محمد بشكار

(إليها هذا القصيد.. هي الأكبر من أنْ تتحدَّد بيوْمٍ في عيد..) ...... وَمِنْ أيْنَ لِيْ حِيَل المُخْرِجِينَ لِأُبْصِرَ فِي ضَوْءِ عَيْنَيْكِ، كُلَّ انْكِسَاراتِ وَجْهِيْ، كَأنِّيَ أُبْصِرُ ذَاكِرَتِي تَسْتَعِيدُ عَلَى شَفَتَيْكِ طُفُولَتَهَا مُنْذُ أوَّلِ مَوْعِدْ وَمِنْ أيْنَ لِيْ حِيَل...
قد نُتَّهَمُ بجُرعة زائدة في التَّشاؤم، ويعتقد البعض أنَّنا نشْربُها سوداء دون سُكَّر، ولكن المظاهر الواقعية للثقافة غربالٌ بثقوبٍ واسعة لا تحْجب الشّمس، ولنا أن نتساءل من يُنْتج الثقافة اليوم، ولستُ أحْصُرها في الشِّق الفكري أو الأدبي أو الفني فقط، إنّما في كل أشْكالها التعبيرية التي تُجسِّد...
اليومُ عيد الحُب، ولكن لا نبْض في القلب، لا أحمر تُسطِّره النِّساء على الشَّفتين بأجْمل نداء، أو ترْتديه مع وِشاحٍ أسْود يُرفْرِف حول العنْق، لا أحد يُفكِّر في اقْتناء قارورة عِطْر هديةً تُطْفئ برذاذها المرْشُوش نار العِشق ! ما الذي حَدَث هذا الصَّباح، ولِمَ هو مُوحشٌ في القطار وعلى أرصفة...
تَتَعدَّدُ الهِوايات حسب الأهْواء كما تتطايرُ البالونات بكل الألوان في الهواء، ثمَّة مَنْ إذا زار المقابر، يفتح جَرْد حساب للموتى، فيبدأ حفرياته بقراءة أسماء المُتوفِّين على الشواهد، هذا وُلِد في سنة كذا.. ووافتْهُ المَنيَّة في عام كذا .. ثم يطفق بينه وبين نفسه الأمَّارة بالفضول، يُجْرِي...
شتَّان بيْن النُّضْج والنُّبوغ، فالأوّل قد يتساوى فيه البشر مع الطَّماطِم في مواسم الجَنْي، أما الثاني لا ندركه إلا باستثمار كل دقيقة في التحصيل وصقْل الموهبة، خصوصا في مرحلة الشباب، ويبدو أنه لم يبْق من العُقول في البلد إلا الطَّماطِم، وقد انَضَج بعضُها من فَرْط تراخيه في تدْبير الأزمات حتى...
1 وما لَنا ولغةُ السِّياسة ألم ترَ كيف أصبح مُعجمُها الشَّعبوي سيفاً مسموماً مُسلَّطاً على الرقاب، يحُزُّ الأنفس ويُدْميها مِن شِدَّة النكإ الحاطِّ بكرامة الإنسان وبئس العذاب، ما لنا ولغة السِّياسة، ألم ترَ كيف مدت اللِّسان أمضى من السِّنان دون مُراعاة الكياسة في الكلام، وما الفرق بين من يُطيل...
أصبح الحديثُ عن الثقافة بكُلِّ اشْتهاءاتِها التي تكون أحياناً مُقْرِفة، أشبه بوَحَم امرأةٍ بدون رحم، أو لمْ تر كيف تُنْتج نفسها بنفسها بأنابيب التلقيح الاصطناعي، ومن أين لِرحمها الولُود، ذلك الانتفاخ البُركاني الأجمل، بعد انقراض المُثقَّف الفَحْل ! الثقافةُ قبل كل شيء سلوكٌ ومعرفة، وليست مُجرَّد...
إلَى المُنْتخب الوطني الَّذي ابْتَكر فرحةً بِطَعْم جديد، إليهِ وهو يُحلِّق عالياً في النَّشيد، جعل الكُرة تُغيِّر النَّظْرة من أجْلِ أهدافٍ أبلغ وأبْعَد مِنَ التي تدخل الشِّباك، إليهِ.. وإليْه.. وإليْهِ مليون مَرَّة.. هُو الذي اسْتطاع بَعْدَ تَمزُّقٍ أنْ يُجَمِّع الوطن العربي مِنْ الوريد إلى...
