د. أمل الكردفاني

تبختر القائد ومن حوله جحافل الجيوش.. يداه معقودتان خلف ظهره ، أنفه شامخ ، خطواته بطيئة ورشيقة ، حذاؤه أسود لامع ، تتدلى النياشين والأوسمة من قلبه متلألئة كمجرة وليدة. أااااااااا...صفا... اييينتباه... تدق الطبول .. وتواكبها أصوات الساكس المزعجة .. وعلى الجوانب يتراص الجنود فيعبرهم القائد العظيم...
تقبع السادية في العمق المظلم للوعي الذكوري ؛ السادية التي تنشيء انفعال الرجل بألم الأنثى..اتضاعها الأنوي ؛ ثم غيابها تحت سيطرة القضيب الذكري (الفحولة). تتجلى هنا ألوهية الذكر في قدرته على الإيلام..وهذا الشعور بالعظمة هو شعور ينطلق من احساس عميق بالاغتصاب الذاتي للذكر عبر الأنثى. الذكر يتخيل...
"سوف تدخل آلاف المعابد ولن تجد داخلها سوى بشراً ، مع ذلك فسوف تذهب لأيِّ مكان على هذه الأرض وستجد معبداً". . . . من ألاعيب الكهنة في مصر القديمة ؛ أنهم وضعوا أقنعة للآلهة. والملك (أو ما أسمته التوراة إيهاماً بفرعون) كان مقدساً ليس كإله مباشر ولا كابن بيولوجي للآلهة وإنما كمن حلت على جسده...
قبل كل شيء: لا يوجد حزن في هذه القصة.. وكل المسألة أنني قررت أن أجذب المكتئبين اكتئابا مزمنا لقراءة هذه القصة ، وكذلك الذين كلما رأيت وجوههم أحسست أنهم يسحقون بأضراسهم كتل الملح ولديهم صداع نصفي.. أو إمساك ناتج عن سوء هضم الواقع. والغرض من جذب هؤلاء غرض إنساني نبيل جدا وذلك حتى يفهموا الحكمة من...
إن الحد أو التعريف هو أب العلوم..؛ وكلمة أب لا تعني السببية التوليدية كما كان ينظر للفلسفة كأم للعلوم. في الواقع الفلسفة وغيرها من علوم طبيعية وإنسانية مادية أو ميتافيزيقية ليست أكثر من حفريات مستمرة للكشف عن حدود الوجود وموجوداته عبر وضع تعريفات تستند إلى عناصر أو خصائص أو ما يسمى بالعرض...
مايا لم يرها أحد وجها لوجه كانت تظهر في الأفق ترتدي ملابس الباليه.. تطير كفراشة بدون أجنجة تقفز من ناطحات السحب .. تتشقلب في الهواء... جسدها لدن ومرن والناس يشاهدونها من بعيد يراقبونها بإعجاب.. يتمنى الشباب أن تحبه لكن مايا تعيش عابرة بقفزاتها البهلوانية فوق الأبراج العالية وناطحات السحاب وأعمدة...
الشخصيات: زويا النادل أبيلاي سيلاسي الضابط فرد الأمن الأول فرد الأمن الثاني الضابط الأصلع جمهور خمسة مجرمين صوت رئيس الوزراء صوت شخص بالدفاع المدني الفصلُ الأوَّل المسرح: "خمَّارة شعبية ؛ على اليمين مقاعد وطاولات وعلى اليسار يواجه الجمهور بارٌ بدائي وخلفه تتراص أرفف عليها زجاجات الخمور. في...
"هناك شيء يأخذ مجراه" يقول (كلوف) ، لمخدومه هام. تنطلق مسرحية لعبة النهاية لصامويل بيكيت في مجراها السرمدي..اللعبة التي لا تبلغ نهايتها أبدا.. وكعادته يخرج المتفرج من مسرحيته وقد استنزفت كل طاقاته الوجودية وألقت به في برودة الموت الرمادي. بيكيت الذي لم يتوقف أبدا عن نواحه العدمي يلقمنا كتل...
سكبت عليه زوجته جردل ماء وهي تصيح: - قم إلى عملك يا كسول...هل ستطعم أطفالك من صينية أحلامك الليلية... نهض مفزوعا .. وخلخل شعره الخفيف بأصابعه النحيلة وهو يلهث ثم قال بخوف: - يمكنك أن توقظيني بطريقة أقل وحشية من هذه.. غرزت قبضتيها على خصرها وقالت بغضب: - فعلت كل ما هو مهذب لتنهض وأنت لا تستجيب...
كان طابور السيارات طويلا جراء أزمة في البنزين. درجة الحرارة تجاوزت الأربعين ، واضطر السائقون لإطفاء الماكينات والتكييف حتى لا يهدروا ما تبقى من وقود. الصبية المتسولون يظهرون أمام نافذة السيارة ورغم طردهم تجدهم يقفون مرة أخرى كذبابة لحوحة. رجل سمين مسح صلعته المتعرقة بورق صحيفة كانت في يده...
دعِ الكأس دعَّاً إن دنا لا تُباعدِ = ورِقَّ بنهزِ حبيبٍ لم تواعدِ تضمُّ حياضاً لمْ تذق لها = وطأ المياسمِ من عناقِ الأماردِ تلوَّنَها خفرٌ ومن دعجِ مقلةٍ = أنارت بها ليلاً طريدَ الشواردِ صبا القلبُ إن تصبو ودونها = همسٌ رشيقُ الحرفِ حُرُّ التواردِ ترانا جِثاما ليسَ في الطرفِ رفَّةٌ = خشوعاً...
ربما لم اكن محظوظا عندما كانت أول قراءة لي للنقد الأدبي لناقد بروفيسور بإحدى الجامعات الأمريكية -ربما سأتذكر اسمه وإسم كتابه القيم فيما بعد - وسوء الحظ يكمن أنه بدلا عن منحي إجابات لتساؤلاتي الكثيرة حول النقد فقد أعطاني إجابة واحدة تتمثل في أن النقد مسألة شخصية ونسبية. وهذا ما كنت أرغب في تجاوزه...
انتقلت الفلسفة من السرديات الكبرى ؛ إلى فلسفة الشذرات ، وإن كنت ارى أن المسمى الأنسب لها هو فلسفة التشتت ، دعنا مثلا نتناول بعض المطروقات (وليس الموضوعات) بحسب المؤلف (والذي بات غير مقتنع بوصفه كفيلسوف كما صرحت أرندت بذلك): تناول فوكو تاريخ الجنون ، المعرفة والسلطة ، المراقبة والمعاقبة ،...
قبل حوالى 700 عام من الآن كتب محمد بن أحمد بن بن جزي الكلبي الغرناطي كتابه الشهير القوانين الفقهية. وهذ استخدام قديم لكلمة قانون عند فقهاء المسلمين مع ملاحظة أن الكثير من الشيوخ المعاصرين رفضوا كلمة قانون واعتبروها تغريبا للإسلام واستبدلوها بمصطلح "الشريعة الإسلامية". بحسب قراءاتي لأمهات الكتب...
لا يمكنك ان تلتقي بذي لسان عذب كهذا العجوز ؛ كانت عيناه رماديتين بنقطتين من المياه البيضاء وأنفه مقوس كظهره ، لديه شعيرات بيضاء خفيفة فوق صلعته المكرمشة. لقد أوقف سيارته ليقل عشرينية تنتظر زبونها في الشارع ، وكان على برغوث أن يحشر أنفه فاقتحم السيارة وجلس في المقعد الامامي مناديا الفتاة التي لم...

هذا الملف

نصوص
932
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى