باشو Matsuo Bashō - قصائد.. ترجمة: عبد النبي ذاكر

ستموت الزيزان
لكن صفيرها
لن يقول عنها شيئا

مؤلف مجهول



الجسرُ المعلّق
يَلُفُّ على حَيَواتنا
اللَّبالب المُعترشة

*****

على المروحةِ
أَضَعُ الريح الآتية من جبل فُوجي
تلك هي ذِكرى إيدو

*****

تُمَدَّّدُ
ساقُ مالكِ الحزين
بأن نضيف إليها ساق الديق البرّي

*****

يَمُرُّ الربيع
تَضِجُّ الطيور
تَدْمَعُ عيون الأسماك

*****

يا لها من متعة !
وادي الجنوب
يُحَنِّط الثلوج

*****

على غُصن يابسٍ
حَطّتِ الغربان
مساءَ خريفٍ

*****

سُكونُ مستنقعٍ قديمٍ
نَطَّت ضفدعةٌ
تَعَكَّرَ الماء

*****

ضبابٌ ومطر
اخْتفى فُوجِي. لكنني الآن أمشي
جَذْلاناً

*****

أعشابُ الصيف
محاربونَ بواسل
أَثرُ وَهْمٍ

*****

أَيُّهاذا الخريف
لمَ عليَّ أن أشيخ؟
طائرٌ بين السحبِ

*****

لاشيءَ ينبيءُ
في أزيز الزِّيزِ
عن قربِ نهايته

*****

وصلتُ متعباً
بحثاً عن نزل:
آه! يا ذي الأزاهير الحلوة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة من المترجم :

المقطوعات الشعرية التي قمنا بنقلها إلى العربية هي للشاعر الياباني ماتسو باشو Matsuo Bashō (1644 ـ 1694)، الذي يعتبر أول شعراء الهايكي haïkaï والهايكو haïku وأكبرهم على الإطلاق. إنه أب الهايكو؛ لأنه مجدد النوع، كان يستلهم الطبيعة الخلاقة. فالهايكو عنده يقوم على التلميح والمسكوت عنه. والأسلوب الذي يميز مدرسته هو الذي ينعت بأسلوب شوفو shōfu وتحدِّده كلمات أربع هي:

- سابي sabi : وتعني البحث عن البساطة واستشعار الوَهَن الذي يُلحقه الزمن بالكائنات والأشياء.
- شيوري shiori: الإيحاءات المنبعثة من القصيدة، دون التعبير عنها بصريح العبارة.
- هوسومي hosomi: عشق الأشياء البسيطة، واكتشاف بهائها.
- كارومي karumi: الظّرف الذي يخفف من الجدية والصرامة.

بالنسبة لباشو لا يوجد الهايكو في الحرف، وإنما في القلب. يحاول التعبير عن البهاء الكامن في أبسط الأشياء الموجودة في الحياة.

يسود قصائده أحيانا مظهر مسرحي، لكن السخرية والكآبة حاضرة فيها، بقدر حضور جلال الطبيعة والمظهر العابر لإنسان. وبالنسبة له يعدُّ الهايكو نقطةُ اتِّصال العابر بالأبدي.

وللاطلاع بتفصيل على تجربة هذا الشاعر يمكن قراءة الأنطولوجيا الموالية:

Matsuo Bashô (1644-1694): Haïku, Anthologie du poème court japonais; Gallimard, collection nrf, 2002.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى