محمد فائد البكري

يقولون:مااااات! وقيل: استدار إلى قلبه في مهب الشتات! بصحبة أشباحه المستطيلة حاول ألّا يكون الصدى فغادر توقيت أحزانه، غادر الكلمات. تخلّى عن الوقت فيه؛ ليكسر طوق المدى، أو يغيب عن الوعي بالطعنات. على هامش الكأسِ،عاش وغنَّى....، وقال: على أي جنبٍ ينام الإله؟! وحدَّق في الثلج ، حدَّق في كبرياء...
تقولين: حبُك مات! وقلبُك مات، وحلمُك مات ؟! وتنسين أن الذي مات من حلمنا يترسَّبُ في دمعنا ويعيشُ إلى بعد أجسادنا، أشد وأقسى من المستحيل ومن قوة الكلمات. هنا ما هنالك من أمسنا لا يموت وإنْ قيل: مات! على بعد تنهيدتين نهودك تغزلُ روحي شراعاً وتقذفني قارباً من قصاصات شوقٍ ببحر الدموع، وحتى ضراعاتنا...
فقدت لياقة الأمل المجاني. و استهلك الأسى براءة الكلمات وأخواتها، وصار عليَّ أنْ أعلنَ إفلاسي من أي وهمٍ جديد، أحلامك القديمة ينقصها الحياد قد أستعمل خيالي كثيراً وقد ألجأ لوصفةٍ شعبيةٍ تعيد لكلماتي قوتها الأفقية، أو تمنح المجاز الذي يحبك صحته النفسية ، قد أنجحُ في تجاوز فعل الأمر وترويض ياء...
من مخدعٍ نصف مُضاء بحبك! ومن قلب أغنيةٍ مثقوبة القلب تركض بعيدةًوحزينة، يخرجُ الصدى وحيداً ويتسللُ بهدوءٍ بين المساءات يتمشى في الأزقة التائهة بحثاً عن المستحيل، ويتسكعُ بين خلايا الهواء إلى أقصى الغياب؛ ويشدُّ امرأةً جميلةً من غرفة نومها إلى الشرفة، تصغي له كأنَّها تولد للتو ، وتحسر عن نهديها...
بفارق عشرة أعوام عن حزن أبي ؛ ولدت أمي بمعنى أنَّ أمي تأخرت قليلاً على الهباء، أو بمعنى أن أمي ليست وحدها المسؤولة عن هذا الخراب، فهذه الكلمة التي يسمونها أمي ؛ لم تولد من المرارة دفعةً واحدة ؛ ولم تصبح قاسية الخيال دفعةً واحدة، ولم تغدو أمَّ جسدي دفعةً واحدة! بالتدريج صارت كل هذا الألم شيءٌ ما...
لا أريد أن تنصبيني سادناً للذكريات ولا أريد لما بقي لي من الكلمات أن تعيش في مديح مقبرة لا تدسِّي السأم في الكلمات! فأنا لستُ دائماً أنا ؛ ولستُ مسؤولاً عن اللحظة التي تقفين عندها ! لا زمن أمامي ؛ ولا سماء وراء ظلي ؛ كل هواءٍ يطفو على الأرجوحة يسوق الماضي أمامه أعمى ، وكل ماضيك يحضر كل يوم ،...
في الليلة الأخيرة من حبك، سأطلق النار على الثريا وسأجعلها عبرةً لكل إلهٍ بليد. تلك النجمة البعيدة عن الحب تعرفك تماما، وتعيش وحدها وتومض لك في السر ، ولا تقبل أن تعترف بموتها، وهنا بموازاة ليلٍ مات أخيراً وبقيتْ منه نجمتان تحرسان الثلثَ الأخير من القلب، أقفُ وحيداً تحت سماءٍ بلا وطنٍ تسقط على...
" أحبكِ " كم تفجرني شظايا = تحطِّمُ داخلي كل المرايا! " أحبكِ"كم أخافُ عليك منها = حروفٌ كم تُصاد بها الصبايا "أحبكِ "كلمةٌ من غير معنى = إذا ما قالها أحدٌ سوايا " أحبكِ" خائفاً من رجع صوتي = ومن زمنٍ تعثر بالحنايا "أحبكِ" لا أمنُّ على حروفي = ولا أرتادُ في المعنى أسايا "أحبكِ" فائضاً في...
