فتحي مهذب

- الحياة مهبل كبير.. نسقط منه مثل صيصان هشة.. في غابة مليئة بالثعالب والمصادفات.. *** - الله يخطط لقتلي.. سيقطع لساني بمقص حلاق سيء السمعة.. سيرسل تنبيها أخيرا في حافظة نقود عزرائيل.. ربما وصله بريدي الليلة الفائتة.. لما اتهمته بالسخرية من ذقن العالم قتل الأشياء الجميلة بدم بارد . ربما لم ترقه...
* شهادة أعتز بها كثيرا من لدن الدكتور مؤيد عبد الله الجبوري. ( أنت بورخيس العرب بامتياز. وشعرك أكثر صفاء من شعره. وخيالك يفوق خياله بمسافات كبيرة.) أسد مكسور الخاطر . لدي غراب يتنقل بسهولة من ربوة كتفي إلى شجرة النوستالجيا .. لدي سبعة عشر فهدا لحراسة مخيلتي من لصوص الليل ...
إلى الشاعر المرهف فتحي مهذب استمتعت جدا بترجمة هذا النص الجميل مع فائق احترامي (إبراهيم جانكير ) تمثال الأرمل كلما تساقطت الثلوج سارع الارمل إلى جمع قوالب ذات نتوءات وأشكال بدائية ثم يشرع في نحت تمثال على هيأة زوجته الراحلة يتفنن في تشذيب ملامح وجهها كما لو أن روح...
أمشي بين شجرتين.. تتفاوضان بالاشارة.. بين بلبلين غريبين يترجمان شذرات من كوميديا دانتي.. لصديقتي بياتريس وهي تطارد صقرا من البلكونة. **** ظلي يفسر برتقالة.. يصغي الى زقزقة نهدين ينخفضان .. يرتفعان.. أرشق ضبابي اليومي بدموع متصوف . **** ذهبنا الى النار على أطراف هواجسنا.. جلبنا هيكلا عظميا...
يا رب أيها الجميل الرائع.. أيها المتشقق مثل بوابة كهف مهجور.. أيها المسن المليئ بالتجاعيد والشامات.. الذي خربت سترته الأنيقة خرادق القسس.. الذي أتعبته تنظيرات الفقهاء.. صانعو الأديان البراقماتية.. قرقعة تفاسير العميان.. في هذه الساعة تحديدا.. الثالثة صباحا.. حيث تضع النكسة بيوضا عربية في الأحراش...
الى المدرسة يشيع التلميذ الضرير المطر. ************ طلقة طلقتان عش اليمامة يسكنه العنكبوت. ************* لا طريق الى الوردة البابلية سوى النهوند. ************* بعد يوم قصير عاد كل القطيع الى اللوحة الحائطية. ************* على مقعد الريح ها هي تهبط في الحديقة غيمة معتمة. *************...
هذه الليلة سأخفي نجمة تطاردها شجرة اختلسوا رضيعها في غارة .. تبكي أمام بيتي .. تزرب دموع زرقاء من كتفيها.. تناديني باسمي السري... - أرجوك رد لي فلذة كبدي.. - لست حطابا مغوليا سيدتي.. - ثمة دركي أسفل الوادي يحرس الينابيع والأشجار الحزينة.. هذه الليلة سيزورني السهروردي في منطاد.. سيقاسمني تبغي...
منذ خمس سنوات ونيف وبسرعة نيزك طار الى العالم الأخر مخلّفا غابة عملاقة من شجر الصداقة الأبديّة تحترق في أوساع قلبي.اتّشحت سماء روحي بالسواد حدادا على غروبه المفاجىء. وحاولت مرارا اقناع نفسي بحتمية الموت وبفعله في جوهر الأشياء. بعد ثلاث سنوات يمّمت وجهي شطر بلد شقيق لقضاء اجازة الصيف. وبينما كنت...
في الصيف أمشي على رأسي مقلوبا.. فارغة جمجمتي من البركات والمصابيح.. ملآى رقعة روحي بشوك القنفذ.. أفتح النار على نوح.. لأنه خائن وشهواني وممسوس.. مالئا مركبه الرجيم بالأقزام والقتلة والمرابين.. اللعنة على الطوفان.. في الصيف تتهدل الريح وتجف مثل شفتي عجوز في جنازة.. في الشتاء يفتح الرب متجره...
* رأسي قلعة مسحورة فر حراسها النائمون إلى لامكان .. *** لتهدئة السيدة الهلامية التي لا تنام أبدا .. مثل رضيع ضربته الحمى.. صنعنا خدعا كثيرة صنعنا الله لقصف العدم .. إرتكبنا قيامة اللاشيء .. أه أيتها الروح أنت كذبة كبرى مثل الله ومشتقاته. *** حواسي كلاب سلوقية.. عالقة في أفخاخ العادة.. سأنكل...
لو تنحني السماء قليلا لأرشق طيور الغيبيات بالحجارة. لو أركل النيزك الذي أخفى براهين المجرة.. لو أرفع نثر الربوة للغزلان الفصيحة. سأعتني بهواجس الأسد . أقول لوحوش النهار العدوة. سأقلم فرو لبدته بزئير أصابعي. لا يجلسن أحد غيري على أريكته الأثيرة. **** أيتها الحمامة المطوقة المفرودة الجناحين مثل...
تمر الذئاب تحت جفني بسلال الفاكهة.. أحرر الربوة وأعتقل دموع العذراء.. أقتل خفاشا بريشة أعمى.. وأجر النسيان إلى الوراء.. مثل فهد يسحب جثة النهار إلى قفص البهلوان.. نثركم خافت مثل عيون الموتى.. ويدي إوزة البلاغة.. لما قرصت الوعل طلع الليل من أظافر الأرملة.. لما مدحت القمر خانني هيكل الرب.. لما...
يمكن أن يقتلك الشعر.. يلاحق أطفالك بعربة نقل الأموات.. يمكن أن يطارد حواسك مثل خمس إوزات سيئة السمعة.. يمكن أن يهشم بيضة روحك بقضبان حديدي.. يمكن أن يأخذك رهينة في قارب سريع .. يغرد فوق كتفي قبطان ميت.. يمكن أن يتسلل من غابة رأسك ويقطع شحمة أذنيك.. يمكن أن يخطف أرانب صغيرة من عمودك الفقري.. يمكن...
بمنجل يدي اليمنى حصدت نهديها الثرثارين .. بينما يدي اليسرى تحدق في سنابل الشهوة المقطوعة حزما حزما.. على علو منخفض من ركبتيها.. بإصبعي الوسطى شتمت الحتميات وأصل الأنواع.. مشية النهار العرجاء كإوزة مسنة.. تجاعيد الساعات الهرمة.. إعوجاج ظهر الحقيقة.. العميان وصانعي مطرزات اللامعنى.. وبما أني الإبن...
نسيت مسدسي تحت ركبة الله المحدبة.. ورقم هاتفي في تنورته القصيرة.. وفي خزانته خبأت مفاتيح العالم.. خاتم عرسي الملعون.. خرقا ملطخة بدم الطمث.. لفظتها العانس السوداء من شباك الطائرة.. قتلت ملائكة وشياطين كثرا.. إختلست إوز السماء لأطعم ثعالب الفلكي.. وسخرت طويلا من بني الإنسان.. أنا إبن غيمة زانية...

هذا الملف

نصوص
858
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى