محمد بشكار

1 الإشهار خطابٌ، وأفظعه ذاك الذي يكْتنف في عُمقه تحرُّشاً يُدغدغ الغرائز، ويسْتَدْرِج بعبارات وصور لزِجة بعض الفتيات إلى دُهون وعقارات ووصفات عُشبية سامَّة تدَّعي تكبيرالأرداف، والحقيقة أن الصُّور الإغرائية التي تُدعِّم العقار وتَفُوق بأنصافها النسائية كل تصوُّر، أصبحت تَشْغُل مساحة شاسعة في...
سنةُ تفصلنا عن الانتخابات لنقرِّر هل سنكرر النموذج.. أو نبتكر نموذجاً آخر بكيان حكومي جديد ينقذ البلد من النَّكسة التي طالت بغمَّتها، أمَّا عني فأحبُّ أن أكون حاكما بأمر الآه، أليس العشق سلطانا ويمتلك كل السُّلط التنفيذية والتشريعية بما فيها الشِّعرية على آهاتنا، لذا لا أنصحكم أن تُنصِّبوني...
مُذْ فَقَدْتُ مُقَامِيَ فِي جَنَّةٍ وَسَقَطْتُ مُكِبّاً عَلَى عَرْشِ سَاقَيْكِ مِنْ كُوَّةٍ فِي السَّمَاءِ، كَرِهْتُ الفَوَاكِهَ إلَّا الَّتِي أَنْبَتَتْهَا الفُصُولُ عَلَى حَقْلِ جِسْمِك مِنْ دَونِ تُفَّاحْ مُذْ فَقَدْتُ مُقَامِيَ فِي جَنَّةٍ وَسَقَطْتُ مُكِبّاً عَلَى شَفَتَيْكِ، تَذَكَّرْتُ...
(كتاب الرسائل من خناثة بنونة) تعوَّدتُ أن أكتب رسائل الكفران، وفي مَتْنِها غير الديني أُورد كما في مُوجز الأخبار، خواطر وتأمُّلات تجعلني أقف بين الشَّذْرة والشَّفرة التي قدْ تحلق لبعضهم دون ماء في حالة توفُّرهم على وجوه، ولا أحتاج لمغارات كي أسْتوحي هذه التأملات من الأخيار والأشرار، كما لا...
1 صديقي المُناضل لِصَالح الطبقة العاملة، انتهى به نِضاله بعد أن خذله من يُدافع للرَّفْع من أجورهم تحقيقا لعيش كريم، إلى المُطالبة بإصلاح المراحيض في مقرَّات العمل، لقد أدرك متأخرا وهو على شفا التقاعد، أنَّ من يُعرقل كل المطالب النِّضالية هم أنفسهم الذين يعرقلون المجاري في دورات المياه بعد أن...
1 كنتُ أرْفض تحْريم الدِّين الإسلامي للصورة التي أصبحتْ في صُلْب معاملاتنا الإدارية بدءاً من البطاقة الوطنية وانتهاءً بإعلانات التعازي والبحث عن متغيِّب، لكنني أصبحتُ مُضْطرّاً ودون أنْ أرسل اللحية إلى جانب الدين في تحريمها مع قوم يُفضِّلون التقاط صور ضحايا الكوارث الغرقى أو الحرْقى بَدل أن...
1 تتغيَّر الكلمات وتبقى الأحرُف ثابتة في تَحوُّل الكلمات، كذلك ملامح وجهي تبقى محفورة بسيمائها إلا أنه مع تصرم الزمن أصبح في كثير من صوري لا أشبهني، ولا أجد حرجاً في القول كلما طلب أحد الزملاء أن أُرْفِق مع مقال يريد نشره صورتي الشخصية: هذه صورتي فإذا لم تُعجبك اسْتبدِلها بغيري..! 2 يكتبُ...
- 1 أحد أسباب عُقمنا الوصاية أو بعبارة أخرى وضْعُ اليد، وما أغلظها يدٌ على كاهلٍ ينوء بحمل متاعب الحياة وتزيدك ثقلا، حتى أننا تعودنا القول لأحدهم يضع يده على كتفك زَجْراً: (قِنطارْ ولا يدُ بشرْ)، وهي أشبه بالمقولة التي تعتبر شعرةً سقطت في العين أثقل من جبل..! وحين نمعن التأمل باحثين عن أسباب...