هنا صورةٌ تتربصُ ليلاً بكل جراح المرايا بتوقيتِ حبكِ أرَّخني اللهُ حاشيةً في كتاب عيونكِ، حيث الكلام نداء البعيدِ وحيث الأنين مساء السرور ، وحيداً ، ويكفي القصيدة أنْ صرتُ سطرَ دموعٍ تسللَ بين الفواصل سراً؛ ليبحث عنكِ و يلثم آثار خطوك بين حروف المساءِ الأخيرِ و يركعُ بين الجراِح التي دفنتها...
هذا الجسد مقبرة الأبد أريدُ أن أخلع هذا الرأس وألقي به جانباً ، أو أدحرجه إلى أسفل الظل لأرى كيف سيحبك هذا الجسد! أريدُ أنْ أحرر فكرة حبك من جغرافيا السرير لستُ وحدي حبيبك؛ أنا وجسدي رغم أنفي نحبك بالتساوي! لا أعرف كيف يمكن أنْ أفعل ذلك خارج البيولوجيا ! ولكنني أحبك رغم أنف جسدي. ومنذ أصبحتُ...
وقف هواءٌ حائر أمام نافذتي الحزينة وأدرتُ له خيالي إلى أقصى تنهيدة منذ صار الأسودٍ سيد الألوان لسببٍ ما وأنا أحلمُ بأنْ أخرجك من علبة الرسم، أرسمُ بيتاً نسكنُه أنا وحبك وحدنا فتهب عليه رياحُ ظنونِك السوداء وتلقينا في العراء، أرسمُ شجرةً ليستظلَّ بها خيالي الجامح فتتسلقها القِرَدةُ بحثاً عن نسبٍ...
أقفُ بين تنهيدةٍ وأخرى أبحثُ عن وجهي في المرايا فلا أجدُ الوهم الذي كنتُ أُحب، ولا الوهم الذي كنتُ أحبك به ! لم أعدْ أعرفُ هل أنا حبيبك أم حبيب ماضيك! لم تعدْ لي رغبةٌ في فحص ما أعيشه من ذكرياتك، أريدُ أنْ أكونَ أحداً غيري لأنسى، أريدُ زمناً يرى وكلمات لا تتكرر ، ولا تقيدني في غرفةِ التحقيق مع...
رجلٌ ما ليس أنا دائما، في زمنٍ ما، ليس الشوق إليك دائما، وفي مكانٍ ما، ليس جسدي هذا دائما، رجلٌ ما ، كان يحبك لسببٍ ما ! وكان يسأل السماء بالمقلوب كان رجلا ما، رجلا جدا، يداعب قلبه ويحبك ويسأل: هل في البدء كانت كلمة " أحبك" وحدها؟ وهل كانت تحاول أن تكون كل شيء؟ ثم كانت الريح والسماء الوحيدة...
ليس عليكِ أن تكوني ضد نفسك، لا تزال كلماتي تبحث عنك، وتزحف على ظلها حتى نهايته، لايزال حنينٌ قديمٌ في البيت الذي كان بيتاً لأجسادنا فقط ، الحكايات تتسكع في الممرات، وتنام في الزوايا والهواءفي الخارج مغمض العينين يموت من البرد وفي الداخل يقفز على الوسائد ويثقب الأغطية المزركشة، ويفتش عنك في سقف...
سقطتْ المدينةُ اليوم ومات على أبوابها حمقى كثيرون، حمقى بالزي الرسمي من ماركة النشيد الوطني وآخرون من ماركة الحماس الثوري وآخرون من ماركة الله أكبر ماتت أزمنة كنا ننتظرها، وماتت أحلامٌ طالما خططنا للإيقاع بها، في أحد منعطفات العمر وماتت المسافة بين القلب والذاكرة ولم تمت ذكرياتُ الحمقى، كانوا...

هذا الملف

نصوص
129
آخر تحديث
أعلى