بشارة الخوري (الأخطل الصغير) - هند وأمها

أتتْ هندُ تشكو إلى أمها = فسبحان من جمع النيّرَيْنْ
فقالت لها: إن هذا الضحى = أتاني وقبَّلَني قُبلتينْ
وفرَّ، فلما رآني الدجى = حباني من شَعره خصلتينْ
وما خافَ يا أمُّ بل ضمَّني = وألقى على مَبْسَمي نجمتينْ
وذوَّبَ من لونِهِ سائلاً = وكحَّلَني منه في المقلتينْ
وجئتُ إلى الروضِ عند الصباح = لأحجبَ نفسيَ عن كل عينْ
فنادانيَ الروضُ يا روضتي = وهمَّ ليفعلَ كالأوَّلَيْنْ
فخبأتُ وجهي ولكنَّه = إلى الصَّدْرِ يا أمُّ مَدَّ اليدينْ
ويا دهشتي حين فتَّحتُ عيني = وشاهدتُ في الصدرِ رمانتينْ
ومازال بي الغُصْنُ حتى انحنى .= على قَدَمي ساجداً سجدتينْ
وكان على رأسِهِ وردتانِ = فقدَّمَ لي تَيْنِك الوردتينْ
وخِفْتُ من الغصن إذ تمتمتْ = بأُذْنيَ أوراقهُ كِلْمَتَينْ
فرُحْتُ إلى البحر للإبتراد = فحمَّلَني ويحه موجتينْ
فما سرت إلا وقد ثارتا = بردفي كالبحر رجراجتينْ
هو البحرُ يا أمُّ كمْ من فتىً = غريقٍ وكم من فتى بين بينْ
فها أنا أشكو إليك الجميع = فبالله يا أمُّ ماذا تريْنْ؟
فقالت، وقد ضحكت أمها = وماست من العُجب في بُردتينْ
عرفتُهُمُ واحداً واحداً = وذقتُ الذي ذقتِهِ مرتينْ!!


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى