ككائن فردي، توقع كل شيء..فهناك كوتة من غمار لا بد أن تخوضه..وحينها عليك ان تتجاهل أكذوبة الجماعة..
يا سيدي أنا الآن داخل زنزانتي الإنفرادية، واعترفت أمام المحكمة اعترافاً واضحاً بأنني قتلته، ورغم ذلك فضَّل القاضي ألا يحكم عليَّ بالإعدام.. وهذا ليس ذنبي...فإما أنني قتلته متعمداً ويجب أن أُعدم أو...
الشخص الغريب الذي التقيته على الفيس، كان شاباً نحيلاً من دولة عربية لا أتذكرها، كان شديد الصراخ الذي تسمعه من بين الحروف المكتوبة، فقد تعرض في طفولته للتحرش والتنمر المستمر في المدرسة، كان يشتكي لوالديه لكنهما لم يكترثا وأجبراه على الذهاب إليها ليزداد تعرضا للتحرش والتنمر. ويبدو أنه كبر في السن...
مقبرة الأفيال..
✍️ *_أمل الكردفاني_*
استيقظ زيرو صباحاً ليجد نفسه راقداً على الرصيف في أحد شوارع نيويورك.. كان ذلك مدهشاً جداً بالنسبة له، ليس أقل إدهاشاً من قصة غريغوري سامسا، فلقد نام البارحة داخل غرفته، وغرفته كانت داخل شقته الصغيرة،وشقته الصغيرة في أحد احياء مدينة نيويورك..كان آخر شيء...
إننا ككائنات وضيعة داخل كون مغلق (محتاز بقانون بقاء الطاقة)، وبالتالي فإننا محاصرون داخل الجسد فلا سبيل أمامنا إلى الفيض، فإننا نكثر الثرثرة، وهي وسيلة الريفيين لتعويض فراغهم الموضوعي. وإذا كان هذا حالنا عبر الكتابة فإنني كنت لأتمنى أن أملك نصيباً من الإستقرار الذاتي لأكتب مؤلفات تعويضية بحسب ما...
لو قرأت حواراً بين متخصصَيْن في علم ما، فغالباً لن تفهم ما يقولان. غير أن قراءة أولية لتعريفات المصطلحات، ستكشف الإطار العام للحوار. فالعلوم ليست سوى تعريفات..هذه التعريفات هي المصطلحات.. لا اكثر ولا اقل.. فلنفترض أنك لست متخصصاً في القانون الجنائي..وسمعت حواراً بين محامييَن في قاعة المحكمة، من...
كان للماركسية الفضل الأعظم في تغيير الوضع المزري للعمال في الدول الصناعية، ومنها أمريكا التي انطلقت منها شرارة الثورة العمالية الكبرى، وسقط فيها العديد من القتلى من العمال ورجال الشرطة، وانتهت بالحكم بإعدام بعض العمال. ثم اضطرت الحكومة الأمريكية للتنازل، ومنح العمال حقوقهم العادلة بعد اكثر من...
في معرض بحثي عن المسرح السوداني جالت بخاطري رائعة من روائع المسرح السوداني، وهي مسرحية نقابة المنتحرين، التي ظللت منذ صباي وحتى الآن متأثراً بقوتها كإبداع يضاهي المسرحيات العالمية، ولكن كالعادة، لم ينل مؤلفها الشهرة ولا حتى الاهتمام الكافي من الشعب والدولة، وإذ قد بلغنا عصر الانترنت، فقد وجدت...
يرى فوكو أن القرن التاسع عشر الذي شهد هجمات شاملة تجاه العقوبات البدنية، كان الغرض منه نزع العنف الإجتماعي لتكريس السيطرة السلطوية، وأعتقد أن هذه الآيدولوجيا استمرت بعد حروب عنيفة وقذرة في القرن العشرين انتهت بنهاية السرديات الثورية الكبرى. وتبني عصر آيدولوجيا اللطافة.
سنرى دوما صور وزراء...
إنني حر تماماً، آه.. كلما زدنا معرفة زدنا معرفة بجهلنا أضعافاً، لذلك تبدو لغتنا مفككة، إنني حر تماماً، يمكنني أن أقسم هذه الجملة لخمس فلسفات ضخمة وعظيمة على مر التاريخ: (أنا) ، (حر) ، (تماماً) ، (أنا حر) (حر تماماً)، يا للعنة، يا للعنة أن تدرك بأن جملة بسيطة كهذه الجملة هي أعقد مما يبدو عليه...
ما أتعس من تتكرر أيامه كربة منزل، من تتلاشى ساعات حضوره في الوجود بلا سعادة، المتأكد دوما بأن أسوأ شيء لم يحدث بعد.
بعد ثلاثة وخمسين عاماً، اكتشفت أنني ذلك الشخص. ثلاثة وخمسون عاماً، كان كل يوم يعتبر نجاة من الأسوأ. ولذلك لم أفكر سوى في سعدية، في ضحكتها الطفولية، تأوهاتها الساخنة كفوهة...
نعم إنني سيناريست فاشل
لقد نعتني بذلك وهو يلقي بالأوراق في وجهي ويصرخ دون أن يحترم سني "إنه السيناريو الرابع الذي لا يلبي المعايير الفنية..أنت تضيع زمني.. ثلاثة أشهر وأنا أنتظرك ثم ترسل لي كل هذا الهراء"
ولأن صراخه غير المحترم امتزج بغضب حقيقي، فقد جعلني ذلك أتلجلج قليلاً في الرد عليه رداً...
وتعبر فردوس بفردوسها، فيتبعها الغرميط، ويدعوا الله أن يحفظ قلبه حين يرى ما ينكشف من قدمها الأحمر كلما مشت مشيها البطيء..
"وعدي ويا حيرتي"، يهمس لها وهو يسير خلفها مجتراً قلباً دامياً، فتتعمد هي ألا تلتفت وراءها.
وتزيد من بطء سيرها ليرى حركة عجيزتها فيموت كمداً..
وهي ترسم ابتسامة تخفيها، تهمس...
حبك ترف..
كإبراج البنوك العالمية، التي يجلس تحت قعرها متسول عجوز. فهل سيحلم أن يكون مالكاً لها أو مديراً لها، او حتى موظفاً يرتدي ربطة عنق سوداء ليعد رزم المليارات دون أن يملك سوى راتبه الشهري الضئيل؟
حبك ترف..
لأنني عالق في الهنا..كجبل صنعته حركة الصفائح التكتونية..فتخلق ثم برز فجمد في المكان...
إنني موجود -حتى اللحظة- في هذا الكون، ضمن كتلة ثقافية. لكن هذه الكتلة ليست الوحيدة في البناء، إن كل كتلة ثقافية تتجزأ إلى كتل أصغر. هناك كتلة ثقافية إنسانية..وداخلها كتل صغيرة، تتوزع متجاورة أفقياً، او تتراص رأسياً.. تتباعد أو تتقارب أو تتنافر ولكنها دائما داخل الكتلة الثقافية الإنسانية. الفرق...