هؤلاء علمونا

مع بلوغ أواسط شهر ماي، مع تأكيد منسوب المحرار بكل حدوس الحواس، أن مراكش صارت كعادتها خلال هذه الفترة؛ وطيلة أربعة أشهر تقريبا، تحت رحمة جحيم صيف، لا يشق له غبار، يطاق على أية حال مع أنسنة الزمان والمكان إبان سياقات تلك الحقبة، عبر حوارات الصداقة المنسابة باستمرار بين المدينة وأهلها. لا حديث...
لا أدرى تماما ما الذى يرجع بى فى هذه الأيام بشدة إلى مدرستى : الجمالية ، ما يقرب من سبعين عاما ؟ وتلك الفترة التى قضيتها فيها مستمتعا بالحياة المدرسية والأنشطة المختلفة والألعاب وحتى وجوه بعض الزملاء ، والمدرسين الذين لم يدخل أحدهم الفصل علينا إلا وهو يرتدى البدلة الكاملة والكرافته الأنيقة...
طوال حياتي التي قضيتها بينَ جُدرانِ المدارس، ارتبطت ارتباطا روحيّا لصيقا، بعشراتِ الاساتذةِ الذين تركوا بصمةً وأثرا طيبا فيّ، لازلت أذكرهم _ وساذكركم ماحييت_ فمنهم من قضى نحبه، طالبا لهُ المغفرة والرَّحمة والرضوان، ومنهم من ينتظر، سائلا له الله أن يسّبغَ عليهِ أثواب الصحةِ والعافيةِ، وأن يمدّ في...
ربيع كونغ فو.. هكذا قدّم لي نفسه ساخراً، بعد أن عرف بأني أمارس أحد الفنون القتالية، وأبلغني بأنني يجب أن أكون متواجداً هنا قبل التاسعة صباحاً وإلا فإنه سيطردني بعد عدّة ركلات. غالباً ما يكون غاضباً وقليل الكلام في الصباح ويكتفي برد التحايا بكلمة أو اثنتين، كلماته القاسية ونظراته الحادة هي أدواته...
“أحمد والعفريت”، “زوزو يصطاد السمك”، “سروال علي”، “الثرثار ومحب الاختصار”… قصص مازال جيل بأكمله، من مغاربة ما بعد الاستقلال، يتذكرونها بكثير من الشغف والحسرة. نوستالجيا الزمن الجميل تجرهم إلى سلسلة “اقرأ”. يتباهون بترديد مقاطعها في أحاديثهم، ويتفاخرون بكونهم خريجي مدرسة “أحمد بوكماخ”. الماضي...
كنت بين الثانية عشرة والثالث عشرة؛ السن التي تتأكد فيها هوية الذكر وهوية الأنثى، عندما وجدت نفسي في مواجهة الكمال الأنثوي. أتذكر لحظة اللقاء باليوم والساعة والدقيقة، ضجة أصواتنا التي تشبه وشيش البحر، وحزمة الشمس التي اقتحمت شُبّاك الفصل تبدد لسعة البرد الخفيفة. عندما أهلَّت من الباب حل الصمت من...
لستُ ممن يتعلق بالماضي ولو كان جميلا زاهيا واعرف تماما ان ماضينا كانت سماؤه مرصّعة بالنجوم اللامعة رغم شدة اسودادها لسبب بسيط جدا هو ان الهيام بالماضي لايعدو كونه تعطيلا للطاقة البشرية الفردية والجمعية الساعية لترميم حاضر منهك وبناء مستقبل رصين خاصة إننا امام مسؤوليات كبيرة لأصلاح ماخرّبته...
لقد ارتبطت بالاستاذ سعيد أحمد يعقوب، بعلاقة وطيدة منذ أن التقينا في المحافل الادبية، ووسائل الإعلام المنوعة، عرفته شخصية ملتزمة بقضايا الوطن وهمومه ومناسباته التاريخية والوطنية، فنادرا ماتكون هناك احتفالات تخلو من تجلياته، بصوته الجهوري الفصيح، وفكره الوقاد. وسعيد من مواليد مدينة مادبا المشهورة...
كتب الأستاذ صالح الطورة المرحوم الأستاذ عودة محمد أبو قرشين السعودي علية رحمة اللة علية وأسكنه فسيح جناته، توفي عام ٢٠١٥ ما أن اكتمل بناء مدرسة المنصورة الخريبة سابقا، والمكون من غرفتين من الحجر والاسمنت سنة ١٩٦٥ ، على يد اخوين اثنين هما ( سلامه، وسليم ) وأعتقد أنهم من فلسطين ،وكان حدث غير...
لا بد من أن يؤخذ بعين الاعتبار عامل الزمن المشبع بالتطلعات حين يتم الحديث عن مدرسة من مدارس القرى في البوادي المغربية في فترة الخمسينات و ما تلاها من عقود. فقد كان الأفق الاجتماعي مفتوحا. و لم تكن هناك أزمة تشغيل.و المستقبل كان مضمونا لكل من تطأ أقدامه الفصول الدراسية.و لعل هذا المصعد...
الأستاذ محمد الأخضري مر بمدرسة غفساي المركزية في فترة الستينيات مجموعة من الأساتذة المتميزين تركوا بصماتهم بشكل ما. تلك البصمات التي تراوحت ما بين الانطباع الذي خلفه مظهرهم الخارجي، و أستحضر هنا كمثال الأستاذ " الصاب" أو الأستاذ " العربي المسناوي" أو من خلال أسلوب عملهم كالأستاذ" عبدالله...
بشهر آب ١٩٩٧ حصلت على مصدقة الجامعة وفي اليوم التالي ذهبت مسرعا إلى مديرية تربية البادية الشمالية الشرقية لاقدم أوراقي للعمل على حساب التعليم الإضافي معلما براتب شهري ١٢٠ دينار، وأخذت كتاب التكليف للعمل في مدرسة صالحية النعيم التي تبعد عن الرويشد شرقا ٣٥ كم، وعدت للبيت، وفي صباح اليوم التالي...
كتاب " كنت معلماً " للأديب المغربي العربي بنجلون ، ينتمي إلى أدب السيرة الذاتية ، لكنه ـ كما يشير عنوانه ـ يتوقف عند جزء من سيرته الحياتية العامة ، هو سيرته التربوية التعليمية أو كما حددها المؤلف نفسه هو" فصول من حياته المهنية " . والجدير بالذكر أن الكاتب أصدر كتابين في هذا الجنس الأدبي ، رصد...
بمناسبة ذكرى عيد المعلم ،حضرتني أيام الدراسة فهي ايام لا تنسى مهما طال الزمن ،جميل أن تعود بالذاكرة الى سنوات الدراسة الابتدائية والأجمل أن تتذكر تفاصيل يومك الاول والثاني فيها،وتحديدا في العام الدراسي 1978م ــ 1979م ، على ما أذكر كان اليوم الاول فيه شيء من الرهبة والتوجس وربما اكون أقل الطلاب...
يحلو لبعض التلاميذ القدامى الذين تتلمذوا على يد مربي الأجيال، الراحل أحمد بوكماخ- و لا أدري هل من باب التفكه أم من باب النقد- السخرية من تجربته في التأليف المدرسي من خلال سلسله"اقرأ" ، ويعتمدون ذلك من خلال تحوير اسمه ليصبح "أحمد بوكلاخ" عوضا عن اسمه، دون ان يستند ذلك النقد او تلك السخرية على...

هذا الملف

نصوص
108
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى