عبدالعزيز فهمي

لم أجد على المائدة صحون الحلوى ولا كؤوس التهاني لم أجد فطائر أمي المعسلة لم أجد قهوتها وباقة الدعاء لم أجد فرحة الأطفال في لباسي ولا في كلامي ولا الأيادي البيضاء المخضبة بالحناء تمتد لي بالسلام لم أجدك في البخور لم تأتي لتفتحي ستائر عيني كي يَحُلُّ فرحا في بيتي ضياء عينيك فالعيد يا حبيبتي اليوم...
لولاكِ لأعَدْتُ الأمورَ إلى أولها كما كانت قبل أن تكون سأدَّعي أنني لم أكتشف النار بعدُ فأصطادك وحدك بين ملايين السنين وبكل فرح القرود حين تتزواج آكل لحمك النَّيِّءَ أتمدد على ظهري لا يهمني إنْ كانت الجاذبية ستسقط التفاحة عليَّ فتلك مشكلة الحمقى المصابين بالهوس الوجودي والذين يبحثون عن المشاكل...
الناس يا حبيبتي في الشارع يحملون قدرهم ويمشون على جباههم عَرق على ظهورهم صخرة سيزيف تتدحرج إلى الخصر تتسلق إلى الرأس وأنا هنا وحيد كوحدي أُرتق جِراحي كي أنسج لك فستانا مِنْ فَرح أعود عودة ولهان إلى صخرتي لعلي أوصلها إلى قمتي فأستقر كلقلاق في عش على مدفأة ثمل بعطر المسافات متعب بسر البدايات عاشق...
داخل دائرة الصفر تتمدد الدوائر أسئلة هجرتها الإجابات يا بيكاسو! لماذا أنا هكذا، في لوحاتك؟ وجه مكسر كقشور الرمان اليابسة، يدان مبسوطتان كالليل في النهار، أنف معوج كعكاز يبحث عن طريقه في الغابة، رِجلان مُقَوّسَتان كمناجل تحصد الأمكنة، لون ممزوج يشبه التقوى. الهوية مصلوبة على جدران التأويل فمن...
شِعْري توبةٌ وخطيئة فاختاري ما يجعلكِ القصيدة الوحيدة في ديواني دعي العناوين للهوامش لا تضعي الفواصل بين جملي ولا علامات التعجب حين تنط الدهشة من رموش عينيك أمام صوري اختاري ما يرفَعك أميرة الاستعارات في بساتين كلامي وسيدة ما أبوح به جهرا بين الربى حين تثمل الظلال تحت الدوالي وما أُسِّره حلما...
حُرٌّ كهذا الفراغ في سؤالي سجين كهذه الأرض في جوابك فلا تأمني لصراخ البحر حين ينادي ولا لخفقان قلبك وكوني جناحيْ لقلاق طيري كخفقة عشق في شراييني شيدي في عشك بسمة المطلق وكوني مثلي حرة في سؤالك كي لا تكوني سجينة كحزنك ولوِّني البرتقال بقبلة دثِّري جبل طارق بجمرة فها هنا تتعارك في شوقي طوائف نبضي...
لا يحِقُّ لكِ ما يَحِقُّ لكِ لا يحق لكِ أنْ تحذفي الليل من جغرافية سريري وعلى ما علق من حلم على وسادتي أنْ تبعثري النشوة في تضاريس الآه التي يتفجر بها صدري كلما اشتد الشوق إلى العناق أنْ تُبكي أزرار قمصاني قمصاني التي تنتظر أن تُقد "بهيت لي" المعتقة منذ أزمان ها أنتِ الآن بدون حق تدفنين...
عندما كنا صغارا لم نكن نملك مظلات كنا نحتمي من المطر بدعاء الأمهات الدعاء الذي لا يتوقف إلا بتوقف المطر عندما كنا صغارا كنا نحتمي من الطين بالمشي حفاة نخاف على الأحذية أكثر من خوفنا على الأرجل الأرجل إن جرحت تضمدها الأمهات تعود صغيرة تدغدغها اللمسات عندما كنا صغارا كل شيء كان ممكنا لا مكان...
على محيا دهشتي سؤال كيف تخيطين الماء بالجمر؟ كيف تحلبين من ضِرْع الريح جرارا من المطر تدربين نبض القلب على نغم الفلامنكو حين يستفيق من سكره السحر؟ ترقصين كالفراشات حول ضياء الشمع أرقص كالدراويش في السماوات السبع أدور ثملا بك تضحكين كالرعود فرِحة بالفجر أندهش كصغار النجم أرتمي شُهبا من الشوق...
كل شِعْري إن لم يرتديك لا يتشكل قصيدة... """" من الأرض أتيتِ مثلي... من صياح الديك من رائحة الخبز والزيت من الأرض أتيتِ مثلي... من صهيل الخيل ومن خطوط الحرث أتيْتِ وكُنْتِ ساقية في تربتي وكنتُ داليةً في ضفائرِ شعركِ وكنتِ عِطْرَ ترابٍ وكنتُ مَطًرا هادئا فوق زهورك وكنتِ كُوةً تطل على بسمة...
لا خيمة لقبيلتي من وبر الحنين ولا شِعبة لها من شعاب اليقين الأفخاد جف اللحم عن عظمها فوأدت نشوة الانتماء في متاهات الوهم باعت صكوك ولائها للفراغ فصارت قبيلة من هباء لذا من حق الشاعر العربي أن يصفع قصيدته يلقي بأبياته إلى البحر أو إلى الرمل ويعلن إفلاسه منه ومن حلمه كي لا يبكي على مستقبله في...
كيف أقرأ صباحك وهذا الظلام يشوِّش على حروف محياك؟؟ افتحي عينيك لتري ملح الدمعة الجافة على خدي تشقق شفتيَّ عطشا وأنا أسأل الفراغ لماذا القطار الذي ركبته لم تكوني فيه؟ لماذا لم يخبرني الرصيف أنك محوْتِ آثار خطوك عليه كي لا أستدل على حذائك؟ أخفيت عطرك بجلباب البعد الذي تمتهنينه وراء ستائر نوافذك...
ثلاثة نصوص لك I هل تخيلت أن تكون قصيدة في فم شاعرة؟ شاعرة تتقن النطق بأدوات الجر وحروف العلة تجعلك مضافا دائما إلى عطرها تضع خلف كل كلمة تقولها شرطا وقَبْل أن تقبل بك أغنية تضع جيشا من أفعال الأمر وسلة من بيض النهي وحين تشكل صورة لك من تضارب الأبيض والأسود حول أهمية الرموش في القصيدة تعلق...
لا تخف...! ما أنتَ سوى ورقة كَتَبتْ مزهوةً بحِبْرِ الزمن ما شاءتْ عليها أقلامُ القدر.. تسقط فتبقى ذكرى كما تبقى موشومةَ في الخريف على وجه الأرض ظلالُ الشجر.. لا تخف...! ازرع قبلةً على ثغر الصباح كل صباح ابتسم فما الحياة سوى دمعة عين ذرفتها السماء سهوا في بئر الذاكرة تذكر.. أنك جئت لتذهب...
كيف أستردني وأنا المتعب بصخرتك؟ الطريق إليَّ متاهات في مملكتك فدلني يا بحر على الماء في لُجَّتك لعلي أرتوي من عطش معرفتك أجد ما تبقى مني على شط وحدتك أتوحد في الزبد فأدعو لي لديك يا من يدرك أني من الشوق أتيه عن ظلي في ليلك ونهارك... عزيز فهمي/كندا

هذا الملف

نصوص
243
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى