نصوص بقلم نقوس المهدي

علامات ورموز وزخارف باللون الأخضر أو الأزرق تناجي بها المرأة الأمازيغة الرجل مبشرة إياه بنضجها العاطفي والجنسي، تزين بها وجهها بشكل فاتن أو عنقها أو أماكن حساسة من جسدها. غير أن الوشم بالعربية أو تكاز بلسان الأمازيغ ليس مجرد متعة وزينة استعملتها المرأة في زمن معين، بل إن لهذا الوشم ارتباط...
فاجأتنا الفتاة بنفخ الكيس الورقى الملون ، الصغير . استطال فى لولبية ، وأحدث صفيراً ، وتقلص.. قال محيى معوض : ـ إنها تعاكسنا .. هززت رأسى فى عدم فهم . خمنت من حوارنا الهامس اختلافنا فى معنى تصرفها . أعادت نفخ الكيس ، فاستطال ، وأحدث صفيراً ، وتقلص ، ثم غمزت بجانب عينها ، وواصلت السير .. فتحت...
افتتاحية: "سوف أحطم لكم نظرية النجم الشاب الوسيم، سوف أكون أول نجم من الشيوخ على خشبة المسرح، أحتاج فرصة فرصة واحدة". إنها مقولة "عم عبده البطل"! لا يكل ولا يمل من تكرارها، ولا أذن سمعته، ولا عين رأته، ولم يخطر على ذهن أحد من ندمائه ورفقاء المقهى أن ما يتفوه به سوف يتحقق، وحده الواثق فيما يقول...
وجاءت تلك السّاعة، التي قررت فيها مغادرة "الوطن" حين كبرنا، وقعنا في الفخّ. لم نجد “الوطن”، الذي قرأنا عنه في المدرسة وسمعنا عنه في الإذاعة والتلفزيون. وجدنا أنفسنا في سجن واسع اسمه “وطن”، مُسيّج بالأكاذيب والشّعارات الفضفاضة. وجدنا أنفسنا في “وطن” لم نختره، بل وجدنا فيه أنفسنا صدفة...
انحنى الوزير الأول أمام الملك قائلًا: - جلالة الملك، جميع أهل المملكة فى قبضتنا. - هل راقبتم كل وسائل اتصالاتهم، وصفحات تواصلهم الخاصة على الإنترنت؟ - كل شىء مراقب مولاى. شركة الإتصالات أبلغناها بالكلمات الخاصة التى عند ذكرها تقوم الشركة بمتابعة المتصل، ومُستلِم المكالمة.. (الملك - الأسرة...
الطواويس الجميلة تخاف على حياتها، والطاووس الأسود، لا أعرف كيف كان لونه أسود هكذا، لا يخاف. لا بد أن نعمة الجمال قد سلبت منه؛ ليدافع عن رفاقه فقط، دون أن يأبه لحياته التى لا تساوى شيئًا فى عالم الطواويس. كنت أشاهد عن قرب تلك العيون البراقة التى تنظر بخوف إلى شىء مجهول. المجهول صار فهدًا أسود...
"الشائعات حوله كثيرة، ولكن الأمر المؤكد أنه إذا نجح في تصويب عينيه إلى عينيك، فلن تفلح في التخلص من إغوائه". هكذا حذرني صديقي حينما لمح "طائر الفضول ينقر داخل رأسي" وأنا أراقب هذا العجوز الساكن فوق مقعده ولا تتحرك منه سوى أصابعه. "أتعلم أنه رغم طول معشره، لم يضبطه أحدٌ يمارس فعلًا بشريًّا...
في ليلة صيفية حارة, وقفت سُمية في شرفة المنزل, كانت تنظر إلى السماء بنجومها وبدرها المكتمل. ذكّرها ذلك الجو بحدث مرت به وهى طفلة صغيرة, لم تنسه قط, عندما أخذتها جدتها في سيارة والدها إلى مكان غريب لم تذهب إليه من قبل.. كانت في العاشرة تقريبًا, ترتدي بلوزة بيضاء مرسوم عليها فراشة تحلق في...
الدنيا زامتة، وأنفاس الخلق تكبس على صدري الضيق، وبخر المرأة الجالسة إلى جواري أعماني. تمنيت أن تكف عن لعن الأسعار، والمواصلات ورئيسها بالعمل، وزوجها الذي لا يعرف كيف ينفق عليها وهي معززة مكرمة في الخرابة التي يسكناها مع بناتهم الثلاث وولدهما القعيد منذ سنوات بعد حقنه بوصفة طبية خاطئة. المشهد...
انهمرت دموع أم سعدون حين قالوا لها إن ولدها الذي كان يعمل في قطر تزوج من فتاة تونسية، وسيقيم معها هناك ولن يعود قبل خمسة أعوام لكنها نادت على القطة "حرباية" ووقفت على باب بيتها وهي تضعها على كتفها وتبتسم للرائح والغادي ابتسامة تكشف عن فضاء فمها الداخلي وخلوه من السنة الذهبية التي باعتها لتشتري...
يعتبر الجسد خزانا رمزيا ، عبره تبلور الذات الإنسانية إنجازاتها حسب السياقات التي تتحرك في كنفها، و تمسرح لغاتها بأشكال و صور متعددة التمظهر كالإشارات أو الإيماءات أو الحركات، أو عبر اللمس أو النظر و الصراخ أو الغناء، أو بواسطة الرقص و مختلف التعابير الجسدية المعبأة بحمولة ثقافية ما، كما نلمس ذلك...
ولد عبدالباسط بن محمد أبي الخير الصوفي في مدينة حمص (وسط غربي - سورية)، وتوفي في مدينة كوناكري (عاصمة غينيا). أنهى مراحل تعليمه قبل الجامعي في مدينة حمص عام 1950، ثم التحق (عام 1952) بالمعهد العالي للمعلمين بدمشق، وتخرج فيه من قسم الآداب (1956). عمل مدرسًا للغة العربية في مدارس مدينة حمص...
توطئة الأحكام المتطرفة ضد المبدعين شعراءا وعلماءا وكتابا وصحفيين ماهي الاّ مجانفة لحق التعبير . وكذلك محاكم التحجر الفكري الأجوف منذ بدء البشرية حتى الآن ، لماذا أقول ذلك ؟ ، لأن الفكرة فراشة في نسمة ومن الجريمة بمكان أن يقتل الإنسان لأنه فكر أو كتب أو عبّر أو رسم أو مَسْرَحَ أو أسْنـَمَ...
اعتاد الجد أن يتجرع كميات كبيره من المياه، إن صباحًا أو مساء أو في ساعات الليل، وسواء شعر بالعطش أو لم يشعر. الرجل على حال التعلق بالماء دوما، أُجزم أن سلوكه هذا عن غير إرادة وبرغبة منه، كأنه يخشى انقضاض ملاك الموت، على حين غفلة، ليفعل فعلته قبل اقتناص جرعة ماء.. ربما تحميه وتلطف من جوفه في حومة...
عالم التقوي الظاهرة والفساد الكامن عجيبة هذه السلطنة بناسها وعفاريتها.. ترفع شعار الله وتغوص في الدنس، تلك هي الكلمات المجوهرة لنجيب محفوظ في روايته البديعة (ليالي ألف ليلة) نعم عجيبة، قبيحة وعبثية تلك المدينة بدعاتها الجدد، حراس الفضيلة الزائفة والمزايدات الدميمة. فبعد نجاة الحكاءة المليحة شهر...
أعلى