الذين رفعوا شِعار (خارجون عن القانون) مُطالبين بالحرية الفردية في مناطق من الجسد غافلين عن مناطق أخرى قريبا من العقل البشري، لا أعرف هل يستطيعون مُجاراة حماقاتي الصغيرة في الخروج عن القانون، فأنا أريد العودة لزمن الشُّعراء الصعاليك الذين صاروا يُنْعتون بتعبير أهل زمني اليوم قُطَّاع الطرق، آخُذ...
ولا عَليْك: عبارةٌ نسْمعها دائما ولا تبقى حبيسة آذننا ولو كانت صمَّاء، بل تنْزِلُ إلى الصدور كما تنزل الرحمة بالسكينة على الموتى، وإذا لم تُحْيِ سامعها فهي لا تُمِيت! ما أكثر العبارات المَسْكوكة بمِطْرقة اللِّسان في دارجِنا اليومي، تكون وليدة حالات إنسانية ونداءاتٍ من صُلْب الواقع تحتاج إلى...
تعيش مِقْدار ما تعيش ميِّتاً في هذه الحياة، وحتى لو كان وجودكَ كعدمكَ من الذين لا يفعلون شيئاً، يكفي أن تكتفي بالسَّمع والنظر، لتكْتسب مع انصرام السنوات خِبرة في اسْتِقراء النُّفوس وفهْم الدوافع وحتى المدافع التي تُحرِّك سُلوكيات بعض بني وبنات البشر، وستزْداد في فهمكَ لهذه النُّزوعات النفسية...
من حقِّنا أن نتوجَّس خِيفةً من خطرٍ مُحْدِقٍ، رغم أنَّ الشك إذا لم يُوصِل لليقين في بلدنا، فإمَّا يفْضي للسجن أو مستشفى المجانين، غير أنه في حالة صاحب كتاب " بيبيو .. الخراب على الباب" المناضل أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، فقد أوصله توجُّسه الصَّادق الذي أورَدَه في كتابه...
ألِفَتْنِي الصَّبَاحَاتُ أنْهَضُ قَبْلَ الصَّبَاحِ لِأفْتَحَ نَافِذَةً فِي عُيُونِي وَأمْسَحَهَا بِمَنَادِيلَ أقْطِفُهَا مِنْ سَحَابْ ثَمَّ أدْعُو الطُّيُورَ لِتُدْخِلَ بَعْضَ الأغَارِيدِ مُسْتَبْدِلاً نَبْضَ قَلْبِي بِخَفْقَتِهَا، ثُمَّ أُطْعِمُهَا الحَبَّ أنْثُرُ حُبَّهُ فِي شُرْفَتِي، لَيْتَ...
لنْ أقُول إنَّنا نفْتتِح بهذا العدد موسماً ثقافيا جديدا في المغرب فَمنْ نكون لسْنا مجلساً أو وزارةً تُخطِّطُ كما تُخطِّط الطبيعة حُمُرَ الوحش في الغابة، ولا ننتظر من الدولة أن تضُخَّ في الجسم الثقافي عبر جيوب هذه المجالس والوزارات ما ظهر من دواليبها وما بطن، ميزانيةً نَصْرفها لدعم ما نَراه...
النَّاسُ فِي يَقْظَتِي نَائِمُونْ! يَعْبُرُونَ الحَيَاةَ كَمَا لَمْ يَعِيشُوا مِنَ العُمْرِ إلَّا دَقَائِقَ مِنْ فَرْطِ مَا يَكْدِحُونْ. هُمْ تِبَاعاً يَمُرُّونَ مِثْلَ السَّحَابَاتِ تَدْفَعُهَا الرِّيحُ فِي شَارِعٍ باِلسَّمَاءِ، إلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ يَرْجِعُونْ: أَنْبِئُونِيَ مَا صَنَعَتْ...

هذا الملف

نصوص
212
آخر تحديث
أعلى