محمد بشكار

لنْ أقُول إنَّنا نفْتتِح بهذا العدد موسماً ثقافيا جديدا في المغرب فَمنْ نكون لسْنا مجلساً أو وزارةً تُخطِّطُ كما تُخطِّط الطبيعة حُمُرَ الوحش في الغابة، ولا ننتظر من الدولة أن تضُخَّ في الجسم الثقافي عبر جيوب هذه المجالس والوزارات ما ظهر من دواليبها وما بطن، ميزانيةً نَصْرفها لدعم ما نَراه...
النَّاسُ فِي يَقْظَتِي نَائِمُونْ! يَعْبُرُونَ الحَيَاةَ كَمَا لَمْ يَعِيشُوا مِنَ العُمْرِ إلَّا دَقَائِقَ مِنْ فَرْطِ مَا يَكْدِحُونْ. هُمْ تِبَاعاً يَمُرُّونَ مِثْلَ السَّحَابَاتِ تَدْفَعُهَا الرِّيحُ فِي شَارِعٍ باِلسَّمَاءِ، إلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ يَرْجِعُونْ: أَنْبِئُونِيَ مَا صَنَعَتْ...
نُولد ونحن نلُفُّ الذراعين في حَلَقةٍ ضيِّقة حول عُنُق أبٍ واحدٍ يكاد بِشدَّة ضمَّته يُعيدنا لصُلبه بحُنو، ليس لأنه لا يريدنا أمام عينيه بل لأنه اكتشف متأخرا أن هذا العالم المُوحش أقسى من أن يستحقَّنا، لكن ونحن نكبُر تتَّسع حَلَقة ذراعينا لنصبح مُعانقين بَدَل أبٍ واحد بيولوجي آباءً رمزيين، فثمة...
لا أنكر أن حظوة التكريم التي حفَّني بعنايتها اليوم هذا المركز الثقافي العريق، جعل تفكيري يشرُد في كل الشعراء المغاربة الأحقُّ بالتوهج في هذه الهالة الضوئية مكاني، فمنهم الأحياءُ ومنهم أرواح هائمة في كل مكان، رحلوا وفي أنفسهم حسرةٌ يتأبطون بدل الضوء ظلا، أما أنا فكثرة الأضواء تعميني، ولشدَّ ما...
تُرَانِيَ كَمْ لَيْلَةً نِمْتُ كَمْ لَيْلَةً لَمْ أنَمْ سَوَّدَتْنِي اللَّيَالِي فَكَيْفَ نَهَارِي سَيَطْلَعُ مِنْ عُرْيِهَا وَأنَا فِيهِ مِثْلَ التَّمِيمَةِ خَلْفَ حِجَابٍ أنَا فِيهِ مِثْلَ الحِكَايَةِ أخْرَسَ تَنْقُصُنِي شَهْرَزَادُ فَكَمْ لَيْلَةً لَمْ أنَمْ، قَدْ سَهَرْتُ وَنَامَتْ بِلَادُ...
(إلى فلسطين غداً نردُّ لهمْ الصَّفقة صفعتين، أمَّا اليوم فبيننا وبين كل من صفَّق لخزيها أكثر من بحرين ..) قُمْ بِرِجْلَيكِ إنْ لَمْ تَقُمْ ضَعْ يَدَيْكَ عَلَى الأَرْضِ وَازْحَفْ كَمَا يُذرِفُ النَّهْرُ لَيْسَ يُبَالِي إذَا مَا الحَصِيُّ الَّذِي قُدَّ مِنْ حُزْنِنَا فِي الكِلِيِّ قَدِ...
لَوْ أُسَافِرُ فِي الوَقْتِ أيُّ المَحَطَّاتِ أخْتَارُ فِي عُمُرِي؟ أيُّ عُمْرٍ أُفَضِّلُ فِي كَائِنَاتِ الطَّبِيعَةِ؟ إنْ كَانَ عُمْرِيَ فِي زَهْرَةٍ سَيَكُونُ قَصِيراً بِطُولِ أيَادِيَ تَقْطِفُنِي. وِإذَا كَانَ عُمْرِيَ فِي ذَكَرِ النَّحْلِ، طُلْتُ السَّمَاءَ بِأجْنِحَتِي أَقْتَفِي أَثَرَ...
