صلاح عبدالعزيز

مهداة إلى محمد بن الأمين الفنان التشكيلى والشاعر الليبى * القصيدة الأولى فى الصدأ فى الصدأ أى شيء يكون لا نراه والأصدقاء الذين عادوا بكثافة من الماضى يظلون بلا حياة ولا غيرهم يأتى على كل حال المرايا لا ينبغى أن نردها لحائط فى الصدأ العالم يأتى بما لا نحب والصفائح المعدنية قلوب تنزف كتاريخ...
سأشتاق حتما للسانك الطويل إننى لا استحق بعدك أن أخرج من شرنقتى أعنى فكرتى فى امتصاصه كلما خرج من تلك الحديقة ولك أرض أيضا كيف تبعدنى أنا صاحب محراث سأدنو بحذر فى شقوقها ذلك الخد الناعم أنا من مسحته بيدى فأصبح زلقا . أبعدتنى وقربتنى التناقضات ما لم تكن نظرة الحياة منك لك جبال شاهقة ونهر ولى...
يموت قائد عظيم ويولد قائد عظيم وما بين العظمتين خمسون عاما فى التيه الصديق الذى يسمع مراثيه وهو حى له عام آخر وربما آخر وربما آخر سيستمع إلى مائة مرثية ثم يفارقنا ساعتها فقط مرثياتنا ستكون صدئة من نقلوا الحجارة للوادى وبنوا البيت المكعب ينهضون ويبنون عدة بيوت مكعبة أخرى على وشك الوصول كوكب...
ستأتى النهاية عندما ترتصف السيارات فى مدار واحد لا تقلقوا الآن هذا بعيد جدا تغلبوا على مشاكلكم الصغيرة الخبز أولا الخبز ثانيا الخبز ثالثا ليس هناك شيئا غير ذلك ومع ذلك هناك ثورات لصانعى الخبز ماكينات الخبز نفسها ستثور حيث لا راحة بسبب أولا وثانيا وثالثا ليس هنا إنما فى شارع مجاور به ثورة جياع...
الرجل الصينى والرجل الشبيه والرجل الذى لا هو أصفر ولا هو أبيض ولا هو أسود سيحتفلون ويراق نبيذ كثير فى كل مكان لغيابهم عن الحفل نهر ما سيجف تماما ومع ذلك لا مشكلة فى هجرته إلى بحيرة صناعية كبيرة نيزك ما صنعها وهناك مياه كثيرة حيث لا عطش ستسقط السماء فى البحيرة حيث تقل الكثافة إنه الربع الخراب...
احذروا ستسقط طائرة فى سيبيريا دون أن يدرك العالم أن ريشة فى المراجل البخارية سبب السقوط وأن عاملا فى مصنع التبغ مات بالسرطان فى التغير المناخى تهب الطبيعة دون أن يدرك الإنسان سبب تلك الحرب سبب تلك المجاعة فى أفريقيا وأن ماء المطر لن يكف عن إلقاء الجثث فى القاهرة والخليج بئر بترول فقط حفنة...
لدى أماكن عديدة لقضاء الكريسماس لدى بئر ينتظر اخوتى ولدى حريق فى صفيحة قمامة فى استوكهولم لدى محراث فى اليمن ولدى صديقى عدنان فى ألمانيا أى الأماكن أقضى الكريسماس فى روضة الرب فى الكتب أم على مكتب منكبا لكتابة قصيدة ترثى العام القديم كيف أكتب أمنيات جديدة وكل الجيوش معبأة والحدود مغلقة على...
أنا رجل يقتله الميكروفون والزعقات ألملم نفسى وأتكور بعيدا عن الأصوات الصاخبة ككرنبة تتكور على جوهرة وأقرأ قصائدى انتزع الزائد فى القصيدة وأعطى لها وقتا قبل محوه تظل الكلمات الزائدة مصدر قلق تعود كما كانت للداخل وتظل هناك تظل إلى أن تتلاشى أحلم بأن العالم حديقة يمكن أن تزرعنا من قارة لأخرى...
لها آخر الضوء ما يتبقى طيوراً على حافةِ القلب تنهمرُ الساعةَ ، الدفءُ يخرج من بابه اتسعت ساحة الوقتِ للأمنيات ، وعششَ فيها النهار لإيقاعه اخضرت الأرض وسط حقول النجوم . أنا كلما استيقظَ القلبُ رحت أعد المدارات أسأل : أىُّ مدارٍ يقودُ خطايا إلى وجهها .. أيهذا البريق على سغب نبدأ السير نكتشف...
كلما جالستُ شخصا أجدنى مكانه إذا بكى بكيت إذا ضحك ضحكت أجدنى فى وجه هذا الشخص فى قلبه فى لسانه أجدنى هو وأجالس نفسى تحدثتُ معى مرة عن الحب وجدتنى بين مرأتين جنة ونار فى الصيف أدخل الجنة فى الشتاء أدخل النار وأعود كعنقاء هو الحب هكذا مرة جنة مرة نار لا تأخذ شيئا مما تحب أعطه ما يحب النار...
جسدٌ على الصحراء ينمو قلت هذى الظلمة انقشعت ولاحت فى الرمال خطىً فتابعت الخطى ألفاً من الأعوام .. ـ مَنْ .. ؟ * خلق بدائيون ينحدرون من أعلى خلال الضوءِ ينتعلون دنيانا فنصحو حولنا الحَلفَاءُ والغجرُ المقيمونَ اختفوا ظلت طواطمهم تراقصُ فى الندى أطفالنا . * ضوءٌ...
يسرنى استنفاذ رغباتك حيث تبقى هادئا طوال اليوم لا تطلب غير كوب شاى . ها أنا أخلع ضلفتى الباب لجيران يتوهمون أن علاقة تمت يباركهم جرس باب صدئ ويتركون بعضا من مدخراتهم على السرير . السرير مرتب بعناية لدرجة التقزز ما الذى حدث البارحة أيقظنى غطيطك عيناى متورمتان لم آخذ كفايتى من النوم والنهار حاجزٌ...
عندما وجدتنى وحدى دخلت نفسى أشياء احتفظت بها منديل دخل مرة علمنى كيف أصافح النساء كيف أقول لهن الكلماتِ الجميلةَ مثل : صباح الخير مناديل النساء دائما معطرة - المقطع السابق ليس شعرا ليس شعرا بالمرة - ما الذى يجعل الشعر شعرا - أن يلامسك فى مقتل هكذا قُتلتُ بمجرد الملامسة وكلما أحببت أشخاصا...
أخطأتُ من شدةِ الفرح ** كلما أمكن تصعد الجبل لا تنحنى .. كلما أمكن تلوذ بالتجاويف تختفى .. كلما أمكن عن أعين الصيادين .. هم بين الصخور فى حبيبات الرمل لا تنحنى ولا تسلم نفسك بعند وكبرياء .. وفى السهول بين الغزالات تلبس جلدها وتلوذ بحماها .. هى أرضعتك فتوحشت سيداً فى البرية وبعيداً عن أعين...
-4- ( أول السفر .. آخر الوداع وما حلَّ بى من محنةٍ فهى مِنـحةٌ وقد سلمتْ ، من حلِّ عقدٍ ، عزيمتى فكل أذىً فى الحب منـكِ إذا بـدَا جعلتُ له شُـكرى مكان شـَكِـيَتى سيدى ابن الفارض فرحتى يا أحمد بين يدى ميتة أحمد .. ضوئى الأول وعيناى التى أبصر بها العالم .. ما كان سهلا أن تموت فرحتى وهى لم تبدأ...

هذا الملف

نصوص
215
آخر تحديث
أعلى