ونحن نرقص أمامهم، كنا على يقين أنهم لا يروننا، المساحات البيضاء بيننا وبينهم، تعميهم، إنهم يرون الألوان كلها باستثناء الأبيض، فلا تقلق، ولا تُخيّب ظن الروح التي تقف على أطراف أصابع قدميها كيما تتم هذه الرقصة.
انسَ أمر القنبلة الذرية، الضمائر البشرية لن تشتري لنا بيتاً، لقد قتلوا الماضي السحيق بيننا، قتلوه، ولمْ يكد يعرفنا، لا تترك هذا الزمن يمر دون أن نسرق منه قُبلتنا. انظر هاتان يداي ترتعشان لأنك معي، إن نور الغرفة ينسحب، الإضاءة تنسحب من عندهم، وتطلع القمرة علينا وحدنا وتشتعل الموسيقى المُفضلة لك، الطبيعة تتوافق كي تمر بأصابعك على عنقي الظمآن. أنا امرأة سعيدة جداً وراضية، يقولون أن اسمي أريج، وأنا أصدقهم، لكن أظن أن لي اسماً آخر نهائياً لا يعرفه أحد.
ارقص أكثر، حوّط قلبي بذراعيك، علمني التشيؤ في هذا الكون الخسيس، لنقل إن الحياة على وشك الانتهاء، وإن القيامة ستقوم، فلمَ لا نمارس تمريناً عليها الآن. لا تنسحب قبل أن نشبع، وأن نأمن هذا الزمن المراوغ الذي يأتي من بعيد حاملاً الورد، سآخذ هذا الورد من عينيك ونحن نتقارب، ونمر من خلال ظلالنا، بشغف وأناة. أحبك جداً لأني أستطيع في العتمة، ونحن نتلامس أن أقول je t›aime دون أن أحنّ لأننا سنفترق، ودون أن أبكي لأنني وحيدة، أنا امرأة سعيدة جداً وراضية، وأحب اسمي لأن شفتيك تصبان العسل في حلقي وأنت تنطقه، مَنْ علمك أن تقبّل هكذا خبّرني وأنا لن أحفظ الحكاية، سأكتبها وأقول أنها درس جزل للمحبين.
هذه القمرة تبتسم لأننا عاشقان هاربان من آثار غارة مجنونة سقطت في الروح دون أن يدري أحد، عانقني كما ينبغي لمهووس ولا تنس أنهم يقولون عليّ شاذة، وغريبة. أظنك كنت تقول مثلهم. لا تجزع، المهووسون يحبون بطريقة أفضل، والشواذ يمنحون خُلاصتهم حين يمارسون الحب. هل وجدت امرأة غيري تمنح خُلاصتها وهي تحبك، القمرة تبتسم وهي تعرف أنني أشتهيك، وأنا أشتهيك وأبتسم لأنها تعرف. أيها المجنون اترك مجوننا ينفلت، ولا يُضنيك حضورهم، إنهم لا يبصرون، الغربان تنعق على محاجرهم من فرط فراغها، ونوارس صدرك تُعمّد دمي. قل لي مَن زرع في عينيك كل هذا الفراغ، ومَن قال لك أني سأملؤه، هذه كذبة عظيمة.
لا تتحدث بسوء عن النساء. لا تكن فظاً، ونحن نرقص على الأقل ونحن نرقص، حين ننتشي جاهرْ بكراهيتك، وأنا سأرفع صوتي وأقول je t›aime ، لنتضاجع ثانية حتى تختفي القمرة، ساعتها لن تختفي القمرة، وستخبرك كم أن الإناث جميلات، وستشتهي أن تكون أنثى، ولن تجد من يحقق لك الرغبة.
* كاتبة مصرية، أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «مائدة واحدة للمحبة».
الاخبار
انسَ أمر القنبلة الذرية، الضمائر البشرية لن تشتري لنا بيتاً، لقد قتلوا الماضي السحيق بيننا، قتلوه، ولمْ يكد يعرفنا، لا تترك هذا الزمن يمر دون أن نسرق منه قُبلتنا. انظر هاتان يداي ترتعشان لأنك معي، إن نور الغرفة ينسحب، الإضاءة تنسحب من عندهم، وتطلع القمرة علينا وحدنا وتشتعل الموسيقى المُفضلة لك، الطبيعة تتوافق كي تمر بأصابعك على عنقي الظمآن. أنا امرأة سعيدة جداً وراضية، يقولون أن اسمي أريج، وأنا أصدقهم، لكن أظن أن لي اسماً آخر نهائياً لا يعرفه أحد.
ارقص أكثر، حوّط قلبي بذراعيك، علمني التشيؤ في هذا الكون الخسيس، لنقل إن الحياة على وشك الانتهاء، وإن القيامة ستقوم، فلمَ لا نمارس تمريناً عليها الآن. لا تنسحب قبل أن نشبع، وأن نأمن هذا الزمن المراوغ الذي يأتي من بعيد حاملاً الورد، سآخذ هذا الورد من عينيك ونحن نتقارب، ونمر من خلال ظلالنا، بشغف وأناة. أحبك جداً لأني أستطيع في العتمة، ونحن نتلامس أن أقول je t›aime دون أن أحنّ لأننا سنفترق، ودون أن أبكي لأنني وحيدة، أنا امرأة سعيدة جداً وراضية، وأحب اسمي لأن شفتيك تصبان العسل في حلقي وأنت تنطقه، مَنْ علمك أن تقبّل هكذا خبّرني وأنا لن أحفظ الحكاية، سأكتبها وأقول أنها درس جزل للمحبين.
هذه القمرة تبتسم لأننا عاشقان هاربان من آثار غارة مجنونة سقطت في الروح دون أن يدري أحد، عانقني كما ينبغي لمهووس ولا تنس أنهم يقولون عليّ شاذة، وغريبة. أظنك كنت تقول مثلهم. لا تجزع، المهووسون يحبون بطريقة أفضل، والشواذ يمنحون خُلاصتهم حين يمارسون الحب. هل وجدت امرأة غيري تمنح خُلاصتها وهي تحبك، القمرة تبتسم وهي تعرف أنني أشتهيك، وأنا أشتهيك وأبتسم لأنها تعرف. أيها المجنون اترك مجوننا ينفلت، ولا يُضنيك حضورهم، إنهم لا يبصرون، الغربان تنعق على محاجرهم من فرط فراغها، ونوارس صدرك تُعمّد دمي. قل لي مَن زرع في عينيك كل هذا الفراغ، ومَن قال لك أني سأملؤه، هذه كذبة عظيمة.
لا تتحدث بسوء عن النساء. لا تكن فظاً، ونحن نرقص على الأقل ونحن نرقص، حين ننتشي جاهرْ بكراهيتك، وأنا سأرفع صوتي وأقول je t›aime ، لنتضاجع ثانية حتى تختفي القمرة، ساعتها لن تختفي القمرة، وستخبرك كم أن الإناث جميلات، وستشتهي أن تكون أنثى، ولن تجد من يحقق لك الرغبة.
* كاتبة مصرية، أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «مائدة واحدة للمحبة».
الاخبار