صلاح عبد العزيز - لمسيح بورسعيد*..

أنا رجل يقتله الميكروفون
والزعقات
ألملم نفسى وأتكور
بعيدا عن الأصوات الصاخبة
ككرنبة تتكور على
جوهرة
وأقرأ قصائدى
انتزع الزائد فى القصيدة
وأعطى لها وقتا قبل محوه
تظل الكلمات الزائدة
مصدر قلق
تعود كما كانت للداخل
وتظل هناك
تظل إلى أن تتلاشى
أحلم بأن العالم حديقة
يمكن أن تزرعنا
من قارة لأخرى
بجذور متنقلة
يمكن أن نعيش
من أصيص لأصيص
نحن نرعاه
رمى حذاءه
قلت ألبسه
وعندما صار فى قدمى تفتت
عدة كيلو مترات
صرت حافيا
وكلما مشيت
ترفرف علىّ السعادة
تراوغنى فتنتها
ولا أتوه
ومع ذلك
لى مع الحزن تاريخ طويل
ولكن عندما أتذكر الموتى
عندما أعرف
أننى راحل
يخف حزنى
وأعلم أنها هناك
الأمر لا يتعلق بى كثيرا
لا يتعلق بى على وجه الاطلاق
لمسيح بورسعيد *
لحلم يمشى على قدمين
لشجرة تموت واقفة
ومن جديد ستخضر
لصبى فى الستين
لعنقاء فى الكهولة
يحمل خشبته
ويمضى
صلاح عبد العزيز - مصر

* مسيح بورسعيد : الشاعر أحمد عبد الحميد


صلاح عبد العزيز


3

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى