محمد بشكار

الرّأس الذي تقمّص ملامِح الخروف، جعل القطيع يخْتلِط بالقطيع، ولم نعُد نعرف الذّابح من المذبوح، وأغْشَت الأعين شحْمة العيد قبل شيِّها في الأضحى، بل ما عُدنا نعرف من العالِف ومن المعلوف ! الكُل يلغو بلغْوه ويختلق الأراجيف، والضحية هو المُواطن الضعيف الذي تتضاربه الأسواق بأسْعار نفاثة، وهنا نسأل...
لا تجدُ هذه الأيام إلا من يعبِّر عن التوتُّر، ولا عجب فالجميع يُهرول بأوراق إدارية بحثا عن مؤشر، كيف لا وقد اتّسعت في البلد الهُوة سحيقا بين طبقتين وما من مدَد، طبقة تتردّى بفقرها المُدقع في الدّرك الأسْفل، وأخرى في أبراج الثّراء تنْعَم بالذهب الأسود والأصفر والحُلل ! هل أنت أيضاً مُتوتر وفي...
لَسْتُ يَقْظَانَ أحْمِلُ إسْمَ الحَيَاةَ وَتَجْهَلُ إسْمِي، أنَا لَسْتُ يَقْظَانَ أرْضَعُ مَا اجْتَرَّهُ الْعَنْزُ مِنْ عُشُبٍ فَطَعَامِي يَنْبُتُ حَيْثُ يُورِقُ غُصْنُ النُّجُومْ لَسْتُ يَقْظَانَ فِي عَيْنِ كُلِّ حَيٍّ يَرَانِي أمُوتُ وحِيداً، وَلَكِنَّنِي عِشْتُ فِي غَابَةٍ بَيْنَ...
بيْن مسلم ورمضان، لم يعُد ينْقصُ معرض الكِتاب إلا شعبان أو (شعبولا) قبل أنْ تثبت رؤية الهلال، وما عُدْنا نعْرف هل إقحام وزارة الثقافة لهذه الأضواء بين رفوف الكتُب، هو جَلْبٌ للأنظار أو صَرْفٌ للإنتباه عن سوق القراءة، فيَا لَكساد بضاعة النّاشرين وأسْفارها التي تُقدَّرُ برُزَم، ألمْ يقُولوا لكل...
لم يكُن أحدٌ سِواها من صَعد أدْراج مبْنى الجريدة إلى الطابق الأول، وكأنّها من فرْط ما سافرت في الذاكرة بتاريخها الشّخصي الثّقيل، صَعَدتْ عِوض الأدْراج كي تصِل إليَّ حيثُ أقْبع بين الأوراق في مكتبي، سبْعَ سماوات طِباقاً، قد يتساءل حائرٌ، مَنْ تُراها تكون هذه الزائرة التي أتحدث عن شخصيتها...
في مثل يوم أمس 24 أبريل وُلد عبد الجبار السّحيمي، فهو هناك بالتّوقيت الزمني لكوكبنا الأرضي يبلغ من العمر اثْنَتيْ عشرة سنة، أوَ ليس يوم نموت نُوهب حياة جديدة، ويا لها من حياة في الأبد تسْتعصي حتى على خيال القصيدة! قد نسْتعيد بفرْكة من الذّاكرة، بعض التفاصيل التي عِشناها ولو لم تعِشْنا في زمن...
مُسَيَّراتُ إيران التي تصل أو لا تصل بتعويذة أو نفخ من الشّيطان، تشبه بعض البعوض البشري، وما أكثر تحليقه الملغوم بين ظهرانينا هذه الأيام، بل إن هذا البعوض البشري، أشد سوريالية من وهْم مُسيّرات تُباع في الأسواق إلى جانب مبيد الحشرات، إنّها حقا مُسيّرات وهل هذا وقت المزاح بعد أن أصبحت كل الأنفس...
كَمْ نُؤَخِّرُ أَعْمَارَنَا حِينَ نَمْشِي عَلَى السَّيفِ: قلْتُ.. وَلَكِنَّنِي مَا سَمِعْتُ سِوَى قَهْقَهَاتِ الْجُنُونِ تُكَلِّمُنِي بِالصَّدَى ! قُلْتُ: إِنَّ السَّلاَلِيمَ تُفْسِدُ ذَوْقَ الْقَصِيدَةِ مِنْ قَافِيَّةِ نَظْرَتِهَا لِلْمَدَى! غَيْرَ أَنَّ جَهَابِذَةَ الرَّتْقِ مَا تَرَكُوا...
1 نعيشُ الآن التَّاريخ الأسْود لِلمُسْتقبل! 2 المرأة المحظوظة مَنْ تَعْثُر على رجُل لا يقْتصر مُراده على ما يريده أغلب الرجال ! 3 ثمَّة مَنْ يتجاوز في الوقاحة جبْهته العريضة بأمتار، فتجدهُ يتحدَّث عن الأوْزان الطبيعية لحجْم الإنسان، وهو في ثقل الأحجام أخفُّ مِنْ جناح بعوضة ! 4 لا أعْرف إذا كان...
يَبْدو أن العالم عاد كما كان في عهد الديكتاتوريات الكبرى، يخْضع لهيْمنة النظام الفاشِسْتي الأحادي، ألم تَرَ كيف يُكيِّفُ دون غلْيون أو سَبْسي من الطِّراز المغربي الأطْول من الأصابع، كل القوانين الدّولية لصالح مِدْفعيته التي تكيل بأكثر من فُوّهة، لم تعُد الشُّعوب تَمْلك نفْسها في إسْطبل البُلدان...
ما أشبه ما نَكْتبهُ اليوم بما دبّجْناه بحُرقة في الأمْس القريب أو البعيد، لا شيء يتغيّر ويسْتبدِل هذا اليأس العارم ولو ببارقة أمل، فكأننا والمأساة تتكرّر كل دقيقة نصُبّ الماء في الرمل، نحن نكتبُ وشعوب العالم تموج أفواجا إلى الشارع تشْجُبُ، وذلك لا يزيد إسرائيل إلا إيصاداً لكل المنافذ تحت وابل...
بِالكَلامِ كَفَرتُ ولَكِنّنِي مَا كَفرْتُ بِمَنْ نَزَّلهْ بِالبَياضِ الّذي تَرْتَديهِ الجَنَازاتُ آمَنْتُ مَا أفْصَحَهْ البَيَاضُ الّذي عَارِياً طَافَ مِثْلَ الكَفَنْ عَارياً الْتَفَّ حَوْلِي لِيُوجِز فِي جُثّةٍ قَبْرَ هَذا الوَطَنْ فَمَا لِي وَهَذَا الكَلامُ وَقَدْ أوْرَثَتْنِي مَرَاثِيهُ...
لَمْ يَعُد الكلام حول اتِّحاد كُتّاب المغرب يحْتمل قيلا، بعد أن أصبح همُّه على القلب أثقل فيلا، ولا ضَيْر من الإعتراف أن هاجس هذه المؤسسة الثقافية الوطنية، لم يعُد يُعيرني أو أعيره انتباهاً إلا كما تسْتلفِت نظري وأنا أعْبر الطريق، حفرةٌ سحيقة انتقلت بفراغها الأخرس إلى فمي، فلا أملك إلا أن...
أَيُّ هَذِي النَّهَارَاتِ أَسْطَع سَيْفَاْ لِتَتَّضِحَ الشَّمْسُ فِي لَيْلِ أعْيُنِنَا دُونَ قِنْدِيلِ دْيُوجِينَ، لا وَقْتَ نَتَّخِذُهُ عَقْرَباً كَيْ نَفِيقَ بِسُمِّهِ مِنْ حُلُمٍ صَارَ يَقْبَعُ أَعْلَى الوِسَادَةِ رُفّاْ وَلا وَقْتَ فِي الأبَدِيَّةِ حِينَ نُغَادِرُ أَنْفُسَنَا فِي...
لِكُلٍّ مِنّا مَسافةُ صِفْرِه ونحن نُقارِع صُروف الدَّهر، ثمّة مَنْ يقْصِف من مسافة الصِّفْر شُبّاكاً أوتوماتيكيا ببطاقة بنْكية، فيَرْتدُّ صريعاً بصِفْر درهمٍ هذا يومُ كَشْفِ الحِساب ! وثمّة حُكومة كالتي ابتُلينا بشَظفِها في العيْش، تجد أنّ أنْجع طريقة لِوضْع اليد من مسافة الصِّفر في جيوب...

هذا الملف

نصوص
213
آخر تحديث
أعلى