فتحي مهذب

صور معقدة التركيب وشديدة التكثيف السطر الواحد والجملة الواحدة عالم محتشد سريالى فى مقاطع شبه مهندسة تدور كالرحى ما بين الماضى والحاضر دورانا سريعا عبر مقطع ومقطع وكأنما الشاعر يدخلنا إلى العالم الكابوسى المستمد من تاريخ الإنسان فى كل العصور والغرق فيه حيث لا حلم بل هاويات وموتى جدد يعملون بدون...
جلس بجوار ضريحها مطأطىء الرأس غاطسا في عوالم لامتناهية من الذكريات العذبة التي كانت تربطه بها. أحيانا يهز رأسه نحو الشاهدة ليتملى تاريخ وفاتها وميلادها اللذين لا يمثلان سوى قطرة صغيرة في نهر الصيرورة الهادر. كان يردد بصوت متهدج العمر قصير جدا. طفرة عابرة. الإنسان لا يساوي شيئا أمام عظمة الزمن...
الذي كلبلابة يتسلق سياج روحي الحديدي.. الذي يمنحني باقة تجاعيد وهدايا نادرة جدا.. ( أياما متخمة بالمازق.. أيقونة أضيق من عنق الزجاجة... واقية صدر هشة لأحمي زجاج صدري من رصاص الموتى.. من نباح نهديك المتوحشين.. تماثيل صغيرة لطرد الأشباح من مؤخرة الروح الذي يملأ سلاله المثقوبة بفستق الغياب.. الذي...
دم خومبابا على حجر أشوري.. آلهة في عربات مصفحة تبحث في غابات الأرز عن جلجامش وأنكيدو تسبقها طائرة استطلاع في سماء المخيلة.. قردة وجواسيس مقنعون.. مسلحين بهواتف ذكية.. هراوات جلبوها من كهوف.. طيار يطعن أنكيدو برمح حاد.. يجر جثته راهب براقماتي.. بينما جوقة نسور تتطاير وراء نعشه.. جلجامش مع أرامل...
أمشي على فصوص عيني.. حزينا مثل عبد حبشي مصفدا بسلاسل حتميات .. القرى نائمة .. الطائرات العدوة ترتاح فوق منصة صدري .. للنار الصديقة مذاق الحنطة .. تشرب الأرض نبيذ الدم.. غير أن النوافذ مرصعة بالفهود . #### لا تثريب عليك يا صرار الليل العدمي.. الموتى أرهف سمعا من الأحياء.. لماذا آخر الليل تلبس...
إرتعدت مفاصلي بعد ركلة مروعة من حوافر الشك الجامح كما لو أنه ثور مجنح يهشم أقفال الرأس بمرونة فائقة ويصب بنزين الأسئلة في قلعة الرأس المسيجة بأليغوريات معقدة ثم يضرم النار في برديات الروح الهادئة. لم أسلم من عضة النهار السامة المكرورة. حيث تتناسل خفافيش بشرية قرمة مهووسة برائحة الدم وشن روائح...
يا رب لماذا خلقت النهار على شاكلة عزرائيل ?.. لماذا ألبت شياطينك المتعفنة .. لتسفك دمي النادر? وتمثل بجثتي أمام عينيك شبه الناعستين ?.. لماذا خلقتني عربيا هشا مهزوما مكسور الخاطر ?.. وملأت بيوت جيراني بالجنود والمجنزرات.. لماذا الحرب والقتل والجريمة مفردات مريرة.. تنبت جوار بيتك الآهل بالخنازير...
حلقوا شعر رأسها المليئ بالكدمات .. أدخلوها إلى غرفة العمليات مثل كائن هلامي على حمالة متحركة.. يتجاذبها قطبان متضادان الضوء والعتمة.. يلاحقها ذئاب المحو بمخالب حادة جدا..عيناها مصوبتان إلى عيني الملطختين بحبر غيمة كثيفة من الهذيان.. تقول عيناها : يبدو أن العدم أقوى جنودا وعتادا من معسكر...
إنتهى كل شيء قائد الأوركسترا مات رميا بالرصاص.. الكراسي بيوطوبيا الفراغ.. الإوزات البيضاء بركلة النسيان.. الوردة بشوكة لص براقماتي.. السهل النائم بصواعق المزارع.. لماذا تشتعل نبرات المعزين.. في الظهيرة؟.. لماذا يصطفق القمر على ظهر الأسد؟.. ويزأر الغائبون داخل معطفي القطني؟.. الذين فروا بذكريات...
لم يعد الينبوع الى البيت.. لم أفسر للنافذة صرير مفاصلي.. لم يختلس فواكه مخيلتي سنجاب أحمر .. بل يد مسلحة بفأس تقطع البراهين .. والأغصان التي ترفع الضباب.. لم تفتح غزالة فمها لتهدئة الخواطر.. لم أستسلم لزئير الأضداد.. لن أكون رهينة في باخرة عمياء.. سأقاتل من أجل وطن الكلمات.. لن أناقض مرآتك...
إلى ناجية حاول طويلا ولم يفلح.. حاول اختلاس قوس قزح من أعلى شرفة كتفي.. هذا الممل الذي يرن تحت جلدي المغضن.. مثل أفعى مجلجلة.. هذا القناص الهابط من تلة الميتافيزيق.. هذا المتقمص دور العاصفة والطوفان.. مهرب الزلازل للجزر النائية.. لا يحلو له غير ايقاع الجنائز.. الأشد سخرية من لوقيانوس...
- أعرف ناسا كثرا في مدن بعيدة.. ينامون في الهواء معلقين مثل نجوم ثاقبة وفي النهار يتبخرون.. أزورهم في النوم بمنطاد خارق.. أصطحب تمثالا خسر يده بعضة تمساح.. خيميائيا يطبخ رموزا وإشارات في إناء هلامي.. حصانا ضحوكا أهديه إلى أرملة تنتظرني في أرجوحة سماوية.. نتبادل كتبا وهدايا فاخرة.. لا نهبط...
سأوقظك يا شجرة الكريسماس. لأنك تنامين في الحديقة مثل قط مدلل.. ولا تبالين بنباح أصابعي .. وكدمات روحي المتعبة جدا.. سأحملك إلى الكاتدرائية آخر السنة سنصغي إلى كلمات الرب.. ونرد التحية على أيقونة المسيح.. سندعو الجنود إلى الصلاة ومقاطعة الحروب الوحشية.. سنعمد الطيارين بماء اليقين ونربط الطائرات...
الولادة غربة وعبث مكرور والجسد مأدبة لديدان الفقد القرمة وفي آخر النفق يد غائمة تلوح للعابرين. ونباح متقطع لكائنات غير مرئية. بعد رحيل جميع العائلة لم يبق غير(م) وقرده الذي يقاسمه العيش تحت سقف واحد. قرد مبهر له قدرة فائقة على إدراك الأمور واستيعاب الإشارات الخفية لتقاطيع وجه صاحبه بله صديقه...
الرب لم ينم منذ ملايين السنين.. يلاحقني بطائرة نفاثة لتسليمي فورا الى خازن النار.. لأني صنعت من قصائدي حجرا يشبه (هبل).. عبدته أنا وسكاني السريين بجوار برج مراقبة (بالحيرة ) . ########## الحديقة في اضراب جمالي لأن ملاكا متسكعا مات منذ أسبوع وزفرتين.. على سرير وردة دائمة النسيان . ###########...

هذا الملف

نصوص
848
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى