هو القلبُ أم حَفنةٌ من دخان القرى؟
قال لي صاحبي:
نشأنا معاً وضحكنا معاً وشربنا معاً وحل أقدامنا
فهل أنت مثلي غداً ميتٌ في المدينة؟
قلت: هذا اتجاهي من النهر حتى احتراقاته في الخليج جنوباً، جنوباً، جنوبا وكل الجهات التي حددتني غدت واحدة
قال لي: أنت لا تعرف الأرض والآخرين
قلت: أمي نهتني عن الموت...
البحث في الشعر العربي اليوم، كالشعر نفسه إشكالية مفتوحة على مصراعيها، بل هي إشكالية الإشكاليات جميعًا؛ لأنها التعبير الراهن، باللغة الشعرية، عن تأجّج الصراع على الهوية. في عالم وحلي مفترس، وفي رياح التوجس والتوحش.. إن الحرية والذات والموت والمقاومة، شأنها شأن الخبز والنفط والماء والتراب… شأنها...
على الرصيف ظلي كان يمشي
وكلما ركلتُه بقدمي
مضى مولولاً وهاربا
أسير خطوة إلى الأمام
يمشي خطوةً إلى الوراء
معاً نسير دائما
لكننا لا نلتقي
فنحن لا تشبهنا ظلالنا
* من ديوان"خدوش على التاج*
1
تعبنا يا شهرزاد تعبنا
وركضنا طويلا خلف اعمارنا حتى انحدرت دمعتان من عنق الحصان
فماذا لنا سوى ان نكتشف ثانية ان هذا الخط الذي يبدأ من طرف الكف لا ينتهي في اطراف الاصابع
واننا شريدان مثل خطي سكة الحديد في الزمان
2
تعالي سريعا يا حبيبتي
تعالي في هذه اللحظة
واطرديني مثلما طردتك
ثم نلتقي بعد ذلك...
بطيئة ٌ مسالك العذاب يا حبيبتي
تجيءُ لا تدقّ الباب
كي تقيم في سرير لحمنا وعظمنا
وكلما أتى المساء وانطوى النهار ساحبا ذيوله
واستأنست ْ وحوش هذا العالم العجيب في أوجارها
والطير في أوكارها
وفي البحار نامت الأسماكُ..... والجنديّ نام في خندقه مهدّما
سمعت رنّة القدمْ
تدقّ مثل دلفة الميزاب في الشتاءْ...
أراها تطلّ برأسها من الشبابيك والنوافذ ومن عيون المقهورين في الشوارع والساحات وأمام كوى البنوك واللصوص والصكوك وعلى عتبات السارقين ومجالس الحكم والطوائف المتجبرين الرابخين على الجغرافيا المحرّرة على صدر شعب بكامله.
هل يمكن أن نتكلّم على وطن محرّر من المحتل الإسرائيلي وعليه مواطنون مقيّدون بسلاسل...
أنا السابق الهادي إلى ما أقوله = إذا القول قبل القائلينَ مقولُ أبو الطيب المتنبي
في قصيدة «لأبي الطيب المتنبي» (915م 965م) يمدح فيها سيف الدول الحمداني، ومطلعها: «ليالي بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل» ينتقل إلى مدح نفسه فيقول البيت...
النخيل
سبحانَ من خلقَ النخيلَ تهزُّهُ في الليلِ «مريمُ» كي يؤانسَ خوفها أو يسُدَّ جوعَ المريميّة بالذي عقد الثمارَ على الإزار ومدّ كفّاً غضّةً بيضاء نحو الطفلِ كانَ الطفلُ يضحك من تهافت نجمتين على السريرِ وحوله وقف المجوس محدقين كأنهم جِنٌّ من الصحراء جاءوا فوق أسنمة الجمالِ كأنّ هذا الشرقَ...
أدور وحدي في شوارع المدينة
وربما يدور ظلي وحده
فيلتوي على الجدران ينطوي على المنازل التي يمسها
كغيمة سوداء, فكرة بلا جسد
أنا الغريب
كان لي هناك صاحب ومات
منزل وآل للذي أدانني النقود واستردها
تركت منزلي
ولم يعد لروحي الخفيفة المتاع غير نعلي القديم
ووحشتي التي ورثتها مع السعال عن أبي
حملتها وسرت...