محمد بشكار

بِالكَلامِ كَفَرتُ ولَكِنّنِي مَا كَفرْتُ بِمَنْ نَزَّلهْ بِالبَياضِ الّذي تَرْتَديهِ الجَنَازاتُ آمَنْتُ مَا أفْصَحَهْ البَيَاضُ الّذي عَارِياً طَافَ مِثْلَ الكَفَنْ عَارياً الْتَفَّ حَوْلِي لِيُوجِز فِي جُثّةٍ قَبْرَ هَذا الوَطَنْ فَمَا لِي وَهَذَا الكَلامُ وَقَدْ أوْرَثَتْنِي مَرَاثِيهُ...
لَمْ يَعُد الكلام حول اتِّحاد كُتّاب المغرب يحْتمل قيلا، بعد أن أصبح همُّه على القلب أثقل فيلا، ولا ضَيْر من الإعتراف أن هاجس هذه المؤسسة الثقافية الوطنية، لم يعُد يُعيرني أو أعيره انتباهاً إلا كما تسْتلفِت نظري وأنا أعْبر الطريق، حفرةٌ سحيقة انتقلت بفراغها الأخرس إلى فمي، فلا أملك إلا أن...
أَيُّ هَذِي النَّهَارَاتِ أَسْطَع سَيْفَاْ لِتَتَّضِحَ الشَّمْسُ فِي لَيْلِ أعْيُنِنَا دُونَ قِنْدِيلِ دْيُوجِينَ، لا وَقْتَ نَتَّخِذُهُ عَقْرَباً كَيْ نَفِيقَ بِسُمِّهِ مِنْ حُلُمٍ صَارَ يَقْبَعُ أَعْلَى الوِسَادَةِ رُفّاْ وَلا وَقْتَ فِي الأبَدِيَّةِ حِينَ نُغَادِرُ أَنْفُسَنَا فِي...
لِكُلٍّ مِنّا مَسافةُ صِفْرِه ونحن نُقارِع صُروف الدَّهر، ثمّة مَنْ يقْصِف من مسافة الصِّفْر شُبّاكاً أوتوماتيكيا ببطاقة بنْكية، فيَرْتدُّ صريعاً بصِفْر درهمٍ هذا يومُ كَشْفِ الحِساب ! وثمّة حُكومة كالتي ابتُلينا بشَظفِها في العيْش، تجد أنّ أنْجع طريقة لِوضْع اليد من مسافة الصِّفر في جيوب...
فِي المَسَاءِ الَّذِي ألْتَقِيكِ: يَعُودُ النَّهَارُ لأوَّلِ شَمْسِهِ أَضْبِطُ سَاعَةَ كَفِّي عَلَى نَبْضِ قَلْبِي، فَيَخْتَلُّ فِي حُبِّنَا زَمَنٌ وتَصِيرُ الدَّقِيقَةُ طَاعِنةً فِي الأبَدْ فِي المَسَاءِ الَّذِي أَشْتَهِيكِ: أُفَكِّرُ أنَّ الفُصُولَ عَلَى الأرْضِ لَيْسَتْ كَمَا نَشْتَهِي...
1 الكَلامُ الّذي بِيع فِي خبرٍ عاجلٍ ليْس مِنْ أحْرُفي هُوَ من قنواتٍ تُغطِّي الجَريمةْ ! 2 اليدُ التي تَقْطُر دما وخرجتْ للتَّو من غرفة عمليَّة جِراحية دقيقة، قد استهدفت أولا قبل أن تنتقل لتقْطيع جسد الفلسطيني، أدمغة الحكومات العربية وزرعته بأوْرام التطبيع الذي سيجعلها تنظر خرساء مشلولة...
عَادِياً سَأَعِيشُ حَيَاتِي. وَلَنْ أجْعَلَ الهَمَّ يَحْمِلُنِي فَوْقَ نَعْشٍ لِمَثْوَايَ قَبْلَ انْطِفَاءِ الفَتِيلْ. سَوْفَ آكُلُ قَلْبِيْ وَلَوْ كَانَ طَعْمُهُ مُرّاً لِأفْقِدَ كُلَّ شُعُورٍ يُعَذِّبُنِي دُونَ جَدْوَى. أنَا لَنْ أُغَيِّرَ فِي اللَّوْنِ لَوْناً فَكَيْفَ أُغَيِّرُ فِي أعْيُنٍ...
إلى الطفل الغزَّاوي الذي حمل أشلاء أخيه في محفظته المدرسية على الظهر، ليُعلِّم لكل الأجيال المعنى غير الزائف للنِّضال! 1 نُعَمِّرُ مَا عَمَّرَتْ هَذِهِ الأرْضُ نَمْضِي وَتَبْقَى الحَيَاةُ نُوَرِّثُهَا دُونَ صَكٍّ وَعَنْ طِيبِ غُفْرَانْ لآخَرَ يَحْمِلُ أعْبَاءَ جِينَاتِنَا فَنَصِيرُ جُذُوراً...
