محمد بشكار

الصفحة الأخيرة أول مهمَّة صعْبة أُلْقِيتْ على عاتقي في بداية مشْواري الإعلامي، أيْ منذ أكثر من عشرين سنة بجريدة "العلم"، وقد أدركتُ مع تقادُم حميميَّة العلاقة بيننا، أن حِمْلها قد تطوَّر ليس فقط إلى حُلُمٍ بلْ إلى عناق يومي صارتْ معهُ هذه الأخيرة حُبِّيَ الأوَّل! وكما أنَّ الصَّفحة الثقافية...
1 وأغْربُ ما تُعبِّر به بعض النِّساء عن جهْلٍ يصل للدَّرك السَّافل من الوعي، أن تُشْهر عن أقوى ما في جسدها للدِّفاع عن نفسها لحظة اشتباكها مع أحد الرجال، وبينما يُحاول الجميع فكَّ النِّزاع وحَصْر سيْل السَّباب المُتدفِّق نتِناً، تنْبري المرأة حتى تنْعزل قليلا عن الجُموع دون أن تكتفي بفمها...
إذَا جُنَّ قَيْسٌ بِلَيْلَى إذَا اللَّيْلُ نَادَتْهُ شَمْسٌ فَجَنَّ إذَا بِإذَا كَلَّمَتْنِي، فَطَالَ انْتِظَارِي لِمَا سَتَقُولُه بَعْدَ إذَا.. إذَا السَّهْلُ أنْزَلَ فَوْقَ مَرَاعِيهِ كُلَّ الجِبَالِ، لِيُصْبِحَ أصْعَبُهَا فِي التَّسَلُّقِ سَهْلَاْ إذَا بِالمُدَى قِسْتُ فِي جُرْحِهَا...
أعْجبني تصْريح أحد السياسيين يُشرِّح بِمْبضَع السُّخْرية تدهْور الوضع الجريح، فقد اخْتصر الصِّراع الوجودي للمُواطن الذي اعتقلتْه الجائحة، في المسافة الفاصلة بتوتُّرها بين الثَّلاجة والتلفزيون، لنفهم أنَّ المواطن يستمر في مدِّ أذنه إصغاءً لتحذيرات نشرات الأخبار الرسمية وينكمش مُمْتثِلاً تحت عباءة...
يَحْدُثُ أحياناً أنْ تَهْرُب اللحظة من سُويْعات أيامنا لِتنشُط عِوضَها الذاكرة، خصوصاً حين يَدِبُّ في أنفسنا الضَّجر مما يحدثُ حولنا لأنَّه لا يَرْتقي لمستوى الحدث، كل شيء في المجتمع صار بإيقاع روتيني مما نقل للأنفس الفتور، وأفقدها الرغبة في متابعة ما لا يُسلِّي ولا ينفع، فبالأحرى التعليق على...
لا أحِبُّ التَّفلْسُفَ والتَّوغُّل بفكرتي البسيطة في مفاهيم قد لا يفْهمُها أحد، ربما لأني ولِيدُ مجتمع خُرافي يعْشق الحلم والموعظة الحسنة آناء الليل الموصول بإناء النهار، وما جدوى التوقُّف عن الحلم ما دام فائضُ السُّكرة كما يتكفَّلُ بتغييب العقل يُروِّج الاقتصاد الوطني؟ لا أحِبُّ التَّفلْسُفَ،...
(إلى الرُّوح الطَّليقة لــ "جورج فلويد" الذي كتمتْ أنفاسه ركبة العنصرية الغاشمة) أقْلِبُ الصَّفْحَةَ الكلِمَاتُ تُرَافِقُنِي حَيْثُما انْقَلَبَتْ صَفَحَاتِيَ جَوْعَى تُرافِقُنِي تِلْوَ أُخْرَى لِاُطْعِمَهَا مِنْ فُؤَادِيَ نَاراً، أُرِيدُ الذَّهَابَ لِأبْعَدَ مِنْ كَلِمَاتِي لِأخْلُو لِنَفْسِيَ...
من فرط التركيز على الحجْر المنزلي، اختلطتْ بُؤر الوباء على أذهاننا حتى ضاق أفقها، ولم يعد ينقص هذه الأذهان إلا العكاكيز لتُكمل مشلولةً مسيرة التفكير، وكلما اكتشفتْ الجهات المسؤولة عن صحتنا بؤرة جديدة، إلا وتسرَّبتْ من تحت عباءتها بؤرة تتفشى بالوباء في غفلة من الجميع على امتداد عشرة مُخالطين، فلا...
1 خُلق الإنسان مُهَيْكَلاً، لذلك لا خوْف على قِطاعاته التي تؤدِّي وظيفتها البيولوجية بأمان، فالقلْب يحْميه القفص الصدري، والدماغ يفكِّر بحرية تحت الجمجمة وهلُمَّ هياكل عظامية تستند في تمفْصُلاتها إلى عمود فقري يشُدُّ الجسم من الأعلى إلى سُلاميات أصابع القدمين، فما أحْوج القِطاعات الاقتصادية غير...
لِأكون صريحاً مع الجميع ومع نفسي وحتى لا يُضيِّع أحدٌ وهو يقرأ كلمتي وقته الضَّائع أساساً في حجْره المنزلي، أعترف أن ما أكتبه الآن دون فائدة، فقط أحاول أن أفتح بالكتابة نافذة تُطل على الجيران، عساني بالبوح أتخلص ممَّا يكتم على صدري، ومن أين لأيِّ إنسان أن يكون مفيداً وهو لا يُكرِّر في أقواله...
في الوقت الذي انهمر فيه الجميع مُتدفِّقاً بكل ما يخْتزنه من أدمعٍ وراء عواطفه الجياشة التي تُغلِّب مبدأ الحب، وفي الوقت الذي انزوى فيه الجميع لاجئاً لمشاعره الدفينة يحاول أن يجعلها تتكلم بصراحة غير معهودة في التعبير عن هذا.. الحب تجاه الأقارب والغرباء والبلد، عسى بالبوح يخفِّف نفسياً من وطْأة...
سنبقى عائدين إلى نقطة الصفر في عوْد بدئي، ما دُمنا نعيش في فراغ قانوني يشجع بعض المتلاعبين بالعقول، ليس فقط على الخرق السافر للدستور، ولكن أيضا استعباد الحريات الفردية في إبداء الرأي وحرية التعبير، مما يرتد بكل المكتسبات المتعلقة بحقوق الإنسان نكوصا إلى زمن الرصاص! فمنْ خلف هذه الهوائية أو...
أصدقائي الذين يُنجزون استطلاعات الرأي لبعض المنابر الثقافية العربية، يسَّاءلون ما سيرة حياتي في الحجْر المنزلي، ولأنني أجبتُ عن السؤال بيني وبين نفسي في أكثر من ورقة كتبتها منذ اسْتِشْراء الجائحة، فقد أحْجمتُ عن الإدْلاء برأيي خشية أن أُكرِّر أقوالي، ولكن يُمكن أن أزيد لتكْتمل عناصر الوثيقة...
لِنَكُنْ صُرحاء رغم ما قد تشُوبُ صراحتنا من سخرية هي في ضحكها الأسود كالبكاء، لقد أظهر الحجْر المنزلي تفاوتاً طَبَقيّاً صارخاً ليس بين طوابق البيوت وشرفاتها طبعاً، ولكن بين أبناء الوطن الواحد، ورغم انشراح قلبي للانخراط المُكثَّف الذي ابْدتْهُ بوطنية صادقة مُخْتلف شرائح المجتمع في طبقتها الدنيا...
تجترح القصيدة المغربية منذ منتصف الستينيات هويتها الشعرية، من خلال التضايف العميق مع كل الشعريات العربية والغربية، ما حتّم على الشاعر المغربي نَحْتَ صوته الإبداعي على مستوى النص الشعري، إذ بدأت التجارب الشعرية المغربية تنفرد بخصوصية إبداعية مغايرة للموجود في الشعرية العربية، ولعلَّ في هذا دعوة...

هذا الملف

نصوص
212
آخر تحديث
أعلى