وهو يجرب لغة الطير..
تقليد أصوات الوحوش في العتمة..
مناداة الذئب الساهر في حديقة النوم..
قص أظافر الأشجار المهملة..
تأويل منامات البستان على ضوء قبعة (يونغ)..
هكذا طلقة طلقتان
أصيب بوابل من رصاص الخبل اليومي..
تقمصته روح تمساح أمريكي...
صار يكركر ذيلا راعفا بالشتيمة..
مزدانا بتاج من الذهب...
ذات يوم
سنختفي مثل فقاقيع هلامية..
تاركين أصواتنا معلقة على حبل الغسيل..
مثل ملابس شفافة في دير مهجور..
دموعنا في زجاجة ثمينة للغاية..
ظلالنا مندسة في عروق دوار الشمس..
تاركين أخطاءنا في قاعة الإستحمام..
قمح صلواتنا في عيون الصغار..
أجراس خطواتنا في المعابد..
سنختفي إلى الأبد..
تاركين الشمس...
سبعة أيام بأغصانها المنطفئة..
جميعنا يبكي هذا الكلب الأروع في العالم..
مات برصاصة قناص فوق الجسر الثرثار..
جميعنا يبكي ..
الزريبة والشياه التي يحرسها
من مكائد الذؤبان..
الشجرة المسنة من عبث الغراب..
الضرير الذي يقطع تلة عمره
على جناحي قدمين متلعثمتين..
بيوت الجيران المهددة بطوفان اللصوص..
القس...
فقدنا مراكبنا في براري النوم ..
فقدنا أسماء الله الحسنى في الحانة..
أصابعنا في الحرب ..
صرنا نكتب بدموع العين..
ونفسر سرعة النهار بقفزة كنغر..
ونخطط لاعتقال براهين المهرج..
بقضمة واحدة ..
بأسنان جنود المارينز..
سقط بيتنا مثل سفينة عذراء
في قاع عبثي ..
واغرورق ألبوم العائلة بأزهار الغياب..
فر أبي...
سأقترض عمودا فقريا من تمثال..
بما أن عمودي الطيني دمره نقار الخشب..
خانه التحديق في جبال الميتافيزيقا..
البواخر المحملة بزئبق اليوطوبيا..
التي تعبر ميناء رأسي باستمرار..
سأهديه إلى سنجاب جائع..
وأريح فراشات أعصابي من البكاء الليلي..
سأقترض عيني زرقاء اليمامة
لأرى سفنا معادية
تتخبط مثل هواجس...
لا رغبة لي في قبر
أوصي ثيران جارتي
بحرق جثتي ..
وضع رمادي في كيس على ظهر تمساح..
يعمل بوابا شرسا في نهر..
وفي الليل يهاجم راقصة الباليه..
يهشم زجاج مخيلتها الفاخر..
يطلي وجوه رهائنه بغباري..
بينما روحي الشقية في مكوك
صحبة دببة حزينة
تبحث عن فرائس في غابة
قوس قزح..
أوصي بقبعتي الى ربان سفينة...
إقتطاع شريحة من النوم
ورميها الى فهد سهران..
تلك مهمتي العبثية آخر الليل..
مديح بنات نعش
وتبادل الزيارات المفاجئة بين الأرواح..
والبكاء وراء تابوت نيزك ..
وإخفاء بريد طائر الفينيق
ذلك ديدن الفارس الشجاع..
إجلاء القتلى من معمعان الحرب
وإسعاد الجندي الوحيد الناجي
بمعجزة لا تتكرر..
بإسناده أوسمة...
** أحب الذئب الذي يقطف الاوزة
ويغدق النثر على الهضاب..
أحب الأصابع التي تمطر في الجنازة.
قبعة الكاهن العمياء.
الصلوات التي من قصب وندم.
الريح المكتنزة بالعرق والحكمة.
الذهاب الى الأفق لاسقاط الحتميات.
الصلاة في المغارة لتهذيب الأسرى
وايقاظ سنابل السحرة.
أحب التحديق في العتمة
لأن براهين النهار...
كوابيس المخلوق من النار والرماد.
** أحيانا تدق بابي شجرة..
تبدو متعبة جدا..
تكسوها كدمات زرقاء..
يلاحقها حطاب بفأس طائفي..
أجلسها على الكنبة ..
مثل أخت كردية مضطهدة..
منتظرا قدوم الصباح
لأقيم وطنا لأغصانها المنكسرة..
لتكون جنة عصافير الدنيا .
*****
أحيانا أشك في صحة مفهوم الروح..
أقول الجسد...
إعتنيت به طويلا مثل خادم متفان في معبد بوذا..
أقص أظافره كلما حاول الهروب إلى طبيعته الأولى..
إلى عشيرة الذئاب في المرتفعات..
وبعناية فائقة أحلق شعر إبطيه لئلا أجرح أحاسيس أطفاله القادمين ببطء من تقاطيع عموده الفقري..
أقوم بترويض وعول متناقضاته
في الخلوة..
لئلا يجن دفعة واحدة..
ويسقط مثل نيزك في...
ليس بسبب غيمة
محملة بحزام ناسف..
تطل من شقوق أظافري
مثل إرهابي خطير..
ليس بسبب سقوط الليل
مثل ثور نافق..
على بلاطة الجسر الخشبي..
ليس بسبب الخيميائيين الجدد
الذين يلمعون حذاء الرب
بمادة زئبقية..
ليس بسبب موت الوردة
بجرعة إضافية من ثاني أكسيد الكربون..
ليس بسبب صلاة الضفدع في المستنقع..
ليس بسبب...