اعذروا أُمِّيتي، ولكنني لا أعرف داخل بلدي، اسم عالِمٍ واحدٍ في الطب والفضاء والذرة ولو لمْ يُقسِّمْها، ومن أين له وهو غير المعروف في موطنه بمُنْجز علمي نافع أنقذ البشرية، أنْ يصير ممن طبقت شهرتهم الآفاق، بينما الفَتاوى المُتناسلة يوميا من كل حدب وقب جلباب، جعلتني أعرف أسماء ما لا يُحْصى من...
عجبا لِلْعَبُوسِ الذي يَسْتَخْسِر في أهالي غزّة فرحة النصر، لِلَّذي يَعْتبر الضّحايا مُجرَّد أرقامٍ وهم شُهداء أحياء، يُحْصيها بكل أدوات النُّدْبة وهو الميِّتُ الأكْبر، بل هو وأمثالُه من القُطْعان الكَالِئين إلى العَلَف، هُم سببُ ما نحن فيه منذ أوّل نَكْبة!
عجباً لِلّذي يَرْطِن بكلمات غليظة من...
على طريقة الفراشة التي تنْسَلِخ من الشّرْنقة، نحْتاج أن نخرج من أنفُسنا لنرى العالم أوْضح، أنْ نتخلَّص من أبوابٍ تُوصِدُنا خلْفها كمنْ ينْتظر المِشنقة، مَنْ يدري رُبّما نجد المفْتاح الأصَح، نحْتاج إعادة تدْوير كل السّاعات يدويّةً كانت أو حائطيّة في أفق مسدود، سواءً تلك التي بمواقيت عالميّة تمتطي...
هل أصارِحُكم بكذْبة أريد أنْ أصدِّقها ولكن دون جدوى، كم أودُّ حقّا أن أحتفل بمَقْدم السنة الجديدة، أنْ أُخاتل الزّمن وأسْرقه بسكِّين من الوريد إلى القصيد، أهرِّبه للمستقبل بسنوات ضوئية، وسُحْقا لجمارك العصور الذين يؤرخون الخُطب حسب الطّلب !
مَنْ يدري قد أحقِّق فارقا شاسعا بين السّنة الجديدة...
نكْتفي بالنّافذة مع هاتفٍ في اليدِ عسانا نُحقِّق أعلى مُشاهدة، وكأني بما حدث اليوم في سوريا خير وسلام، مُجرّد تتمة مؤجلة لربيع انتعل كل الأقنعة، وسُمِّي بهتانا بالربيع العربي، ولا نعرف على مَن الدّوْر وقد اصطبغ فينا الثور بكل الألوان، لا نعرف من الجلّاد ومَن الضّحية وقد امتدّت هوليود برُقْعتِها...
(الجزء الثالث)
1
الفُرجة التي يصنع ويْلاتها اليوم الأشرار، ليست مجانية، بل تدفعها كل شعوب العالم باهظاً، سواء من خلال اختلاق الضرائب أو غلاء الأسعار !
2
لا أعرف هل الصورة في قلب المقال، مُجرّد إشهار يلطِّف من هوْل انفجار القنبلة النووية، أمْ ترويجٌ لمواد تنظيف الملابس، أم رسالة كما يجب أن تكون...
-ألو أديبتنا الفاضلة.. حين أسْمع صوتك أسترِدُّ عزيمتي، ويُصبح كل ما حولي راسياً كأعْتى الجبال؟
- مرحبا بُنَي هذا من لُطفك آ المَرْضي، ولكن أين الغِياب على سطح الأرض أو في بطن كتاب؟
- الحقيقة بين مدينتين ليستا كاللتين تحملهما عنوانا رواية تشارلز ديكنز، إنما أعْني بين الصخيرات والرباط، الوالِد كما...
قبْل السَّفر بأيّام أثقل في بُطْئها من أضغاث الأحلام، قرّر مْسَلّكْ لِيّام، أنْ يحْتفلَ بسفره وحيدا، أنْ يدْفن دون أن تُشاركه يدٌ في قبْضة الفأس، ما قد يقْترفُه من فضائح في مقْبرة اللَّيل السّحيقة، فهو يُؤمن حدَّ الكفر بكلِّ الأصْنام، أنَّ حتّى أقرب الأسْتار في كواليس المُجتمع، لا تُؤْتمَن...
هؤلاء الذين يُكرمون مائة مرة في العام ألا يحشمون على وجوههم التي تعاني من فقر الدم فلا يحمرون خجلا، مع بعض الإستثناءات التي تستحق رفع القبعة أعلى من الهامة كل يوم ؛ بماذا يتميزون عن بقية المثقفين الحقيقيين الذين من فرط ما لبسوا عباءة الظل لا أحد يذكرهم بضوء من ذبالة شمعة و هم في مراتب الضياء...
طاقة الخَيال عنْد مْسَلَّكْ لِيّامْ، أبْعد في رحلاتها مِنْ أنْ تُحَدَّ بأمْيال، لذلك تجدهُ في غالب التّفكير، ساهماً حالماً لا يَسمَعُ من الكلمات إلا آخرها، في غيبوبة محْمولا على أكْتافِ النّمْل كما لو يمْتطي ظهور الأفيال، لَمْ يكن يُخالط النّاس أو يُخالِطوه لِغرابته في الشّكل والهِنْدام،...
لا تُؤاخذوني إذا لَمْ أُشاطر جَوْق العُمْيان الطَّرب، إذا نَشَزْتُ في الكتابة عن النَّغْمة ذاتِ الرّنين الذي يُفرِّجُ الغُمّة، تلك التي لا يَحْتدُّ وطيسُها إلا كُلّما شارف الحفل على الإنتهاء، فيا لمفعول الوليمة في الأنفُس قبل البطون، ألم تر كيف تكون سبباً في التّصْعيد حتى على مستوى الطّبْلة...
قَالُوا إنّنا نُتابع الوضْع عن كثَبْ، ولا نَضْحك على الذُّقون، ولو اسْترْسَلتِ اللِّحى وسبَقتْها الشّواربُ إلى إناء الكذِبْ، قُلْنا إنَّ النِّيران بألْسنتها أصْدقُ حريقاً من الصُّحف والكُتُب، ها هي لا تنتظر القيامة لِتَطَّلِع على الأفئدة، ها هي تقْلِبُ الأرض على شعْب بِرُمّته في مقابر جماعيّة،...