محمد عمار شعابنية

قال عصفورٌ علاَ عُضْنـًا: غِذائي شَحَّ هذا العامَ بلْ قُلْ جاعتِ الأُمَّـةُ … قالتْ دُودةٌ في الأرضِ : والشّعْبُ الكَريمْ؟ .. هُوَّ مَنْ يزرَعُ … مَن يحرِثُ… مَن يحصِدُ..لكنْ صابرًا يَشقَى ولا يَلقى وهذا التُّرْبُ مُصْفـرٌّ عقيمْ. كنتُ مِن نافذتي أُصْغي ولي قوْلٌ على القوْليْنِ .. لي أفعى كلامٍ...
إنّي أمامكِ غيْر أنّكِ لا تَرِينْ يا أنتِ يا مَعْصوبةَ العيْنيْنِ يا قَدَر الرّجال الساهرينَ مع المعاولِ والفُؤوسْ .. الهاربين من التّثاؤبِ والجُلوسْ .. المالئين إليك آلافِ الكُؤوسْ ممّا يُقرّبُهمْ وأنتِ الهارِبهْ في الليْلِ .. في العرَباتِ .. في كُلّ الوجوه الغاضبهْ .. في الخمْرِ .. في...
يشكو القصيدٌ إذا تأخّر شاعِرُهْ عن رسم أغنية تظل تخامرُهْ ويقول إنْ لمْ يكترثْ بي ساعةً سأكون سهُدا في الكرى وأشاجرُه حتى يعانقني ويكتبني ويقـْــــــ ــرَأني وفي شوق أبيتُ أسامرُهْ من أي لفْظ فيّ أرميني على قلبٍ إلى لغتي تنطّ مشاعرُه لكأنني ماءٌ تعطّش نهرُه أو أنني قمح دعتْهُ بيادرُه إني لأهجر...
من الرّوحِ كَم شربوا... وفي الرّوح مِن جدْوَل العمْر يدْفقُ صَفْوُ وما قال لي شارِبٌ إنّ ماءَكَ حُلْوُ وقد يصرخ القلْبُ: ماذا سأمنحهم بعد هذا إذا العُمْر خاصمني كي يجرّدني من سخائي ويُنهي عطائي كبئرٍ مُعطّلةٍ.. وفي فمِها يتثاءبُ دَلْوُ؟ نعمْ .. كان نبْعي سخِيّا لكيْ يشرِبوا فلم يتركوا ـ قبْل أنْ...
في يدي صورةٌ لم تُسجّلْ ملامحها نظرةً من تطفّل عيْنيَّ في سِرّها وتلَصّصها منذ خمسين عامْ هي منّي ولكنها ـ وهْيَ تُشبهني ـ لم أعُدْ في السنين التي قد تخطّتْ حدود الكهولة أشبهها شَعْرها فاحمٌ وأنا أسقط الوقت أسْوَدَ شَعْري وألبَس رأسي بياضَ الجليدْ وجهها لا أرى فيه ما يخدش العمْرَ... إذ في...
ها أنتِ تبْتعدينَ كيْف تَركْتِ قُرْبَكِ والطريقُ طويلةٌ وأنا قصِيرُ الخُطْوِ ؟ ساقي من زُجاجٍ ربْما في قفْزةٍ .. أوْ في تعَثّرِها بصَخْرٍ تَسْتحِيلُ إلى شظايا لكنني أمْشي إليكِ وأنتِ تَبْتعدينَ مِثلَ أمانِيَ...
قلتُ رُبْعَ الكلمـهْ واختفى رُبْعٌ ... ورُبْعٌ فرّ من صوْتي كما قطٍّ صغيرْ فَرّ من خشْخشة في العَتَمهْ ... وعلى الرّبْع الذي ما زال في حَلْقي سأحْثو رمْلَ ضيقي حين لا يبْتَلّ ريقي وأنا أعترف بالذي يجعلني أعجز عن وصْف التي تُشْغلني كلّما راوغني ما أصِفُ فهي...
في علاقته الأولى بالنشر أصدر الشاعر سالم الشعباني في سنّيْ الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين من عمره مجموعتيْن شعريّتيْن سنتًيْ 1976 و1977حملت الأولى عنوان " أحزان" ومُهرت الثانية بـ " أغنيات منجمية .. كان يُمكن أن تكون الأولى " أحزان منجمية " لأنها تنطوي على قصائد لا تخرج عن هذا...