ماذا لو غيَّر الشِّعْر الحِرْفة وانقلب إلى شَعْر ولوْ في باروكة، أليْس تَرُوج حركته مع رواج الصَّلع الذي يتمدد قاحلا في الرؤوس، ومع أنَّ القَرَع ليس عيباً بل محاكاة لعوامل التَّعْرية التي تُصيب البرية، لا أعْجب إلا من كثرة المُقْبلين هذه الأيّام على عمليات زرْع الشَّعْر، ولا آسف إلا مِمّن يَمُر...
قدْ تَنْهار الأرْكان بسُقُوفِها ولكن لا ينهارُ الإنسان، أليْس هو من يُشيِّدُها بِنفْثةٍ من روحه صرْحاً عالياً، وما بالُكَ إذا كان هذا الإنسان يتجاوز بخفَّةٍ حَمْل الأثقال ليضع أثر فنّان، ومَنْ غيْرهُ العربي الصَّبان رُكناً أساسيا بجريدة "العلم"، ذاك الذي كانت رُسوماته الكاريكاتيرية الرّائدة،...
أُعِدُّ النَّهَارَ عَلَى مِجْمرِ الشَّمْسِ آنيةً، ثُمَّ أُلْقِي بِقَلْبِي إلَى صَحْنِها، هَلْ نضَجْتُ بِمَا لَيْسَ يَكْفِي لِأسْقُطَ كَالحَظِّ فِي حِجْرِهَا مِثْلَ تُفَّاحَةٍ عَاثِرَةْ هِيَ أسْفَلَ تَحْضُنُ فِي الأرْضِ جَذْبَتِيَ الآسِرَةْ، وَتُهَدِّدُ أنْ تُوقِفَ الظِّلَّ خَارِجَ كُلِّ...
كَمَنْ يسْتجير بالرَّمْضاء مِنَ الرمضاء صاحت أمٌّ مفجوعة من نافذة اليوتيوب واحليباه.. وهي لا تقْصد ذلك الحليب السائل الذي نسْتَدِرُّه من ضِرْع البقرة أو يُباع في عُلب كرطونية عند البقال، إنَّما تعني الحليب المسحوق تماما مثل أوضاعنا الاجتماعية المسحوقة تحت الحذاء، وهو مُخصَّص للرُّضع تقتنيه...
ملأوا علينا هذه الأيام المسامع وعمَّروها مِنْ كل المنابع بمفهوم (التنمية)، حتى الْتبس الفهْم ولم نعُد نعرف معنى لهذه الكلمة، كيف لا وقد أصبحت عالية التَّردُّد كضربات الصَّنْج بالصَّنْج في الخطب النارية، بينما لا يتنامى على أرض الواقع إلا الذي على بالي وبالك.. يؤجج المواجع، تكاد هذه التنمية...
أصبح الجميع يتَّفق حتى الذي تعوَّد أنْ يُنافق، أنَّ الوضْع الثقافي في بلدنا مُوجِع لا يَسُر عدُوّاً أو حبيباً، كيف لا ومن يَملكون سُلطة الحَلِّ والعَقْد من خلال التَّدبير المُؤسَّساتي للشَّأن الثقافي، قد أحْرقوا المسافة الفاصلة بين القول والفِعل، وتجاوزوا التقارير الكاذبة، إلى بسْط الخشبة أمام...
نادتِ الكلمة المحجوب الصفريوي وهو هناك في دار البقاء، كما ناداه هنا وهو بدار الفناء في اليوم الأول لالتحاقي بجريدة العلم، الأستاذ المرحوم عبد الجبار السحيمي، وما كاد المحجوب يَمْثُل حيث أمْثُل بين يدي الرئيس في مكتبه بمقر الجريدة القديم (شارع علال بن عبد الله بالرباط)، حتى بادره بالقول وكأنَّه...

هذا الملف

نصوص
212
آخر تحديث
أعلى