اكتشفت أليفة رفعت عندما حدثني المرحوم محمد الراوي عنها بإعجاب شديد، فقرأت لها مجموعتها القصصية "من يكون الرجل؟" الصادرة في سلسلة كتاب المواهب عام 1981. وتابعت قصصها، خاصة التي ينشرها لها الدكتور عبد العزيز الدسوقي في مجلة الثقافة، وقرأت ما كتبه يوسف الشاروني عنها في المجلة عدد إبريل 1976 –...
قرأت عن الكثيرين من السادة الحكام العرب الذين أدعوا أنهم من سلالة النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - ومن نسل الإمام علي كرم الله وجهه، فقد كنتُ في العراق في أحد المؤتمرات الأدبية، وكانت الجرائد العراقية الثلاث الثورة – لسان حال حزب البعث، والقادسية لسان حال الجيش العراقي والجمهورية؛ تقدم إلينا...
خرجت النسوة المسنات - ومعظمهن في الثمانين والتسعين من عمرهن - ليتظاهرن أمام السفارات اليابانية في عدد من العواصم الأسيوية منذ يناير 1992 للمطالبة باعتذار من طوكيو، فقد تم إجبارهن على ممارسة الجنس مع الجنود اليابانيين وقت الحرب العالمية الثانية. فقد قام الجيش الياباني الإمبراطوري بتجنيد نساء من...
بعد موت زوجها بأيام ثلاثة خلت الشقة أمامها. أهلها الذين جاءوا لمواساتها؛ عادوا إلى بيوتهم بالأمس، وظلت هي وابنتها الصغيرة في الشقة الواسعة وحدهما. الطفلة نائمة تداعب الستارة الحمراء فوق السرير، تشدها بيدها الصغيرة وتناغيها.
خرجت رتيبة إلى الشرفة، تابعت الشارع، انحنت فوق الجدار لكى ترى دكان...
وقت الحرب بين ألمانيا وفرنسا، التحق الشاب – " فيكتور" بالجيش تاركا أمه في البلدة وحدها.
كانت حزينة لفقد ابنها الوحيد، ويقول جي دي موبسان عنها:
" كانت عجوز طويلة نحيلة خشنة، نادرا ما تبتسم، ولم يكن يمزح أحد معها، والنساء في الريف - على الإجمال – لا يضحكن كثيرا، فهذه مهمة الرجل، يمتلكن نفوسا...
عرض علينا حسني نصار أن نجتمع في جمعية الشبان المسلمين، ليحاضر في فن القصة، ونقرأ أعمالنا أمامه، وذلك مساء كل يوم أحد، فكنت أذهب سيرا على القدمين من بيتي في حي راغب باشا إلى هناك، ونلتقي – أحيانا – قبل حضوره، فلا يسمح لنا أمين المكتبة الشاعر حسن شهاب بالدخول إلا إذا جاء حسني نصار
كنا نجلس في ردهة...
قليلا ما كان يصفو أبي ويحكي عن حياته في الصعيد، عندما كان يسهر للصباح لحراسة الأرض خشية أن يسرق اللصوص القطن المزروع؛ فيواجههم ويواجه العفاريت التي تظهر له في صورة نخلة تسير وتتحرك نحوه، أو صورة خراف تطارده، لكنه كان يغلب اللصوص والعفاريت، فقد كان يستعد لقدوم الاثنين ويواجه كلا منهما بالطريقة...
حين أصبح الشاعر الصغير والتر سكوت قصاصا كبيرا، خجل من عمله الجديد وكتب يقول:
- لم أنسب رواية " ويفرلي" إلى نفسي، فلست على ثقة من أنه يليق بمن كان مثلي من رجال القانون أن يكتب القصص.
فقد كانت القصص - في أيامه – تعد فرعا منبوذا من فروع دوحة الشعراء، إذ كانت تمثل الابن البغيض في الأسرة الأدبية...
مصطفى عبد الله المنتسب إلى مبدعي الثغر
كان مصطفى عبد الله – المحرر الأدبي لجريدة الأخبار - صديقًا لكتاب ومثقفي، الإسكندرية، قريبًا من شعرائها: عبد المنعم الأنصاري وعبد العليم القباني وأحمد السمرة وإدوار حنا سعد ومحمد برهام ومحمد مكيوي وفؤاد طمان وعزبزة كاطو وغيرهم. لكن انحيازه الأكبر كان لكتاب...
سرت يوم 17 سبتمبر 1982 من بيتي بحي راغب باشا – كعادتي كل يوم جمعة – في طريقي لندوة تعقد في بيت عبد الله هاشم – بأرض الفولي بباكوس. واجهتني قوات الأمن المركزي المصطفة في مواجهة كلية الهندسة، استعدادا لاقتحامها.
كنتُ قد وصلت إلي صفوف الجنود المستعدة للإقتحام، وتوقفت سيارة ملاكي أمام الجمع المصطف،...
ولد أمين سليمان – والد السفاح - في قرية الكعييات التابعة لمديرية سوهاج، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 تقدم للعمل في فلسطين، ولما انتهت الحرب سافر إلى طرابلس بلبنان حيث التحق بقوات الشرطة هناك. وتزوج من " نتيجة " اللبنانية وانجب منها ثمانية أولاد: محمود وغادة وفاطمة ونادية وعلية...
ذكر نجيب محفوظ في روايته خان الخليلي، شخصية " أحمد عاكف "، المثقف الذي يعكف على القراءة الأدبية، لكنه لا يستطيع كتابة شعر أو قصة أو مقال.
وكنت أتابع أمثال أحمد عاكف في ندوة القصة بقصر ثقافة الحرية باهتمام، بعض الزملاء الأدباء كانوا يضيقون بهم، ويعتبرونهم زائدين عن الحاجة، بل كانوا لا...
من شدة ارتباطي بشادية وصباح أحسست أنهما تعيشان في حينا، فتاة قريبة الشبه بشادية، تدويرة وجهها، وشعرها، وقد أحست بمدى التشابه بينها وبين شادية، فقلدتها، واسدلت شعرها على جبهتها " عملت" قصة شادية -
والتي تشبه صباح كانت تسكن حارة خلف حارتنا، خفتها وطولها، وضيق عينيها، وشعرها المائل للإصفرار.
كنت...
أستند على عكازه، وضعه تحت إبطه وسار، بضع خطوات ويجد عربته - عربة التين الشوكي - في اليوم كله لا يسير سوى خطوات معدودة. من بيته القريب لعربته، ثم مرة أو مرتين لقضاء حاجته في المقهى المجاور، والعودة إلى بيته في المساء.
تأتيه أمينة – زوجته – بطعامه. تجلس بجواره على رصيف الشارع. تضع اللقمة في فمها...
إنني مؤمن بأن الماضي يشدنا إليه، ولا نستطيع الفكاك منه، الأشياء التي عاشرناها واستخدمناها تظل تطاردنا؛ خاصة عندما يتقدم الإنسان في العمر، فأنا الآن أعيش على الماضي. وقصصي ورواياتي الأخيرة تجنح نحو الحنين إلى ما فات. ذلك ما أحسست به عند قراءة المجموعة القصصية ( الأشياء، الأشخاص، والأماكن )...