية ثمَّ انسَها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطيئة نائمة كالحجرْ
لوْ قذفتَ المرايا بظلِّكَ كنتَ خبرْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هكذا .. كنتُ تكتبُها .. هكذا
فلماذا ستعدلُ عنها إذا ما الهوى هكذا ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خبَّأتُ عنكَ عبارة أخرى
كأنِّي قد ذكرتُ لكَ العبارة .. أولا
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
المكانُ حديثٌ إلى العابرين
عنْ قوافلَ أطلالُها لغة العابرين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
التفاصيلُ أردية الكلام
فهلا أخذتَ كلامكَ أجمعه عاريا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البدائلُ نوافذ ظمأى
وللريح بابٌ فلا تسأل القافلة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هلْ تأمَّلتَ صورتها فيكَ
تذهبُ منكَ إليكَ كرائحة المطر
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كنتَ تبحثُ عنْ جسد
للنبوءة فاخرج لتأتي الجسدْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ جلستُ إلى ما العمودُ
يقولُ، وكمْ كنتُ أبعُدُ فالكلماتُ حدودُ.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ.
***
لمْ أختصرْ برهة التَّأويل
كنتَ تضمُّني ضمَّ البديل إلى القليل.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اصرفْ دليلكَ عنْ دليلكَ
ربَّما رحلَ المُغنِّي في خطو الدليل ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كذبَ الرواة إذا ما حدٌَثوا
وبغوا في الحلم. ما مكثوا كهفا ولا لبثوا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
فكِّرْ بلحظتكَ الصَّغيرةِ
قبلما يثبُ الزمانُ إلى الزمان ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لولا الغموضُ حياتنا الأولى
لجئنا قابضين الريحَ عنْ أسمائنا سؤلا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الريحُ محبرة الكتابة
خذ بريشتكَ الغواية واغمس المعنى.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
الوصايا تدابيرُ موغلة
في الوصاية. لا تقربنَّ مدينتها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كيفَ ابتداءُ الموسم الأرضيِّ
والكلماتُ تمشي عنكبوتا لا يطيرُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اكتبْ على ما لا ترى اسمكَ
كيْ تراكَ سؤاله المنسيَّ فيكَ عن اسمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ربَّما للأفكار أجنحة
مالَ ابن رشد وللدخان طيورُ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. وإذا القصيدة غلَّقتْ أبوابها
دون العبارة قدَّ ثوبكَ طارقا أعتابها ..
قالَ لي .. وانصرفٓ.
***
أحبِّذُ أنْ أحتمي بالغياب
إذا امتشقتْ لغتي سرَّها للسَّرابْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أحدسُ اللحظة الهاربه
في عيون العبارة آتية ذاهبه ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
عندَ منعطفٍ للطريق انتبه
ربَّما انخطف الخطوُ منكَ. انتبه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السوادُ يُجاذبُ وهمَ البياض
وعنه ينمُّ إلى عابر ذاته .. باقتراض
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
العابرُ اللغويُّ شكلٌ ناظرٌ
في ناسج ثوبَ العراء لكلِّ حرف ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ آية لا تمَّحي إلا إذا
كهفٌ يحاذيه الوصيدُ فلا امِّحاء ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الرمادُ مدارُ الطبيعة
كنْ طائفا بالجمار تكن طائرا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحده. ما اهتدى. وحده
كان يبحثُ عن يده بين هذا الصدى.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كن أنتٓ حين تحبُّها
هيَ جنة، ولأنتَ منها قلبُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وحده يقفُ الشاعرُ
يتأملُ مبعثه منْ جحيم اللغة ..
قالَ لي . وانصرفَ.
***
بين الرواية واللغة
ذاكَ الممرُّ إلى إشاراتٍ غريبة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تذكَّرْ إذا ما قرأتَ الرواية
أنَّ القصيدة تأخذ عنوانها منْ يديكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
بيني وبينكَ آية
لوْ أنتَ تعرفُها لكنتُ كتمتُها.
قالَ لي .. وانصرفٓ
***
الليلُ شيخ ماكرٌ
أخذ النجومَ بشيبه ليُضاءَ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكتابة قيدُ البديهة
كنْ طائرا خارج المشتهى
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سوفَ تحلمُ مثلَ المكان
بأنَّكَ قد تنزوي أثرا بعدَ عين.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أجهشَ الليلُ مفترشا
سيرة الضوء، مرتعشا كالفراشة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الخطابة ظلُّ القصيدة
لا الشفويُّ يكونُ دليلا إلى كهفها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضلَّ بي الشعراءُ وكانوا
إذا سكنوا حدثوا، كذبا، ثمَّ بانوا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أنا ذاكرة اللغة المتعبه
- كنْ إليها كلاما وخذ أغربه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
البداية ظلُّ بدائيةٍ خائفه
منْ رسوم تعاندُها اللغة الواقفه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القراءة عينُ الكتابة
لا تمش خلفكَ. لا عينٓ لكْ
قالٓ لي .. وانصرفٓ.