أنْظُرُ ولا أمْلكُ مِنْ قواي المُسْتَلبة غير النَّظر، لا أمْلكُ إلا أنْ أنتظر ولكن على أرْضٍ صلْبة تحْتملُ موقفاً ثقيلا، شتَّان بين الأثر البليغ الذي يُحْدِثُهُ الرأي العام، وذاك الذي يُبَلوِرهُ النَّعام، أقْفز أحياناً في مكاني كَمنْ يُساوِره وهْمُ السُّقوط في هاويةٍ، يا لَلْهَلَع الَّذي ركِبنِي...
يبدو أنَّ إسرائيل كبَّرتْ كَرْشها أكْثر مِمَّا تَسَعه الأحْشاء، كأنِّي بها وهي تسْترِق السَّمع، قد اطمأنَّتْ أنَّ الشَّارع العربي قد اسْتهلك في رثائه للقضية الفلسطينية كل الدَّمْع، وغدا جُثّة هامدةً بلا نبْضٍ ولا أنفاس، كأني بوهْمِها المريض الذي ما أكْثر ما تُزيِّنُه إمْلاءات الشَّيطان أو فوبيا...
1 نجدُ الواقع أحْياناً مُمثِّلاً أحْذق في تقمُّص الأدوار من أيِّ فنان، نجدُ الواقع إعلامياً شجاعاً يُبلِّغ الحقيقة كما هي دون زيادةٍ أو شيطان، وليس الحقيقة كما تمَّ تجْميلها والتي يُريدها الجميع، نجد الواقع موظَّفاً نزيهاً يحلِّل الأجر، وليس مُجرَّد ثعْلب يظهر ويختفي في انتظار آخر الشَّهرْ ! 2...
(إلى شُهداء الحوز الذين امتصُّوا بأطْلسهم المَنيع أعْتى الزلازل..) اليَوْمَ أنْسَى لِتَكْبُرَ ذَاكِرَتِي فِي الفَرَاغِ بِحَجْمِ السَّرَابْ اليَوْمَ أبْعَثُنِي مِنْ رَمِيمِ حُرُوفِيَ حَيّاً لِأشْقَى، فَيَا لَيْتَ مَا كَتَبَتْهُ يَدِي لِبَيَاضِهِ تَابْ ! اليَوْمَ أنْسَى وَأنْفُضُ عَنْ...
مع مُلْحقِ "العلم الثقافي" الأوَّل في هذا الموسم الجديد، لن نُمْعِن بالثَّرْثرة حول الدُّخول الثقافي والآمال المُنْتَظَرة، لا لِشيء إلا لأنَّ الزلزال هذه المرَّة وليس السيف، هو الأصْدَق أنباء من الكتب، أوَ لمْ ترَ كيف أخرست فاجعته الألسُن وعطَّلت في أرْجُوحتها اللَّعِب بالأقوال ! قَدْ لا...
لَسْتُ بَحْراً، وَلَكِنَّنِي سَأُحِيطُكِ حُلْماً؛ إذَا دُرْتِ حَوْلَ وِشَاحِ مُحِيطِيَ أَرْضاً، أَعِيدِي إِلَى أَزْرَقِي بَعْضَ مَا خَبَّأَتْهُ السَّمَاءُ، لِيَزْدَادَ فِي صَفْوِهَا شَبَقِي لَسْتُ بَحْراً، وَلَكِنْ إِذَا هَيَّجَتْنِي وَمَالَتْ بِخَيْمَتِهَا دُونَ رِيحٍ عَلَى وَتَدِي، صِرْتُ...
انتهى المُثقَّف الذي كان مُبْتدأ الأفكار، يُوقِظ في الأنفس الهِمَم، وفي الأعْيُن يُوقِد الغَضَب لِتنْدلع بالشَّرار، أصْبح المُثقَّف اليوم بين ليلى وضحى، ناعِماً يخْضَع لتصاريف خبر كان على إيقاع أغنية احْكِ يا شهرزاد، وما لنا نُكابرُ ولا نعْترِف وكل الوقائع التي حولنا تؤكد أنَّ وجود المُثقف...

هذا الملف

نصوص
202
آخر تحديث
أعلى