واقِفٌ...
هلْ وجْهَةٌ في الأرْضِ تدْعوني أمْ أنِّي
لا أرى فيها بديلا لمكاني ؟
إنّني مُذْ صرْتُ أُخْفي وطَني
في كَبِدي خوْفا عليْهْ
من جراد الشرق والغْربِ
مِنَ العيش المجاني
منْ لصُوص هرّبوا الخبزَ الذي
أحرق إيْدي صانعيهْ
لم تُعُدْ لي قدمٌ تمشي إلى ما لا يُريدْ..
لمْ يَعُدْ لي...
لم يجِدْ ماءً
بماذا يغتسِلْ
في يديه الطّمْيُ ..في عيْنيْه تُرْب الحقلِ..
في الوَجْه الذي قد صار مصْبُوغًا بلوْن العُشْبِ
ما يجعلُ آثارَ العمَلْ ـ
منذ أنْ أنهَك فيه الجِسم ـ تكسوُ
رقْعةَ الجبْهَةَ الخدّيْنِ
والذَّقنَ الذي غطّاه شَعْرٌ في بياضِ الثّلجِ
والأنْفَ الذي أصبَحَ...
يومُ ميلادِ جَدّي
يُصادفُ يوْم انتصاب الحمايهْ
ولمّا تزَوّج جدّي
مشَى محفل العُرْس في شارع
كان فيه احتفالٌ بذكرى انتصاب الحمايةِ...
لم يدْرِ أنّ المُصَوّر يسرقُ
تلك الوجوه التيِ
رافقتْ هوْدجًا يحمل امرأةً
هي من سيداعبها
عند ما يطلق الليلُ ظبْيَ الزفافْ...
صار يضحك في صورةٍ
وهو في يحيطونَ بهْ...
أرى أنّ شمْسًا لا تــرانــي كفيفـــةٌ
وأنّي أراهـا وهـي مُصْفرة تجــري
لهـا مُسـتقَـرٌ في سمَاءٍ بعيـــــــــدةِ
ولـي مُستَقَـرٌّ كلّما هدّنـي سيْــــري
ولي ما لرُوحي حين روحي تقول لي
ستغفو على أمْرٍ وتُصبح فـي أمْــــرِ
وقد غربلتْ ذاتـي سنينًـــا طويلــــة
فما ألـْـفًتَ الغربالُ نفْسي بما...
شقا ضالعا في الكلامْ
كما يضلع الجِنّ في السّحْر
أو يضلع الضوء في طَيِّ جُنْحِ الظلامْ
وما يعصر النّفْس فِيهْ
هَسِيسُ الحروف التي لم يَقُلْها
وقد ظنّ أنّ الذي يتخفّى ـ كما اللغز فيها ـ
هُراءٌ سفِيهْ
ولكنها عندما استنجدت بالفصاحة
وامتدّ خطّ...
سَبـأٌ أبْعَدُ عنْ ييْتِيَ مِنْ
بُعْدِ بَلقِيسَ التي تسْكُنُها
عن بلاد الصّينِ
لوْ شاءت رمَتْ تُفّاحَةً واستعطَفتْ بيكينَ كيْ تأكلَها
لكنها
تخشى على مأْربَ من غطْرسةِ الماغولِ
من أجداد جَنْجيس خانْ
أيا بلقيس هلْ أحصيْتِ كمْ من عسَسٍ
قد نشروا الأبصارَ حول القصر والسّورَ الذي يحْويه...
...ولي ما تعشَقونَ : يَدٌ
إذا امتدّتْ ،لها مثل الحليبِ بياضُها
وأصابعي خضراءْ
ليلتقطَ الحمامُ الحَبّ من كفّي
فلا .. لا تحْبِسوا سِرْب الحمام فتسْجنوا ضيْفي
فإنْ لم تستجيبوا لي
أمُدّ ذراعَ روحي كي يلامسَ دْفْءَ ريشِهْ
وأطعِمْ شعبَه المختارَ من جوعٍ
وآمَن نسْلَهُ الميْمونَ من خوْفِ
وأغرس في...
في يدي صورةٌ
لم تُسجّلْ ملامحها نظرةً
من تطفّل عيْنيَّ في سِرّها وتلَصّصها
منذ خمسين عامْ
هي منّي ولكنها ـ وهْيَ تُشبهني ـ
لم أعُدْ في السنين التي
قد تخطّتْ حدود الكهولة أشبهها
شَعْرها فاحمٌ وأنا أسقط الوقت أسْوَدَ شَعْري
وألبَس رأسي بياضَ الجليدْ
وجهها
لا أرى فيه ما يخدش العمْرَ...
إذ في...
...ولي ما تعشَقونَ : يَدٌ
إذا امتدّتْ ،لها مثل الحليبِ بياضُها
وأصابعي خضراءْ
ليلتقطَ الحمامُ الحَبّ من كفّي
فلا .. لا تحْبِسوا سِرْب الحمام فتسْجنوا ضيْفي
فإنْ لم تستجيبوا لي
أمُدّ ذراعَ روحي كي يلامسَ دْفْءَ ريشِهْ
وأطعِمْ شعبَه المختارَ من جوعٍ
وآمَن نسْلَهُ الميْمونَ من خوْفِ
وأغرس في...