***
- فيمَ لا يقرأ الشاعرُ ؟
- ولماذا إذا هوَ يكتبُ .. ما يطرأ ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
.. السؤالُ حديقتنا الحائمة
كيفَ نخطبها ثمَّ نسحبُ فتنتها النائمة ؟
قالٓ لي.. وانصرفَ.
***
كقصيدة نثر يضجُّ الكلامُ
تسألين شبيها: لماذا انصرفْ
وكأنِّي عرفتُ يديه، إليَّ، وما إنْ عرفْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وللشعراء تضرُّجُه بالصَّدى. لا كلامُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الروائيُّ منشغلٌ بالحكاية
رمية نردٍ إلى شاعر لابتداء اللغه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الروائيُّ ليسَ يَجُسُّ اللغه
شاعرٌ واحدٌ سيؤسٌِسُ نحوَ اللالغه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
هوَ لا يُحبُّ الشعرَ إطلاقا
ولكنْ، عندَ قول، يَستعيرُ القافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- منْ كاتبٌ شعرا بعدَ محمود درويش ؟
- بيَدكَ لا بيد عمرو: محمود درويش بعدَ المتنبي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ماذا ستفعلُ دونما
جسدٍ لتحمله إذا هوَ ما احتملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كنتُ تعرفُ أنَّ لكْ
في الأرض متسعا لما أحدٌ هلكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تلكَ أجسادنا
لغة .. والتآويلُ أرواحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشعرُ عزلتنا التي نبلو
لنعرفَ كيفَ ندخلُ دهشة الأشياء.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ
***
- منْ كاتبٌ شعرا بعدَ محمود درويش ؟
- بيَدكَ لا بيد عمرو: محمود درويش بعدَ المتنبي ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ماذا ستفعلُ دونما
جسدٍ لتحمله إذا هوَ ما احتملْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ كنتُ تعرفُ أنَّ لكْ
في الأرض متسعا لما أحدٌ هلكْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الشعرُ عزلتنا التي نبلو
لنعرفَ كيفَ ندخلُ دهشة الأشياء.
قالَ لــيـ .. وانصرفَ
***
تلكَ أجسادنا
لغة .. والتآويلُ أرواحُها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الجاذبية سوفَ تصعدُ بي
لتصعدَ بي إلى عينيكِ. كيفَ أكونُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سقطتْ نجمة منْ يديها
كأنَّ الجاذبية الغجريَّة تقضمُ تفاحها.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
- هلْ تحبِّينَ التفاتَ النَّدى ؟
- كالنَّدى ما التفتُّ لغيركَ حين تُحبْ.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أكانَ على الليل أنْ يستقيلَ
لأعرفَ كيفَ تلونا عليه قصيدا جميلا ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
أهيَ، الآن، تقرأ قولكَ لي
أمْ إلى ضحكةٍ تقفزُ، مزهوَّةً، حينما تقرأ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كيفَ ترسمُ للنقد صورته ؟
- لستُ أرسمُ إلا القصيدة في صورتي.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
ومنْ عجب والملاحة تشتمُ
يضحكُ راءٍ كأنَّ ملاحتها .. تحكمُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
قالتْ له: الأصمعيُّ إلى ركابكَ يمشي
قلْ لي قصيديَ تمش، مفتونا، على رمشي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ تخافُ إذا سُئلتْ
عنْ عبير يفرُّ إلى شفتيها حريرا.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
صوتُها النَّايُ ينسابُ
ما بينَ أوردتي لأطلَّ على لغتي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتصوَّرُ أنَّ النِّداءَ يدٌ
حين تمتدُّ بالحبِّ يَضحكُ لي صوتُها.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لوْ أنَّ للنساء ثغرا واحدا
كنتُ أنا قبَّلتُه .. مُوحِّدا وشاهدا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة تأتي هويَّتها
حين تكتبنا في يديْ منْ نُحبْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كتمَ القولَ: لوْ أنَّها شاعره
فجهرتُ: كأنَّكَ قلتَ: مَن الشَّاعره ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المسافة بيني وبينكَ
أدنى منٓ الحُبِّ تنأى به قافيه.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- إذا شــوقٌ .. تأبَّطه اللهيبُ
- فخط ثوبا كأنْ جسدٌ غريبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الأذانُ افتتاحُ المحبَّة
قولي فإنَّ المحبَّة إذنُ الكلام.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- كأنْ غابتْ .. ولا كانت تغيبُ
- فلا عجبٌ .. ليشتاقَ الحبيبُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
