هؤلاء علمونا

دخلت مدرسة المعلمين كطالب سنة 1906 وطلبت الإحالة على المعاش سنة 1938 وكانت مدة اشتغالي بالتعليم كطالب ومدرس وناظر ومفتش اثنتين وثلاثين سنة وهي ليست بالزمن القليل. وربما كان منصب الناظر أشق مناصب التعليم التي وليتها بالرغم من وجاهة مظاهره. وقد كنت ناظراً لخمس مدارس ثانوية وقبلها لثلاث مدارس...
كلما شرعت في كتابة هذا المقال، وجدت نفسي أفضل الهروب، ولكن هروبي دوماً كان من المقال إليه، ولهذا حاولت البحث في دوافع هروبي، فوجدتني أضع يدي على عاملين: الأول، يرتبط بالسؤال هل أنا امتلك ما يؤهلني للكتابة عن "نصار عبد الله"؟ وفي إطار الإجابة عن هذا السؤال، لم أجدني امتلك من المؤهلات سوي مساحات...
الخير فيما وقع مرّ عليّ ما يزيد على العشرين يوماً في هذه القرية "أم البط" ضيفاً على رئيسها الحاج عبد العباس العواد وتجري خدمتي على أحسن وجه. وحين أنهض من النوم صباحا، تكون استراحتي في حديقته الواسعة العامرة بمختلف أشجار الفاكهة، وهذا شيء نادر. فالأراضي هنا لزراعة الرز، ويحتل النخيل جزأ...
من العمامة إلى الوظيفة المرء كثير الآمال. وقد يكون كثير العمل شديد الجهاد، أو عكس ما يجب، ولكنه أيضاً قد يكون خائباً في جهاده، خاسراً في عمله، حتى وأن كان ذا نوايا طيبة، ومتقناً للعمل. فأن نجح في مساعيه، وحقق أمانيه، وجد المادحين والحامدين مثلما يجد الحاسدين، والحاقدين، وأن فشل، وجد الأعراض،...
إشارة من المؤسف أن تمر الذكرى السنوية لرحيل شيخ النقاد الدكتور “ علي جواد الطاهر” من دون الإحتفاء بمنجزه النقدي العلمي وتراثه البحثي وهو “ الطاهر” تربويا وعلميا. ويسر أسرة موقع الناقد العراقي أن تُعدّ هذا الملف عن الراحل الكبير وتدعو الأحبة الكتّاب والقرّاء إلى المساهمة فيه بما يتوفر لديهم...
في مساء يوم كان مزدحماً ببعض المهام المتعددة التي عليّ إنجازها ومتابعة سير بعضها، جاءتني رسالة على (الماسينجر) بأن أستاذتنا وأم فصلنا في السنة الخامسة بالمرحلة الابتدائية حسينة الرضي حامد، مريضة تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات مدن وسط البلاد، وأنها رغم كل ذلك تود أن تتحدث إليّ، هذا بعد أن كفرت لها...
من منا؟ لا يستكين بين الفينة والأخرى، إلى نوستالجيا ذاك الطفل البعيد الذي يكتسيه؟ فتعيده إلى حقبة سحيقة خلت، كان الواحد تحت كنفها منسجما مع جسده وأفكاره وأحاسيسه، متكلما بحلمه، متأملا بقلبه. من منا؟ لاتعتقله على سبيل الهروب نحو منفى اختياريا، فتشكل له ملاذا وتوازنا نفسيا، ذكريات أولى سنواته...
كنت في العاشرة من عمري، كانت تكلفني أمي بالتناوب مع أخواني الأكبر مني والأصغر بالذهاب للمخبز الذي كنا نسميه وقتها ( الفرّان )، لخبز العجين الذي ربما كان قد صادفني الدور لأعجنه في الليلة السابقة، في الصباح الباكر توقظني أمي قبل الجميع لأنه دوري، فذهبت بذلك العجين المقطع ككرات تملأ الكفين معاً،...
حاولتُ ان استعيد مدرستي الجمهورية النموذجية من خلال تسجيل ابني البكر فيها ليكون تواصل اجيال مع المكان / الام لكن محاولتي فشلت،فالمعلمة التي امضت سنوات عمرها في التعليم ..رأيتها تنتزع الاولاد من ذويهم وتغرزهم في رحلات الصف ،فتذكرت معلمي الاول الانيق دائما والمتعطر دائما بأغلى العطور ،المحتذي تلك...
عن استحقاق واعتراف ومحبة، لا يرد اسم الدكتور حسن المنيعي إلا مقترنا بألقاب وكنى تقديرية لشخصه وعطائه، لعل أكثرها تداولا "أستاذ الأجيال"، و" مؤسس الدرس المسرحي"، و"الحصن المنيع"، و"بَّا حسن" التي لا يتجرأ على تلفظها غير أصدقائه وأترابه ومجايليه من الرعيل الأول، وبعض الجسورين من حوارييه وطلبته...
1 لا لم أحضر دروساً أو محاضرات لطه حسين ولم أتتلمذ له على النحو المعروف. لكنني تعلمت منه الكثير الكثير وأنا بعد في مطلع شبابي، وتابعت مقالاته وكتبه بعد ذلك. كنت بعد طالباً في دار المعلمين بالقدس في أواسط العقد الثاني من عمري لما عرفت هذا الكاتب - في الهلال، إذ كان يكتب عن قادة الفكر. وجدتني،...
تطفح ذكراه وتمحق النسيان. صاحب عقيدة عتيدة لا تلين جعلت منه شخصية قريبة من قلوب طلبته. أتذكره مهما تقادمت السنون. التقيته في محطة القطار في بغداد حاملا حقيبته. صعدنا القطار المتجه نحو محافظة نينوى.كنت وزميلاتي نركب القطار لأول مرة، فقد تملكتنا الدهشة والفرحة الصبيانية، وكانت المرة الأولى التي...
التلاميذ حباحب القسم المضيئة فراشاتنا المشاكسة نحلاتنا التي بدونها لا يستخلص الرحيق حياتنا الماضية منثورة في عيونهم وبين اناملهم وفي همساتهم الماكرة إذ نغفل عنهم عقولهم براعم تنتظر القطر وقلوبهم زنابق الوقت التي لا تضوع إلا إذا دعونا الربيع يتارجحون بين الرهبة والرغبة وينوسون بين الجذل...
تختزنهم الذاكرة واحدًا واحدًا، وأكاد في هذه اللحظة أتحسس أثر كل منهم في تكوين وإثراء هذه الذاكرة. إنهم أساتذتي الأوائل في سنوات الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وسبق ذلك سنتان في مدرسة نزلة باقور "الإلزامية"، وكان التعليم الإلزامي أربع سنوات، وكانت في الجيل الذي سبقنا وربما الذي قبله...
إثنان من أساتذتي في معهد المعلمين العام في مدينة دمنهور كان لهما أكبر تأثير في شخصيتي وثقافتي دون بقية الأساتذة رغم اعترافي بأفضالهم جميعا‏,‏ كل في مادته‏.‏ ذلكما هما‏:‏ الأنصاري محمد ابراهيم‏,‏ وبهاء الدين الصاوي‏.‏ الأول كان أستاذا للغة العربية وأدبها‏,‏ والثاني كان أستاذا للرسم والأشغال‏.‏...

هذا الملف

نصوص
108
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى