تخفض سعيدة شريط اللمبة الجاز قبل النوم؛ ، لكن الولد حمدي – الصغير – يبكي قائلا: أنا بخاف من الضلمة.
تبكي سعيدة، فابنتها رتيبة تنام في مدافن عمود السواري وسط الظلام، ليس هناك عمود نور واحد ولا كلوبات. كيف تتحمل ابنتها الظلام هناك؟!
تطوف الفراشات حول لمبة الجاز فيطاردها الأطفال ( كاملة وبشر وسعد...
كتبتُ روايتي "الجهيني " في عام 1976، وقتُها كانت الدعاية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة كرموز بالإسكندرية تدار في شارع راغب باشا القريب جدا من بيتي، فقد كنتُ أسمع الخطب والهتافات وأنا نائم فوق سريري. وتقدم إليها ممدوح سالم - رئيس وزراء مصر - عن الفئات أمام صحفي في جريدة الجمهورية اسمه: جبريل...
لم أتمن في حياتي سوى أن أكون كاتباً، كل ما أحصل عليه من مال اشتري به مجلات وكتب.عندما أقرأ كتاباً، آخذه معي في كل مكان أذهب إليه فاقرأ في الوقت المتاح إلى أن انتهي منه، وأظل أفكر فيه وأحكي عنه لمعارفي، (بسبب هذه الطريقة حولت بعض الأصدقاء إلى قراء ومثقفين)، وعندما أتسلم الكتب الدراسية،لا أخرج من...
أحس ملتون برغبة ملحة في أن يترك لندن، يرتاح من التفكير وقراءة الكتب لبضعة أيام، قرر فجأة أن يسافر. زاره صديقه كوك في الصباح، حدثه عن رغبته هذه، فضحك صديقه قائلا:
- ملتون العظيم يمل من الكتب والأدباء؟!
- أريد أن أهرب من لندن، مللت المناقشات والنزاعات.
ضحك كوك طويلا:
- وأين تريد أن تذهب؟
-...
كان القيصر نيقولا الثالث يتحدث وبوشكين ينصت لحديثه الممل مضطرا، لقد عاد بوشكين إلى بطرسبرج بعد غياب طويل، أنهكه السفر، وتحركات العربة الرتيبة، يريد بوشكين أن يرتاح، يرتمي فوق فراشه في حجرته الأثيرة التي أوحشته، ثم يذهب إلى "نتاليا" حبيبته، ويقابل أصدقاءه، يتحدث معهم عن الشعر. لكن القيصر لا يزال...
تمتد يد ديك الجن إلى خمار ورد، يرفعه عن شعرها: ما أجملك يا ورد.
تعَّرف عليها في دكان أبيها – بائع الأقمشة – في سوق حمص، فهي تساعد أبيها في البيع.من يومها وهي وديك الجن ؛يتقابلان خلسة، يحدثها عن أشعاره،وتحدثه عن والدها ودكانه وزبائنه الذين يأتون – أحيانا – لمتابعتها، وعن أمل أبيها في أن يزوجها...
فتاة طويلة مثل والدها الشيخ حامد الضرير وأمها زكية.
كان الشيخ حامد يقرأ على الأموات في عمود السواري، واشترى قطعة أرض أقام عليها كوخا كبيرا من الصفيح الصدئ وعاش فيه، زوجته شرسة، تسب الناس على أقل شيء، انجبت لزوجها أربعة أولاد وابنتين، كانت حليمة أصغر الابنتين.
ماتت الفتاة الكبيرة قبل موت أمي...
كتبتُ روايتي "الجهيني " في عام 1976، وقتُها كانت الدعاية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة كرموز بالإسكندرية تدار في شارع راغب باشا القريب جدا من بيتي، فقد كنتُ أسمع الخطب والهتافات وأنا نائم في سريري. وتقدم إليها ممدوح سالم رئيس الوزراء عن الفئات أمام صحفي في جريدة الجمهورية اسمه: جبريل محمد،وعن...
حرصت على الذهاب لمعرض الكتاب في القاهرة كل عام، كنت أنا وصديقي شوقي بدر يوسف نقضي في القاهرة ثلاثة أيام لا شغل لنا سوى شراء الكتب والمجلات الأدبية.
وقتها نصحني الصديق الناقد حسين عيد – عليه رحمة الله - بأن اشتري واقرأ رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر، قال لي بحماس شديد: ستغيرك...
اللقاء الأول فى حديقة سان استفانو
جاءني بعض الزملاء لكى نذهب لمقابلة الأستاذ نجيب محفوظ في كازينو " بترو"بالإسكندرية. ذلك المكان الذى كان يجلس فيه - صيفاً- مع توفيق الحكيم وثروت أباظة والعديد من كتاب مصر المعروفين، لكننى رفضت الذهاب إليه لأنني لا أستطيع أن أقدم نفسى لأحد على أنى كاتب قصة...
قرأت كتاب العواصم من القواصم منذ سنوات طويلة، وما أذكره منه إنه يدين من ينتقد الصحابة، يعني لا تحاسب معاوية ابن أبي سفيان مثلا، على ما فعله من تغيير نظام الحكم. على أساس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ...
لم أتمن في حياتي سوى أن أكون كاتبا، كل ما أحصل عليه من مال اشتري به مجلات وكتب. عندما أقرأ كتابا، آخذه معي في كل مكان أذهب إليه فاقرأ في الوقت المتاح إلى أن انتهي منه، وأظل أفكر فيه وأحكي عنه لمعارفي، (بسبب هذه الطريقة حولت بعض الأصدقاء إلى قراء ومثقفين).
إنني من أول جيل يتعلم تعليماً نظامياً في...
في التعبيرات الإسرائيلية الشعرية يري اليهود إن الرب قد اتخذ من أمتهم عشيقة له, ثم تزوجها زواجا أبديا؛ حتى إنها إذا خانته ودنست شرف العلاقة بينهما, لم يطلقها – كما يفعل أي مخلوق من البشر – لكنه يكتفي بأن يغضب ثم يرضى, وأن يعاتب ثم يصفح, فهي الأمة الحبيبة المعشوقة المدللة التي تعلم – مقدما – أن...
كتبتُ منذ أكثر من ربع قرن مقالة عن القصة القصيرة، قلت فيها ما معناه: إن القصة القصيرة فن جميل وصعب، لذا لم يخلد إلا القليل جدا من الأسماء.
المشكلة – في ذلك الوقت الذي كتبت فيه المقالة – إن كل من هب ودب كان يكتب القصة القصيرة. فقد كان الشعر هو فن الكتابة الأول قبل ثورة يوليو 52، فتجد طه حسين...
تعاملت مع أجيال القصة والرواية التي جاءت بعدي في الإسكندرية؛ بحب واهتمام، وقد قال أحدهم لواحد من جيلي:
- إن مصطفى نصر، هو أقرب كتاب جيلكم لنا.
وقد قرءوا رواياتي، خاصة جبل ناعسة واهتموا بها، وناقشوها في أكثر من ندوة وتصدي واحد منهم يعيش في أميركا الآن، لكي يترجمها للإنجليزية.
إنني لا أجيد إقامة...