عبارة " أفق الإنتظار" التي ابتكرها النقد الأدبي وتفيد أن يكون الكاتب عند حسن ظنِّ ذائقة القارىء مُحقِّقاً مبتغاه ومراده من النص، انتقلت تمشي ولو عرجاء لتصلح إسقاطا ملغوما في ميادين أخرى لا ينقصها إلا ترخيص السلاح لتصبح ميدان حرب ضروس، فصار يستعمل هذا الأفق المنتظر السياسيُّ والاقتصاديُّ ورجل...
مَا مَشَيْتُهُ يُوجِزُنِي فِي حِذَاءٍ، وَكُلُّ الحَقائِبِ تَفْتَحُ فِي سَفَرِي قَبْرَهَا لِأعُودَ إلَى جَسَدِي فِي التُّرَابْ مَا مَشَيْتُهُ فِي عَالَمِي، لَمْ يَزِدْنِيَ إلَّا سُطُوراً وَمَاذَا تُفِيدُ الكِتَابَةُ مَا لَمْ أجِدْ فِي المَسَافَاتِ نَفْسِي لِتُصْبِحَ نَفْسِيَ...
إذا حالفكَ سُوء الطَّالع وكنتَ مع النَّازلين أسفل السُّلم الإجتماعي شاعراً، فلا تتردَّدْ في اسْتِباق الخسائر التي تُهيِّئها لك الحياة على طَبقٍ من سَغَب، وسارعْ بخِفة الكلمة أيها البارع للانخراط في أقرب شركة تأمين، فكاتب الشِّعر يتمتع بالجاذبية القمينة بجعله مغْناطيساً يجْذب من اللعنات أشدها...
باكِراً في الأرق مضيتُ للدَّائرة الأمنية التابعِ لِجهتها أو التَّابِعة لي تحرسُ سلامتي في النوم واليقظة، لأُجدِّد وطنيَّتي منْ قال إنَّ الوطنية تنتهي مدة صلاحيتها في أمد ينتهي بتاريخ، إنما أقصد أنِّي قبل الميلاد كبُرتُ عشر سنوات أُخَر مما يحتاج لتجديد بطاقتي الوطنية لأدخل أنا ومن معي ومن ليس معي...
لَا عَلَيًّ إذَا لَمْ أنَمْ. كُلُّ شَيْءٍ كَمَا هُوَ فِي البَيْتِ، حَتَّى طَعَامِيَ غَيْرَ المُعَلَّبِ لَمْ يَتَسَنَّهِ. لَكِنَّ فِي البَيْتِ أيْنَ هِيَ الدَّارْ؟ وَكَمْ سَنَةً مِتُّهَا فِي حَيَاتِيَ؟ هَلْ أضْبِطُ الخُطُوَاتِ عَلَى نَفْسِ مُنْعَرَجَاتِ الخَرِيطَةِ تِلْكَ المُعَلَّقَةِ...
شِئْتُ أوْ لَمْ أشَأْ. سَأعِيشُ الحَيَاةَ وَلَوْ لَمْ تَعِشْنِي، أُعَلِّمُهَا كَيْفَ لا تَنْطَوِي لَوْزَةً حِينَ تُقْعِي عَلَى صَخْرَةٍ خَوْفَ أنْ تَنْكَسِرْ..! وَأُعَلِّمُهَا كَيْفَ تَأْخُذُ زِينَتَهَا كُلَّ يَوْمٍ مِنَ اللَّيْلِ تَأْخُذُ كُحْلَ العُيُونِ. مِنَ الصُّبْحِ كْرِيمَ...
عُدْ لِقَلْبِكَ أَنْصِتْ لِخَفْقِهِ قُلْ مَا يَقُولُ فَإِنْ كَانَ حُبّاً فَقُلْهُ بِصَوْتِ الطُّيُورِ لِتَأْتِيكَ دُونَ جَنَاحٍ سَمَاءٌ وَطِرْ فَرَحاً فَإذَا لَمْ تَطِرْ امْشِ عَلَى حَدِّ سِكِّينِهَا أُفُقاً لا يُهِمُّكَ أنْ تَتَرَاقَصَ ذَبْحاً..! فَعُدْ.. عُدْ لِقَلْبِكَ أَنْصِتْ...
الميكروفون الذي أجْهَز على حياة شاب وسيم في مُقْتبل الشِّعر والرواية المغربية بصعْقة كهربائية سَببُها سوء تدبير مُنظِّمي مهرجان عيد الكتاب السنوي بتطوان، هو ذات الميكروفون الذي يقتل الشعب في اليوم أكثر من مرة بخطب سياسية زائفة تُكبِّرُ مع الصوت الكذب رنَّاناً حتى فقَدْنا الثقة في أنفسنا...

هذا الملف

نصوص
214
آخر تحديث
أعلى