المدينةُ أضْيَقُ منْ أحْرُقي فهْي شبْرانِ .. واللفْظ مِيلٌ طويلْ يتصاعدُ ، والصّدْر يُطْوى كرَحْمٍ عَقِيمْ وأنا مُمْسكٌ سَلّةَ الشّينِ مِنْ مقْبضِ العَيْنِ والرّاءُ رائي أعَمْلِقُها عندما تتأنّسُ جِنّيّةُ الشّعراءِ ولا بيْتَ لي في هواهمْ لأنّ المدينةَ ديْنٌ عليهمْ وأحْرُفُهمْ عُلّقتْ للكِراءِ...
لمْ يكُن لي يقينٌ بأنْ أترنّح في عنفوان الكهولة كالدّلْوِ الدّلوُ في الماءِ الماءُ في البئرِ البئرُ في الحقلِ الحقْل في السّهْلِ والسهْل ينْزل من جبَل غير ذي شجَرٍ ثمّ يعْلُو إلى جَبَلٍ من غمامْ عندما حرّكتني رياح الكلامْ لمْ أقُلْ صدّقوني ففي ما مضى كان للماء لوْن...
الفراشة تتبعني حين أمشي وهيَ تحمي بلاغةَ زينتِها كيْ تراها الزهورْ وأنا لستُ منشغِلا عن هُيامي بألْوانِها إنّما وِجْهتي الأرض، والأرض حولي تدورْ ربما صرتُ أُشبِهُ شمسًا ولكنني أتّقي ما يؤَجّجها هي تُحْرجني حين وجهي يؤثّث مِرْآتَها وأنا عندما يتَلبّسُبي بُرْنــُس الظّلِّ أُحْرِجُها غير أنّيَ...
أقبلتِ نحوي حين كنت أنا الذي يمشي إليكْ وحملت لي طبق الحنين على يديْكْ حاولت أنْ أتلقْف الأزهار ممّا فيه خانتني الأصابعُ إذْ تيبّست المفاصلُ والدّم الجاري تجمّد في عروقي لحظة فكأنني قطْبٌ جنوبي ووقفتُ محتارا كظبْيٍ مُدْلف في التّيهِ أوْ أنّي أطَلْتُ تسكّعي بين الدروبِ فلتسمعيني.. ولْتجيبيني...
أراك .. فلا أرى إلاّ شـبـابـي عن الماضي يفَتّش في إهـابـي وأعْلَم أنّني ما عُدتُ كـهْــــــلاَ وقد دقّ المَشيبُ رِتاج بابـــــي ولكنْ إذْ يطير إليـك عُـمْـــري أطيرُ.. تَحُفّ بي قِطَع السّحاب فإنْ شَــمــس نهـارًا بخّرتْـهـا يُـبخـّرني النّــزول إلى التّرابِ وتُرْبي قـد سكَبتُ عليْه مــــاءً...
هذه تونسُ وهذا تِيهُها هل تُرى أَضحك أمْ أبكي ؟.. فًمِي لا يُفصحُ واقعِي حُزْنٌ ، وحزْني لا يراه الفَرَحُ وأنا أدْأب كيْ أحيى وتحيى نَملة تأكل من خُبزي.. ويحيى القطّ في بيْتي.. وتحيى الخُسْفساءْ . كيْ أبيتَ الليل لا يفسد عند النوْم لي وِدٌّ كما أُفْسِد وِدٌّ في بلادي بين مَن سمّاهُم الدستورُ...
إنني أُلقي عليكَ الرّوحَ في زُرْقـَتِها فإذا لاحظتَ فيها وَجَعًا فارْمِ من صبْرِك ما يقـْضي على حُرقـَتِها إنها تبحث عن ساحل عشقٍ... عنْ ملاذْ... عن بلادٍ لمْ يُغَرّبْها مًصيرٌ أحْدَبُ ولسانٌ يكذِبُ ويَدٌ أقلامُها أُمّيّةٌ لا تكتُبُ بعدما ابيَضّتْ هنا التربَة واسْوَدّ الرذاذِ ... صاحبي .. يا...

هذا الملف

نصوص
190
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى