نصوص بقلم نقوس المهدي

جميلة تلك الفتاة الطيبة، والأجمل فيها تلك الأخلاق المثالية الفاضلة، فتاة في أوج شبابها ذات حاجبين مقوسين سوداوين، وشعرها الأشقر يتدلى على كتفيها بدون مانع، لم نفكر مرة أنها مقصرة في واجبها، بل بالعكس إنَها محور أعمالنا، في كل صباح لا تراها متجهة إلى المزرعة إلا وفي يدها صرة بها كسرة وقليل من...
أصررنا على النزول في ذلك اليوم بالتحديد, رغم أن الجميع كانوا يقنعوننا أن الثورة "خلصت" من شهور ولكن قلبي كان معلق هناك ..في الميدان.. أصر اخي - وكان غالبا يصطحبنى للميدان خلال ال18 يوم الاولى - أن يأتى معى واصرت زوجته ان تصحبنا ...اشترينا اللازم للمستشفى الميدانى ...وذهبنا ... وصلنا للميدان...
كنت أنتظر بفارغ الصبر قدوم "الأتوبيس" ليلقي بي قرب الجامعة. ذلك اليوم كانت عندي محاضرة مهمة في "علم اللاهوت". بعد طول انتظار ظهر الشبح، فرميت بنفسي داخله كبقية الحشود. صراخ وازدحام، وسب وشتم بين الركّاب..لامكان للوقوف ولو برجل واحدة. كان "الأتوبيس" يتقدّم ببطء شديد، وكانت درجة الحرارة لاتطاق...
خفيةً هربت الى غرفتها.. وبينما كان الاهل والاصدقاء في الخارج يرددون اسمها في اغنية تتمنى لها سنة جميلة، كانت هي مشغولة في مراقبة تفاصيل وجهها وجسدها امام مرآة لا تهوى الكذب! حدّقت مليًّا قبل ان تتأكد ان هذه الخطوط الصغيرة في جبينها وخديها هي تجاعيد فعلًا!! لم يعد بريق عينيها يلمع كما ذي قبل، حتى...
"اجتمع متحاوران، فقال أحدهما: 'هل لك في المناظرة؟' فقال: على شرائط"، ثمّ عددها: "ألا تغضب، ولا تعجب، ولا تشغب، ولا تحكم، ولا تُقبل على غيري وأنا أكلمك، ولا تجعل الدعوى دليلاً، ولا تجوِّز لنفسك تأويل آية على مذهبك إلا جوَّزت لي تأويل مثلها على مذهبي، وعلى أن تؤثر التصادق، وتنقاد للتعارف، وعلى أن...
في تلك الليلة الممطرة ظلت عائشة شريدة الذهن تحملق تارة في الجدران و تارة في الباب الحديدي و تارة أخرى في وجوه زميلاتها في الزنزانة ... تتنهد و تخرج ترجيعة حزينة تضع يديها على بطنها المنتفخ و تقول : ما ذنب هذا الذي يوجد في بطني أن يقبع في السجن قبل أن يرى النور ...؟ و ما مصيره في هذه الحياة...
كنت ضجرا رغم محاولاتي ترتيب الأمور بشكل ما ، لكن تأتي كآبات يأس تطوح بي فأتسلل من عمق أحلامي إلى حافة الإبهام .. أحلامي.. التي ظلت تتضاءل وهذه الأحزان تزاحمها وتحاصرني، لتخمد أنفاس النجوم في سمائي ويكسوها ضباب خانق ..أنا الذي ظللت أسخر من نفسي ، ومن قدري ومن شغفي وحماقتي ،كنت مستعدا لعمل أي...