المساءُ سماءٌ مُغلقة
لولا قنديلُ قلبكَ يسري إليكَ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. الدليلُ إلى حكمة الآخرين
تآويلُ يطوي الطريقَ إليها الدليلُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كأنَّكَ حكمة هذا المساء
وتزعمُ أنَّ قولكَ ليسَ حكمه
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
يتكلمونَ كما الصٌَدى
لا الريحُ ناظرة ولا همْ يسمعون
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسمعنَّ نصيحة
فلربَّما أفضتْ .. إلى صمم.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
اخرجْ إلى أسمائكَ الأولى
من الصُّور التي لمْ تروها الأسماءُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- هذه الصورة لكْ
- كيفَ إذا صورتُها لا تُمتلكْ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الفراشاتُ تصعدُ بالقافيات
من القافيات إلى صورةٍ كالقصيدة
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا أنظِّرُ للشعر كيفَ يكونُ
لأنِّي المسافرُ فيه .. حيثُ يكونُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
سُئِلَ الشاعرُ عنْ تاريخه
فابتدأ القولَ كأنْ أبدى قصيدا آدمُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الليالي حُبالى بقافية
سوفَ أصرفها لتكوني الليالي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أدمنتُ كلَّ قصيدة
وإذا كتبتُ محوتُ أحرفها بماءْ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لتكون إليكَ القصيدة
سلِّمْ على النثر يأتكٓ شعرا.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
لنْ تكونَ إلى الشعر
إنْ غبتُ عنكَ، فقلتُ: كأنْ قالَ لي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
ضحكتْ: تغازلني بقافية
فقالَ: فهذه ثنيا وأنتِ لها غزلْ ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شكلُها في الملاحة
قلبيَ يرسمُ شكلها بالمحبَّة ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
- أنَّى الجَمالُ تراه ؟
- لستُ أرى سواكِ فكيفَ لي ؟
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
المناديلُ مثلَ الحمام
تطيرُ ملوِّحة بهديل الوداع
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
تقضِّي العمرَ لستَ ترى
وتمضي لتذكرَ لحظة كانتْ عيونا ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتذكَّرتَ شكلَ الجميلة تخطرُ
أمْ لستُ تذكرُ إلا الجَمالَ إذا تنظرُ ؟
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
السِّحرُ سرُّ الحاء
لولا الحُبُّ كانتْ كالهباءْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
خاط برقا همى لمعا
ودعا الطيرَ: كوني له ودَعا
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
القصيدة لا تتذكَّرُ
إلا بنسيانها شاعرا .. قالها
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أتلفَّتُ حولي فلستُ أراكَ
وأنتَ تلفَّتَ حولكَ كيْ لا تراني ..
قالٓ لي .. وانصرفَ.
***
درجٌ حجريٌّ إلى العمر
أنحته، بالرهافة، منْ صورتي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
الكلامُ نفاضة بعض الجراب
حكى الأقدمون وقالوا: بقايا الحراب.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كمْ أحطُّ البكاءَ على أيكة
يتقافزُ بي ظلها. كمْ يخطُّ البكاءُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
أفتحُ الليلَ. شرفته
شبه مُرجأةٍ. كمْ أغامرُ بي.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كالحزن أفتكُ بي
كأنِّي الحزنُ .. منْ تعبِ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
شيءٌ آلى شفتي
يشدُّ العمرَ محمولا على لغتي
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسأليني كيفَ ينتعلُ القطارُ
صباحيَ الأرضيَّ، موسمُه، ويشتعلُ الغبارُ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
كلما زمجرَ السفرُ
تسعلُ الريحُ خطوا به أثرُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
لا تسافرْ أبدا
إلا إلى المحبوب .. وحدهْ
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. الأمرُّ الغريبُ صلاة
ببيداء قفر تدورُ على نفسها ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
.. البكاء حديث الغمام
إلى الأرض عن أرق العاشقين ..
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
وإذا ما دعا الشعراءُ
إلى الشعر قالوا: كما نكتبُ.
قالَ لي .. وانصرفَ.
***
إذا نظَّرَ الشعراءُ
فكنْ مُطمئنا بأنْ لا قصيدة.
قالٓ لي .. وانصرفَ.
