شبكت يدها بيدي، وطلبت إلي أن أضع يدي حول خصرها، كانت سمراء طويلة، ونظرت من علٍ بإشفاق إلى خجلي وتعثر خطواتي، ولكني التقطت الإيقاع فجأة بتأثير الموسيقى، مما أدهشها وسرّها، اختُتمت الرقصة وصفق الجميع.
لقد لبيت الدعوة التي قدمتها لي السيدة العجوز، مكافأة على مشاركتي كأجنبي في الحملة الإنتخابية...
عما قريب
سيطلق الخريف مزاميره
ويحتوي وحدتي..
كل هذا التقشف
كل هذا التبذير
ناصيتي خفيفة في الريح
والسماء كأنها قميصٌ طائر
منشورٌ على أعمدةٍ من غبار
وشجيرات الورد
تمُدُّ أضلاعها العارية
متخلية عما تبقى
من حشمتها الغاربة
كل ما تحمله الأرض
يشارك في هذا الطيش العابر
الطيور وحدها
تأوي إلى الأعشاش
في...
" جان بول سارتر وحافظ الأسدُ"
في خطابه الأكثر شهرة وذيوعاً، والذي دأب التلفزيون السوري على إذاعته صباح مساء، في الافتتاحيات وبين الفواصل، كانت العبارة الأظهر والأعلى رنيناً أو بيت القصيد كما يقال هي " الإنسان غاية الحياة وهو منطلق الحياة".
ويبدو أن هذه العبارة تلخص فكر وقناعات الرئيس، فمن أين...
لأنك آخر حكايات عمري وأجملها، فأنا أضيف إليها كل يوم سطراً جديدا، وأطلقها عصافير تبهج صمت سمائك، وأخرجك من خشوع العُبّاد، إلى مرح الطيور اللعوب، أو أطرزها خيوطاً ذهبية على حواشي ثوبك المسبل في وقار، أو أنسج منها وشاحاً يعانق جيدك في حنان عاشق، أعرف أنها تتيه بك الظنون، وأنت تترقبين نهاية...
أنك جزء من تاريخي، والتاريخ لا يمحي،ليس حشواً، ولا سطوراً عابرةً في سياقٍ كبير، بل بداية ومساراً ونهاية، حكاية توقفت في عديد من المحطات، وواصلت رحلتها، إلى نهاية معلومة، تقترب كلما تقدمت طريقنا خطوة، نتلمس ذلك بحواسنا المشهرة كالسيوف، مبرقة في الفضاء العريض، هبوب البحر المالح، رائحة البرتقال...
نظرت إلي بعينين موبختين وقالت:
- لماذا لا تترك الفتاة في حالها؟
- أية فتاة؟
- تعرف عمن أتحدث!
- إنها مجرد زميلة ،مثلك تماماً!
افتر فمها عن ابتسامة تحمل مغزى ما:
- أولاً أنا لست مجرد زميلة بالنسبة لك،ثانياً أنا لست عمياء صماء،أرى وأسمع أكثر من ذلك،تلك النظرة في عينيك،والنظرة التي تشيعها بها...
ما أجمل الحُب
حين يتواثبُ بمرحِ الطّفل
على صدرِ موجةٍ غادية
ما أجمل الحُبّ
حين يُخبت
يأوي لحضنٍ أليفٍ
ويُسلمُ للُُجّة الجارية
ما أجمل الحُبّ
حين يُحلّق غيمةً سانحةً
ويمطرنا بأنغامه الشادية
ما أجمل الحُبّ
حين ينقر زجاج نوافذنا كالبَرَد
ويزمجر خلفها كعاصفةٍ عاتية
ما أجمل الحُب
حين يُشرعُ صدره...
منذ زمنٍ ليس ببعيد، كنتِ طائراً حُرّاً، يجوب الفضاء العريض، والآن أنت حمامةٌ آمنة، في عشّها الوثير الوطيد...
حينها بدأنا نتهجّى لغة الحُبّ، وكأننا طفلان جمعتهما غرفة صفٍّ واحدة، تحكي لي حكاية فأحكي لك أخرى، أنت في مقتبل العمر، وأنا رجعت بخطاي للوراء، ومحوت سنوات النضج، وأفرغتٌ سلّة خبراتي على...
أتسلّقُ أحلامي إليك،أعرّشها على نوافذك العالية،مثل نبات اللبلاب،أعدتِ إليّ زينة الدنيا،بعيد أن تساقطت أوراقها في خريفٍ مبكّر،أعدتني إلى شغب الطفولة،وتهوّر الصبا وشغف الشباب،واختصرتها معاً في لحظة عمر..
،هجرتُ قصائدي العالية،وتعابيري الفخمة،وأصخت بسعادة إلى أغاني صباح بالعامية المصرية...
جدي الذي علق بشملته غبار الحقول، وتسلّلت إلى بياض كوفيته، صفرة الشمس، آوى إلى بيت ابنه الوحيد، بعد أن أنهكه الدهر، وأرهقته السنون، بناته كُنّّ يتقاطرن لزيارته، شريكاته في أعمال الحقل ورعاية الأشجار، وسقاية صغار النبت، الأرض، وشائج الحياة ورائحة التراب، تلك الرابطة التي لا تهن ولا ترِثّ، سمٍعتْهُ...
كنا نلجأ من غربة الشارع، إلى فضاء المقهى، نلتمس الألفة في وجه نادل نعرفه، يحيينا بابتسامة مختصرة، ويوفر بقيتها للزبائن الآخرين، هذه المرة لبّى نادلٌ جديد، أبدينا دهشتنا وسألناه عن صاحبنا،قال إنه تقاعد، هل يتقاعد النّدال؟ وكأنه اكتشاف بالنسبة إلينا،قال إنه هرم، ولم يعد يقدر على الجولات المكوكية،...
لا أعرف كيف تغيرت، أصبحتُ إنساناً آخر، كنت شاباً ساخراً ومستهتراً، وفاقد الثقة بكل شيء... لا شيء سيتغير سواءّ انضممت لخزبٍ سياسي، تكرّس له كل جهدك، أم وضعت ساقاً على ساق في مقهى، وجلست تراقب تفاصيل الحياة، لا بل إن التأمل الهاديء الرائق، وسط هذا الضجيج المتنامي، أفضل بدرجاتٍ من الإنغماس فيه، إذ...
ربما لن يقتلك الداء، ولكن ستقتلك الكبرياء، والكبرياء: تلك
القلعة السوداء، التي تغلق قلبك دون الدعاء، إلى هؤلاء أم إلى هؤلاء، إنها إذن محنة وابتلاء، على أي جنب ستلقاه، حين يسألك كشف الحساب؟
ولمن ستمدُّ حبل الوداد، لمن غداً ستلقاه، أم لمن سينساك فور انفضاض اللقاء؟
لا يهم على أي أرض ولدت،وليس...