إلى الطفل الغزَّاوي الذي حمل أشلاء أخيه في محفظته المدرسية على الظهر، ليُعلِّم لكل الأجيال المعنى غير الزائف للنِّضال!
1
نُعَمِّرُ
مَا
عَمَّرَتْ
هَذِهِ الأرْضُ
نَمْضِي وَتَبْقَى
الحَيَاةُ نُوَرِّثُهَا
دُونَ صَكٍّ
وَعَنْ طِيبِ غُفْرَانْ
لآخَرَ يَحْمِلُ أعْبَاءَ
جِينَاتِنَا
فَنَصِيرُ جُذُوراً...
أنْظُرُ ولا أمْلكُ مِنْ قواي المُسْتَلبة غير النَّظر، لا أمْلكُ إلا أنْ أنتظر ولكن على أرْضٍ صلْبة تحْتملُ موقفاً ثقيلا، شتَّان بين الأثر البليغ الذي يُحْدِثُهُ الرأي العام، وذاك الذي يُبَلوِرهُ النَّعام، أقْفز أحياناً في مكاني كَمنْ يُساوِره وهْمُ السُّقوط في هاويةٍ، يا لَلْهَلَع الَّذي ركِبنِي...
يبدو أنَّ إسرائيل كبَّرتْ كَرْشها أكْثر مِمَّا تَسَعه الأحْشاء، كأنِّي بها وهي تسْترِق السَّمع، قد اطمأنَّتْ أنَّ الشَّارع العربي قد اسْتهلك في رثائه للقضية الفلسطينية كل الدَّمْع، وغدا جُثّة هامدةً بلا نبْضٍ ولا أنفاس، كأني بوهْمِها المريض الذي ما أكْثر ما تُزيِّنُه إمْلاءات الشَّيطان أو فوبيا...
1
نجدُ الواقع أحْياناً مُمثِّلاً أحْذق في تقمُّص الأدوار من أيِّ فنان، نجدُ الواقع إعلامياً شجاعاً يُبلِّغ الحقيقة كما هي دون زيادةٍ أو شيطان، وليس الحقيقة كما تمَّ تجْميلها والتي يُريدها الجميع، نجد الواقع موظَّفاً نزيهاً يحلِّل الأجر، وليس مُجرَّد ثعْلب يظهر ويختفي في انتظار آخر الشَّهرْ !
2...
مع مُلْحقِ "العلم الثقافي" الأوَّل في هذا الموسم الجديد، لن نُمْعِن بالثَّرْثرة حول الدُّخول الثقافي والآمال المُنْتَظَرة، لا لِشيء إلا لأنَّ الزلزال هذه المرَّة وليس السيف، هو الأصْدَق أنباء من الكتب، أوَ لمْ ترَ كيف أخرست فاجعته الألسُن وعطَّلت في أرْجُوحتها اللَّعِب بالأقوال !
قَدْ لا...
انتهى المُثقَّف الذي كان مُبْتدأ الأفكار، يُوقِظ في الأنفس الهِمَم، وفي الأعْيُن يُوقِد الغَضَب لِتنْدلع بالشَّرار، أصْبح المُثقَّف اليوم بين ليلى وضحى، ناعِماً يخْضَع لتصاريف خبر كان على إيقاع أغنية احْكِ يا شهرزاد، وما لنا نُكابرُ ولا نعْترِف وكل الوقائع التي حولنا تؤكد أنَّ وجود المُثقف...
لا يُمكن أن تطْمِس الأسْماء بجرَّة مِمْحاة، ولكن في المُقابِل يُمْكن أن تُجسِّر ظهْرها لتُصْبح فاحش الثراء، تُقايِضُ من يُساوي بِتراكُمه الفكْري والأدبي الكثير، بِمنْ لا يساوي في سوق النِّخاسة شِدْقَ بعير ولو سَخَّره للِتَّقْبيل، لا يُمْكن مثلا أن تتساوى في الحَلَبة الحَاجّة الحَمْداوِية...
بَعْضُ النَّقْد الأدبي يُعْلي بيْنكَ وبين النُّصوص الإبداعية أبْراجاً عاجِية، فلا تعْرف وأنتَ تُلْقي كأيِّ صيّادٍ بِشَبكِيَّة التأمل إلى مَدىً أبْعَد، هل هذا النَّقْد هو المُتعالي الشَّاهق في مفاهيمه المُسْتوْرَدة التي لا يفهمُها أحد، أمْ أنْت الحَسيرُ القصيرُ أكْثر مِمّا يحْتمِلُه السَّطْح، أوَ...
أمّا عنِّي فلا يمكن أن أتنكَّر لسُخْرية عارمة تنْتابني كُلّما استعدْتُ بالقراءة كتاباتي الأولى، بل أكاد أُجلْجل بين سطر وآخر بقهقهة أستدركها بمنديل يُجفِّف دموعي.. ياه كم كنتُ مثاليا طيِّباً في كل ما كتبتُ، أغلِّبُ في نفْسي نزعة الخيْر وأُبَلْوِرها في أفكار أتوهَّمُها قذائف تعصف بالأشْرار، كنتُ...