ثوبها الضيق يلتصق بجسدها، يبرز مفاتنها، كعبها الفضي اللامع يحدث إيقاعا حالما هي تمشي على إفريز الشارع شعرها الكستنائي يتهدل على كتفيها العاريين. عيناها الخضراوان تعلنان عن ثورة غضب تعتمل في أعماقها:
أمام عمارة من ثلاثة طوابق تتوقف. تنظر إلى ساعة يدها، ثم تتخطى بوابة العمارة، صاعدة السلم في...
قلبي العنيدُ يسألني
في صيّغ شتى
عن أيام تنفلت من يدي
عن حاضر يوشك
أن يصبح ذكرى؟
عن عيون بريئة
ترنو لحلم يتلاشى ؟
عن أشياء كانت تسعدني
عن أحلام كانت ترافقني
عن أنسام كانت تنعشني
عن أسماء كانت تبهرني ؟
قلبي العنيد يعاتبني
في صِيّغ شتى
يرسم للوجع صورة
بلا معنى
يخطُّ للعمر مسارا
دون مغزى
قلبي العنيد...
الخوض في قراءة مجموعة قصصية تبدو لي أكثر إشكالا، من الخوض في قراءة رواية،لأنه في نظري كل قصة تبقى منجزا سرديا قائما ،رغم القواسم المشتركة بين الجنسين ، من الناحية الشكلية،على الأقل فيما يخص تقنيّات الكتابةالقصصية،والذي يدعم هذا الرأي هو ركوب كاتب القصة موجة التجريب المرتبط بالجنس السردي،هذا ما...
سار مع صديقه التفت إليه بعد أن سمع منه شيئا أضحكه، ضحك لكي يغسلَ سأم ملل ثقيل يجثم داخله ،استمر في الحديث عن الخجل...هذه المشاكل تَعلق بذهنه لمدة طويلة .كان يُنصت لصديقه وكأنه هو الذي يتكلّم...نفس المشاكل، نفس الأراء، نفس النّتائج، الفرق الوحيد بينهما هو أنّه لا ينسى ، وصديقه ينسى أو يستعملُ...
تفجر الحزن بألوان شتى
حل المساء
استقبلت الحزن
بثياب الفرح
وحلقت في رحابة
الشفق الكئيب
رسمت علامة نصر وهمية
ثم صافحت غيمة شاردة
ضلت الطريق
.......................
هناك عند العتبات
الصماء
كبر النزيف
وتوارت الحقيقة
خلف أنفاس الراحلين
أدركت أن الحقيقة
صمت في عيون الصغار
ووشم وجع على جبين
الحالمين...
أغلقت باب بيتها ،وسدت نوافذه بإحكام، ثم تحصنت بالداخل وقد إطمأن قلبها إلى أن الموت لن يصل إليها،ولن يستطيع أن يفاجئها . الكثير من معارفها رحلوا على امتداد السنوات الماضية،أغلبهم اقتنصه الموت في غفلة منه،وهي لا تريدأن تفاجأ مثلهم.لهذاملأت كَرَار بيتها بكل المواد الغذائية التي تحتاجها ، وقررت أن...
يعد محمد محضار من الأقلام التي انجذبت للقص الوجيز تخطب وده؛ هو القادم من القصة القصيرة والشعر؛ لقد استهوته التجربة فخاضها كإجراء تعبيري، ومغامرة لقول الكثير بالقليل. وقد أثمرت التجربة مجموعة سماها ب “الحقيقة العارية” وتشتمل على 53 نصا، بإسقاط النص المكرر، وأتت بعناوين مفردة ومضافة ومركبة، مع نص...
سر الأسرار ما رأت عيني وقت السحر
أنفاس تبتسم
وروح هائمة في رحاب الشغف.
تَوَلّدَ الشوق نسمةً منتشية داخلي
وغنى قلبي نشيد العشق
توشحت بنور الذكر
وقمت أبحث عن نفسي .
أيها التائه كم صرفت من عمرك
في فراغ لا يذكر ؟
تبحث عن حقيقة بين يديك
وأنت في لهوك المجنون
تبحر
عد إلى نفسك ،هدأ روعك
-وصل و اُشكر-...
عندما نزلت من سيارة الأجرة شعرت براحة كبيرة، فقد ظللت، طيلة الرحلة الممتدة من مدينة وادي زم حتى دوار "لعشاشكة"، أرزخ تحت ثقل شيخ ستيني تكوم فوق رجلَيّ، وهو يدخن بنهم سجائر "كازا" الرخيصة، غيرَ آبه باحتجاجاتي. كان سائق السيارة يكتفي بلازمة تعودتُ عليها من جميع السائقين: "اسمحْ لينا ألفقيه، نحن...
مررت من هنا
كعصفور مهاجر
تحمل في كفك زنبقة
مرصعة بالبياض
وسبحة تفيض بشوق
الابتهال
من هنا مررتَ طفلا
يحضن القمر
على شفتيك ترتعش
ابتسامة وداع
ومن عينيك يلوح
بريق غريب
أيها الفتى الحالم
لكم عَبثتَ بالسنين
ورسمت دائرة للفرح
وحدودا بألوان قوس قزح
أيها الماسك بعصا الحلم
خطوك الواثق نحو السماء
يقهر ألم...
شهوة الفرح تمرح
في خلايا ذماغي
فأرقص كطفل
في ربى ليل أبيض
توشيه نجوم حالمة
أبتسم للندى المرتعش
على لسينات الزهر
أفتح ذراعي..أحضن
الشوق القادم من زمن
أمي
زمن الخبز الأشقر
ولهيب المواقد الحاني
زمن التين الأخضر
ورائحة الشاي المعتق
زمن الحب الأول
وسهم كيوبيد الطائش
أحلق مع الشوق في
بساتين الذكرى...
أضم حزني تحت جوانحي
وأرحل إلى جزر الصمت
أضم ألمي ، وشتات ضياعي
بين نياط قلبي الكليم
ثم أبحر في محيط التيه..
لا غد أنتظر بزوغ
فجره..
لا أمل أنتظر طلوع
شمسه..
هي حرقة السنين الثاوية
تلسع الذات الشاردة
وترسم بين تعاريج الذاكرة
وشما بجروح غائرة
هي جمرة الفقد
تشتعل لهبا حارقا،
يلتهم وريقات العمر...
في محطة المسافرين
نام رجل يحضن كسرة
"حلم"
وبين قدميه توارت
قطة تموء "بحزن"
الليلة يموت "العام"
وتسقط آخر ورقة
من شجرته
الليلة ينتحب القمر
ويبلل دمعه
وجهي المخطوف
الليلة أقف على الناصية
بين المنتظرين
أرقب بزوغ محياك
من عمق العالم المعكوس
وأمد يدي
علّها تبلغ المدى
وتدرك الأفق المبين
وأشرئب بعنقي...