كنا حين نصطف مزدحمين،أمام الكونطوار فتية غواية مستبشرين، ونحن نكرع كؤوسنا دهاقاً، لا نستحضر ما يتهددنا بين يدي الزمن القاسي ، فلا نتأمل ونحن في أوج يفاعتنا صورتنا في مرآة هذا الشيخ الفاني الذي يقف في الجهة الأخرى من البار، يحصي ما يقدمه لكل منا من قنينات البيرة ، بقطعة طباشير يضع بها خطوطاً...
الأمّ: يـــا مُحمد.. بسرعة.. الله يخليك.. مُحمد : حاضر.. حاضر. الأم: مش تتأخر محمّد: حاضِر والله يَاسمين في الشّرفة تنــادي..: ماما.. ماما.. الأحْباب وصَلوا.. الأمّ : طَارق.... استقبل الأحبَاب علَى الباب.. يتقدم الشيخ عِمران الحضُور بــوقَار.. فيقابِله طارق، مُصافِحا الشَّيخ ، يحتضن...
يفرز الليل ما فى جوفه من ظلام ويُحَلق الوجع على رؤوس النائمين فى كَنف إشارات المرور . اثنتا عشرة فتاة وصبي ؛ تَجهَر القسوة بحدتها بوضعهم مُكَومين على قارعة الطريق . أجزاء مشوهة من سيارة قديمة أكلها حادث سير ؛ هى وسادات أبدية لمُشردي الليل الصغار . لا يتسع صدر الشتاء لإنزال معاطف و أحذية مع المطر...
1 برد شديد ومطر غزير. المطر يتساقط على ملعب 20 أوت بـبلوزداد. اسمي نبيل بنزيتون.أقف مع أصدقائي إسلام ومحمّد وسعيد في المدرج 2 مع جمع غفير من أنصار نصر حسين داي. تنطلق من حناجرنا هتافات مساندة لفريقنا. على يسارنا صوت الـكورڢا يدوّي بقوة. يغطي عنق العديد منا شال أحمر وأصفر، ألوان نصريتنا العزيزة...
(1) نعمْ، قلتُ تحيى الطفولة ُ . تحيى الفتوّةُ .. تحيى الأبوّة ُ.. تحيى الكهولةُ .. تحيى الرجولةُ .. ما دام في القلب نبضُ وللحلم فيْضُ وللعمْر متّسع من حنينٍ إلى موعد سوف يأتي ولي ذكرياتي ولي حين أعزف لحنًا على وتَر الرّوح أنْ أجعلَ الرّوحَ شفافةً كي تراها سماءٌ وأرضُ . (2) نعمْ قلتُ...
كانت الألوان تهطل دون توقف ، أطفئت المصابيح ، ونهضت الشمس باكراً ، عندما تصحو الشمس يتغير كل شيء فهي تبدو كطفلة عابثة ، مشاكسة ، مغرمة بإرسال الرسائل الملونة ، و عندما تنام الشمس تنام وتحت وسادتها قلم ملون . في مكانٍ ما من وجه الأرض ثمة بناء أسس على أحدث طراز إلكتروني ، تحفه أشجار السرو...
أنهى طاهر أغنيته في الحمام, و طفق يصغي لخرير الماء. نظر للماء وهو ينزلق بقطرات مسرعة على ذراعيه النحيفتين. رائحة الصابون تهبط من شعره. هواء مضبب يحوم حول رأس الرجل العجوز. الماء كان يعانق طاهرا. حينما ألقى المنشفة على عاتقيه شعر أن شيئا من شيخوخته ألتصق بتلك المنشفة الطويلة الحمراء, و أن...
عائدة من العمل.انهارت قواي بسبب الحر والشمس, شعرت فجأة برغبة في النزول من المكيروباص. أجلس في منتصف السيارة تماما. كان علي أن أتخذ القرار, أما أن أنزل فتلفحني نسمة هواء حارة بدرجة 45 مئوية وأكمل المشوار إلي البيت سيرا أو أظل محشورة بين جسدين متعرقين.في البدء ترددت فالاختيار صعب, أيهم أختار؟ لا...
أعلى